أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صلاح حسن رفو - اوراق من المهجر 19














المزيد.....

اوراق من المهجر 19


صلاح حسن رفو
(Salah)


الحوار المتمدن-العدد: 4925 - 2015 / 9 / 14 - 17:45
المحور: كتابات ساخرة
    


اوراق من المهجر 19

(رالف ) ذلك العجوز الذي يدعي المرح، يعمل معنا في الشركة كسائق للرافعات الشوكية لتحويل بضاعتنا من داخل المعمل الى ممر القاعات ووضعها داخل الشاحنات الاجنبية التي ستأخذها بدورها الى فروع شركات السيارات الالمانية المنتشرة في بلجيكا وبولندا والجيك . (رالف ) يتعامل اكثر من غيره مع الاجانب الذين لايجيدون الالمانية مما يضطر الى استعمال لغة الاشارة والحركات ،عليه فأنه يستغل فترة الاستراحة التي هي نصف ساعة للحديث عن اموره اليومية والتي تنال اعجاب الجميع لطرافتها.
كان قد مر اقل من شهر على احداث سنجار والتي اخذتُ ساعتها مباشراً معظم ما تبقى لي من الاجازة السنوية، قضيتها مسافراً كالمجنون في بعض مدن اوربا والمانيا حاشراً نفسي مع اي تنظيم او تجمع او فعالية تطالب المجتمع الدولي بأيجاد ادنى الحلول لكارثة سنجار التي لا تُصدق.
مرت اجازتي بسرعة مذهلة وكان التعب النفسي يظهر جليا على ملامح وجهي في اولى ايامي للعمل وبتوقيته الليلي الذي يمتد في ذلك الاسبوع من العاشرة مساءاً حتى السادسة صباحاً تتوسطه الاستراحة التي سيسرد فيها (رالف) حكاياته التي لا تنتهي.
بدء صاحبنا بقصة نمو اشجار الحديقة الخلفية للشركة ، وكيف انه في الاسابيع الماضية وجدَ هناك قطة حامل تعاني الاعياء من شدة الجوع هناك، فأعطاها قليلاً من الحليب بطعم الفراولة خاصته لتشربها وتستعيد عافيتها، يقول (رالف ): عرفتُ جنون هذه القطة وحماقتها، ليس لكونها خرجت ليلاً من منزل مالكها، بل لانها كانت تحب طعم الفراولة كالذكور(ينهي جملته بضحكة طويلة يُشاركه الجميع بذلك)، ثم يكمل : قمتُ بوضع القطة في احدى العلب الكارتونية المتوسطة والتي تشحن الشركة فيها قطعة (الدشبول الداخلي ) لسيارات ( ي كلاسي) ...قد تسالوني لماذا لم اضعها في في داخل احدى علب الكارتون لقطع (حزام الامان ) لسيارات (اوبل )؟!.
اجاب البعض ضاحكاً :حتى لا تشعر القطة بعقدة النقص حال تسليمها لأصحابها.
يجيب (رالف ) بسرعة: لا ...لا ...حتى لا تضيع مرة اخرى (سيارات ي كلاسي مجهز بخدمة جي بي اس لتحديد المكان) ويستمر الضحك ليواصل (رالف ) لعبته :
ما ان وصلتُ الى المنزل صباحاً حتى تفاجئت زوجتي ،ليس لمنظر القطة على الاطلاق... بل لانها لم تشم رائحة الكحول مني. ادخلنا القطة الى المنزل ومع بدء الدوام اتصلنا بالعيادة البيطرية لحجز موعد ، ردت علي صوت نسائي رقيق لتقول :حسنا سأنتظرك اليوم ...ما ان سمعتُ كلمة ( الانتظار واليوم ) حتى قمت بأبعاد سماعة الهاتف عن زوجتي، اذ ظننت من جديد بأني اخونها كأيام الشباب .
يقضم (رالف) قطعة خبز بالجبن ويكمل : ذهبنا للعيادة ومعنا القطة المسكينة التي انجبت خمسة سنانير صغيرة، بعد بحث سريع لأسماء القطط الضائعة في مدينة (فيتن) وجدنا صاحبة القطة ورقم هاتفها المتروك لدى سجلات العيادة، اتصلوا بها واخبروها بالخبر السعيد. مالكة القطة خيبت ظني اذ انها ليست بجمال (فاقدات القطط )كما في الافلام لكنها على اية حال اجمل من زوجتي، يضحك الجميع من جديد ويطالبون رالف بنهاية سريعة لان الاستراحة ستنتهي وهم لم يأكلوا شيئا بأنتظام بعد.
شكرتني المراة بعدما ان اخبرتها بالقصة بتفاصيلها المملة، ورغم انزعاجها من طول التفاصيل الا انها احترمت موقفي عندما علمت انني اتعامل بشكل يومي مع عشرة سواق بلجكيين على الاقل ( في العادة تطلق نكات الغباء على البلجيكيين والنصب على البولنديين ).
فأجاتني المراة بكرمها عندما قالت بأنها مستعدة اهدائي ثلاثة هرر لموقفي...بالتأكيد كنت سأوافق واهدي لبعض اصدقائي اثنان منهن ...طبعا لا اقصدكم ،الا ان زوجتي صدتني وتكلمت كالعادة بالنيابة عني وقالت: لا يغريكِ كلام من يمثل امامكِ كالحمل الوديع فهو ذئبٌ مفترس وسيستغل الفرصة ويوافق على اخذ صغاركِ (تقصد الهرر)، اذ كنا متفقين قبل الزواج على انجاب طفل واحد وهأنذا الان مشغولة معظم الوقت بمشاكل ابنائنا الثلاثة الذين لا يختلفون ازعاجاً عن والدهم رغم دخول اصغرهم الجامعة هذه السنة. قاطعتُ زوجتي حينها وقلت: هذه شهادة منكِ ان الاولاد هم من صلبي وليس من غيري، ضحكت صاحبة القطة واحبت المزحة فصححت لها مباشراً نظرة زوجتي عن امثلة الحمل والذئب والتي لا تطلقها الا في العيادات البيطرية وبذلك ضحكت المراة مرة اخرى .قاطع اغلب الحضور كلام (رالف) وطالبوا بنهاية سريعة للقصة،فاخرجَ هاتفه النقال وآرانا صورة لأحدى الهرر الصغيرة بين يديه ومعه المراة المقصودة وتكلم بنبرة خافتة بجدية على غير عادته: منذ سنوات لم احس بذلك الشعور الجميل وانا انقذ كائنٍ حي واسعد صاحبه، شاركه الجميع بكلمات الاطراء والمديح ،ساعتها وبفعل لا ارادي اظنه اغرقت عيناي بالدموع حاولت ان اداري الموقف بأبتسامة مصطنعة ، اذ تذكرت لحظتها اهلي الهاربين لتوهم من الجبل تاركين اجساد فلذات اكبادهم تأكلها الحيوانات الضارية بعدما خذلهم من ادعوا حمايتهم وقام جيران السوء بعدها بقتلهم وسبي نسائهم .
الدموع هي الوسيلة الوحيدة للتشفي بالحزن عندما يكون المرء عاجزاً عن ايجاد حلاً لهذا الجنون. غادرت الجلسة بحجة جلب القهوة من الجهاز القريب لأسمع صوت( رالف ) ضاحكا يخبر الجميع : آرايتم... لقد جعلت ( رفو) يذرف الدمع من شدة الضحك.

صلاح حسن رفو



#صلاح_حسن_رفو (هاشتاغ)       Salah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة من سنجار 3
- قصص قصيرة من سنجار 2
- قصص قصيرة من سنجار
- اوراق من المهجر 18
- خمسة قصص قصيرة جدا
- اوراق من المهجر 17
- اوراق من المهجر 16
- اوراق من المهجر 15
- اوراق من المهجر 14
- اوراق من المهجر 13
- اوراق من المهجر 12
- حكايات من كري عزير


المزيد.....




- في المؤتمر الثالث للملكية الفكرية بالمغرب.. قلق بين شركات ال ...
- “برومو 1” مسلسل قيامة عثمان الموسم السادس الحلقة 170 مترجمة ...
- معرض الجزائر الدولي للكتاب.. قطر ضيفة شرف وإقبال على رواية - ...
- صور| بيت المدى يستذكر الناقد الراحل عبد الجبار عباس في ذكرى ...
- روسيا والبحرين توقعان اتفاقية تعاون على هامش مبادرة -شبكة ال ...
- تونس: في جرجيس.. فنان يخلد ذكرى المهاجرين الذين لقوا حتفهم ف ...
- “سوسو ولولو جننوا الأطفال”… نزل تردد قناة وناسه ومتع عيالك ب ...
- المخرج الباكستاني علي سهيل جاورا يفوز بالجائزة الثانية في مه ...
- مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ 45 يحتفي بالسينما الفلسط ...
- ناصر الرباط يفوز بجائزة عبد الله المبارك الصباح عن كتابه -Wr ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صلاح حسن رفو - اوراق من المهجر 19