أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صلاح حسن رفو - طفولة على تل القصب 7














المزيد.....

طفولة على تل القصب 7


صلاح حسن رفو
(Salah)


الحوار المتمدن-العدد: 5407 - 2017 / 1 / 20 - 16:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


طفولة على تل القصب 7
الوجع الابدي
ماذا ستفعل لو كنت تملك "آلة استرجاع الزمن"؟!_ يسألني صديقي_
_ كنت سأرجع الى محلتنا على الفور لأرى رد فعل صديقنا (خليل ) الذي لم يتهنى بلقب كابتن الفريق سوى ليومٍ واحدٍ فقط، وهو الذي نجح دون غيره في اختبارِ قدرة التحمل بأكله لثلاثة زنابيط بصل كبيرة، الامتحان اجراه رئيس الفريق( حسن) كـنايةً بـ(زياد الكابتن السابق) بعدما رفض الاخير احد آوامر حسن ... وما اكثرها، لكن خليل جـُردَ بسرعة من لـقبه لعدم قدرته دفع المبلغ المطلوب لمقترح حسن الجديد والذي يقتضي بجمع خمسين فلساً من كل لاعب لشراء علبة تنظيف بقع الملابس المعروفة بأسم (قاصر) وبعض الدبابيس الذهبية اللون لعمل مزهرية شبيهة بالكؤوس التي توزع على الرياضيين الفائزين في التلفاز، لنلعب بعدها مباراةٍ لكرة القدم، والفريق الفائز سيهدي الكأس لرئيس الفريق _الذي هو نفسه حسن _ ليضعها بدوره فوق ثلاجة البيت ليعلم الداخل والخارج من مطبخ منزل حسن بأننا فزنا يوماً ما بكأس البطولة! لم تنطوي الحيلة على الاخوين (رفو وعيدو)، اذ كانا من القلائل المعارضين لأفكار حسن مما يضطران ان يشكلا فريقاً رديفاً لفترة معينة لنشاركم اللعب بالسر في ساحةٍ خلف باب الحوش البعيدة نسبياً عن سطوة حسن.
رغم ان رفو مصابٌ بشلل الاطفال منذ الصغر، الا انه حارس مرمى مثابر ويملكُ كفينِ قاسيتينِ يجعله اقوى المصارعين واكثرهم شجاعة ويهابه اغلب من يصادفه ومن ضمنهم حسن زعيم المحلة، لكن نقطة ضعفه الوحيدة هي امه الطيبة (داي شيرين )، فما ان يشتكي احدٌ عليه او على اخيه عيدو حتى تعاقبهما وتعنفهما بحجة ان "الـبير" يجب ان يكون وديعاً وغير مؤذي [ بير:اقدام الطبقات الدينية الايزيدية الثلاث]. عائلة (البير مشكو) هي العائلة الوحيدة من طبقة البير في المحلة وصادف لأكثر من مرة مع اهالي المحلة وهم يروون كيف ان (داي شيرين ) تمسك العقارب السوداء وتضعهم في جحورٍ امينة وبعيدة دون ان تلدغها او تصيبها بمكروه، وتوصي الناس بتجنب قتل هذا الحيوان المخيف، هذه النقطة خلقت لنا نحن الاطفال لعبة جديدة، فما ان نرى شقاً في حائطٍ طيني قريب حتى نصرخ ونركض بأتجاه بيت البير، وندَعي بأننا راينا عقرباً اسوداً بالقرب من حائط بيت فلان، تطلب النسوة نجدة داي شيرين التي تسارع في وضع رِيقها في طاسة الماء وترشه على المكان المقصود وتقرا بعض الادعية وتدعو من " بير جروان " ان يبعد سم العقارب من البيت المقصود، في هذا الاثناء يفهم رفو وعيدو المقلب وتكون الفرصة مواتية لخلو الدار، ليلعب الفريق في حوشهم الكبير لمعرفتنا بأن نساء المحلة سيثرثرنَ ما ان يجتمعنَ في بيتٍ واحد.
انقطعت اخبار معظم اصدقاء الطفولة بعد انتقلنا من السكن من مجمع (تل قصب) الى قضاء سنجار سنة 1988، الا زياد لسبب الدراسة، ومن ثم صادف بعدها انه فتح محلاً في شارع الصناعة والذي كان عاملاً مهماً لمعرفة اخبار بقية الاصدقاء والالتقاء بهم احياناً هناك، وفي ذات المحل كانت المرة الاولى والوحيدة التي جمعتني بالاخوين رفو وعيدو وبها تذكرنا الكثير من المواقف المضحكة والطريفة التي كانت طرية في ذاكرتهما واخبراني بعدها كيف انهما اصبحا ارباب مهن واصحاب اسر كبيرة .
الحياة قاسية وغيرعادلة بالمطلق في سيرها، والا لأنصفت قليلاً معي ومع اصدقائي، ووهبتني "آلة استرجاع الزمن" لأنتقل ولثواني معدودة الى الماضي، لأعترف لـداي شيرين بأننا كنا نكذب عليها بشأن حيلة العقارب، ولرجعت عقارب الساعة للوراء قليلاً، لأذهب لصبيحة الثالث من شهر آب سنة 2014، لأجردُ كل تلك الوحوش البشرية من اسلحتها المتطورة، واخبرهم بأن اصدقائي رفو وعيدو واخوانهم العُزل لا يستحقون القتل رمياً بالرصاص في اخاديد الجبل، وان نسائهم العفيفات لا يستحقون السبي والخطف والبيع في اسواق النخاسة.


البير واحدة من الطبقات الدينية الثلاث للايزيدية، و (بير جروان) هو الهة المسؤول عن العقارب حسب الميثولوجية الايزيدية .
داي بمعنى الام بالكوردية وتسبق عادة اسم المراة الكبيرة بالسن كصيغة احترام

صلاح حسن رفو



#صلاح_حسن_رفو (هاشتاغ)       Salah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفولة على تل القصب 6
- طفولة على تل القصب 5
- طفولة على تل القصب 4
- طفولة على تل القصب 3
- طفولة على تل القصب 2
- طفولة على تل القصب
- 3 قصص قصيرة جدا
- اوراق من المهجر 19
- قصص قصيرة من سنجار 3
- قصص قصيرة من سنجار 2
- قصص قصيرة من سنجار
- اوراق من المهجر 18
- خمسة قصص قصيرة جدا
- اوراق من المهجر 17
- اوراق من المهجر 16
- اوراق من المهجر 15
- اوراق من المهجر 14
- اوراق من المهجر 13
- اوراق من المهجر 12
- حكايات من كري عزير


المزيد.....




- إطلاق أول مسابقة لـ-ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-
- الأمم المتحدة: أكثر من 10 آلاف امرأة قُتلت في غزة منذ بدء ال ...
- -الحب أعمانا-.. أغنية تقسم الموريتانيين بين حرية المرأة والع ...
- ليدا راشد.. ضحية العنف الطبي في لبنان
- دراسة: النساء استهلكن كميات أكبر من الكحول مقارنة بالرجال خل ...
- -المدرسة تلبي أوهام صبي يتظاهر بأنه فتاة-.. غضب بعد فوز عداء ...
- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صلاح حسن رفو - طفولة على تل القصب 7