أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صلاح حسن رفو - طفولة على تل القصب 4














المزيد.....

طفولة على تل القصب 4


صلاح حسن رفو
(Salah)


الحوار المتمدن-العدد: 5391 - 2017 / 1 / 3 - 04:12
المحور: كتابات ساخرة
    


طفولة على تل القصب4
القلعة والكلاب
كالعادة طاوعنا حسن في عطلتنا الربيعية لنصل الى تخوم قرية (همدان) لنسبح هناك مع الماء القادم من سيول الامطار، فقدنا في تلك الرحلة زوجي احذية وبعض مقتنياتنا من صورلاعبي الكرة ودعابل اللعب، وقبل وصولنا للمنزل غـُيمت الاجواء لنعلم حينها اننا لم نجتاز فصل الشتاء بعد! امهاتنا والانفلاونزا كانتا متهيئتان لأستقبالنا بأقسى انواع العقاب. هذا الدرس لم يدعنا ان نترك صداقة حسن وزعامته لنا، اذ لم تمضي سوى اشهر قليلة ليلح علينا بأن نقنع اهلنا لشراء الخبز الحار من الفرن الجديد الذي فتحَ في المجمع .
لا يخلو بيت في المجمع من التنور الطيني والعادة المتبعة هنا ان معظم الاهالي يستيقظون على رائحة الخبز الزكية واصوات النسوة وهم يخبزن العجين، الا ان مقترحات حسن تحملُ بين طياتها صفة الامر اكثر من الاقتراح.
"فرن بيت عجاج" يقع في قاطع (زكدخان) وعلينا ان نقطع عشرات الازقة للوصول هناك. الطريق لم يكن امناً يوماً ما، فبيوت (عشائر الفقراء) تتباهى بكلابها الشرسة التي قد دُربت في منطقة (الصولاغ) مع المرعى، فكيف بأطفالٍ يعيرهم جميع فرق الكرة بأطفال القاطع الذي لا يملك كلباً... كيف لنا المرور من هناك بسلام ؟!
وصلنا الى الفرن ووقفنا في الطابور_وهو اول طابور نشاهده في حياتنا_ كانت متعة ما بعدها متعة ونحن نضع الدراهم على المنضدة الحديدية، وحال عد الفران للدراهم وملئ الكيس لكل زبون يقول زياد كلمته العربية الوحيدة التي تعلمها من افلام الظهيرة : "يالله ياراكـل هات العيش"، فما كان من الفران الا ان وضع نقود زياد في اخر صفوف الزبائن كعقوبة لسلوكه. الموقف هذا جعلنا نتأخر لحين انتهاء زياد من اخذ حصته من الخبز الحار الذي اصبح بارداً نوعا ما.لا تكمن هنا المشكلة، المشكلة الحقيقة هي ان كلاب الطريق استفاقت وهي تنتظر لترينا جمال ركضتنا وهلعنا ونحن نمر منهارين من الخوف منها، الموقف هذا لم يتكرر لكون الفرن اغلقَ بعد الحادثة بأسابيع، شككنا على الفور بأن لطريق الكلاب السبب الرئيس في غلقه!
المغامرات غير محسوبة العواقب واردة جدا مع حسن لكنها تستحق التضحية لانها تعطينا افاقاً جديدة لم نراها في المجمع وعليه رافقناه انا وزياد للوصول الى مخفر المجمع الذي اشبهه بقلعةٍ بيضاء كما في افلام الكارتون، سنحاول جاهدين عدم الاقتراب من كلاب بيت خورزي المشهورة بشراستها، لذا سنذهب للتعرف على (حازم) و (خليل)، فرغم كون الاول لاعبٌ مهاريٌ وسريع كما سمعنا عنه لكن يمتازايضاً بالمشي على يديه لمسافة طويلة، والثاني لطيفُ المعشر ومولعٌ بكرة القدم وهي فرصة مثالية لنريهما مهاراتنا في الكرة، قبل ان نبدء باللعب جاءنا طفلان وطلب منا المشاركة في اللعب الا ان حازم رفض، وبعد الاخذ والجذب حدث الشجار... استعملت الفاظٌ نابية وصلت لذكر الموتى والقبور، حينها توقف الطفلان وبكيا فجاءة فأستفهمنا عن السبب ليخبرانا بأن اخاهم وعمهم قد اعدما قبل اسابيع بحجة هروبهم من الخدمة العسكرية بعدما ان اوشى بهما الرفيق (ابو عماش)، كان هذا الاسم مفزعاً لمجمعنا ومعظم المجمعات والقرى القريبة، كنا نصور بأدراكنا كأطفال بمثابة الوحش او الشرير في افلام الكارتون الذي يموت في النهاية على يد البطل ! واسينا اصدقائنا الجدد بمصابهم ونسينا ان نلعب كرة القدم يومها واعطيناهم الوعد بأننا سننتقم لهما من ابوعماش حينما نكبر، بالمقابل ساعدنا صديقانا بالعبورمن شارعهم الملي بالكلاب كطريقٍ مختصر!
بعد الواقعة بعدة سنوات صادفني في ايام العمل في شارع الصناعة ان ارى أبو عماش لمرات عديدة دون ان احدثه، لكنني كنت اراقبه بفضول وهو يتوسل بـالاسطوات والصناع لتصليح سيارته بعدما اخذ الحصار الاقتصادي الكثير من هيبة الرفاق والحزب. سقط نظام صدام حسين بعد 2003 ولم يتعرض الرجل لأدنى مضايقة مني او تهديدٍ من غيري ومات بعدها بسنوات في قريته بكل هدوء اثر مرض عضال دون ان يحاسبه اي بطل فلم!

صلاح حسن رفو



#صلاح_حسن_رفو (هاشتاغ)       Salah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفولة على تل القصب 3
- طفولة على تل القصب 2
- طفولة على تل القصب
- 3 قصص قصيرة جدا
- اوراق من المهجر 19
- قصص قصيرة من سنجار 3
- قصص قصيرة من سنجار 2
- قصص قصيرة من سنجار
- اوراق من المهجر 18
- خمسة قصص قصيرة جدا
- اوراق من المهجر 17
- اوراق من المهجر 16
- اوراق من المهجر 15
- اوراق من المهجر 14
- اوراق من المهجر 13
- اوراق من المهجر 12
- حكايات من كري عزير


المزيد.....




- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صلاح حسن رفو - طفولة على تل القصب 4