أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صلاح حسن رفو - طفولة على تل القصب 6














المزيد.....

طفولة على تل القصب 6


صلاح حسن رفو
(Salah)


الحوار المتمدن-العدد: 5404 - 2017 / 1 / 16 - 01:38
المحور: كتابات ساخرة
    


طفولة على تل القصب 6
المعلمة الجديدة
كان ملامح الحسد بادية على وجهي وانا اصغي لصديقي (مراد) وهو يحدثني عن الروابط المتينة التي تجمع بين عائلته وعائلة المعلمة الجديدة، فما ان دخلت تلك الفتاة الشقراء الطويلة بفستانها الشفاف ذو الالوان الهادئة بأكمام ٍ قصيرة كبطلات السينما حتى صرخ مراد بوجهي : انها هي...نعم انها هي " كريفتي ابنة مالي" ... آلم اخبرك ان لي معارف في هذه المدرسة ؟!
لم يتوقف مراد عن الحديث عن فضائل عائلة المعلمة الجديدة ابتداءاً بمحلاتهم التجارية الكثيرة انتهاءاً بأراضيهم الزراعية التي تدر قمحاً وفيراً وبكمياتٍ اكبر لصدقهم وفطنتهم ونواياهم الطيبة، الى ان حذرتنا المعلمة بالعقاب في حالة عدم توقفنا عن الثرثرة، تقاسيم وجه معلمتنا الجديدة كانت حادة جعلتنا ننسى او انستني انا بالذات جمالها، اذ كنتُ ابحث عن اية زلة حتى ابني عليها انتقاداتي لكسر شوكة وغرور مراد في تلك الظهيرة ، بالفعل وبحركة لا ارادية ادارت المعلمة يدها اليسرى عن السبورة والتفتت الى التلاميذ لأهمس حينها بأذن صديقي : لقد رايت تحت إبطها والكثير من بياض جسدها، ما ان انهيت جملتي حتى احمر وجه مراد غضباً وخجلاً ووعدني شراً حال انتهاء الدوام، قالها بصوتٍ مبحوح ينتظره البكاء .
لم يمضي الكثير من الوقت حتى رايت نفسي اتحاشى لكمات مراد بالقرب من دكانة (علي قطو) التي يفطل الشارع بينها وبين مدرستنا،ويتجمهرالاطفال بقربها عادة لرؤية مشاهدة جديدة لشجار جديد كـكل يوم، وقد كنتُ مع مراد ابطاله هذه الظهيرة، لم يدع الخيرين من اصدقائنا ان يطول الشجار وهذا ما كنتُ اتمناه، لكوني لم اكن املك اي حجة في الدفاع عن نفسي، سوى الحسد والغيرة من صديقٍ لم يتهنى بعد بالتعريف عن مزايا "كريفته " الجميلة التي لم يُعرف نفسه لها بعد!
صباح اليوم التالي كان كل شيء مختلفاً تماماً، فقد عاد مراد بطيبة الاطفال ليعتذر مني ويعاتبني : لم اطالبك يوماً بأن تغمض عينيك اثناء الدرس، لكنك كنت تستطيع ان لا تخبرني بالمسألة ...اعترف انني كنتُ عصبياً، لكن حاول ان لا تنظر للمناطق المحرجة في المرة القادمة .
_ عليك ان تعترف يا صديقي بأن "كريفتك" تلبس ملابس فاضحة ...جاوبت مراد.
_ حقيقة يجب ان اعرفها بنفسي في البدء وبعدها سأحاول ان استطعت ان اخبرها عن ملابسها ...معك حق يا صديقي .
الشعور بالذنب هاجس يراودني منذ يوم امس لذا كان لابد لي ان اعترف لمراد : في الحقيقة ياصديقي ان لم ارى جسدها يوم امس، لكن تراء لي بانني شاهدته، فخفتها وسرعة حركتها لا يدعان لشيء معيب ان يظهر!
_ هذا شيء مفرح يا صديقي...آلم اخبرك انها سريعة الشرح والكتابة، سترى كيف اننا معها سنتعلم بسهولة رغم قسوتها احياناً، لكن لا تقلق سأوصيها بك ايضا حال تعرفها علي.
دخلت معلمتنا الصف لتبدء بتعريف نفسها لنا بعدما ان اخبرتنا انها نست يوم امس ان تذكر اسمها : انا "الست منال عبد الرزاق محمد" من سكنة مدينة الموصل، ازور المنطقة لأول مرة وسأحاول ان افهم لغتكم وتفهمون لغتي بسهولة، وهي فرصة لأعرف طباع اهل سنجار و مجمعاتها .
اسم المعلمة خيب ظن مراد، فأبنة مالي المسيحي (اسمه الكامل مال الله فرنسيس) اسمٌ غربيٌ غريب ليس بوزنٍ منال، وهي من اهل المنطقة وتجيد لغتنا، والالتباس الذي حصل مع مراد محبط للغاية، لكنه ليس نهاية المطاف، التفت مراد لي متصنعاً الابتسامة وقال بسخرية : هل كان جسدها ابيضٌ كساقيها ؟!
_ نعم... نعم ... كنتفة ثلج .

الكريف / من الروابط المهمة بين الايزيدي ونظيره من الديانات الاخرى، وهي عملية ختان طفل لأحد الطرفين ووضع قطرات من دم المختون على منديل او دشداشة الطرف الاخر ليربط العائلتين بميثاق شرف واخوة وجيرة حسنة .

صلاح حسن رفو



#صلاح_حسن_رفو (هاشتاغ)       Salah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفولة على تل القصب 5
- طفولة على تل القصب 4
- طفولة على تل القصب 3
- طفولة على تل القصب 2
- طفولة على تل القصب
- 3 قصص قصيرة جدا
- اوراق من المهجر 19
- قصص قصيرة من سنجار 3
- قصص قصيرة من سنجار 2
- قصص قصيرة من سنجار
- اوراق من المهجر 18
- خمسة قصص قصيرة جدا
- اوراق من المهجر 17
- اوراق من المهجر 16
- اوراق من المهجر 15
- اوراق من المهجر 14
- اوراق من المهجر 13
- اوراق من المهجر 12
- حكايات من كري عزير


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صلاح حسن رفو - طفولة على تل القصب 6