أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد سيف المفتي - الى معاليكم














المزيد.....

الى معاليكم


محمد سيف المفتي

الحوار المتمدن-العدد: 5421 - 2017 / 2 / 3 - 01:21
المحور: المجتمع المدني
    


رسالتي الى الرئيس
محمد سيف المفتي 02.02.2017

توسلات مواطن مصلاوي (م س ي ) لا تتوهم، فأنا لست اللاعب مسي الذي بات العراقيين يعرفونه و يعرفون تاريخه أكثر من معرفتهم بتاريخ العراق. لكنني أخاف ذكر أسمي الحقيقي في زمانكم. أنا أحد ابناء فترة الحصار، أكلت تبن الحصة التموينية بينما أبطال الخدمة الجهادية كانوا يأكلون و يشربون في أفخر المطاعم و اليوم عاد الابطال ليسقوني المر و يعطموني من الفقر و الجوع و الدم و التشريد. اثناء فترة النظام السابق هربت من الجيش ثلاثة مرات و عدت الى الخدمة إما في فترة العفو أو لدموع أمي و بقيت أنادي " يسقط الدكتاتور" و قبل أن يسقط النظام هتفت في شوارع الموصل مبشرا الناس بسقوط الدكتاتورية.
أناشدك اليوم لأنني لم افقد الأمل فيك فلا تخيب ظني، أشكرك اولا لأنك تتعامل مع الموصل كإبن مدينة و شكرا ثانية لأنك تحاول جمع شتاتنا. أعلم أن المهة الموكلة اليك ليست بالسهلة، و حقيقة لا يمكن أن يحسدك عليها من يريد تحمل المسؤولية بصدق.
يحتفل العراق اليوم باكاليل الغار التي تجمل الموصل و أنا يأكل رأسي الخوف و لايفسح لي مجالا للفرح.
سأشرح لك سبب خوفي و فزعي و أتمنى أن تساعدني و تهدأ من روعي.
هل تتذكر يا سيدي اسم " الدجاجة البيضاء"؟ هذا أسم مدينتي " الموصل الحدباء" الذي بقيت محتفظة به حتى بداية عام 2004 للهدوء و السلام الذي كانت تتمتع به بعد سقوط النظام، لتتحول بعد ذلك الى واحدة من أسوأ أماكن العيش في العالم و أخطرها. كان كثير من الطيارين على الخطوط المدنية عندما يطيرون فوق الموصل يعلنون للركاب " نحن نطير فوق أخطر بقعة في العالم.
كل المؤشرات على الارض تقول أننا عائدين الى المربع الاول، تلك الفترة البائسة من حياة العراق.
الاجراءات المتخذة لها نفس الطابع فلماذا نتوقع أن تكون النتائج مختلفة؟
هل تتذكر ياسيدي الرئيس الحاكم رزكار أمين؟ أراه العلامة الحضارية الوحيدة في تاريخنا الحديث. صغير الجسم عظيم الشأن، بلكنته العربية الكردية و كلماته التي تقول القضاء العراقي عدالة و انصاف للجميع. كان رجلا يحترم العراق و شعبه و يحترم الحقوق. كان سيعدم صدام بعدالة، و للشعب العراقي حق و حاجة لكي يفهم سبب نكبته و يعلم لماذا دفع دماء ابنائه في حروب طويلة و لماذا و لماذا؟ وبقيت ألف لماذا عالقة بأذهاننا الى حد اليوم تبحث عن جواب.
حدث ذلك نتيجة تدخل السلطة التنفيذية و التشريعية بالضغط على الحاكم مما اضطره على الانسحاب فضل الانسحاب بدلا من التجاوز على حياديته كحاكم.. و أوكل أمر الحكم لعدو صدام فأعدمه و سافر ليكرم في الكويت، هكذا سرقت فرحة الشعب بالاقتصاص من حاكم ظلم ، لم يستثني أحدا من ظلمه و طعنت السلطة القضائية طعنة قاتلة. ففقدالشعب ثقته في جهاز القضاء، كيف لا يفقد ثقته و هو يعلم أنه حتى العاهرات في العالم يدعون الشرف، و أعضاء لجنة النزاهة العراقية يعترفون بالرشوة و يتفاخرون بها علنا، بلا رادع و لا خوف.
المحصلة النهائية ضاع العدل و ضاعت الحقائق و الحقوق، و بقي المواطن بلا مرجع عادل و نعلم جميعنا اليوم أن الشعار في القضاء العراقي قد أصبح " الرشوة أساس الملك" إلا من رحم ربي.
لا أبكي صدام فأنا ضد سياسته، و معارض له و معارض حتى للمقارنة بين الحكومة الحالية و الحكم السابق معذرة لهذا المثل فالأمثال تضرب ولا تقاس (( سعيد و مبارك أخوة)) و فهمكم كفاية .. لا تتصورني أبكي الدكتاتور و لكنني أبكي العدل الذي قتل على أيدي من كان حري بهم أن يحترموا القانون و يقدسوه.
لماذا أقول أننا عدنا الى المربع الأول؟
السبب في ذلك هو عمليات القتل الميداني في الموصل و الجثث مجهولة الهوية التي بدأت تظهر في الفترة الأخيرة. الجيش يقوم بقتل الدواعش في المعارك و ينتصرون عليهم و هذه بطولة نفتخر بها و نباهي الامم بمقاتلينا الابطال و نشد كذلك على سواعدهم، و أقول هؤلاء رجال تعاملوا بمستوى عالي من التضحية و الاثرة و دفعوا أرواحم و لم يلجئوا يوما لسياسة ضرب البلابل بالقنابل ، أما قتل الدواعش بعد أن يتم اعتقالهم، فهذا من وجهة نظر القانون جريمة بالرغم من أننا نعلم أنهم قتلة مأجورين، و السماح بهذه الاعدامات الميدانية هو اعطاء ضوء أخضر للتجاوز على القانون، نريد دولة قانون تحمي حقوق القوي و الضعيف و لا تتركوا المجال لأي مؤسسة بالتجاوز على حق الظالم و أو المظلوم إلا بإرادة القضاء الحرة .. الحرة.
ارجو أن تعلم أنني لا أبكي على داعشي هذه المرة لكنني أبكي مستقبلنا، مستقبل العراق عموما و الموصل خصوصا و أنا أراه يسير في طريق جعلنا نفقد بصيرتنا. تخيل يا سيدي الرئيس أن الشعب قد فقد بصيرته، فبعد كل الذي جرى أصبح يبحث عن دكتاتور يحكمه بقبضة من حديد و هو يهتف للحرية و الديمقراطية. أعترف أنني خائف و لست شجاعا لأتحمل انتكاسة جديدة.
للاطلاع على مخاوفي
مع التقدير



#محمد_سيف_المفتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتباه الموصل في خطر
- خيام و دموع من الموصل
- جنود داعش بين الاهالي
- الساعات الاخيرة لداعش
- موجوع حيل
- حلم قريب بعيد
- مدينتي طائر العقاب
- الشهيد وطن
- العراق الذبيح
- اليأس ينتاب داعش
- بلا تعليق
- ما أحوجنا لأظافر طويلة
- البحث عن الأيوبي الجديد
- نينوى بين المخالب
- ليلة سقوط نينوى
- هل سيعتذر العراق من روجر
- عراق مغتصب
- مدينة بلا انسان
- تقسيم العراق بإرادة عراقية
- سيستمر الحوار بخصوص تسليم ملا كريكار


المزيد.....




- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد سيف المفتي - الى معاليكم