محادثات فلسفية مع صديقي 5

موفق كمال قنبر وفي

الحوار المتمدن-العدد: 5367 - 2016 / 12 / 10 - 17:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

محادثات فلسفية مع صديقي 5

د. موفق كمال قنبر وفي

وضعت رابط الصورة وذلك لتعذّر ادخالها في المقال

المحادثة الخامسة:

اثار حديثي عن الكون بعض رواد المقهى الذين طلبوا الانضمام الينا فسحب أثنين منهم كرسية الى موقعنا بينما اقترب منّا صاحب المقهى وقال: ما ردت اقاطعكم اثناء المحاضرة ولكن ارجو ان تستمر بها بصوت اعلى لكي اسمعها من موقعي قرب الباب ... على الاقل افتهم اللي اقدر عليه وشكراً ، وقبل ان يستقر في مكانه خفض صوت المذياع الذي كان يصدح بصوت محمد القبّنچي الدافئ "لمّا اناخوا قبيل الصبح عيسهمُ.. وحمّلوها وسارت بالهوى الابلُ. ". انتهت فترة الاستراحة وقدّم احد الملتحقين بجماعتي نفسه: انا محمد الحسيني مدرّس رياضيات متقاعد وزميلي بهنام عبد المسيح مدرس احياء متقاعد مثلي ، رحّبت بهم ثم واصلت حديثي:
بقت قوانين نيوتن الكونية سائدة تنتقل من نجاح الى اخر في العلوم حتّى مطلع القرن العشرين ولكن كان من اللازم اضافة فرضية وجود الايثر (Ether) لتبرير انتشار الموجات الكهرومغناطيسية في الفضاء الخالي وجاء ماكسويل) 1831 – 1879 James Clerk Maxwell) بقوانين تعلل خواص الموجات الفيزيائية.
ابتدأ العصر الحديث لعلم الفلك في سنة 1917 عندما طبّق اينشتاين نظرية النسبية العامة على النموذج السائد انذاك والمعروف بالكون الساكن (Static Universe). وفي النظرية النسبية العامة المكان والزمان شئ واحد متداخل نسميه بالعربي الزمكان (Space-Time) ... ووجود كتلة مادية فيه تجعله ينحني ويتقعّر بمقداريزيد بزيادة الكتلة ، كما في الصورة المتخيلة ادناه.
http://int.search.myway.com/search/AJimage.jhtml?n=782b6ded&p2=%5EB5K%5Exdm672%5ETTAB02%5Egb&pg=AJimage&pn=2&ptb=5DF5783D-9242-4ACC-9C1A-26886C59073D&qs=&searchfor=gravity+space+time&si=CPD5263outACFbcK0wod_4EKTw&ss=sub&st=tab&tpr=sbt&trs=wtt&ots=1481373059478

بأدب جم طلب الاستذ محمد إن كان بالامكان ان اشرح لهم شئ عن نظرية انشتاين النسبية والتي سمع عنها كثيراً... وهل بأمكاني تبسيطها حتى يمكن لمثله فهمها ، هزّ الاولاد رؤوسهم موافقين ايضاً على طلب الاستاذ.
قلت بعد تروّي استجمعت فيه بعض افكاري: الموضوع معقّد وطويل وسوف اشرحه بأختصار ... وضع أينشتاين النظرية النسبية الخاصة اولاً ثم اعقبها بعد سنين بالنظرية النسبية العامة. وفي الخاصة افترض اينشتاين ان الضوء ، وسرعته تقارب ال 300000000 كيلومتر بالثانية ، ثابتة حتى لو كان مصدرها شئ متحرك بسرعة.
صفق السيد بهنام بيده متعجباً: معقولة! يا سبحان الرب.
قلت: اي نعم تصورّ لو كان شعاع الضوء قادر على الانحناء حول الارض فسوف يدورها سبعة مرّات ونصف في ثانية واحدة.
اعترض صديقي: كيف لا تتغير سرعة الضوء المنبعثة من مصدر متحرك ... تصور انا على ظهر قطار يسير بسرعة س ورميت حجر بأتجاه حركته بسرعة ص فأن سرعة الحجر ستكون حتماً س زائد ص ... فلماذا يختلق الضوء عن هذا؟
قلت: تصور انك في قارب واقف في بحيرة ورميت حجراً في الماء فكانت سرعة انتشار الموجات من مكان القاء الحجر س ... تحرك القارب بسرعة ص والقيت حجراً آخر في الماء فهل تكون سرعة الموجات الصادرة من القاء الحجر س زائد ص؟
قال. كلا ... فليست هناك علاقة بين سرعة القارب وسرعة موجات الماء.
قلت: هذا صحيح فسرعة موجات الماء ثابتة تعتمد على طبيعة الماء ... وكذلك هي سرعة الموجات الكهرومغناطيسية ومنها الضوء فهي ثابتة تعتمد فقط على طبيعة الفضاء الذي تمر فيه ، اكملت حديثي: وضع اينشتاين النظرية النسبية الخاصة سنة 1905 بصيغة رياضية يتبيّن منها ان المراقب لجسم مسرع ، ولنقل انه صاروخ يحمل شخص ، يجد ان طول الصاروخ في اتجاه الحركة يتقلّص ... وكتلته تزيد ... والزمن داخل هذا الصاروح يكون ابطأ من الزمن عند المراقب.
قال: سمير ولكننا لا نلاحظ ذلك ابداً.
قلت: لا تلاحظه لأن سرعة الاشياء التي يمكن للانسان ملاحظتها بطيئة مقارنةً بسرعة الضوء ... هذه التغييرات تكون واضحة عندما تكون سرعة الشئ المتحرك مقاربة لسرعة الضوء ... مفهوم ، حل وجوم على الوجوه فعاجلته بالحديث قبل ان يسبقني احدهم ويقول ما افتهمت: امّا النظرية النسبية العامة التي طورها اينشتاين بين سنة 1907 و 1915 فتدور حول مفهوم جديد للمكان والزمان فهم ليسوا منفصلين بل يكوّنون نسيجاً واحداً يسمى الزمكان كما ذكرت سابقاً ... تسبح فيه النجوم والكواكب ويتأثر بوجودها فينحني ويتقعّر مما يجعل الاشياء التي تمر قربها الى الاقتراب منها بتسارع ... وهذا يظهر لنا بشكل قوة الجاذبية ... لا تسألوني عن تفسير اوضح لأن هذا شئ فوق التصوّر ولا افهمه انا ايضاً ولكن المهم ان النظرية النسبية الخاصة والعامة قد حلّت الكثير من المسائل العلمية العالقة وقد اثبتت صحتها بالتجربة.... نرجع الى صلب الموضوع.
استوقفني قيس الذي تكلم لأول مرة: استاذ ... في كثير من افلام الخيال العلمي نرى بطل الفلم يذهب بألة الزمن الى المستقبل ثم يرجع الى الزمان الذي كان فيه ... ما مدى صحّة هذا؟
قلت: هذا خيال علمي خالي من الصحّة جاء من افتراض ان الزمن يمثل بعداً رابعاً وبذلك يكون فضاءنا بأرعة ابعاد ، اشرت بيدي الى زوايا بناء المقهى ، فهذا المقهى بثلاثة ابعاد فضائية هي الطول والعرض والارتفاع وبعد خيالي اخر هو الزمن الذي نعيشه الان.
تسائل قيس مرة اخرى: وكيف يكون ذلك؟
قلت: انظر الى هذه الذبابة الطائرة ... افترض اني سجّلت حركتها على فلم في كاميرة سينمائية قديمة سرعتها عشرة صور بالثانية ... فعندما انظر في صورة من الصور المتسلسلة للفلم ارى موقع الذبابة في الفضاء ذو الثلاثة ابعاد لهذه الغرفة اما عدد الصور حتى هذه الصورة بالذات فيمثل البعد الزمني ، فهو يساوي 1/10 من الثانية مضروب في عدد الصور ... هنا مقياس المكان بالمتر ومقياس الزمن بالثانية.
قال قيس: ولكن يا استاذ ... يمكنني السير الى الامام والى الوراء في هذه الغرفة فهل يمكنني السير الى الامام والى الوراء بالزمن كما في افلام الخيال العلمي.
قلت: كلّا فهذا مستحيل فسهم البعد الزمني متوجه الى المستقبل ولايمكن عكسه.
قال الاستاذ محمد الحسيني: السير بالزمن الى الامام والى الوراء يخالف المنطق العقلي فلو كان كذلك فأن معنى ذلك ان مستقبلنا ومستقبل الكون مقرر سلفاً ... اي كما يقول المؤمنون والمستسلمون للقدر ... لاداعي للكفاح ضد ما هو مكتوب ، ثم ردد مقولتهم ، اللي مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين ... يمكننا ان نتوقع احتمالية حدوث بعض الاشياء في المستقبل بناءً على دراسات علمية ولكننا لايمكننا معرفة المستقبل ابداً ... حتى الله لايعرف المستقبل.
رد السيد بهنام محتجّاً: كيف لا ... ألم يقل قرأنكم ان الله عالم بالغيب والسماوات وما في الارض وما في النفوس؟
اجاب السيد محمد: الغيب لايعني المستقبل ... الغيب هو ما هو غائب عن حواسنا ... لا يوجد في القرآن آية واحدة تقول ان الله يعرف المستقبل ... اما معرفة السماوات والارض والنفوس فممكنة لأنها ضمن عالمنا الفضائي ذو الثلاثة ابعاد.
رد: السيد بهنام: الرب قادر على كل شئ ... وعندكم ان الله قادر على كل شئ قدير ... فبأبمكانه ان يعرف المستقبل بالتدخّل في احداث الدنيا فيجعلها تثمر المستقبل الذي يريده.
تدخّل صديقي: ولكن الله لا يتدخّل في قوانين العالم المادي.
ردّ الاستاذ بهنام بتهكّم: منذ متى؟
رد صديقي بتهكم ايضاً: منذ ان وضع نيوتن قوانين الطبيعة التي لا يتدخّل فيها الله ، ضحك والتفت اليّ يذكرني بما قلته سابقاً.
قال الاستاذ محمد: هذا يذكرني برأيين متناقضين حول دور الله في هذا العالم حدث ايام حكم العبّاسيين ... توصل المنطق الفلسفي انذاك ان العالم يسير وفق حتمية قانون السببية ... فلكل فعل نتيجة ولكل سبب مسبب ... وكان الامام محمد الغزالى على رأي القائل ان الله يتدخل في العالم المادي فيعطّل قانون السببية متى شاء بينما خالف ذلك ابن سينا فهو على الرأي القائل ان الله لا يتدخّل في العالم ويدعه يسير وفق قوانينه منذ ان خلقه.
قلت: هذا كلام ممتع ولكن لنرجع الى موضوعنا الاصلي قبل ان يداهمنا الوقت ...في النموذج الكوني الذي وضعه اينشتاين تبقى النجوم ثابتة في مكانها بفعل توازن قوة الجاذبية من جميع الجهات ... وهذا صعب جدّاً لان اي حركة او خلل بالتوازن يؤدي الى الانهيار الكامل للنظام الكوني وسقوط كل النجوم والكواكب في تقعّر زمكاني هائل فيتقلّص حجمه الى كتلة واحدة في النهاية ... مما حدى بأينشتاين الى افتراض وجود قوة معاكسة للجاذبية.
الكون بلا شك يتمدد والمجرات تتباعد عنّا بسرعة كبيرة ، هذا ما اكتشفه ادورد هبل (Edwin Hubble 1889 – 1953) فبعمل دؤوب قاس به المسافة بيننا ومئات من المجرات ، وذلك بأستخدام خاصية نجوم السافايد في تلك المجرات ، لاحظ ميلان طيف ضوئها الى اللون الاحمر فأستنتج انها تبتعد عنا وان الكون يتمدد.
سأل سمير: وماذا يعني ميلان طيف ضوئها الى الاحمر؟
قلت: الضوء الابيض من الشمس يتحلل الى مكوناته في طيف من عدة الوان إذا مر من خلال منشور زجاجي ... أليس كذلك؟ ... وطيف الضوء الصادر من جسم متحرك يميل الى الازرق في حالة اقترابه منّا والاحمر في حالة ابتعاده عنّا ... هذا ما يُعرف بمؤثر دوبلر (Doppler Effect).
تابعت حديثي: ولكن ما دام الكون يتمدد فلا بد ان كل مكوناته كانت في زمن سابق مضغوطة في مكان واحد. هذا ما فكّر به الراهب والفلكي البلجيكي جورج لميتر ( Georges Lemaître 1894 -1966) فقال ان الكون بدأ مما اسماه بالبيضة الكونية التي انفجرت وانتشر حطامها في الفضاء لتكوّن مادة النجوم. لم يصدق ذلك اينشتاين واصرّ على اعتقاده بنظرية الكون الساكن مع بعض التعديل على العامل المعاكس للجاذبية. تبع المجتمع العلمي رأي اينشتاين الذي اطبقت شهرته الافاق حتى توصل العالم جورج كامو (George Gamow 1904 - 1968 ) وتلميذه رالف الفر (Ralph Alpher) الى نظرية انتصر فيها لرأي لميتر مفادها ان درجة حرارة الكتلة الاولية مئات الملايين من الدرجات الحرارية وعند انفجارها ، والذي سُمّي في ما بعد بالانفجار الكبير (the Big Bang) ، وتكّون الذرات فأن نسبة مكون الهايدروجين الى الهيليوم هو 75% الى 25% تقريباً ، وهذه النسبة موجودة فعلاً في كل النجوم ، اما العناصر الثقيلة فلا بد انها تكونت في مرحلة لاحقة في داخل النجوم الهائلة التي انفجرت (Supernova) فانتشرت بقاياها في الكون وكان للارض التي تكونت بعد ذلك باربعة مليارات سنة نصيب من هذه العناصر.
قال الاستاذ بهنام: ولكن ما هو الدليل على حدوث الانفجار الكبير مما توصل اليه جورج كامو؟
قلت: الدليل هو حسابات نظريته حول نسبة الهايدروجين الى الهيليوم في الانفجار الكبير تتطابق مع ما في النجوم المتكونه من هذا الانفجار المفترض ... نظرية وتبريرها على ارض الواقع اليس كذلك؟... وقد ظهر دليل آخر عزز من نظرية الانفجار الكبيرعلى حساب نظرية كون الحالة المستقرة (Steady State Universe) الا وهو اكتشاف العالمان بنزياس وولسن (Penzias and Wilson) سنة 1964 لصدى ضعيف لهذا الانفجار يتردد في الفضاء الكوني على شكل موجات كهرومغناطيسية قصيرة في خلفيّة كل الموجات الاتية من النجوم (Cosmic Microwave Background Radiations).
قال صديقي: وما هي نظرية كون الحالة المستقرة التي ذكرتها الان ... هل هي مشابهه لنظرية اينشتاين؟
قلت: هي نظرية منافسة لعالم الفلك البريطاني فريد هويل (Fred Hoyle) وزملائه وضعها سنة 1947. تقول هذه النظرية ان الكون شكلاً ومضموناً باقي على ما هو علية الى الأبد ... يتمدد وتتباعد مجراته بأستمرار ... ولكن تُخلق بين مجراته ونجومه ذرات من الهايدروجين تتكاثر لتكّون النجوم والمجرات الجديدة بينما تختفي القديمة في الافق اللانهائي.
قال صديقي: لابد ان هذه النظرية خاطئة لأن الفلكيين لم يعلمونا عن ظهور كتل مادية جديدة بين المجرات والنجوم وأن النظرية لا تبرر نسبة الهايدروجين الى الهيليوم في النجوم ووجود الصدى الكوني.
قلت: اما بالنسبة لعدم ملاحظة خلق مادة جديدة بين المجرات والنجوم فيمكن تبريرها بأنها ضئيلة جداً ، ذرة واحدة كل مئة سنة ، اما عن نسبة مكونات النجوم والصدى الكوني فأنت على حق ... ولذلك انتصرت نظرية الانفجار الكوني في النهاية.
قال صديقي: ومن اين جاءت الكتلة الكبيرة من الطاقة التي انفجرت وكيف تكونت منها ذرات المادة؟
قلت: هذا من اعقد الاشياء في علم الفيزياء الكونية وسوف الخّصه وابسّطه قدر المستطاع علماً ان كل ما قلته عن الكون وما سوف اقوله الان هو نظريات جيدة ولكنها لا تنسجم كلّياً مع التجربة والملاحظة العلمية ومع ذلك فهي احسن ما موجود ... وتتحسن وتُسد الثغرات فيها بأستمرار ... فهي كباقي العلوم ليست حقيقة مطلقة ولكنها تقترب من الحقيقة بأستمرار البحث والاكتشاف والتجربة ... مفهوم ، هز الجميع رؤوسهم بنعم ، عاودت الكلام: قبل ان ابدأ اود ان اوضّح شئ من الرياضيات قد يعرفه معظمكم ولكنه لمن لايعرف ... الرقم 102 يعني عشرة في عشرة (10x10) والرقم 10-2 يعني واحد مقسوم على عشرة في عشرة (1/10x10) ... مفهوم ، قال الجميع: مفهموم.
قلت وانا تابع رؤوس الاقلام على حاسوبي: السناريو المتفق عليه عند العلماء يمكن وضعه في ثلاثة مراحل كل منها يتضمن عدة حِقَب ،
المرحلة الاولى وتسمى المرحلة البلانكية نسبة الى العالم بلانك (Plank) وتغطي فترة هي اقل من ثانية واحدة (من 0 الى 10-43ثانية): بدأت من كتلة ذات حرارة عالية جداً (1032درجة مئوية) ... لم تتكون فيها الجسيمات الاولية بعد واندمجت فيها كل القوة الطبيعية الاربعة ، اي قوى الجاذبية والكهرومغناطيسية والقوية التي تبقي البروتونات دخل الذرة متماسكة بالرغم من شحنتها الموجبة المتنافرة ... والضعيفة وهي التي وراء خلق جسيمات جديدة او تحللها. اعقبها تمدد سريع جداً جدّاً ... بسرعة تفوق سرعة الضوء عدة مرّات مما ضاعف من حجم الكون 1078مرة ... وانخفضت درجة الحرارة الى 1028درجة وابتدأ انفصال القوى الاربعة عن بعضها وظهرت اولى الجسيمات الاولية من الكواركات (Quarks).
المرحلة الثانية وتسمى مرحلة الكون المبكر (من الثانية الاولى حتى 380000 سنة من عمر الكون): بدأت من حقبة كان فيها الكون عبارة عن خليط من الكواركات (Quarks Plasma) ثم بدأ الخليط يبرد تدريجياً مما سمح للقوى الاربعة بالانفصال الكلّي وتكوين مركبات من الكواركات ، هي البروتونات والنيوترونات. اعقب ذلك تكوين الذرّات المتعادلة الشحنة بوجود الالكترونات السالبة مع البروتونات الموجبة ... وقد سمح وجود الذرات المتعادلة للاشعاعات بالخروج من داخل الكون المبكر بعد ان كان يعاد امتصاصها من قبل الايونات المتواجدة ... ولهذا تمكّنا من التقاط الصدى الكوني الان. وهكذا تحول الكون المبكر من حقبة الكون المظلم الذي لايسمح بخروج الاشعة الى كون شفاف يسمح بخروجها.
المرحلة الثالثة وهي المرحلة التي استمرت حتى يومنا هذا اي بعد 13.7 مليارات من السنين منذ الانفجار الكبير: وفيها ظهرت مكونات الكون الكبيرة كالنجوم الاولى والمجرات وتجمعات المجرات.
رفع صديقي يده وقال: يا جماعة ينرادلنا استراحة قصيرة ماذا تقولون ؟
وافق الجميع وبادر بهنام: ماذا تقولون بقهوة عربيّة على حسابي ، شكره الجميع وردد محمد مؤشراً بيده الى زميله: كيف يقولون المصلاوي بخيل .
رد بهنام: كثرت النكات عن بخل اهل الموصل وهذا يخالف الواقع ... المسيحيين والمصالوة من اكرم الناس ، صاح على عامل المقهى ، ستّة قهوه.
اخرج صديقي كيس كعك ثاني وقال: اريد اصير كريم مثل صاحبنا ... هذا الكيس كنت اريد اخذه للبيت ولكن لأجل عيونكم وهذه الجلسة الحلوة راح اضحّي به.

#موفق_كمال_قنبر_وفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات