أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موفق كمال قنبر وفي - محادثات فلسفية مع صديقي (11)















المزيد.....

محادثات فلسفية مع صديقي (11)


موفق كمال قنبر وفي

الحوار المتمدن-العدد: 5401 - 2017 / 1 / 13 - 15:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


محادثات فلسفية مع صديقي (11)
د. موفق كمال قنبر وفي

المحادثة الحادية عشر:

بدأت بأكمال محاضرتي بعد نصف ساعة من الاستراحة التي جرى فيها الحديث عن بعض احداث السنة الماضية وكيفية قضاء بعض الاصدقاء عطلة رأس السنة: تحدثت عن مسالة حرية الارادة في الدين وكيف ان الرأي السائد هو ان الانسان لا يملك حرية الارادة بل يخضع للقدر الذي قدره الله لنا ... وحتى لو ان الله قد أعطى الانسان قدراً من حرية الأرادة فهي أرادة مقيّدة بأتباع ما سَنّهُ في كُتبهِ وإلّا فَعذابُ الاخرة ينتظر الذين لا يمشون على سراطه المستقيم ... وجهة نظر الدين ان حرية الارادة هي جزء من عالم ما فوق الطبيعة اللامادي فهي إذن بيد خالق عالم الطبيعة لو شاء ان يمنحها للانسان فسيمنحها بشروط يؤدي إتّباعها الى سلبها.
ردد صديقي: يبدو ان حرية الارادة جزء من المنظومة الايمانية التي ينقصها التبرير العلمي ... مثل الله والعقل والروح.
اكملت حديثي: إذا اردنا ان نفهم وجهة نظر العلم من وجود حرية ارادة للإنسان او عدمها فعلينا ان نبحث عنها في تركيبة الانسان المادية لأن العلم يرى ان الانسان هو جزء من الطبيعة التي فيها مادة وحركة ... الحركة تأخذ اشكالاً مختلفة غير الحركة البسيطة للاجسام مثل حركة الالكترونات في السلك المعدني التي نسميها تيار كهربائي وحركة الالكترونات في نسق معيّن بين ذرّات المركّبات المادية التي نسميها تفاعلات كيمياوية ... عقل الانسان وجسده جزء من عالم الطبيعة المادي ... ما ينتج منطقياً من هذا التصريح هو ان لا وجود لحرية إرادة الانسان لأن المادة محكومة بقانون السببية وكل حَدَث في الطبيعة هو نتيجة لفعل سابق وكل نتيجة هي فعل لحَدَث آخر يتسبب بنتيجة اخرى ... المادة من ابسط مركباتها الى اعقدها كما في الانسان تتبع قانون السببية الصارم الذي لا حرية للخروج منه ... أليس كذلك؟ ، نظرت الى الوجوه الحائرة من دوى انبس بكلمة اخرى حتى تكلم سمير متسائلاً: استاذ ... يعني حرية الارادة في العلم متشابه مع رأي الدين ... أليس كذلك؟
علّق صاحبي بمثل عراقي متهكماً: يعني خوجة علي مُلّة علي.
اجبت: ... للخروج من هذا المأزق اقترح بعض العلماء حلاً له علاقة بنظرية ميكانيك الكم (Quantum Mechanics) الفيزيائية او بالاحرى ب (The Uncertainty Principle) في نظرية ميكانيك الكم ... لا اعلم كيف اترجم هذا الى العربية ... لعل اقرب شئ هو مبدأ عدم التأكد.
سأل سمير: استاذ ... اعلم ان الموضوع معقّد يتطلب معرفة عميقة بالفيزياء ولكن هل بأمكانك تشرح هذا الذي سمّيته مبدأ عدم التأكد ولو بشكل مبّسط؟
قلت: مبدأ عدم التأكد يقول بأنه لا يمكن تلافي الخطأ في قياس خصائص المادة مثل طاقتها او زمن تواجدها في بقعة معينة اوزخمها ، اي حاصل ضرب كتلتها بسرعتها ، بالضبط حتى لو كانت اجهزة القياس التي نستخدمها مضبوطة 100% لأن الخطا نابع من طبيعة المادة نفسها وهو اكبر او يساوي نصف ثابت بلانك (Planck Constant h).
قال الاستاذ محمد: من الصعب تصديق ذلك فمن الناحية العملية يمكن قياس طول الشئ مثلاً بالضبط ... منطق الرياضيات لا يسمح بذلك فلكل قيمة محددة لمتغير على يسار المعادلة هنالك قيمة محددة لمتغيّر على يمين المعادلة.
تسائل سمير: ولكن استاذ لوكان عندنا معادلة مثل س2 = ص فأن س اما ان تكون س نتيجة حاصل ضرب جذر ص في جذر ص (√ص Χ√ص) نتيجة حاصل ضرب ناقص جذر ص في ناقص جذر ص ((√ص)Χ(-√ص-)) الفرق بين القيمتين هو 2√ص ... هنا في الريضيات نجد شئ مشابه لما ذكره استاذ موفق في ما يتعلّق بخطأ القياس.
رد الاستاذ محمد: ولكن لِ س قيمة واحدة محددة ... فهي امّا جذر ص او جذر ناقص ص.
قلت: ... في ما يخص ما ذكره الاستاذ محمد حول امكانية قياس طول الشي مثلاً بصورة مضبوطة فأنا أؤيد ذلك ولكن الخطأ في قياساتنا لخصائص المادة لا يكون واضحاً إلا في العالم الصغير جداً للجسيمات الاولية مثل الذرات والالكترونات فقيمة ثابت بلانك هي (6.626x10-34j.s) والخطأ الذي يساوي هذه القيمة صغير جداً حتى على مستوى حجم وكتلة الذرة فكيف من الممكن ملاحظته على مستوى عالمنا المحسوس؟ ... المهم في ما يخص موضوعنا ان عدم التأكد في قياس خصائص المادة نتيجة طبيعة المادة نفسها ادّى الى الاعتقاد ان المادة على مستوى عالم الجسيمات الاولية لا تعمل وفق قانون السببية ... اي ان هنالك فجوة بين السبب ونتيجته بمقدار نصف ثابت بلانك او اكثر مما حدى ببروفيسور مشهور مثل روبرت بنروس (Roger Penrose) الى القول ان حرية الارادة التي لا تخضع لقانون السببية تعمل في تلك الفجوة بين الفعل ورد الفعل الناتج عن العمليات الكهروكيمياوية في ذرات خلايا الدماغ العصبية وتفرعاتها ... اسألكم ... هل يبدو هذا التعليل معقولاً؟
وبعد وجوم وتردد اجاب سمير: عقلياً .. لا يبدو ذلك مقبولاً لي ... ربما لانّي لم استوعب او افهم الموضوع جيداً.
قال الاستاذ بهنام: موضوع الخطأ هو في قياس خصائص المادة ... اي ان المادة فيها ما لا يمكن التأكد من قياسه بصورة مضبوطة ... وليس لأن الوجود المادي غير مضبوط!
وقبل ان يسترسل الاخرين في التعليلات قلت: بالضبط استاذ بهنام ... هذا ما كنت اود ان اسمعه ... لقد ادّى التصور المغلوط لمبدأ عدم التأكد الى تصورات ونتائج خاطئة يميل بعضها الى تبريرات يجدها في ما فوق الطبيعة ... على كل حال انا ايضاً لا اصدّق هذا التعليل للارادة الحرة لأنه حل اكثر غموضاً من المسالة المطروحة ... لِمَ لا ييّن لنا بنروس كيف تتكون ارادة الانسان الحرة في تلك الفجوات بين الفعل ورد الفعل ... انا لا اعتقد ان هناك فجوة على مستوى عالم الذرات بين الفعل ورد الفعل ... موضوع الفجوة في اعتقادي هو مثل المعادلة الرياضية التي طرحها سمير ... س له قيمة واحدة ولكننا لا نعرف اهو نتيجة جذر ص او ناقص جذر ص ...
تساءل صديقي: أ ننسى امر ارادة الانسان الحرة وتقتنع بأن الانسان مسيّر لا مخّير... من الله بالنسبة للمؤمنين او من الطبيعة بالنسبة لغير المؤمنين ... ؟
قلت: انا ايضاً تحيّرت في اول الامر ولكني قررت ان ادرس الموضوع بعناية ... اولاً بحثت في امهات القواميس والموسوعات العلمية عن تعريف لحرية الارادة فوجدت التعريف المناسب بالانكليزية في موسوعة وكبيديا على الانترنت (http://en.wikipedia.org/wiki/Free_will):

"The putative ability of agents to make choices free from certain kinds of constraints"
والترجمة العربية: حرية الارادة هي القابلية الافتراضية للشخص لعمل خيارات حرة من قيود معيّنة.
اي انها قالبية عمل خيارات عقلية تمثّل حلول لمشكلة او مسألة مطروحة من دون تأثير أي من العوامل والضغوط الخارجية او الداخلية مثل خلل جسدي او دماغي يوثر على قرار الشخص.
قال صديقي: ... او وحي مفترض من الله.
قلت: او وحي من ما فوق الطبيعة يؤثر على الخيار الذاتي للشخص ...
قال صديقي: هذا التعريف يؤكد ما ذكرته سابقاً من ان مسألة حرية ارادة الانسان لا علاقة لها بما فوق الطبيعة فهي مسألة عمل خيارات حرّة يقوم بها عقل الانسان.
قال قيس: كذلك فأن عمل الخيارات وهو عمل عقلي وليس فعلي ولا يتطلب جهد عضلي.
قلت: احسنتم بهذه الملاحضات المهمة ... والشئ الاخر الذي اود ان تنتبهوا له هو انه وفق هذا التعريف فأن حرية الارادة لا علاقة لها بعمل قانون السببية في المادة ... وما دام الانسان قادر على عمل خيارات عقلية فسعة هذه الارادة ... اي مقدار الحرّية فيها تحدده الكلمتين التي وضعت تحتها خط ... عمل خيارات ... الكلمة الاولى عمل ... وكما قال قيس هي عمل عقلي ينتج افكاراً تمثّل خيارات ولا علاقة له بتنفيذ خيار من الخيارات على ارض الواقع ... تنفيذ الخيار على ارض الواقع يخضع لقانون السببية الصارم ولا مجال فيه لحرية الارادة.
قال صديقي: وضّح ... بمثال في ما يخص ما ذكرته حول الخيارات.
قلت: افترض اني اود ان اسافر الى البصرة ... افكر بالوسيلة التي سوف تنقلني من بغداد الى البصرة ... افكّر بعدة خيارات ... القطار من المحطة العالمية ... السيارة من مرأب في علاوي الحلّة ... الطيارة من مطار بغداد الدولي ... هذه كلها خيارات مرت بذهني.
قال الاستاذ محمد: ذكريات طفولتي الجميلة تدفعني للسفر بالقطارلو كنت مكانك.
قلت: هذا مثال لتدخّل العاطفة في الخيارات المطروحة فهذا لايدخل ضمن الارادة الحرة ... الارادة الحرة ناتجة عن العقلانية (Rationalism) وحدها ... تُطرح كل الخيارات وحتى الغير عملية منها ثم يجري تفاضل بينها بمنطق عقلي ونختار الافضل والقابل للتنفيذ.
سأل قيس: ما هي العقلانية استاذ ... كيف تعرّفها؟
قلت: العقلانية هي استخدام المنطق العقلي وتتضمن عمليات معقّدة لحل المسائل والحكم عليها ... وتتضمّن ايضاً معرفة العلاقات بين الاشياء وايجاد الصلات بين الاسباب ونتائجها وكذلك تصنيفها او تنظيمها حسب خصائصها وكذلك عملية التعميم ... ويمكن لبرامج متخصصة ومن جملتها برامج الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) على الحاسوب ان تقوم بكثير من تلك العمليات.
سأل سمير: ماذا تقصد بالتعميم استاذ؟
قلت: مثلاً ينظر الانسان الى نبات له جذع فوقه فروع واغصان واوراق فيعطية اسم ما... ينظر الى نبات من نوع اخر وله جذع فوقه فروع واغصان واوراق فيعطيه اسم آخر ... واخر مثلهم ... يستنتج تعميم اسمه شجرة لكل نبات له جذع وفوقه فروع واغصان واوراق ... من خلال تراكم المفاهيم تنمو شجرة المعرفه في عقل الانسان ... يمكن تصور هذه الشجرة ... فأغصانها مفاهيم اولية من الواقع المرئي والمسموع ونقاط التقاء فروع صغيرة منها بنقطة واحدة تمثل تعميم من التعميمات.
سأل قيس: استاذ هل من الممكن تعطينا فكرة عن كيفية تمثيل المنطق العقلي في الحاسوب؟
قلت: عملت لفترات طويلة من حياتي كمبرمج واستخدمت لغات للحاسوب تزيد على اصابع اليد ... كل اللغات التي استخدمتها فيها مجموعة من الاوامر (Statements) ندرجها بشكل متسلسل في برنامج يقوم بعمل معين على الحاسوب عند تنفيذه ... احد هذه الاوامر هو امر يحاكي قانون السببية المشروط ويأتي بأشكال متعددة في كل لغة من لغات الحاسوب ويسمى (If Conditional Statement) ... انظروا الى هذا المثال على حاسوبي الذي يمثّل نصه الاساسي:

If X then Y
Meaning
If (condition X) Then (result Y)
ويعني ذلك:
اذا تحقق شرط X فالنتيجة هي Y

هذه عملية عقلانية تشبه قانون السببية في عالم المادة ... فشرط حدوث شئ معيّن يؤدي الى نتيجة حتمية معيّنة ... تصوروا لوكان في البرنامج عدة اوامر من هذا النوع ونتيجة كل منها هي شرط لآخر بعده بالتسلسل فنحصل بمجرد تحقيق الشرط الاول عند تنفيذ البرنامج على عملية منطقية فيها سلسلة من السبب والنتيجة... فنحن نقوم عقلياً بشي مشابه لما في الطبيعة لكي نستكشف امكانية حدوث شئ فلاعب الشطرنج مثلاً يقوم بعدة خطوات لقطع الشطرنج وردود فعل خصمة المفترضة في فكره قبل ان يقوم بتحريك القطعة الاولى.
قال الاستاذ بهنام: هذا مثال جيّد يبيّن أيضاً عمل الارادة الحرة ... فلاعب الشطرنج يفكر يخيارات متعددة لتحركات قطع الشطرنج ثم يقوم بتنفيذ الخيار الافضل له.
قلت: ويقوم الانسان بعملية سببية تراجعية (Inference) اي يرجع القهقرى من نتيجة ليعرف سببها الذي يصبح نتيجة اخرى لسبب آخر قبلها ... مثال على ذلك ما ذكرته في محاضرة سابقة عن الاستنتاج من حقيقة تمدد الكون ان لابد ان تكون مادته في زمن سابق في مكان صغير واحد ... قلنا ان موضوع سعة حرية الارادة يتعلق بكلمتي عمل خيارات ... وقد اشبعنا موضوع الكلمة الاولى اي عمل العقل وبقى موضوع الكلمة الثانية اي الخيارات ... كم من الخيارات يمكن للعقل ان يخلق؟ ... الخيارات هي افكار ... فالسؤال اذاً يتعلق بسعة العقل لأستيعاب الافكار ... اسألكم ... من محاضرة سابقة قلت شيئاً عن تركيبة الدماغ وعن طبيعة الافكار فهل لكم ان تذكروا لي بعض ما تتذكروه؟
قال الاستاذ بهنام: اتذكر شئ عن الدماغ ... الفصوص المتخصصة الخمسة في قشرة الدماغ (Cortex)... الذاكرة تتكون بثلاثة مراحل ... الاولى هي انطباع صورة شبه مطابقة للواقع لثانية او ثانيتين ... تتحوّل الصورة بعدها الى نسق في الموصلات بين الخلايا العصبية ... الثالثة تمر عبر ... لا اتذكّر...
قلت: Hippocampus.
اكمل استاذ بهنام حديثه: تتوزّع حسب نوعها على الفصوص الصورية والسمعية ... الى اخره.
قلت: احسنت.
قال: صديقي: اذكر انك قلت ان الفكر يتعلّق بمرور التيار الكهربائي عبر نسق معين من توصيلات الخلايا العصبية.
قلت: احسنت ... الفكر ليس مادة بل هو عملية صيرورة كيمياوية وكهربائية في خلايا الدماغ والموصلات بينها ... يمكن بصورة عامة وغير دقيقة اعتبار الفكرة كنسق من حركة الالكترونات في حزمة من الخلايا العصبية ...وعليه يمكن تحويل صيغة السؤال كم فكرة يمكن لقشرة الدماغ ان تستوعب الى كم نسق يمكن لقشرة الدماغ ان تستوعب ... لتذكيركم هنالك ما يقارب 1014 توصيلة بين الخلايا الدماغ العصبية وكل خلية تتصل بالخلايا الاخرى بما يقارب 7000 (Synapses) وقشرة الدماغ القابلة لأستيعاب الافكار تكوّن 75% من الدماغ ... اي ان قشرة الدماغ فيها 75% من ال 1014 توصيلة ... كم عدد الافكار التي تمثّل انساقاً يمكن ان يستوعبها الدماغ تتصورون ؟ ، انشغل الاصدقاء بالتفكير للحضات ثم قال الاستاذ بهنام: لا بد انه كبير جداً جداً.
رد الاستاذ محمد: يمكن معرفة التوصيلات بين مجموعة من النقاط بعملية رياضية بسيطة ولكن عدد الانساق بين التوصيلات يتزايد بشكل كبير جدّاً عند زيادة بسيطة لعدد النقاط ... في حالة مثل هذه ... لهذا العدد الهائل من الخلايا العصبية والتوصيلات العشوائية بينها ... لا بد ان يكون عدد النسق الممكنة على اقل تقدير بعدد ذرات المادة على الارض.
قلت: بل بعدد ذرات الكون التقديرية ... اي 1080 ذرة او يزيد!
ردد الاستاذ محمد بيت شعر ينسب للأمام علي كان قد ذكره في محاضرة سابقة:

وتحسب انّك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبرُ

قلت: خلاصة القول في نهاية محاضرتي:
اولاً حرية ارادة الانسان هي القابلية الافتراضية للشخص لعمل خيارات حرة من قيود معيّنة
ثانياً هي قابلية عقلية لا علاقة لها بقانون السببية في الطبيعة او لا بما فوق الطبيعة أي ان الله لم يمنحها للبشر لأنها موجودة فيهم اصلاً ولا علاقة لها بالفجوة بين الفعل ورد الفعل التي يدّعيها بعض من يرجعها الى مبدأ عدم التأكد في فيزياء الكم
ثالثاً هي عمل خيارات عقلية حرة من التأثيرات الطبيعية الخارجية والنفسية الداخلية أي انها خيارات مستنتجة من طرق عقلانية (Rationalism) لا شائب عليها
وأخيراً ان سعة حرية الارادة تتعلق بالسعة العقلية لاستيعاب مختلف الافكار وهي سعة كبيرة جداً ... شكراً على حسن استماعكم واضافاتكم التي اغنت الموضوع.
قال صديق: نحن نشكرك جزيل الشكر ونتمنى ان لا تكون هذه المحاضرة نهاية لقاءاتنا الفكرية ولعل من المناسب ان نطرح مسألة الدين التي تكتسب اهمية كبيرة في هذه الايام كموضوع للّقاء قادم نساهم به جميعاً بافكارنا ، وافق الجميع على هذا الاقتراح.
قلت: موضوع الدين موضوع مهم جداً وحسّاس في هذا الزمن الذي يعج بفضاعات القوى المتطرفة ويطغى فيه صوت الطائفيين على صوت العقلاء ... ولكن هل تظنون انه من المناسب ان تكون نقاشاتنا في هذا المقهى ... قد تحدث مشاكل مع من لا يعجبه ما نقول.
رد الاستاذ بهنام: رغم كل ما قلته عن هذا الزمن الردئ ولكني واثق من فئه المثقفين والمتنورين التي يعج بها شارع المتنبّي وهذا المقهى سوف يهمّها سماع ما نقول حول الدين ... انظر الى عناوين الكتب التي على الارصفة تجد الكتب الدينية جنباً الى جنب الكتب العلمانية وكتب تنتقد الدين بل وتكفر به.
قلت: موضوع الدين كان من المواضيع التي فكّرت بها كثيراً وكتبت عنها بحثاً راعيت فيه المنطق والعلم قدر المستطاع ... هو بحث مطول يصلح ان يكون كتاب فهل تريدون ان أجعلة في عدة محاضرات نناقش محتوياتها في لقاءات كهذه ، وافق الجميع على مقترحي وافترقنا على امل ترتيب لقاء اخر بعد تحضيري للمحاضرة الاولى حول الدين.



#موفق_كمال_قنبر_وفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محادثات فلسفية مع صديقي (10)
- محادثات فلسفية مع صديقي 9
- محادثات فلسفية مع صديقي 8
- محادثات فلسفية مع صديقي 7
- محادثات فلسفية مع صديقي 6
- محادثات فلسفية مع صديقي 5
- محادثات فلسفية مع صديقي (4)
- محادثات فلسفية مع صديقي الملحد (3)
- محادثات فلسفية مع صديقي الملحد (2)
- محادثات فلسفية مع صديقي الملحد
- امي المؤمنة ونار جهنّم
- عراقي
- شيخ الازهر والطالب النجيب قصة قصيرة ذات عبر


المزيد.....




- باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع لتعجيل ظهور المسي ...
- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موفق كمال قنبر وفي - محادثات فلسفية مع صديقي (11)