أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التأنيث في قصيدة -نبض المرايا- عبد السلام حسين محمدي














المزيد.....

التأنيث في قصيدة -نبض المرايا- عبد السلام حسين محمدي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5423 - 2017 / 2 / 5 - 22:13
المحور: الادب والفن
    



التأنيث في قصيدة
"نبض المرايا"
عبد السلام حسين محمدي
أميل احيانا إلى الكتابة عن قصيدة تستهويني، وغالبا ما تكون هذه القصيدة بعيدة عن القسوة، وكأنني من خلالها أهرب مما نحن فيه، إلى عالم آخر يريحني ويبعدني عن اجواء التشنجات التي لا تفارق واقعنا، هناك ميل عن الكثير من الشعراء نحو المرأة، والقلة منهم تتجه نحو الطبيعة أو نحو الكتابة، فالمرأة تعد المتنفس الأهم والأكبر للعديد من الكتاب، إن كانوا شعراء أم روائيين أم كتاب قصة.
المرأة تفرض نعومتها على الكاتب ومن ثم تؤثر على المتلقي من خلال اللغة والالفاظ والعبارات والصور التي يقدمها النص الأدبي، " عبد السلام محمدي" يتقدم لنا نص انثوي ناعم رقيق بلغة سلسة وبصور جميلة، فنجد الشاعر يكرز على حرف "ك" في العديد من الكلمات وكأنه بهذا الحرف يريدنا أن نتعاطف مع هيامه بهذا الانثى: "لصمتك، بوحك، شرابك، جبينك، يداك" كل هذه الكلمات تشير إلى الأنثى، وهناك افعال متعلقة بالفعل الأنثوي "رقصت، ذابت، صغت، نسجت" فالأفعال هنا كانت متعلقة بالطبيعة وليس بالبشر، بمعنى أن تأثير المرأة لا يقتصر على الرجل وحسب بل يطال الطبيعة أيضا.
هناك صراع بين المذكر والمؤنث في القصيدة، لكنه صراع سلمي، ناعم وسلس، وليس دموي:
" لصمتــكَ خلـــفَ مرآتــي كتــــابُ
وبوحك في دجى الليل انســكابُ"
فهنا الفعل المؤنث كان في الظل/خلف وكأن الشاعر أراد أن يشير إلى واقع المرأة في منطقتنا، فهي دائما في الخلف/في الظل/وراء الستار، لكن جمالها يكسر كل تلك الجدار/الستائر، فمثل هذا الجمال والبهاء من الظلم أن يقبع خلف الجدران ويبقى محتجبا لأي سبب كان.
فأثر الأنثى هائل وعظيم، حتى أنه يكون بطيفه الروحي قبل المادي الجسدي:
" شــرابُك لو أشــرتَ بــه إليــنــــا
ســكرنا قبل أن يصلَ الشـــرابُ"
مثل هذا التأثير لا يكون من بشري بالمطلق لكن يكون من كائن أكبر واعظم مما هو إنساني، ولهذا قدم لنا الشاعر مشهد تأثير الانثى على اجزاء من الكون، الشمس:
" وصغتَ لهم شعاعَ الشمس عِقداً
فصار لهم الى الشمس انتسابُ"
فالأنثى هنا مصدر الذي يعرف البشر على الشمس واهميتها، وكأن هذا الجرم الهائل لليس له أي فاعلية/أثر/حضور دون الأنثى.
لهذا نجد عدم حضور/وجود الانثى يكون كارثيا على الذكور:
" سـفينتـنـا قـد اضطربت وصـرنا
يقـلِّبنــا كمـــا شــاءَ اضطـــرابُ"
تدحــرجَ من ربيـع الوقتِ فصـلٌ
وفصــلٌ آخـــرٌ هـــشٌّ يــبـــــابُ"
فالأنثى بهذه الصفات والأثر والفاعلية قريبة جدا من الربة "عشتار" ربة الخصب والحب والحرب، فالشاعر يقدمها لنا كما قدمها اسلافنا القدماء عندما جعلوها سبب الخير والخصب وأيضا سبب الخراب والقحط الذي يصيب الإنسان والطبيعة معا.
نبض المرايا
لصمتــكَ خلـــفَ مرآتــي كتــــابُ
وبوحك في دجى الليل انســكابُ
.
شــرابُك لو أشــرتَ بــه إليــنــــا
ســكرنا قبل أن يصلَ الشـــرابُ
.
رقصــتَ علــى مزاميـــرٍ ووجـــدٍ
وذابــت فـي ربابـتـهــا الربــــابُ
.
وصغتَ لهم شعاعَ الشمس عِقداً
فصار لهم الى الشمس انتسابُ
.
نســجتَ مـن الهــواء لهــــم رداءً
يظـلــلهــم إذا حضـروا وغـابـــوا
.
جبينــك مجمــعُ البحريــن فيـــهِ
أيدركُ مجمــعَ البحــرِ الســرابُ
.
يـداك البـيــضُ أشـــرعةٌ ولــكـن
رياح الشـــوق يلهبهـــا اغتـرابُ
.
سـفينتـنـا قـد اضطربت وصـرنا
يقـلِّبنــا كمـــا شــاءَ اضطـــرابُ
.
تدحــرجَ من ربيـع الوقتِ فصـلٌ
وفصــلٌ آخـــرٌ هـــشٌّ يــبـــــابُ
.
وأســــئلتــي أبعثــرهـــا بليــــلٍ
ولا يبــدو لمســألــتـــي جــــوابُ



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانحياز للجماهير في مسرحية -حدث في جمهورية الموز- بدر محارب
- الاضطراب والغضب في قصيدة -سفر سفر- معين بسيسو
- حقيقتنا في كتاب -الأنثى هي الأصل- نوال السعداوي
- الحكمة الصوفية في رواية -قواعد العشق الأربعون- إليف شافاق
- التأنيث في مسرحية -عالم ذكور- عفيف شليوط
- الأنثى في كتاب -الشاعرة والمعاناة- هاني أبو غضيب
- فرح الشاعر
- الشعر والمرأة والغضب في ديوان -الصافنات الجياع- محمد العموش
- العهد التركي في رواية -نابلس جمر تحت الرماد- هاني أبوغضيب
- صوت المرأة في ديوان - أنثى المطر الأول- وفاء عياشي بقاعي ال ...
- أنا الأسود وهم الأبيض في قصيدة -مسخ لغوي-
- أثر الواقع على الكتابة مالك البطلي
- التماثل بين اللفظ والفكرة في -ذات مساء- -محمد لينسي-
- الفاتحة في سردية -أيلول الاسود- شريف سمحان
- المخاطب في ديوان -غفوة في المهب- منصور الريكان
- ونحن والاحتلال في رواية -كافر سبت- عارف الحسيني
- الحب في -أنغام حب- أحمد محمد الدن
- المرأة وأثرها على الشاعر في -هذه الليلة- أياد شماسنه
- التغريب والياس في قصيدة -يا صاحبي السجن- مفلح أسعد
- كتاب -رواية السجن الفلسطينية-


المزيد.....




- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...
- بغداد السينمائي يحتفي برائدات الفن السابع وتونس ضيف الشرف
- أبرز محطات حياة الفنان الأمريكي الراحل روبرت ريدفورد
- حوار


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التأنيث في قصيدة -نبض المرايا- عبد السلام حسين محمدي