أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بياض أحمد - قراءة لقصيدتي*قطاف المنعرجات*قراءة للأخ العزيز*أوس غريب*














المزيد.....

قراءة لقصيدتي*قطاف المنعرجات*قراءة للأخ العزيز*أوس غريب*


بياض أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5413 - 2017 / 1 / 26 - 22:15
المحور: الادب والفن
    


تراجيديا الجمال في قصيدة " قطاف المنعرجات " للشاعر المغربي أحمد بياض

لم أتوقف طويلا أما النص لأنه أخذني من نفسي وأوقعني في تنوره حتى ما عدت قادرا على رد النيران والتحرر منها كان أحداث العالم العربي في السنوات القليلة الماضية قد انبعثت أمام عيني فما عدت اعرف أي رثاء أتمثل ومع أي حزن أتعاطف
الإشارات إلى الربيع العربي كثيرة في النص بدءا من عتبة العنوان " قطاف المنعرجات " فلا يخفى دلالة عدم الاكتمال في كلمة المنعرجات ليتها اكتفت بهذه الدلالة ولكن المنعرج هو مكان ما تتغير الوجهة وهذا ما حصل حقا في ربيعنا العربي ولعل ابرز ما في* قطاف المنعرجات *بكل ما توحي به كلمة قطاف من معاني الجني هو لحظات البداية تلك اللحظات التي ما من احد فينا ما خلا الحلاوة إلا وسكر وغمرته البهجة العامرة هنا والشاعر يستعيد حديث البداية يصدمه ضيق المسافة حتى كان اللقاء صار فراقا يقول : " لم نتعارف بما فيه الكفاية........ساعة على مهد أسطورة لم نجتني من لذة الوصال إلا لحظة الوداع الأخيرة0 ليبقى على سواحل رموش عينيك وحي الأطلال....... ثم يأخذ في التنويع على هذا المعنى في التراكيب والصور مثل "فراشة المغيب" " يسدل السكون ستاره على زهرة السماء ويتراقص الأطفال بدمية الموت " " سيتورد الشوق حين تطفو مناجم الدمع من غيث الأشجار وخلايا زيتونة " " للبحر والدم ولادة القمح والسنابل المأجورة " للنهايات المصلوبة على شفرة الوصول " " لقصيدة أخيرة على شفرة برزخ فاصل بين نشيد الوصول ورغامة الذاكرة " هذا الامتزاج بين البداية السعيدة والنهاية المفجعة هو الذي جعلني اصف القراءة بقولي تراجيديا الجمال ، فالتراجيديا كما نعلم جميعا تجمع بين التعاسة والعظمة تستعرض أحداثا تنتهي نهايات مؤسفة أما لماذا خصصتها بالجمال فيكفي أن نتأمل بعض العبارات لندرك ذلك نحو " عروس الريح " ونحن نتذكر كم استعاذ النبي من شر الريح فالريح توحي بالشر ولكن الشاعر هنا يقرنه بالعروس ولا يخفى ما في دلالة العروس من معاني الزينة والشغف والحسن ويقول " فراشة الغروب " فيجمع بين دلالة الانتهاء وما تحيل إليه من معاني الظلمة والدياجير والفناء فيقرنها بالفراشة وما توحي به من رقة ولطف وحركة لينة مبهجة ويقول " حين يسدل السكون ستاره على زهرة السماء ويتراقص الأطفال بدمية الموت " زهرة السماء ورقص الأطفال بكل الإيحاءات الجميلة سرعان ما يغطيهما السكون والموت أليس منعرجات تلك التي تغير وجهة البداية إلى غير الأفق المتوقع لها حين يقول " للبحر والدم ولادة القمح والسنابل المأجورة" كيف نتلقى كلمة المأجورة إنها تفسر لنا كثرة مفردات الموت المذكورة لها في قوله لشهر آذار القادم من سفوح الجبال للموت القريب على مطر الريح للسحابة الماضية إلى قفطان الجليد للطيف المختمر على مرايا التجاعيد لخلاياك المدفونة في استحياء على كفّ الرماد المتهرئ للمكان المفقود في نعش الذاكرة للبحر والموت للبحر والدم وولادة القمح والسنابل المأجورة " تأملوا في عبارات " الموت القريب " "المكان المفقود " "نعش الذاكرة " "خلاياك المدفونة " "الرماد المتهرئ" " مرايا التجاعيد " هذا هو ربيع السنابل المأجورة يستبعد من آذار قوته المخصبة المنتجة ويستحضر له قوته المهدمة المخربة هكذا تصبح روما مدينة ملقية على براثن النار تصيح وليس في صوتها غير الاحتراق " لصيحة روما القريبة البعيدة على حدائق النار وعشب اللهب " ما يزال يجمع بين الموت والحياة بين العشي والحدائق وبين النار واللهيب حتى آخر عبارة تكاد تطيح بالرؤوس الشاخصة إلى الجمال وهي تشاهده في " قمر متسول بين الرماد والدخان "
شكرا جزيلا لك أخي
وبارك الله فيك أخي



#بياض_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهد البقاء
- ما بعد القصيد
- جلجماش....
- قطاف المنعرجات
- عزلة
- القصيدة التائهة
- ضريح العنفوان
- غربة الأنين
- جدار
- بيوت بدون جدران
- معلقات على صدر النفق
- خلايا غائبة عن جسد الكلمة
- غروب ........
- فواصل
- رعشة
- عروس بابل
- نشيد الريح
- إياب
- رحيق
- شمس أوراق على معادن الحطب


المزيد.....




- جسّد شخصيته في فيلم -أبولو 13-.. توم هانكس يُحيي ذكرى رائد ا ...
- -وزائرتي كأن بها حياء-… تجليات المرض في الشعر العربي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- -غزة فاضحة العالم-.. بين ازدواجية المعايير ومصير شمشون
- الهوية المسلوبة.. كيف استبدلت فرنسا الجنسية الجزائرية لاستئص ...
- أربعون عاماً من الثقافة والطعام والموسيقى .. مهرجان مالمو ين ...
- أبو الحروب قصة جديدة للأديبة منال مصطفى
- صدر حديثا ؛ أبو الحروف والمدينة الهادئة للأديبة منال مصطف ...
- غزة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي
- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بياض أحمد - قراءة لقصيدتي*قطاف المنعرجات*قراءة للأخ العزيز*أوس غريب*