أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موفق كمال قنبر وفي - محادثات فلسفية مع صديقي 6















المزيد.....

محادثات فلسفية مع صديقي 6


موفق كمال قنبر وفي

الحوار المتمدن-العدد: 5369 - 2016 / 12 / 12 - 14:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


محادثات فلسفية مع صديقي 6

د. موفق كمال قنبر وفي

اعتذر لعدم وجود الصور التي يمكن رؤيتها من خلال الرابط

المحادثة السادسة:

مرّت حوالي ثلث ساعة تقريباً على استراحتنا وقررنا ان نكمل المحاضرة فاستهليتها بالاشارة الى صورة تخطيطية لنشوء الكون وتمدده على الحاسوب: انظروا الى هذه الصورة التي تمثل نشوء الكون وتمدده ... نشوء من خلال التذبذب الكمّي (Quantum Fluctuation) والذي سوف اتكلم عنه في ما بعد ... ثم حقبة التمدد السريع والكون الداكن الذي لايسمح بخروج الضوء ... ثم مرحلة الكون المبكر وشفافيتة التي سمحت للضوء بالخروج من باطنه ... ثم مرحلة تكّون النجوم والمجرات.

http://int.search.myway.com/search/AJimage.jhtml?&n=782b6ded&p2=%5EB5K%5Exdm672%5ETTAB02%5Egb&pg=AJimage&pn=1&ptb=5DF5783D-9242-4ACC-9C1A-26886C59073D&qs=&searchfor=Universe+history&si=CPD5263outACFbcK0wod_4EKTw&ss=sub&st=tab&tpr=sbt&trs=wtt&imgs=1p&filter=on&imgDetail=true

اشار قيس وسمير الى نهاية الصورة حيث جملة (Dark Energy Accelerated Expansion) والتي اثارت انتباه صديقي ايضاً فسأل: يبدوا ان الكون يتمدد بسرعة اكبر عند هذه النقطة ، مشيراً الى نهاية الشكل المخروطي للرسم.
قلت: هذا ما سوف اشرحه لكم اولاً ... لقد كان الاعتقاد السائد حتى وقت قريب بأن سرعة تتمد الكون تقل مع الزمن بفعل الجاذبية حتى يأتي الوقت الذي يتوقف فيه التمدد ويبدأ بأنكماش عكسي تتقارب فيه المجرات والنجوم حتى يحدث الانسحاق او التصادم الكبير (The Big Crunch) يعقبها انفجار كبير آخر ... وهكذا دواليك الى ما لا نهاية ولكن في سنة 1998 بدأ فريق من العلماء بمقارنة قوة اضاءة انفجارات لنجوم كبيرة (ٍSupernova) بعيدة جداً مع اخرى اقرب الينا فأكتشفوا ان اضاءة ال Supernova البعيدة جداً اضعف ب 25% مما هو متوقع لو كان تمدد الكون في تباطؤ مما يدل على انها ابعد من ذلك ... فأستنتجوا ان تمدد الكون يتسارع وعللوا ذلك بوجود طاقة خفية سموها بالطاقة الداكنة (Dark Energy) تتغلب على الجاذبية وتسبب تسارع التمدد.
تدخّل صديقي: قل لهم ما ذكرته لي سابقاً عن كميّة هذه الطاقة.
قلت: اود ان اصحح قليلاً المعلومات التقديرية التي ذكرتها لك ... تقدر كمية الطاقة الداكنة ب 72% من الوجود الكلّي وهي بكثافة 6.91x10-27 كيلوغرام في المتر المكعّب وهنالك ايضاً ما يسمى بالمادة السوداء (Black Mater) التي تكوّن 23% من الوجود الكلي وهي ايضاً لا ترى وقد استنتج العلماء وجودها من خلال تأثير الجاذبية على ما يحيطها من مواد.
قال سمير: هل تقصد الثقوب السوداء (Black Holes).
قلت: نعم ... سميّت بالثقوب السوداء لأن جاذبيتها قوية جداً ... فحتى الضوء لا يفلت منها ولذلك لايمكن رؤيتها.
سأل سمير: وكيف تكونت؟
اجبت: من انفجار بعض النجوم بعد نفاذ وقودها وانهيار مادتها بفعل الجاذبية الى بؤرة تتصاغر بأستمرار فتفقد ذراتها الالكترونات وتبقى النويات الثقيلة في كتلة واحدة ... ، رفعت ملعقة الشاي من احد الاكواب ، ملئ ملعقة منها يزن الاف الاطنان! كانت وجوه الحاضرين تنمّ عن دهشة كبيرة فتابعت الكلام لأزيد من دهشتهم: أكتشف العلماء مؤخراً ان هناك Black Hole هائل في قلب مجرّتنا ولعله في كثير من المجرّات الاخرى.
تساءل بهنام: مما شرحت لنا ... بقى للمادة التي نراها بعد طرح كمية الطاقة الداكنة والمادة السوداء حوالي 5% ... هل هذا صحيح؟
قلت: 4.9% من المادة العاديّة فقط ... بكل مليارات المجرات والنجوم والكواكب ... يقدر عدد المجرات اليوم بحوالي 2000 مليار ... كلٍ منها فيه بين 200 الى 400 مليار نجمة اضافة الى حوالي 100 مليار كوكب!
اشار الاستاذ محمد الى موقع كلمة Inflation على الصورة وقال: انا افهم ان هذا الذي تقوله هو كما سمّيته سيناريو علمي فهو لا يعدو عن كونه نظرية لتفسير نشوء الكون وتطوره ... ولكن ما هو تبرير وضع هذا التمدد الكبير ... الاسرع من الضوء بعدة مرات في هذا السيناريو ... ألم تقل بأن سرعة الضوء ثابتة ولا يمكن تعدّيها.
قلت: سؤال وجيه سوف احاول الاجابة عليه ... سرعة الضوء ثابتة ولم اقل انه لا يمكن تعدّيها وهذا استنتاج صحيح يا استاذ ينطبق على المادة التي تتحرك بسرعة ولعل علماء فيزياء الفلك وجدوا ان لا بد من مخالفة ذلك لتبرير وجود التكتلات المادية الاولية التي ادت الى تكوين النجوم ... دعني اشرح ذلك بمثال ... تصور ان على هذه الطاولة ورقة كبيرة جداً ورقيقة السمك تغطيه... فهل من الممكن ان تدفعها بأصابعك ببطئ من طرف وتجعلها تتحرك الى الجهة المقابلة من دون ان تنثني؟
اجاب الاستاذ محمد: اعتقد ذلك.
قلت: فأذا دفعتها بسرعة؟
أجاب الاستاذ محمد: تنثني.
قلت: فكّر الفيزيائيين انه لوكان الانفجار الكبير بدون هذا التمدد السريع لأنتشرت ذرات المادة بالتساوي ولما حصلت انثناءات في الزمكان وتراكمات اولية ادت قوة الجاذبية فيها الى تسارع تجمع ذرات اخرى أدّت الى تكوّن النجوم ، اشرت الى صورة على الحاسوب ، هذه الصورة الملونة هي للصدى الكوني المبكّر تبين تجمعات كثيفة للمادة بلون يميل الى الحمرة.

http://int.search.myway.com/search/AJimage.jhtml?&searchfor=microwave+background+radiation&n=782b6ded&p2=%5EB5K%5Exdm672%5ETTAB02%5Egb&ptb=5DF5783D-9242-4ACC-9C1A-26886C59073D&qs=&si=CPD5263outACFbcK0wod_4EKTw&ss=sub&st=tab&trs=wtt&tpr=sbt&ts=1481536116775&imgs=1p&filter=on&imgDetail=true

قال صديقي: ما هذا الذي قلت انك سوف تقوم بشرحه ، تطلّع الى صورة الكون على الحاسوب وقرأ ما هو مكتوب ، Quantum Fluctuation:
قلت: اي نعم ... هنلك عدد من النظريات عن نشوء البذرة الاولى او كما سمّاها القس البلجيكي لميتر البيضة الكونية التي انفجرت ... لعل ظن القس الجليل ان الله هو خالق هذه البيضة ولم يتوقع ان العلم لا يتوقف عند حد ... هذا يذكرني بما قاله عالم فيزياء الفلك ستيفن هاوكنز (ٍSteven Hawkins).
أستفسر قيس: اليس هو النابغة الذي فقد حركة عضلات جسمه ويتكلم من خلال صوت آلي مربوط الى حاسوب يلتقط حركات عيونه ويترجمها الى كلمات.
قلت: نعم ... هو ملحد ... يتحدّث بتهكّم عن مؤتمر لعلم الكون عُقد في الفاتيكان وحضره البابا ... يذكر ان البابا في خطبة استقباله للضيوف قال ان لا مانع من دراسة الكون بعد بدايته ولكن يجب عليهم ان لا يبحثون في البداية نفسها لأنها لحظة خلقه من الله. يتابع هاوكنز الحديث فيقول: انا سعيد ان البابا لا يعرف انّي قدمّت بحثاً في هذا المؤتمر عن بداية الكون ... لم اكن سأستسيغ فكرة تسليمي الى محاكم التفتيش مثل ما فعلوا مع غاليلو.
في بحث لعالما فيزياء الكون جيمس هيرتل (James Hurtle) وزميله ستيفن هاوكنز اقتراح سيناريو لنشوء الكون من لاشئ بعد فشل النظرية النسبية العامة لأينشتاين في مرحلة ما يسمى بال (singularity) ... لا ادري كيف اترجم هذه الكلمة الى العربي ولعل شرحها يكفي ... تتذكرون مما ذكرته عن النظرية النسبية الخاصة ان الجسم يتقلص وكتلته تزيد بزيادة سرعته ... فمن الناحية النظرية لو زادت سرعة الجسم الى سرعة الضوء فأن حجمه يصبح صفر وكتلته لا نهائية ... هذا ما يحدث ايضاً في داخل الثقوب السوداء اي singularity لو استخدمنا معادلة اينشتاين التي تفشل في هذه المرحلة.
استفسر صديقي: وما هو الحل الذي جائوا به؟
اجبت: اقترحوا تلافي ال singularity بأفتراض ان البداية يجب ان تكون غيرصفرية ... اي ان البذرة الاولى هي طاقة صغير جدا جداً ولكنها ليس صفرأ ... عند هذا الحجم المتناهي الصغر فأن قوانين فيزياء الكم تعمل ولا تعمل قوانين الفيزياء الكلاسيكية ... وهذا سبب فشكل النظرية النسبية لأينشتاين.
سأل قيس: وهل نظريات اينشتاين النسبية كلاسيكية.
قلت: نعم تعتبر من الفيزياء الكلاسيكية ولكنها مع فيزياء الكم تعتبر من الفيزياء الحديثة.
سأل صديقي: هل من الممكن ان تشرح ما هي فيزياء الكم.
اجبت: فيزياء الكم او ما يطلق عليه ميكانيك الكم (Quantum Mechanics) موضوع طويل ومعقّد ولا ادّعي اني افهمه جيداً ولكني سوف اختصرلكم اهم مفاهيمه ... فسّرت قوانين نيوتن في المادة والحركة وقوانين ماكسويل في الموجات الكهرومغناطيسية ظواهر الطبيعة بشكل جيد حتى ظهرت مسائل علمية جديدة في القرن العشرين لا يمكن تفسيرها حسب المفهوم الكلاسيكي ... فالطاقة بالمفهوم الكلاسيكي متواصلة وتجري في الطبيعة كما يجري ماء النهر بأستمرار ... فجاء العالم بلانك (Max Planck) وحل مشكلة عالقة بفرضية تقول ان الطاقة تجري بتقطع كما تجري عربات القطار وفي كل عربة كم من الطاقة ... OK ، هز الجميع رأسهم بنعم ، تكامل علم ميكانيك الكم بتفسيره لظواهر فيزيائية كثيرة استعصت على الفيزياء الكلاسيكية... جاء دي بروكلي (de Broglie) بنظرية تقول ان المادة يمكن معاملتها كموجة كهرومغناطيسية ... جاء اينشتاين بنظرية تقول ان الموجة الكهرومغناطيسية يمكن معاملتها كمادة فهي متكونة من فوتونات (Photons) كل منها يحمل كماً من الطاقة ... جاء هايزنبيرك (Warner Heisenberg) بمبدأ عدم اليقين (Uncertainty Principle) ويعني عدم صحة حساباتنا في قياس متغيرات الوجود المادي ، مثل المسافة والزمن والطاقة وسرعة الجسم متحرك ، بالضبط ... هنالك خطأ لا نلاحظه على مستوى عالمنا المحسوس ولكنه يبرز في عالم بحجم الذرات والجزيئات الاولية وهو نابع من طبيعة المادة نفسها وليس من محدودية اجهزة القياسات التي تضيف الى الخطأ الاصلي ... هنالك ايضا نظرية بور (Niel Bohr) التي فسّرت انبعاث موجات محددة التردد من الالكترونات التي تغيّر مدارها حوال ذرة الهايدروجين ... هنالك ايضاً اضافات مهمة الى هذا العلم في معادلتي شرودينكر (Erwin Schrödinger) و ديراك (Paul -dir-ak) لتفسير طاقة الجسيم الاولي وفق منظور فيزياء الكم ... ولان الطاقة الجسيم الاولي وفق هذا العلم هي مجموع لعدد من اكمام الطاقة فأن وجود الجسيم في موقع معين يعتمد على الاحتماليات (Probability) ... فمثلاً الالكترون في الفيزياء الكلاسيكية يعتبر مثل كرة تدور حول الذرة كما تدور الكواكب حول الشمس ... امّا في فيزياء الكم فهو مثل غيمة من الاحتماليات... الكثافة العليا فيها تمثل الاحتمالية الأعلى لتواجده في ذلك الموقع... الصعوبة في فيزياء الكم ليست في المعادلات الرياضية التي يمكن لمن توفرت له المعرفة ان يفهمها بل هي في ان منطق عالم الكم ، اي العالم الصغير جدا للجسيمات الاولية ، غريب يخالف منطق عالمنا المحسوس.
سأل قيس: هل يمكن ان تأتي بمثال؟
قلت: مفهوم التطابق بدوران الجسم (Rotational Symmetry) ... دعني افسّر ... خذ شئ ما من عالمنا المحسوس ... مثل هذا القلم الموضوع الى الطاولة ورأسه الغير مدبب بأتجاهي ... كم مقدار الزاوية التي يجب ان يدورها لكي يرجع الى وضعه الحالي ... اي تتطابق صورته بعد الدوران مع الصورة الحالية؟
اجاب قيس والاستاذ محمد معاً: 360 درجة.
قلت: الجسيم في عالم الكم يجب ان يدور 720 درجة لكي يفعل نفس الشئ! ... اكتفي بهذا وانهي الموضوع بالقول انه لولا علم ميكانيك الكم لما اصبح لدينا الان كثير من المخترعات الحديثة ... التلفزيون والتلفون النقال والصاروخ الذي يذهب الى القمر ... الى اخره.
قال صاحبي: شكراً على هذا التوضيح ... ارجو ان تستمر في محاضرتك:
قلت: نرجع الى نظرية هاوكنز وصاحبه ... قلت انه عند ذلك الحجم الصغير تنطبق مفاهيم فيزياء الكم التي تستخدم قوانين الاحتمالات ... ومن هذه القوانين يستخلصون احتمالية تذبذب هذه البذرة المادية الصغيرة جداً ... تتذبذب فتخلق طاقة موجبة على شكل مادة ومقابلها طاقة سالبة على شكل قوة الجاذبية.
قال استاذ محمد: اتقول انهم يفترضون خلق مادة من العدم ... هذا شئ غير معقول ... العدم هو العدم ولا تجني منه غير العدم.
قلت: أحد الباحثين حاول تفسير ذلك بعملية استدانة كما يستدين المرء من مصرف للمال ... فأنت لا تملك شئ ... تستدين فيصبح عندك مال وللبنك سجلّ لمديونيتك ... تجري استدانة طاقة من لا شئ فتصبح طاقة موجبة على شكل مادة وفي اللا شئ يصبح طاقة سالبة على شكل قوة جاذبية ... لكي اكون صادقاً معك انا لا اصدق ذلك ايضاً فالفيزياء علّمتنا ان المادة لا تفتى ولا تستحدث ... تفسيري هو ان المادة خُلقت من الطاقة الازلية الموجودة وما تبقى منها الان هو ال 72% التي ذكرتها ... اليس هذا اكثر معقولية؟ قال صديقي وهو ينظر الى ساعته: الساعة الان الواحدة بعد الظهر ... ارجو ان تكمل الموضوع بالسرعة الممكنة مشكوراً لأن عندي موعد مع الاهل في الساعة الثانية بعد الظهر.
اكملت حديثي: اقتراح آخر لهاوكنز وزميله توروك (Turok) يستند فيها على الفرضية السابقة هي ان من المحتمل ان لا تتواجد هذه الكتلة الصغيرة جداً التي ادت الى نشوء كتلة الانفجار الكبير فلابد ان هناك عدد لا نهائي منها يتذبذبون ليخلقوا اكواناً تتمدد كما تُخلق الفقاعات في ماء يغلي ... قسم من تلك الاكوان لا ينجح في التوسع والاخر ينجح فيخلق كوناً له قواه وقوانينه الفيزيائية.
قال الاستاذ محمد: هذا ما كنت اتوقعه ... فكثير من الاستنتاجات الفكرية التي لا يمكن اختبارها تؤدي الى استنتاجات اخرى تخرج عن نطاق الواقع والمنطق ... كما في البدع الدينية التي نراها اليوم.
قلت: لقد فتح هذا الاستنتاج الباب لنظرية اكثر غرابة نظّر لها عالم الفيزياء ماكس تيكمارك (Max Tegmark) وهي نظرية الاكوان المتعددة (Multiverses) ... ففي هذه النظرية هنالك عدد لا نهائي من الاكوان مما يجعل وجود اشباه لنا في اكوان اخرى امراً محتوماً ... يقوم من هو مثلي بخطوة اقوم بها مثل رفع هذا القدح من على الطاولة ووضعه عليها ثانية ... يقوم الاخر في كون اخر بنفس العمل ولكن بأختلاف ما مثل اسقاط القدح على الارض ... والاخر مثلي في كون اخر ...
قاطعني استاذ محمد: هذا هراء ما بعده هراء ... انا كرجل درست الرياضيات ودرّستها طوال عمري المهني اعلم ان هنالك لا نهاية في علم الرياضيات فهي علم يجري في عقلي كفكر ... على ارض الواقع ليس هنالك لا نهاية ... الكون محدود والارض وما فيها محدودين ... وكما بيّنت يا استاذنا ، مشيراً اليّ ، الطاقة محدودة تجري في كم ... فلا اكوان لا نهائية ولا بطّيخ.
لم اعلّق على الاستاذ واكملت حديثي: اخر شئ اود ان اذكره يخص فكرة اخرى عن بداية الكون هو نظرية تسمى بحرف M ولعل التسمية جاءت من كلمة (Membrane) اي الغشاء ... وتمثل هذه النظرية توحيداً لعدة نسخ مختلفة من نظرية ال (Superstring) ... لا ادري ... لعل ترجمة هذا المصطلح هو الاوتاد الفائقة ... انا عندي معلومات محدودة عن هذه النظرية ... سوف احاول اولاً ان اشرح ما اعرفه عن نظرية ال Superstring ... يعامل الجسيم الاولي في الفيزياء كأنه نقطة وقد استبدل في هذه النظرية بخيط ذو بعد واحد مشدود او كأنه وتد ... كما في آلة العود ... تذبذب الوتد بترددات مختلفة يخلق طاقة هي نفسها الموجات الكهرومغناطيسية ... وعندما يكون الوتد على شكل حلقة متواصلة ورنين معيّن قد يكون بأبعاد فضائية تفوق الثلاثة فهو احد الجسيمات الاولية التي تتكون منها المادة ... مفهوم ، هز الاولاد رأسهم بنعم فهم يعرفون من الفيزياء معنى الرنين بينما امتنع الاخرين ولكني اكملت الحديث: هذه النظرية تفترض ان هناك في الوجود 11 بُعُد ، عشرة منها فضائية وواحد للزمن ، ولكن كافة الابعاد الاكثر من اربعة مثل ما في عالمنا ، اي ثلاثة للمكان وواحد للزمان ، لا يمكن الاحساس بها لأنها التوت على نفسها فأصبحت بأحجام صغيرة لا نهائية بالصغر تقريباً ، نظرت الى الوجوه الواجمة برهةً ، ادري هذا فوق التصور بس ارجوكم اقبلواها من اخوكم ، اشرت الى صدري ، لأن انا لا افهمها كذلك.
علّق صديقي: وما على الرسول إلا البلاغ.
اكملت حديثي: تفرض النظرية M ان هنالك فضاءات متعددة ... مملؤة بأوتاد تتذبذب في ابعاد قد تفوق الاربعة ... تصوروها كأكياس من النايلون مليئة باللوالب المهتزة... وعندما يلتقي فضاء من الفضاءات بآخر مثله ، اي كما صورته ككيس يمس كيس اخر فيلتقي غشاء الفضاء الاول بالثاني يحصل انفجار ... هو نفسه الانفجار الكبير تتحول فيه الطاقة المخزونة في الاوتاد الى جسيمات اولية في عالم من اربعة ابعاد هو عالم كوننا ... والسلام ... وشكراً على حسن اصغائكم واسئلتكم الذكية.

شكرني الحاضرين كثيراً ثم دفعوا ما عليهم لصاحب المقهى الذي ابدى اعجابه وسألنا المعاودة الى مقهاه فنحن على الرحب والسعة وسيسعى لتأمين زاوية مناسبة في المقهى لغرض المحاضرات.

خرجت مع صديقي والاولاد من المقهى وطلبت من صديقي ايصالي الى بيتي في منطقة المنصور ثم التوجه بعدها مع الاولاد عبر شارع المطار القديم ثم عبور جسر الاعظمية المعلق الى بيتهم فوافق.
وفي الطريق الى المنصور سألني صديقي: ذكرت في محاضرتك شئ عن المعرفة وعن كفاح العلماء لتحسين معارفهم بأستمرار ... وكان انطباعي اننا لن نعرف الحقيقة المطلقة ... هل عندك معلومات عن موضوع المعرفة يمكن ان تفيدنا به.
قلت: نعم ... مارأيك بمحاضرة على نفس المنوال في نفس المقهى خلال اسبوعين من الان؟
قال صديقي: جّيد ... لنتفق على وقت وسوف اتصل بالاساتذة محمد وبهنام الذين اعطوني ارقام هواتفهم النقالة وابدوا رغبتهم في حضور اي محاضرة اخرى.



#موفق_كمال_قنبر_وفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محادثات فلسفية مع صديقي 5
- محادثات فلسفية مع صديقي (4)
- محادثات فلسفية مع صديقي الملحد (3)
- محادثات فلسفية مع صديقي الملحد (2)
- محادثات فلسفية مع صديقي الملحد
- امي المؤمنة ونار جهنّم
- عراقي
- شيخ الازهر والطالب النجيب قصة قصيرة ذات عبر


المزيد.....




- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موفق كمال قنبر وفي - محادثات فلسفية مع صديقي 6