أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التغريب والياس في قصيدة -يا صاحبي السجن- مفلح أسعد














المزيد.....

التغريب والياس في قصيدة -يا صاحبي السجن- مفلح أسعد


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5390 - 2017 / 1 / 2 - 00:11
المحور: الادب والفن
    


التغريب والياس في قصيدة
"يا صاحبي السجن"
مفلح أسعد
بعث الشاعر "مفلح اسعد" مجموعة من القصائد للاطلاع عليها، لن أقول لا أدري من أين يأتي هذا اليأس/السواد، فحاضرنا يبث السموم في الهواء، حتى بتنا نجدها في كل مكان، في البيت، في العمل، في الشارع، وحتى في أحلامنا، سموم تأتينا على طبق بهي مزخرف، إن كانت تحمل الفكرة الدينية أو فكرة الديمقراطية، فكلاهما مزقنا وشردنا وجعلنا نتيه في صحراء نبحث فيها عن ماء، لكن هيهات.
"مفلح اسعد" يستحضر القرآن الكريم في نصوصه، ولا يقحمه في النص الشعري ـ وهذا يحسب له ـ فيأتي التناص بشكل انسيابي سلس، يرفع مكانة اللغة وأيضا يقدمنا من الفكرة ويعمقها في النفس، يبدأ الشاعر قصيدته:
"يا صاحبي السجن
الليل طويل جدا
والصبح بعيد
يا صاحبي السجن
استبعد أن يسقى احد منكم ربه
الكل ستأكل طير الشدة من رأسه"
كلنا يعرف قصة صاحبي السجن في قصة يوسف، فأحدهما تأكل الطير من رأسه والثاني يسقي ربه، لكن الشاعر غرب الحدث، وجعلهما معا ينتهيان إلى "تأكل الطير من رأسه" وهذا التغريب للقصة يجعلنا نتوقف عندها، عن السبب وراء هذا السواد المطروح، يجعلنا نفكر فيما آلت إليه أحولنا، إلى أين نسير وأين وصلنا، وهنا تكمن فكرة الشاعر، في جعلنا نفكر فيما نحن فيه، فيما نقوم به، فيما نطرحه، وكأنه بتغريب قصة "صاحبي السجن" ينبهنا إلى ضرورة التوقف هنا، يكفينا ما وصلنا له، فالليل طويل جدا، والصبح بعيد جدا، حسم/قضي الأمر الذي فيه نستفتي.
ربط الحالة العامة بحالة خاصة جاء من خلال هذا المقطع الذي يتحدث عن الأسير الفلسطيني "سامر العيساوي" الذي أضرب عن لطعام لأطول مدة في تاريخ البشرية، لكي يجبر المحتل على اطلاق سرحه:
"يا عيساوي
أستيأس منك ولاة لأمر
وأستخلصك العداء لأنفسهم لن تبرح سجنك ما دام الأرباب هم الأرباب
فعليك سلام الله
الآن بلادك يحكمها ربان
رب يكتال لنفسه
ويسارع قبل نفاذ المخزون
والآخر يحتكر أسم الله
ويبث الفرقة والعصيان
ما أكثر آلهة الشعب
علمانيون ودينيون
علمانيون يهجون العلمانية
أحلام الطير تفوق ثقافتهم
والدينيون يدينون الحسنى
ويظنون السوء" إذا ما تمعنا فيما سبق نجد "مفلح أسعد" يتجاوز الحالة الفلسطينية منتقلا إلى الحالة العربية، فهو يجعل من "سامر العيساوي" الذي يعتبر طفرة في زمن التقهقر، والذي يعبر عن قدرة الإنسان على المواجهة والانتصار، جعل ما قام به "العيساوي" هباء منثورا، فرغم أنه فعليا خرج من السجن واستطاع أن يفرض صموده على الجلاد، إلا أن الشاعر غرب الحدث وقلب البياض إلى سواد، وكأنه بهذا التغريب يحذرنا من الانقياد وراء كل من الطرفين/الربان اللذان يبثان الخراب والدمار والقتل والتشرد في بلادنا، المدعان الفكر "الديني والعلماني" فكلاهما ربان، يبحث عن ذاته، عن مصالحه فقط.
إذن الشاعر يرى عبثية الفعل الايجابي، ويغرب/يجعل كل ما هو أبيض أسود، لكن في ظل هذا السواد، وفي ظل وجود الأرباب/الأصنام إلى أين نتجه؟ ومن يخلصنا من هذه الأوثان، ليجعل حياتنا بيضاء/سلام/أمان ورخاء؟
يجيبنا الشاعر على هذه الأسئلة:
"رحم الله الأرض
من أين سيأتيها النور"
قد يسأل البعض: هذه ليست اجابة؟، هذا سؤال وليس جواب، ونقول نعم الاجابة جاءت بهذا السؤال، ضمن السؤال، فليس من واجبات الشاعر أن يقدم الحلول، بل من واجباته أثارة الأسئلة، اثارة التفكير فينا، وعلينا نحن المتلقين التعب في البحث عن الجواب/عن الحل/عن الخلاص، فالنور/البياض نحن من يصنعه وليس الآخرين.
ونذكر هنا أن الشاعر لم يهمل ضرورة الإيمان، ضرورة التجاءنا إلى المخلص/إلى الله، فهو من سيمدنا بالرحمة التي نرحم بها الجهلاء.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب -رواية السجن الفلسطينية-
- الإنسان في رواية -وجوه في درب الآلام- مشهور البطران
- سخافات رجال الدين
- البطل لمطلق في رواية -الأسير 1578- هيثم جابر
- التعذيب في رواية -المسكوبية- أسامية العيسة
- السواد في ديوان -ترجمة مبعثرة للفرح- زياد شاهين
- بداية رواية السجن في فلسطين -المفاتيح تدور في الأقفال- علي ل ...
- جذب المتلقي في ديوان -بياض الأسئلة- سليم النفار
- قسوة المضمون في -الساعة الواحدة صباحا- مالك البطلي
- الصوفية في ديوان -كأنه فرحي- محمد ضمرة
- المعرفية التاريخية والجغرافية في -رواية قبلة بيت لحم الأخيرة ...
- المكان والإنسان في مجموعة -رسول الإله إلى الحبيبة- أسامة الع ...
- من يحترق فلسطين أم إسرائيل؟
- الغربة والوطن في قصيدة -أبحث عن وطني في وطني- نزيه حسون
- المدينة والمرأة في ديوان -صورة في الماء لي ولك الجسد- سميح م ...
- النص الساخر في قصة -النباح- عصام الموسى
- الحيرة في قصيدة -حرف على الهامش- وجدي مصطفى
- النص الجديد في ديوان -بائع النبي- سلطان القيسي
- الابداع والتألق في ديوان -المسرات- مازن دويكات-
- روح الشباب في قصيدة -جنة الله بقرار ثوري- مصباح حج محمد


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التغريب والياس في قصيدة -يا صاحبي السجن- مفلح أسعد