أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مزوار محمد سعيد - حاكم حضاري تعرف على النساء عبر جواهرهن














المزيد.....

حاكم حضاري تعرف على النساء عبر جواهرهن


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5412 - 2017 / 1 / 25 - 16:09
المحور: كتابات ساخرة
    


لقد غرّد وريث المتنبي، الشاعر الأكثر شهرة بين الشباب العربي، نزار القباني قائلا: " عجبتُ لامرأة تدعي الفقر، وبين فخذيها كنز لا يفنى..!!"؛ وبسبب هذه المقولة، اعتبرت الشرطة الأخلاقية في العالم العربي الشاعر ماجنا، يستحق التهميش رغم شهرته، معتبرين أنّ هذا البيت الشعري قد بلغ من الوقاحة مبلغا إلى حد الإهانة، إهانة النساء، اللائي يعتبرن رمز المجتمع الجاد وشرفه، في حين إعتبر آخرون أنّه تصريح بما يدور في جوف كل رجل عربيّ، وما خفي كان أعظم، فالشاعر بهذه الكلمات عبّر بشجاعة عما عجز عن التعبير عنه الآخرين فقط.
ليس "المتنبي المعاصر" الشاعر الماجن الوحيد على قائمة الشعراء الماجنين في التاريخ العربي، فقد سبقه الكثير منهم، وهناك في الشعر الجاهلي أمثلة واضحة، وحتى الحقبة الأموية والعباسية لها ما لها من قدح ومدح لجمال النساء وعذريتهن وحتى مجونهن أو حيوية ما يحملن من شهوة وإثارة، لعل أبرز صور هذا النوع من الشعر قد وصل ذروته مع الأندلسيين المتأخرين، وهو ناصع الوضوح مع بنت المستكفي بالله، وابن زيدون وغيرهما كثير.
لقد دخل العرب في الصعقة الغربية التي تنادي بحقوق المرأة، حقها في التبرج، حقها في العمل، حقها في المجون، حقها في التسلّط على الرجل وامعان اهانته، حقها في التغريد بلا حسيب ولا ضابط أحيانا، الكل يصفق لها حين تتبختر، وحين تروح هنا أو هناك، حين تتكلم، أو حين تصفعك رائحة عطورها التي تخفي خبايا كثيرة.
تحول الغرب من ذاك الكيان المعنوي الذي اعتبر "المرأة مجرد لعبة لتسلية الرجل اليوناني الحر" إلى أكبر ضامن لحرياتها وحقوقها، بل ونصّب نفسه حارسا لهذه الحقوق ومحررا للنساء عبر العالم، لعل للألمان دور رئيسيّ في تحريرها بتحرير وعيها واكسابها نوعا شديد البأس من الحصانة، فصارت الدول على اختلاف ثقافاتها ترصف القوانين وتقيم الشرائع التي تحمي النساء عبر العالم.
أصبحت المرأة في زمن ما سيدة البيت، ثم قاتلت إلى جانب الرجل في الخنادق واعتنت به وهو جريح على فراش الاصابة بنيران العدو، وبعد الانتصار تحولت إلى اليد العاملة التي تشيّد وتبني الأمم والحضارات، ونازلت الرجل حتى في الأساطير فكانت هناك عشطار في الشرق وهيرا في الغرب.
لم يفهم الرجل ما حدث له، لقد احتلته المرأة احتلالا ناعما، وأرضخته لنوازلها عبر تلك المبارزة المناصرة لها في ووترلو خاصة بها، لتحول سجانها إلى مسجون لها.
المرأة الغربية تطال عنان السماوات وتنزل إلى عمق التراب وتسبح إلى أفق لا متناه، والمرأة الآسيوية تعطي أمثلة قوية وترسل رسائل وجودية مفهومة للجميع، والمرأة الأفريقية ترقص على أنغام الحياة بشكل رائع، حتى اليهودية التي اعتبرها العهد القديم يوما ما عبدة لزوجها أضيف لوضعيتها تفهم الزوج وخدمتها قبل تقديمها له الولاء والطاعة.
إنصاف المرأة لم يبق محصورا على الأرض فقط بل وصل تعديل حالتها إلى السماء، وهذا مثير للاعجاب حقا، وكم شهدت المرأة من خطوات في هذه المجالات، وكم عالجت أكثر من قضية، بل إنها تتجه إلى الغاء التحرش بها من سنن التاريخ بعدما جعلت أقدم مهنة في التاريخ معترف بها ولا علاقة لها بالشرف والحرص على نقاء السلالات البشرية.
بعد كل هذا "الجهاد" والحروب التي أقامتها المرأة من أجل انتزاع مكانتها وحقوقها في كافة المجتمعات، هناك أمر يثير دهشتي:
رجل أشقر يخوض معركة انتخابية شرسة أمام أول امرأة تصل الأدوار الانتخابية الأميركية أعرق ديمقراطية في التاريخ وأقوى امبراطوريات البشر يقول: لقد عرفت النساء عبر أعضائهن التناسلية (I grab women by the pussy) !!
الحادثة هذه لم تمر مر الكرام، وأنزلت الملايين من النسوة على الأرض الأميركية احتجاجا على هذا الاستفزاز من هذا المرشح الجمهوري المثير للجدل بتصريحاته النارية، لكن الأغرب في الموضوع كله، لقد فاز هذا المستهزئ بالنساء برئاسة أميركا، ولم يعتذر سوى بشكل أكثر إهانة مما قاله في حقهن، والأكثر غرابة أنه وصل لتحقيق فوزه هذا بأصوات ملايين النساء أيضا؛ رحم الله أحمد رضا حوحو الذي كتب "حمار الحكيم والزواج".

[email protected]



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلام يا أرض القراصنة
- أعبّر عن المستحيل بشكل إضطراريّ
- مدار التعقيم النهائي
- غريبة أنت أيتها المرأة الجزائرية
- فيدل كاسترو آخر حرّاس جزيرة القرم الفكرية
- أحب نفسك أوّلا
- علاج السخافة بالرداءة
- دونالد ترامب رئيسا على طريقة أنا ربكم الأعلى
- في الجزائر المستقلة لا يزال هناك عبيد
- الجذور الإسلامية للجمهورية الفرنسية
- هارب من شاطودف
- فلسفة البخار عندما ترغب في الإعتذار بدل سرد الأعذار
- الطرف الأيمن على العتبة اليسرى
- لم ندرك هذا سوى بعد ضياع كل الأمور، أدركنا أننا ندور خارج ال ...
- ذاك الذي اعتقد أنه من الآلهة، ذكّره الجزائريون بأنه بشر
- بعض توابل التفكير على الضمير قد تنفع صاحبه
- زحمة يا دنيا زحمة؛ زحمة وتاهوا الحبايب
- حريق على أعتاب دار التفكير إنتقاما من ذاته الموغلة فيه وتحرش ...
- -بريك-إقزيت- عنوان مسرحية خروج شكسبير بوند من إتحاد أوربا
- لا يمكننا شراء الجرءة


المزيد.....




- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب
- الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا ...
- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مزوار محمد سعيد - حاكم حضاري تعرف على النساء عبر جواهرهن