أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين مسلم - الحداثة الرأسماليّة بين التصالح والمواجهة














المزيد.....

الحداثة الرأسماليّة بين التصالح والمواجهة


صلاح الدين مسلم

الحوار المتمدن-العدد: 5415 - 2017 / 1 / 28 - 17:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد أضحى التصادم على أشدّه بين القوى الديمقراطيّة المتصاعدة وبين المتطلّعين إلى إعادة النفوذ الدولتي في الشرق الأوسط، وما كلّ هذه الحرب الشعواء والتنازلات التركيّة التي وصلت إلى مرحلة الذروة وعلى حساب الشعب التركيّ الذي بات يعيش أسوأ الظروف إلّا في سبيل إجهاض التجربة الديمقراطيّة في الشمال السوريّ، وهذا دليل راسخ على أنّ هذه التجرية الديمقراطيّة خطرٌ كبير على المنظومة الفاشستيّة التركية عبر تحالف القوميين الأتراك والإسلامويين الأصوليين لتنشأ التركيبة التي احتضرت سابقاً عند العرب، ولمّا تمت بعد عند الترك.
يبدو أنّ هذا التصادم سيكون بداية النهاية لهذه العقليّة التي لم تتناسب أبداً مع موزاييك الشرق الأوسط، حيث باتت سوريا ملعباً للصراع بين القوى الديمقراطيّة والقوى الفاشستيّة القومويّة الدينويّة، وكلّما تأجج الصراع قوت القوى الديمقراطيّة واستعادت عافيتها، وما خطاب ترامب بعد تولّيه الحكم إلّا رضوخ للقوى الديمقراطيّة في أميركا؛ رأس النظام العالميّ المهيمن، وما القبول بتسليح القوى الديمقراطيّة في الشمال السوريّ إلّا بداية البحث عن آليات التوافق والحلّ بين النظام المهيمن والقوى الديمقراطيّة، ومن هنا أفرز الشرق الأوسط كلّ التاريخ الممتد عبر القرنين الماضيين، وصارت كلّ دولة تلخّص تاريخها في هذه الحرب، وبالإمكان أن نرى عنواناً لكلّ دولة إقليميّة، سواءً للدولة الروسيّة الضائعة بين الأخلاق واللاأخلاق، أو إيران التي تسعى إلى استعادة المجد الفارسيّ، والدولة التركيّة الضائعة بين العلمانيّة والعثمانيّة والتي حسمت موقفها في إبادة القوميات غير التركيّة وصهرها في بوتقة الضياع القوموي التركيّ، والدولة العربيّة الهشّة التي تتخبّط بين التمسّك بالعثمانيّة الجديدة وبين التطلّع إلى الإرث المحمّديّ، والليبراليّة الفجّة المطعّمة بالقومويّة، وأميركا التي تبحث عن الحلّ التوافقيّ لئلّا تخسر دورها في الشرق الأوسط؛ طوقِ النجاة الوحيد لها للخلاص من الأزمات الصناعويّة والبيئة، والتفاوت الفظيع بين الطبقة الرأسماليّة والمجتمع.
قد ينظر البعض إلى اجتماع الآستانة على أنّه خطر على القوى الديمقراطيّة، ومازالت بعض الدول ترى الحلّ في هذه المعاهدات والاتفاقيّات بين الدول للقضاء على التجارب الديمقراطيّة ورسم المناطق والجغرافيّات بالمسطرة والقلم، لكنّها لا تستفيد من تجارب جنيف الفاشلة التي لم يتطرّق إليها المراقب الدولتيّ بعين المتفحّص والمحلّل بدقّة، فسقوط هذه المعاهدات في الوقت الذي كانت فيه الدول في أوج قوّتها مع بداية اشتعال فتيل الثورة في غربيّ كردستان التي كانت أضعف من الآن لدليل على أنّ الدول ستفشل أيضاً إن لم تلجأ للحلّ التصالحيّ على النموذج الترامبي.
لا يمكن أن نحلّل الوضع من خلال منظور أنّ الدول القوميّة وأنّ الحداثة الرأسماليّة تبحث عن مصالحها فحسب، إنّما من خلال منظور أنّ الحداثة الرأسماليّة تبحث عن حلّ لها فحسب، تريد أن تُنقذ نفسها، فهي في تراجع وانهيار يوماً بعد يوم، وما حالة اللااستقرار الأمنيّ في أوروبا وتركيا والعالم برمّته إلّا امتداد للاتوازن البيئيّ الذي يعكس تخبّط هذه الحداثة الرأسماليّة التي تريد أن تنتشل نفسها من وسط هذه الفوضى العارمة، إمّا بالمواجهة التي ستؤدّي إلى الفشل لا محالة، وإمّا بالتوافق والتصالح من خلال الأنموذج الأميركيّ الجديد.



#صلاح_الدين_مسلم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهويّة الكرديّة والشمال السوري
- الخائن الغريق في مستنقع الأفخاخ
- الشرق الأوسط بين روبوتيّة الغرب وانفجاراتها الداخليّة والبحث ...
- الموضوع هو طمس الهوية الثقافيّة لا أكثر
- ثورة المثقّف في روج آفا
- المثقّف السوريّ في هذه الثورة – جلال صادق العظم أنموذجاً
- لتكن فلسفة القبل والبعد حاضرة أبداً في ذهنيتنا
- الأنارشيّون هم الذين أسقطوا كلينتون وجعلوا ترامب ينجح
- الدجّال وقريّة غزاويّة العفرينيّة الكرديّة
- أردوغان يعجّل في خنق نفسه بحبل الدكتاتوريّة
- الرحلة ما بين شيران ونينوى
- الحسكة تُعرّي اللامبدئيين
- انتصار منبج انتصار الإنسانيّة
- روج آفا تاريخ الشعوب المنتصرة والدولة المكلومة
- أخْوَنَة الثورة السوريّة
- حسين جاويش مثال المثقّف الثوريّ
- اغترابيّة اللاتواصل اللااجتماعيّ
- خطأ فردٍ ما لا يقابل بتشويه المؤسّسة المجتمعيّة التابعة لها
- تركيا وشبح الانقلابات
- اللاشيء الكرديّ يصبح شيئاً ويصبح ذاتاً ومضموناً


المزيد.....




- مادورو في إشارة إلى تهديدات ترامب: فنزويلا لا تريد -سلام الم ...
- قتلها ووضع جثّتها في حقيبة سفر.. جريمة مروّعة تهزّ النمسا وت ...
- -مئات الجنود وسفن نووية-.. ما تفاصيل العرض السوداني لإنشاء أ ...
- تحوّل خطير في أوروبا: الناتو يدرس -ضربة استباقية-.. وروسيا ت ...
- السودان ـ الدعم السريع تعلن السيطرة على غرب كردفان وسقوط عش ...
- ترامب يطالب إسرائيل بعدم زعزعة استقرار سوريا ويحث على الحوار ...
- أحكام قضية -التآمر- في تونس: -نهاية الانتقال الديمقراطي-؟
- المحامي الجزائري للصحفي الفرنسي كريستوف غليز المسجون في الجز ...
- وزير الخارجية الجزائري: لإفريقيا الحق في المطالبة بالاعتراف ...
- المغرب: تصريحات مثيرة للجدل لوزير التربية والتعليم وردود فعل ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين مسلم - الحداثة الرأسماليّة بين التصالح والمواجهة