أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بياض أحمد - معلقات على صدر النفق















المزيد.....

معلقات على صدر النفق


بياض أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5403 - 2017 / 1 / 15 - 18:09
المحور: الادب والفن
    


من هناك
كتبنا على صدر المداد
وتفاحة الرمل
خاتمتنا الطويلة
وبدايتنا الملتهبة
من هنا
وحي الكلمات يجتني
حمضية الرصيف
وعلى الخطى
المتعرجة
في سيل الضيق
ننحت الهوية
في صراع مع الطريق.....

في آخر حانة
سكبنا نبيذنا دموعا
وانتشينا
زحف الفراغ
أبكت أمي
حين أينعت رعشة الزغاريد
لتصلب القبيلة???!!

كم كنا
على هلال الطاووس
قبل أن ينتحر المكان
كفٌّ
ومرايا
وكفْْْْنُ محيا
ونجمة زُُُفّّتْ
إلى ضريح الشمس
وقصيدة
اِنْْغَمَََسََََتْْ
في بحور اللغة
تبحث عن هوية
وأناشيد طفولة
على براثين اليعسوب
تحمل عشق
بُُُذور الشمس
انفطرت النجوم
كلغز هُُُُبََََل
حملت التسابيح
وقلادة نهائية
حملت
رعشة فتى
وطحلب البحر

من نكون
في تفسّخ الألفاظ
وغربة الحروف
أيتام
تسيح

قالت لي:
جسدي بحر
فاحمل شواطئك المهزومة
احمل
عريي
على طبشورة ميلادي


قلت لها:
هل أكتُبُ من أنا
برعشة قلم يبحث عن الأصل
نبحث
في أعين الورق
عن الصفحات المفقودة
وفي الحقول
عن أيتام السنابل
عن صوت يحملنا على نجمة الريح
عن موت
يكتبنا أطفالا
عن حلم نتبناه شوقا
أجسادنا متاعا
حفاة
نقبل شفة الرمل
فينيقيون يبحثون عن بحر
أشواق نسوة
في مدار الليل
ينتظرن زائرا
يحمل سوارا ونجمة
وخاتم عرق الحب

تمشي اللغة
وتعانقني في ممشاها
خرير كروم متوحشة
يبحث عن ألفة نبيذ
يحمل نشوة الظمأ
ووعي الطريق

من أثينا
عشقنا سر النجوم
وحملنا حلم بنفسجية الريح
كم كتبنا على أوطان الرغبة
من نشيد
كان المنذر شفافا
وكانت أعراس اللغة
تدثرني بقماش الليل
بكت أمي على ضوء شمعة
وأنارت فانوسي
وكتبت لها بلون الشمائل
لغة جروحي
كتبت لها
عنوان الشرق
ونعي المغيب
كتبت لها
عن وليد الدخان
وانين البرق
كتبت لها عن شهرزاد
حين كانت حرة طليقة
تلهو مع صبايا الفجر
كتبت لها
عن نوح والسفينة
وآخر بحر
وآخر درس
امتحنت فيه
جائعا
حزينا
بائسا
غريبا
وآخر قصيدة
كتبتها
بمزمار كفي
لكي ألْْْتََحِمََ مع ضدي

أبكت أمي
حين أينعت لغة الفراق
حين خاصم المداد سرايا الليل
حين كان الباطن يهيئ لغة المكان
حين كان غريق الجسد
حين كنا نسير تائهين
نبحث في مناسك الطريق
عن غلة الحنين

ذات مساء
عانقنا برج التسول
كنّّا قلاعا
رفاقا
تائهين
تحت لحاف النشيد
كنّّا موتا
يستريح.....
كتبنا أبعاد اللغة
بحروف متشردة
وعلى الليالي المتبرجة
التي تأوي
قاصرات النجوم
عانقنا
خديج الضوء
بين المكان والمكان
غابت الأمكنة
زرعنا آيات الشمس
وقربان الأشعة
وجلسنا ننتظر
آخر رسول
خانتنا
قرفصاء الأعياد
وزئير بحر الرماد
نظرت إلى أمي
كانت عيناها
تناجي البحر
وتبحث في سيرة الأمواج
عن رحم الحياة
قال النشيد:
سبعة ليالي
لا تكفي للإشباع الأطماع
وصيحة الغيم

كم كانوا
عند أرملة الليل
وأنشودة الخريف
المطلة على البحر
ثلاثة رابعهم أنثى
تغذي جسد الموت
تحمل حلم المدى
ما بين الشمس والشمس
حمل الزمان
كفّّه الصريعة
وتخاذُُُلِ الخطى
وَ أنِينُ الصمت

هل كانوا ثلاثة
حين غابوا
مع أسلاف الشمس
ونفضوا غبار الحياة
ورابعهم أنثى
تحضن ثدي النجم
ليكن موتنا مديحا

سرنا
تهزمنا شهوة الأرض

أبكت أمي حين غاب أبي
ومسحت الذكرى على الرخام
ومشينا
نبحث في أعين الأرق
عن الصفحات المفقودة
عن الكلمات المطموسة
عن صوت يحملنا
على أعراس النجم
عن موت يكتبنا أطفالا
انتشلنا وميض السرايا
على خطى بلقيس
وبداية الموت فينا
و مقدمة الوداع
ونحتنا الصبر
على صخرة سيزيف
ومحا أيوب
بصمات الزمان فينا
وسقينا أبواب الطريق.....

أبكت أمي
حين رنت النواقيس
لتنعي الصليب
وحملت حزنها عبر الأزقة
تشم غطاء الدمع
وبصمة الدم
وحملتني إليها
على فراخ الشهيد
في رحم البحر والموت
قرأت الأشياء مرتين
قرأت من أنا
حين تنفصل الأمواج عن الجسر
قال اليقين في
تمسك بعطر السحابة
و لا تنتظر الخلود
حفاة عراة كنا
قبل المجيء
حفاة عراة سنسير
أبكت أمي
حين خاطبها نعي النجم
وروح المدينة
المنغمسة في ذات الأنبياء

اقرأ
فالحروف تحمل ثمرة الأشواق
والحلم البعيد
تحمل الطقوس في غيبة الانتشاء
تحمل التمرد
تحمل وزرة الولادة
الحروف معدن الروح

اقرأ
يتشكل الغائب فيك
يتسع الوصال
بارود أزلي
في غيمة الطوفان

قالت أمي:
نم لينتحب الدعاء فينا
سننتظر عذراء الليل
حين ترتدي قميص القمر
ستمسح دموع المدن العارية
سننتظر آخر هدهد يحمل النشيد
حفاة عراة كنا قبل المجيء
حفاة عراة سنمشي تائهين
بين المقايضة
وقسوة الرغيف
بين الحلم المتحجر
ودعارة الربيع
بين هذيان الملوك
وأرصفة الموت
بين وبين
قالت أمي:
لنعانق صدر الرقيم
و نختبر لهجة الموت
حفاة عراة كنّّا
حفاة عراة
سنعود تائهين
لبس القديس
ثوبه الأزرق
كان البحر ثديا
وكانت روما حريقا
والمدينة الفاضلة
عزاء النواقيس
ما بين البحر
والموت
انتحرت الأشياء
في عرسها الأزلي
قالت أمي:
لنعد إلى أندلس
في بغاء رحلتنا
ونبحث في زمان التسول
عن رمادنا
وعلى حائط المبكى
صيحة الترمل
لديك عشتار واختمار الحب
وجلجماش أسير الحطب المشتعل ما بعد الموت
والكأس الأخيرة
لديك
الماء
والغيم

على طاحونة الشرق
قتََلَنَا الوقت قبل الرحيل
وعلى أبواب بابل سنغرس بذور المشيئة
وسرمدية القمر المتنحي
من بعيد سنرى دموع الأشياء
انظر إلى الجوكندا
وليدة الدهشة الباقية
حين يغمى عن الحزن
حمل الباطن
عرس الغائب
ونور التقشف
سننتظر آخر منذر
يحمل الوصية
لنمشي زاحفين
نحمل تلاوة الأرض
وحلمها البريء
وآخر فنجان سقراط
على حديقة
الحقيقة
وحناجر الأزقة
ودمعة الألسن

ومشينا
تشرب الأيام
من غدير شوقنا
ومشينا
على بردة الروح
ومناجم الأنقاض
شابت صيحتنا
على تجاعيد الشفاه

مشينا تائهين
كان الزمان وحيدا
كانت الساعة عذراء
وجلسنا ننتظر ميلاد الشمس


انغمست الرؤى
في حنين البرية
على الوشم الشاسع
كان الحلم يتغذى على الحرف
واللغة تشيد غيبوبة الأشياء
كنّّّّا عزلا
نرافق البقاء
بين الضحى والفجر
وليالي الأسر
كنّّّّا
كما كانوا
على تربة الأمكنة
نقطع سبل الزمان
على مقص محجمنا
برودة الأكواخ
وظلمة الأزقة
والرغيف المتمرد
وصبيب الأرق الأزلي
والمضاجعة المكبوتة
والثدي المتدلي
تحث أعاصير الفؤاد

من هنا
رعشتك المخمورة
كان الصوت بائسا
ينقر ولاية الحرف
وضحايا النشيد
كانت بغداد
تمتحن موت طفل
وكانت روما جديدة
تحلق من جديد..........
حاملة طوفان الشوارع
وعري المناسك
كنت ابحث عن أمي بين الأنقاض
كنت أرى وجهها
على مرمر الأشياء
وبنفسجية الشوق
كانت دموع مخمورة
على عزف الفانوس الأخضر
أصبحت شيئا آخر
على وميض الرماد.....


ذ بياض أحمد / المغرب/



#بياض_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلايا غائبة عن جسد الكلمة
- غروب ........
- فواصل
- رعشة
- عروس بابل
- نشيد الريح
- إياب
- رحيق
- شمس أوراق على معادن الحطب
- على ثوب زهرة في اصفرار الحقول
- وقع الغيم
- رقصة المدى
- أوبرا!
- طقوس عراء في وحشة بدائية
- ح ط ام
- شهاب طقوس على ريح مساء راحل
- رماد الشمس
- شهد على *بويب*
- إهداء للشاعر المغربي احمد المجاطي*سيل الخطى على ضريح الليل*
- بحر المناسك وانكسار الموج


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بياض أحمد - معلقات على صدر النفق