أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - العراق الجديد والمعادلة الخطأ














المزيد.....

العراق الجديد والمعادلة الخطأ


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 1430 - 2006 / 1 / 14 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هنالك معادلة فكرية وأجتماعية خاطئة سمعنا بها منذ اليوم الأول الذي وطأت فيه أقدامنا أرض المنافي البعيدة أيام النظام السابق ثم عادت لتطرق مسامعنا بأيقاعها النشاز في الآونة الأخيرة من على لسان بعض الساسة العراقيين ومن خلال صفحات بعض الجرائد وشاشات بعض الفضائيات العراقية وهي المعادلة التي تقول أن ترتيب الأولويات عند المواطن العراقي يجب أن يكون بالشكل التالي :
الطائفة أو الدين........ثم........القومية........ثم........الوطن
أي أن يفكر العراقي بطريقة :
أنا( شيعي أو سني أو مسلم أو مسيحي أو صابئي أو إيزيدي ) ثم أنا ( عربي أو كردي أو تركماني أو آشوري أو كلداني ) ثم أخيراً وفي الختام ( أنا عراقي ) .
أو
القومية........ثم........الطائفة أو الدين........ثم........الوطن
أي أن يفكر العراقي بطريقة :
أنا( عربي أو كردي أو تركماني أو آشوري أو كلداني ) ثم أنا ( شيعي أو سني أو مسلم أو مسيحي أو صابئي أو إيزيدي ) ثم أخيراً وفي الختام ( أنا عراقي ) .
أي أن الوطن حسب هاتين المعادلتين ضيقتي الأفق يأتي في جميع الأحوال في الختام وفي المؤخرة في حين أن العقل والمنطق وكل المفاهيم الأنسانية الحديثة تقول إن مكان وترتيب الوطن بالنسبة لأولويات مواطنيه يجب أن يكون الأول وفي المقدمة ومتقدماً على جميع الأولويات الأخرى مع ضرورة وحتمية إستمرار تمسّكه وأعتزازه بدينه ومذهبه وقوميته لأن الوطن هو كيان موجود على أرض الواقع وليس كياناً إفتراضياً وهو مايَجمع المواطن بكل من يعيش معهم في هذه البقعة التي إسمها الوطن وهو هنا العراق بغض النظر عن دينهم أو مذهبهم أو عرقهم أما القومية أو الدين أو المذهب فهي خصوصيات تجمعه بنسبة معينة من أبناء هذا الوطن وإذا تمسّك بها على حساب الوطن فأنها ستجعله أنساناً إنطوائياً إنعزالياً غير منفتح على الآخرين قادم من كهوف العصر الحجري أو أقبية القرون الوسطى التي كانت فيها مصطلحات الدين والمذهب والقومية هي الطاغية على تفكير الشعوب وعلى أساسها تأسست في ذلك الحين الدول القومية والدينية في أوروبا.. فتجربة الدولة القومية والدولة الدينية عاشها الغرب قبل قرون ثم أكتشف فشلها ليؤسس قبل قرن أو قرنين من الزمان دول المواطنة التي نراها اليوم في الغرب والتي يعيش فيها الجميع دون أن يفرقهم لون أو جنس أو دين أوطائفة .
بعد سقوط النظام الصدامي المقبور الذي كان أول من زرع بذرة الفرقة والشقاق بين أبناء الشعب العراقي بأستهدافه لأبناء هذه القومية على أساس إنتمائهم القومي ولأبناء هذه الطائفة على أساس إنتمائهم الطائفي عادت بعض الأحزاب لتستغل هذه البذرة بل وعملت بجد على تغذيتها وتنميتها في داخل المجتمع العراقي لتنفيذ سياساتها ومخططاتها الغامضة ولتحقيق مصالحها الضيقة وخصوصاً بعد تولي بعضها للسلطة وسيطرتها على مقاليد الأمور في العراق الجديد.. إذ أصبحت المعادلتين اللتين ذكرناهما في بداية المقال أكثر وضوحاً ورواجاً بين عراقيي الداخل بعد أن نجحت تلك الأحزاب في تعميقها وسط بعض عراقيي الخارج بل يراد لهاتان المعادلتان أن تكونان بديلاً لمفهوم المواطنة خصوصاً وأنها تتردد اليوم على لسان مسؤولين كبار في الدولة العراقية لم ينسوا ولايزالوا يعيشون حتى هذه اللحظة بعقلية رئيس هذا الحزب القومي أو ذاك الحزب الطائفي المعارض وخصوصاً وأن بعض هذه الأحزاب لاتزال متمسكة بأسمائها الطناّنة القديمة والتي لاتتلائم مع الوضع الجديد للعراق.. فهل هي هفوة أم فعل مقصود ؟
لقد فاتنا في الماضي ونحن في فورة معارضتنا لنظام الطاغية المقبور أن ننتبه ونحلل ومن ثم نفهم بأن أغلب ( وليس كل) هذه القوى والأحزاب قد تأسست أصلاً على هذا الأساس أي بمعنى آخر إما على أساس طائفي أو على أساس قومي وليس على أساس برنامج وطني يتضمن حلول إجتماعية وإقتصادية وسياسية واضحة ذات نفع لكل المجتمع العراقي لذا فأن وجودها وبقائها وديمومة تواصل الناس معها مرهون بأستمرار الترويج لهذا الفكر وجعله ثقافة عامة و وعياً جمعياً لدى الفئات العرقية والمذهبية في الشعب العراقي وبالتالي تفتيتها وتشضيتها وتحويلها الى مجاميع بشرية صغيرة يتحكم بها هذا الحزب أو ذاك ومن ثم التأسيس لدول الطوائف والقوميات على أنقاض دولة إسمها العراق ضاربة بعروقها في أعماق التأريخ البشري .
إن المفاهيم التي يراد اليوم ترويجها وجعلها سنن ثابتة في العراق هي أنك إن كنت ترى نفسك عراقياً فحسب ولكن معتزاً بقوميتك وليس قومجياً فأنك شوفيني بنظر قومجيوا هذه القومية أو تلك.. وإن كان شعورك وطنياً فحسب ولكنك في نفس الوقت معتزاً بدينك وطائفتك وليس طائفياً فأنك طائفي بنظر الطائفيون من هذه الطائفة أو تلك.. كما يراد اليوم طرح وتعميم معنى جديد للديموقراطية وحقوق الأنسان في العراق الجديد وهو أن تعمل كديموقراطي وداعية لحقوق الأنسان على نبذ وتفتيت وتهشيم مفهوم المواطنة كونه حسب رأي البعض ينافي ويتعارض مع حقوق الفئات الطائفية والأثنية في تقرير مصيرها وأن تدعوا وتتحدث بدلاً عنه بمفاهيم جديدة هي مفهوم دول الطوائف والأثنيات وإلا فأنك ستوضع في خانة أعداء الديموقراطية وحقوق الأنسان ولاغرابة في ذلك فهذا هو ديدن شعوبنا في العودة بالمفاهيم الفكرية الى الوراء بدلاً من السير بها الى الأمام .
أن على منظمات المجتمع المدني ودعاته اليوم مهمة عسيرة وتأريخية في توضيح مايحاك ويخطط للعراق من قبل البعض وكشفه أمام المواطن العراقي المسكين المبتلى دوماً وأبداً بما يجري في وطنه الذي أصبح ساحة مكشوفة لكل من هب ودب من الأخوة الأعداء .



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون يقررون مصيرهم ومصير العراق
- ملفات الفساد بين مصلحة الوطن وتصفية الحسابات السياسية
- العراق يكون أو لا يكون هذا هو السؤال ؟
- الأعلام العراقي بين الحيادية والأنحياز
- العراق ونزيف الدم الذي لا ينقطع
- شموع في دهاليز الظلام
- ذكرى أنقلاب 14 تموز في العراق وتصحيح المفاهيم
- مجتمعات أنسانية أم مفاقس لتفريخ الأرهاب ؟
- الأعلام المسموم للأخوة والأشقاء
- حذاري ممن يسعى لتدمير العراق
- البرلمان العراقي المنتخب وأستحقاقات عاجلة يجب أن تُحسم
- أنقلاب 8 شباط 1963 وأغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم .. جريمة ت ...
- ساسة العراق الجديد واللعب مع الكبار
- كلمة حق بحق قناة الشرقية
- العراقيون الغيارى يرسمون صورة المستقبل
- تغيير القناعات .. وتحالفات العراق الجديد
- الأنتخابات العراقية والتسويق لبعض القوائم الأنتخابية
- الأنتخابات وتداعياتها على مستقبل العراق
- هيستيريا الأنتخابات
- هل الأنتخابات فتوى شرعية أم ممارسة ديمقراطية ؟


المزيد.....




- حذره من -مصير- صدام حسين.. وزير دفاع إسرائيل يهدد خامنئي
- العاهل الأردني: العالم يتجه نحو -انحدار أخلاقي- أوضح أشكاله ...
- العاهل الأردني: هجمات إسرائيل على إيران -تهديد للناس في كل م ...
- الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحذر: إيران غيرت طريقة هجومها وم ...
- -أكثر من مجرد مدينة-.. ما أهمية الضربات الإيرانية على هرتسيل ...
- خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيض ...
- الإسرائيليون في مواجهة الصواريخ الإيرانية.. مغادرة للخارج ...
- بين نشوة المفاجأة وشبح الحسابات الخاطئة.. ما مآل رهان نتنيا ...
- لقطات لمجزرة ضد منتظري المساعدات الإنسانية في خان يونس
- شاهد.. رد فعل ميلوني على همسة ماكرون في قمة السبع يثير تفاعل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - العراق الجديد والمعادلة الخطأ