أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الانحياز للجماهير في مسرحية -حدث في جمهورية الموز- بدر محارب















المزيد.....

الانحياز للجماهير في مسرحية -حدث في جمهورية الموز- بدر محارب


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5422 - 2017 / 2 / 4 - 03:00
المحور: الادب والفن
    


فاجأنا ايجابيا "بدر محارب" في هذه المسرحية، مستخدما الفانتازيا كتعبير عن غضبه مما يجري في دولنا، والكي يتملص من الرقابة المحلية غرب تسمية الشخصيات وجعلها اسبانية تشير إلى مكان غير منطقتنا، ولهذا اعطاه هذا التغريب مساحة أوسع للنقد وللتعبير عما يحمله من حنق على واقع القمع والاضطهاد في منطقتنا.
المسرحية تتحدث عن خطاب سيلقيه الرئيس أمام الشعب، فيطلب من مساعده "رافاييل" أن يقرأه أمامه، يبدأ "رافاييل" بالقراءة ويأخذ الرئيس بشطب وحذف ما لا يحبه من الفاظ وكلمات وعبارات،
"الرئيس:ـ شيء جميل أن نذكر شهداءنا... ولكن ليس في هذه المناسبة... الشعب سعيد ومبتهج ولا نريد تذكيره بالشهداء والدماء التي رووا بها تراب الوطن...أليس كذلك؟
... اشطبها أيضا .. كلمة الأعداء
رافاييل:ـ أيها الشعب الحر الأبي:
هدفنا ... سعادة المواطن، وعدالتنا لا تفرق بين الغني والفقير و..
الرئيس: ـ توقف ..توقف
عدالتنا معروفة فلا داعي لذكرها ... فقد يعتبرها البعض تبجحا...اشطبها وأشطب الإشارة إلى فقر مواطنينا." تستمر عملية التعديل في الخطاب على هذه الشاكلة حتى ينهي "رافاييل" منه، ويقدمه للرئيس الذي بعد التعديل فيكون بهذا الشكل الساخر والهزلي:
"الرئيس:، ... إنه اليوم نحتفل فيه بالذكرى السنوية للنهب والسرقة والتطاول على المال العام. لا كرامة اليوم لشعبنا الحر الوفي... الذل والمهانة لشعبنا الحبيب والمجد والخلود للجبناء.. هدفنا سعادة المواطن الغني وفي نهاية خطابي هذا، أقول لكم خبتم وخابت مطالبكم وعليكم لعنة الله يا رعاع." ص16و17، بهذا الشكل الساخر يقدم لنا المؤلف ما يقدم من خطابات للجماهير، لكن الجماهير المتخلفة والتي يقبع تحت نير الجهل والقمع والفقر نجدها تتفاعل مع الخطاب بهذا الشكل: "تصفيق وهتافات الجماهير" ص17، فانتازيا مجنونة يقدمها لنا المؤلف بهذا المشهد لكنه لا يكتفي به، بل نجده يتوغل اكثر في مشاهد القمع التي تمارس في منطقتنا بحيث تبدو خالية، لكن من يعيش في دول الطوائف يتأكد بأن هذا هو الواقع الذي يعيشه كل مواطن حر .
"الأول (الطاولة2) :ـ ومنذ الصباح الباكر.. جاءت سيارات البلدية وهدمت حديقة منزلي بالكامل.. وأزالت معها جزءا من سور المنزل .. يقولون تشوه المنظر العام.
الثاني (طاولة 2(: ـ معهم حق كان الواجب عليهم هدم بيتك على رأسك ورأس أهلك.
الأول (طاولة 2) صدقت فهم أدرى بما هو صالح لنا، لو هدموا بيتي لعذرتهم فهم حكومتنا الرشيدة التي تهدم كل خطأ" ص24و25، شعب يفكر ويحلل بهذا الشكل كيف له أن يتحرر، يكف له أن يتقدم، فهو مؤمن إيمان مطلق بأن الرئيس والحكومة يفعلون الصواب، حتى لو تعلق الأمر بالأضرار والخسائر الشخصية لهم.
ومن المشاهد الساخرة الحوار الذي تم بين رجال المباحث وبين صاحب الحانة "روبرتو"
" مباحث 2: ـ هناك مواضيع تكتب وتطالب بالحرية وبتفعيل بعض مواد الدستور.
روبرتو:ـ الحرية في مقهاي يا سيدي؟!!
مباحث 1:ـ نعم يا روبرتو ... الحرية
روبرتو: ـ صدقني يا سيدي فأنا لا اعرف الحرية ولم أسمع بها من قبل، ولكني سأبلغكم عنها إن رأيته تدخل مقهاي، ولا اؤيد منكم يا سيدي سوى صورة عن الحرية كي اتعرف على شكلها أولا،
مباحث 1:ـ هيا يا صديقي من يملك هذا التفكير لا خوف منه.. البلد والنظام بأمان" ص26، بالتأكيد هذا المشهد مضخم لكن من يعرف واقع المنطقة العربية يتأكد له بأنه يوجد مثل هذا المنطق عن البعض، فحالة القمع وتأليه الحاكم جعلته يأخذ صفة الرب/الإله الذي يعرف ويعلم ويفعل الصواب وما على الرعية سوى الطاعة والتنفيذ.
ومن المشاهد التي تلامس واقعنا تردد كلمة "يعيش" التي تمثل حالة عامة وتأكد على الانسياق وراء الحاكم/الإله















كارلوس:ـ مشروبك يبعث على الانتعاش
الجميع :ـ عاش ..عاش ...عاش
كارلوس: ـ أن السيد اصيب بمرض الرعاش
الجميع:ـ عاش .. . عاش.. عاش
كارلوس:ـ فأحالوه على المعاش
الجميع:ـ عاش...عاش..."ص27، المؤلف لا يقدم فكاهة وحسب بل أيضا فنتازيا، لكنها فنتازيا بالنسبة للآخرين، أما بالنسبة لنا فهي حقيقة، وإلا ما معنى فرض السلام الوطني ي دور السينما واجبار الجمهور على الوقوف والتصفيق وقول يعيش، يعيش بعد انتهاء العزف؟
"بيدرو" شخص يتردد على الحانة باستمرار، فهي بيته الثاني، وعندما ينتهي من الشرب يأخذه النعاس فيغفو على الطاولة، يأتي قريب الرئيس إلى الحانة، يقف الجميع باستثناء "روبرتو" الذي كان يغط في نوم عميق، وهنا يقع في مشكلة ليس لها حل، فيمسي طريد العدالة على نومه في الحانة وعدم م احتراما لقريب الرئيس.
يقدم لنا المؤلف مشهد فانتازي آخر يعبر عما يعيشه المواطن من حالة قمع واضطهاد على يد الزمرة الحاكمة:
"كارلوس":ـ سمعت أنهم يستخدمون التعليق والخوازيق ...واطفاء السجائر في الجسد.. وثقب الكفوف والأقدام.. والحبس مع الفئران والعقارب والأفاعي" ص31، كل هذا سيتعرض له "بيدرو" فقط لأنه كان نائم اثناء دخول قريب الرئيس الحانة، وبعد سماعه هذه الاشكال والانواع من التعذيب تصاب بالأرق وحالة من الخوف بحيث يبقى لعدة ايام لا يستطيع النوم، ويمسى مصروعا عند سماع أي طرق على بابه، إلى أن يقرر الذهاب برجليه إلى المخابرات لينهي أزمته التي لم تكن مقصودة، وعندما يدخل إلى ضابط المخابرات بطريقة مستفزة يصفعه الضابط ويطلب منه الخروج في الحال لكن "بيدرو" لا يصدق ما يجري معه، فيقول مستغربا:
"صفعة واحد فقط؟ .. كل هذا السهر والقلق والذعر من اجل صفعة واحدة؟" ص39،

ينقنا المؤلف إلى مشفى الامراض العقلية، ليؤكد حالة العقم التي يعيشها المواطن في المنطقة العربية:
"المريض 3:ـ في ظل حكومتنا لا نريد حرية تعبير ولا حرية صحافة ولا ديمقراطية في ظل قيادتنا الرشيدة نرحب بالقمع والكبت ونطالب مزيدا من خنق الحريات" ص41، هكذا يتم التعامل مع الخارجين على النظام، يتم مسح عقولهم بحيث يعودوا إلى الحظيرة، لكن المؤلف يتقدم من الأحداث اكثر ويستكشف/يتنبأ/يتخيل بما سيترتب عليه من اسمرار هكذا حال، يكتشف الطبيب أن هناك مريض مصاب (بحمى الحرية)، ويخبر الرئيس بالوضع، وينشر مرض (حمى الحرية) بين الشعب:
"الطبيب:ـ سيديي تم تخصيص فرقة من الجيش لإجبار الناس على أخذ اللقاح
الرئيس:ـ وماذا حدث؟
الطبيب:ـ اصيبت الفرقة بالعدوى .. فلم تجبر أحدا على أخذ اللقاح واحترمت رأي من يرفض ذلك" ص45، يتفشى المرض أكثر فأكثر بحيث لا يعود من الامكان السيطرة عليه، حتى أن الطبيب نفسه يصاب (بحمى الحرية) وعندها يطلب الرئيس أن ينتقل المرض له لكي لا يختلف عن بقية الشعب، لكن الطبيب يجيبه قائلا:
"للأسف يا سيدي فأنت بالذات تمتلك مناعة طبيعية ضد حنى الحرية.. مسألة جينات ووراثة..." ص 46، عندها يعود الرئيس إلى نفس خطابه الذي بدأه أمام الشعب.
بهذا الشكل ينهي المؤلف المسرحية وكأنه من خلال قول الرئيس "خبتم وخابت مطالبكم وعليكم لعنة الله يا رعاع" ص47، يتنبأ بفشل وعقم الثورات العربية التي لا تمتلك لا برنامج واضح ولا قيادة صادقة وواعية، من هنا كان "بدر محارب" قد اكتشف الخراب والدمار الذي سيحصل لنا إن انطلقنا بثوراتنا دون تخطيط ودون قيادة واعية.
المسرحية كتبت في يونيو 2007، ونشرت في سلسلة نوافذ المعرفة، الكويت، عدد مجاني مع عالم المعرفة "420" يناير 2015.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاضطراب والغضب في قصيدة -سفر سفر- معين بسيسو
- حقيقتنا في كتاب -الأنثى هي الأصل- نوال السعداوي
- الحكمة الصوفية في رواية -قواعد العشق الأربعون- إليف شافاق
- التأنيث في مسرحية -عالم ذكور- عفيف شليوط
- الأنثى في كتاب -الشاعرة والمعاناة- هاني أبو غضيب
- فرح الشاعر
- الشعر والمرأة والغضب في ديوان -الصافنات الجياع- محمد العموش
- العهد التركي في رواية -نابلس جمر تحت الرماد- هاني أبوغضيب
- صوت المرأة في ديوان - أنثى المطر الأول- وفاء عياشي بقاعي ال ...
- أنا الأسود وهم الأبيض في قصيدة -مسخ لغوي-
- أثر الواقع على الكتابة مالك البطلي
- التماثل بين اللفظ والفكرة في -ذات مساء- -محمد لينسي-
- الفاتحة في سردية -أيلول الاسود- شريف سمحان
- المخاطب في ديوان -غفوة في المهب- منصور الريكان
- ونحن والاحتلال في رواية -كافر سبت- عارف الحسيني
- الحب في -أنغام حب- أحمد محمد الدن
- المرأة وأثرها على الشاعر في -هذه الليلة- أياد شماسنه
- التغريب والياس في قصيدة -يا صاحبي السجن- مفلح أسعد
- كتاب -رواية السجن الفلسطينية-
- الإنسان في رواية -وجوه في درب الآلام- مشهور البطران


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الانحياز للجماهير في مسرحية -حدث في جمهورية الموز- بدر محارب