أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صلاح حسن رفو - طفولة على تل القصب 3














المزيد.....

طفولة على تل القصب 3


صلاح حسن رفو
(Salah)


الحوار المتمدن-العدد: 5385 - 2016 / 12 / 28 - 04:15
المحور: كتابات ساخرة
    


فريق المحلة
ليس من المنطق ان يكون كابتن الفريق على خطأ وهو الذي يملك الكرة ووالده صاحب اشهر دكانه في المجمع، علاوة على ذلك فأن بيته مفتوحٌ لنا جميعا حتى في اوقات الظهيرة عندما يكون الكبار في قيلولة. منزل زعيمنا ( حسن ميرزا كني) يكون محور سجالات فريقنا التي لا تنتهي، لذا تجدني اؤيد كلام حسن بقوله ان جارنا (حازم بدل) امهرُ شخصٍ يسوق التراكتور، الا ان خليل وخلف يصران على ان (حسن حيدر) الذي يسكنُ منطقة قني هو اصغر سناً واسرع من حازم، يتدخل زياد لتأييد الراي الذي يقول بأن خاله حازم اعلى شأناً بقوله: ان الاول يسوق ساحبة نوعية "فيات" وهي اكبر واصعب من ان يسوق المرء ساحبة زراعية كـنوعية "فركسون". يتدخل سمير ليـُدحرَ نظرية زياد ويقول: ان ابن عمي (خيري فرمان) ايضاً يسوق ساحبة زراعية نوعية "فيات" وهو اصغر سناً من حازم واسرعُ منه ايضاً! هنا كان لابدَ لي ان اتدخل لأويدَ فكرة حسن وزياد واقول بأني سمعتُ العم فرمان ابو خيري يشكو من سوء سياقة ابنه للتراكتور مما جعل بوجود "ملعب في الاطارات الامامية الصغيرة". حقيقة لا اعرف ما قصد العم فرمان بهذا الخلل؟! لكنها كانت نقطة مهمة لتأييد وجهة نظر حسن وزياد والتي لم يعترض عليها صديقنا (هادي فرمان) وهو الاقرب منا جميعاً للقصة، اذ انه الاخ الاصغر لخيري، فـهادي كأسمه هادئٌ كل شأنه ان نلعب كرة القدم في الساحة القريبة من المستوصف والتي تُعتبر ارضاً متنازعاً عليها بيننا وبين فريق (القطوية). هادي دفاعٌ صلب الا انه يتعب بسرعة وتظهر حبيبات العرق الصغيرة بين انفه وفمه، وهو الوحيد الذي يمتاز بذلك ونحن نسميه بطائرالسليمان اوالهدهد. لا املك الاجابة للسؤال ان كان الاسم مذمةٌ بسبب انفه الطويل اوهو مدحٌ لسرعته؟! الامر نفسه لا يعني لهادي بشيء، المهم ان يلعب وان يضحك كثيراً.
على العكس من ابن عمه هادي يكون صديقنا الاخر (سالم) فهو عصبي ويبحث عن ادنى سبب لكي ينفعل ويغضب، وكنا نحتاج لوقتٍ خاصٍ معه عندما نقوم بتقسيم الفريق لتشكيلتينِ من اجل اللعب، حيث ان اصرارهُ على ان يكون دائماً في فريق حسن (كابتن الفريق) يشكلُ ارباك للجميع، الا ان حسن عادلٌ ويقسم كالعادة مستويات الدفاع والوسط والهجوم بالتساوي، فيذهب كل لاعبين ويتشاوران ويتفقان على لغزٍ معين، وينتظر حسن كرئيس للفريق الاول وزياد كرئيس للثاني قدومهما لاختيار لاعب الحظ. الالغاز دائماً بسيطة وسهلة كـقولِ سردار وغالب مثالاً : تختار المستوصف ام المدرسة؟ فيقول حسن: المستوصف . يتقدم حينها غالب ويقول انا من فريقك،وهكذا مع الاخرين، الا سالم فهو ياتي باختيارات غريبة وعجيبة بقوله :"تختار ست خولة لو سالمة" ؟! او قوله :" تختارالعيـــ.... لو الكـــ.....". الغريب و قبل ان ينطق حسن بالاجابة يصرخ سالم :اختيارٌ موفقك، الدفاع الصلب الحافي سيكون من فريقك_ يقصد نفسه_ !
ما لا يعرفه القارئ ان سالم ليس دفاعاً صلباً كما يدعي، لكنه يشوشُ على المهاجمين بالصياح والصراخ وما ان يعبره احد من اللاعبين حتى يمسكه ويسبه : آرايتم كيف اخذ الكرة باليد؟ّ! الا ان هذه الحيلة غير مقبولة في مباراتنا الرسمية مع فريق القطوية، اذ يتفق كابتن فريقهم (عزت) مع كابتن فريقنا حسن قبل بدء المباراة بأن مسك اليد وصراخ سالم يعتبران "فاول"، رغم ذلك فـفريق القطوية مرعوبين هذه الظهيرة لمفأجتنا الجديدة _ رغم كشفنا لهم قبل المباراة بساعات لفضولنا القاتل لمعرفة ملامح الخصم _ اذ جاءنا لاعبٌ جديد من مدينة الموصل وسيستقرُ في المحلة، اذ يتسلق كالقط على اكبر شجرة يوكالبتوس في القرية وينزل منها بخفة النمر! هذه المواصفات كفيلة بأن يكون (هادي سليمان) افضل حارس مرمى في العالم بنظرنا!
رغم محاولة (خليل وخلف) تقديم ابن عمهما لفريق الخصم، الا ان سالم سارعَ بأخبرهم بمواصفاته التي لا تقهر، كذلك صديقنا الجديد يجيد العربية بطلاقة كما اعلن سالم ذلك وطلب من هادي ان يشتم فريق الخصم بالعربية الا انه رفض بأدب.
جرت المباراة وكانت كما هي متوقعة نسجل الاهداف تلو الاهداف ويستنفر فريق القطوية كل الجهود... اسعد ...علي...صباح ...جميعهم في مرمانا لكن دون جدوى، فسالم والحارس الجديد بالمرصاد، فكل كرات الخصم تكون خارج المرمى. في لحظة مجنونة يمسكُ عزت الكرة ويطالب بوقف اللعب ويقترب من مرمانا ليكتشف بأن احد احجاز المرمى قد زُحفَ من مكانه بمسافة كبيرة! في خضم السجال والحلف بين الطرفين كان سالم يسيرُ بهدوء دون عادته نحو منزله القريب من الملعب وكأن قلبه يُعلمه بان الحارس الجديد سيخبرُ الجميع عن الشخص الذي قام بتحريك حجر المرمى !



#صلاح_حسن_رفو (هاشتاغ)       Salah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفولة على تل القصب 2
- طفولة على تل القصب
- 3 قصص قصيرة جدا
- اوراق من المهجر 19
- قصص قصيرة من سنجار 3
- قصص قصيرة من سنجار 2
- قصص قصيرة من سنجار
- اوراق من المهجر 18
- خمسة قصص قصيرة جدا
- اوراق من المهجر 17
- اوراق من المهجر 16
- اوراق من المهجر 15
- اوراق من المهجر 14
- اوراق من المهجر 13
- اوراق من المهجر 12
- حكايات من كري عزير


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صلاح حسن رفو - طفولة على تل القصب 3