أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع العبيدي - هاتف الثلج.. و(بيت الشعب)..!














المزيد.....

هاتف الثلج.. و(بيت الشعب)..!


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5409 - 2017 / 1 / 22 - 23:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وديع العبيدي
هاتف الثلج.. و(بيت الشعب)..!
في صبيحة من صباحات أواخر الثمانينيات العراقية، كانت ثمة مقالة غير عادية في الصحافة العراقية، بدت مثل مفاجأة غير مألوفة. ففي صدر الصفحة الأخيرة من جريدة الثورة البغدادية، كان عنوان كبير يوشح الصفحة لا أذكر منه – بفعل الزمن- غير عبارة (بيت الشعب)!.. لصحفي ليس من صدارة الصحفيين العراقيين يومها، اسمه (هاتف الثلج).
قليلون كانوا يعرفون الصحفي الشاب يومها، معدا ومقدما لبرنامج اذاعي اسمه: (على الطريق) يسلط الضوء على شخصيات وظواهر اجتماعية في الاماكن والشوارع العامة. لكن تلك المقالة التي لم تعقب كانت صعقة في القلم الصحفي العراقي الذي لم يكن يعرف المجازفة!.
انقسم الناس تيارين امام تلك المقالة، تيار اعتبرها تزلفا ونفاقا لرأس الدولة، وتيار اخر اعتبرها رسالة مبطنة تدعو رأس السلطة للالتفات لمعاناة الشعب والتقرب من الكادحين.
لكن الجميع كانوا حريصين على التعرف على شخصية الكاتب الذي يجول في وسط بغداد مع اجهزة تسجيله لاعداد حلقات جديدة من برنامجه الاذاعي. التعرف على الكاتب، ليس من باب الفضول فحسب، وهو عادي، ولكن من باب الريبة، للتأكد على مصير حياة كاتب يوجه مقاله للرئيس مباشرة.
كنت يومها احد جلاس مقهى الزهاوي في مقدمة شارع الرشيد، وسط ساحة الميدان من بغداد. وكانت العيون والهمسات تتشاور: هل رآه احد.. هل من خبر!.. ولم يتأخر الوقت ليظهر من يطمئنهم، مؤكدا اتصاله بالكاتب شخصيا.
وان هناك مفاجأة أكبر، تتعلق برد فعل القيادة على الموضوع!.
تلك اللحظات.. الساعات.. اليوم وما يليه، كانت على درجة من الحساسية والحراجة لكثير من الناس، بله شخص الكاتب نفسه، الذي خرق المألوف بمبادرة جريئة، يوم كان الرئيس العراقي صدام حسين في ذروة جبروته وتصدره الاعلام العالمي قاطبة.
صدر أمر رئاسي بتعيين الصحفي هاتف الثلج رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية- الصحيفة الرسمية اليومية للجمهورية العراقية التي صدر عددها الاول في الخامس عشر من تموز 1958م برئاسة تحرير عبد السلام عارف.
لست متأكدا من الية تحقق ذلك، لكن حركة تنقلات حصلت في صدارة بيروقراطيا الصحافة، انتقل خلالها الشاعر الستيني سامي مهدي من رئاسة تحرير الجمهورية الى رئاسة الاذاعة والتلفزيون، التي كان يرأسها يومها القاص الستيني سعد البزاز، ليظهر اسمه بعد مدة في رئاسة تحرير الجمهورية التي لم يكمل فيها عامين، حيث غادر البلاد في منتصف ديسمبر 1992م ضمن اعمال مؤتمر الادباء العرب الذي شهدت عمان/ الاردن انعقاده يومئذ.
كان كل سامي مهدي وسعد البزاز متعلقين بمركزيهما السابقين، وغير مقتنعين بتركه او التخلي عنه. الاشارة المشؤومة في تلك النقلات، عنت احتمالات عدم الاستقرار الثقافي والوظيفي، وجعل رموز الثقافة والصحافة بيادق شطرنج تبعا لاهواء السلطة.
لكن الجدير بالاشارة هنا، امران، جرأة ومبادرة هاتف الثلج في مقالته الموسومة (بيت الشعب)، الذي طالما عرف بالقصر الجمهوري، وقبلها كان يعرف بقصر الرحاب – القصر الملكي-. والامر الاخر، الانعكاسات التي ترتبت على مبادرته.
وعلى العموم، يفتقد العراق حتى اليوم تقاليد سياسية ادارية ثابتة، بدء بالرموز المعمارية، قصر الرئيس، قصر الحكومة، قاعة البرلمان، قصر الاحتفالات، قصر الشعب، كونسرفاتوار، قصر الثقافة.. وهي ممتلكات عامة للدولة والمجتمع بضمانة دستورية، ولا تتحول الى ممتلكات شخصية بتصرف كامل لمن يشغلها.
امس استلم ترامب سيادة البيت الابيض بوصفه الرئيس الخامس والاربعون، وغادره سيده السابق اوباما. لم يخطر لاحد الخمسة والاربعين امتلاك البيت الابيض واستمرار احتلاله لما بعد انتهاء مدة حكمه المحددة بمقررات دستورية وانتخابية.
قصور الدولة هي قصور الشعب، وهي دالة التمدن والترقي ودالة احترام الحقوق والحدود والقانون والناس!.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دونالد ترامب.. قدّس سرّه!..
- المنظور الاجتماعي والسياسي في قصيدة عزمي عبد الوهاب: ثرثرة ع ...
- يسوع لم يتعامل بالمال ولا السيف ولم يلمسهما.. (9)- ق2
- يسوع لم يتعامل بالمال ولا السيف ولم يلمسهما..[9] ق1
- يسوع لم يحقد ولم ينتقم ولم يتوعد.. (8)
- يسوع لم يتكبر ولم يفتخر ولم يعيّر..[7]
- يسوع لم يتسلط ولم يتسلطن..[6]
- يسوع لم يهتم بالثياب والطعام والسكن..(5)
- يسوع لم يرسم كليركا ولم يصنف هيراركيا..(4)
- يسوع لم يؤسس كنيسة حجرية ..!(3)
- يسوع لم يؤلف كتابا.. (2)
- يسوع لم يؤسس ديانة..! (1)
- المنظور الاجتماعي في قصيدة بن يونس ماجن بعد عودتي من مراسيم ...
- المنظور الاجتماعي في قصيدة الشاعر حسن البياتي (جنود الاحتلال ...
- عيد ميلاد مجيد للشاعر الكبير مظفر النواب..!
- المنظور الوجودي في قصيدة الشاعر ماهر شرف الدين: (حصاة في كلي ...
- المنظور الاجتماعي في قصيدة الشاعرة وداد نبي (لا فراشات هنا)
- المنظور الاجتماعي في قصيدة الشاعر بلند الحيدري (عشرون ألف قت ...
- المنظور الاجتماعي في قصيدة الشاعر ياسين طه حافظ (السيدة)..
- المنظور الاجتماعي في قصيدة الشاعر أحمد عبد الحسين :قول (قصة ...


المزيد.....




- شي وبوتين يتفقان على أولوية وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائ ...
- وول ستريت جورنال: تكلفة خيالية تتكبدها إسرائيل لاعتراض صاروخ ...
- سحب عشرات الطائرات العسكرية من قاعدة أميركية في قطر
- صفارات الإنذار تدوي بشكل مستمر في منطقة البحر الميت بسبب هجو ...
- مستشار وزير الخارجية الإيراني يكشف عن فشل -مؤامرة إسرائيلية ...
- صحافية أمريكية: استخدام سلاح نووي تكتيكي لضرب موقع فوردو الإ ...
- -الخلايا النائمة- المرتبطة بـ-حزب الله- والمدعومة من إيران ت ...
- مخاطر الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في علاج المشاكل النفسية ...
- سحب مكملات فيتامين شهيرة من الأسواق الأمريكية بسبب خطر يهدد ...
- اكتشاف آلية جينية تساعد على استعادة الأطراف المفقودة بالكامل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع العبيدي - هاتف الثلج.. و(بيت الشعب)..!