أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - نظرة تونسية للجزائر اليوم














المزيد.....

نظرة تونسية للجزائر اليوم


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5395 - 2017 / 1 / 7 - 17:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أغلب التونسيـين يرتعـبون لأي طارئ عنيف يحدث في الجزائر. إحساس الارتباط قوي و هم أكثر ارتعابا من الجزائريـين بخصوص العشرية الدموية السوداء الاسلاموية الوهابية التي حدثت في تسعينات الدم في الجزائر..
فليبيا ممزقة يعيث فيها الإرهاب و الجزائر لازالت قـلعة منيعة تستـند إليها تونس في أوضاعها الهشة. لكن في التسعينات كان التونسيون يعيشون في شبه قوقعة وهمية شبه انعزالية عن الأحداث الإقليمية و العربية. كان التعاطف شديدا مع القضايا العربية لكن اليوم المسالة تعني ما يحدث في الخارج له انعكاس مباشر على الوضع في تونس. أي اليوم هو واقع التـشابك خاصة مع الوضع الإقـليمي.
في سنوات الدم الجزائرية كان اغلب التونسيـين يتابعون بألم الدم الجزائري المسفوك و لكن ليس بإحساس الفجيعة التي عليها الأمر اليوم. في التسعينات كان النظام في تونس دكتاتوريا ماسكا بزمام الأمور بواسطة الإرهاب البوليسي..كان الإحساس العام هو الاطمئنان لعدم انتـشار الدم الجزائري إلى تونس. أما اليوم فالتونسي يفـتـقد إلى الإحساس بالأمان.
يريد كل شيء في نفس الوقت و غير قادر على النظر إلى زمانية ما تـفرضه الصيرورة التاريخية. اليوم هناك مقارعة باسلة من طرف قوات الأمن ما كان لها أن تكون زمن الدكتاتورية. على الأقـل يتوجه الشكر و التـقدير إلى قوات الأمن و الجيش و ليس لصانع التغيـير.. من ناحية أخرى فالحرب هي حياة الروح و المخاض عنيف بصدد الولادة للمعاني الجديدة التي ستـنـقـل الوضع العام إلى العقلانية و الحضارة. سكون الوضع في الدكتاتورية هو سكون الأموات. الحرب اليوم هي حرب الأحياء. بمقاسات الفعل التاريخي نحن اليوم بصدد الحياة..
من جهة أخرى أثبتت المحاولة الداعشية في غزو مدينة "بن قردان" في الجنوب التونسي أن لا حاضنة شعبية للأوغاد و أن شر مواجهتهم و القضاء عليهم أكثر قوة و اقـتدار.. في ساعتين أو ثلاث تم القضاء المبرم على الهجوم الداعشي في منطقة محافظة جدا فما بالك لو كان الأمر في الوسط أو الساحل او الشمال..
تحصل الشعب على منسوب مبدئي من الحرية ما يجعله هو الوطن و هو الفعل المباشر لصناعة مصيره، و هذه لعمري القوة الراسخة المتينة التي لا يمكن للدكتاتورية أن تكسب و لو جزءا بسيطا منها. الدكتاتورية نمر من ورق مهما بدت قوية.. أي بديل هذا يطرح نفـسه بديلا عن واقع الحرية هذا و لو كان باسم الإسلام؟
النظام السياسي في الجزائر يفتـقد إلى الحرية. اقـتصاد ريعي يعتمد على النفط و الغاز و الميزانية مرهونة بأسعارهما في العالم. عجز سياسي عن إيجاد بديل عن "بوتفليقة" حتى لدى الفئة المسيطرة على السلطة. فساد مستـشري. بطالة. نظم تربوية تهادن الاسلامويات. شبه انعدام لحرية التعبير. عدم وجود معارضة سياسية أو نقابية فعلية يمكنها أن تستوعب الغضب و توجهه في الأطر السياسية السلمية المعقولة..
فالجزائريون أكثر تحصينا من غيرهم ضد العودة إلى العشرية السوداء، و لكن من غير المعقول اعتبار كل احتجاج شعبي مثل الذي حدث مؤخرا في مدينة "بجاية" بمؤامرة خارجية. و في كل الأحوال فان المواجهة الفعلية لأي مؤامرة خارجية هو تحصين الداخل بعدم الاحتكار للسلطة و الثروة و بأشكال معينة من الانفتاح السياسي و بحرية التعبير.
أما عن الوحدة المأمولة بين الأقطار المغاربية فهي لا يمكن أن تكون إلا في إطار ديمقراطيات شعبية تـتـفـق على مجمل مفاهيم التجانس الفكري و السياسي و الاقتصادي الممكنة. أما احتكار السلطة و الثروة فهو العامل الرئيسي في التجزئة. لا تـتأسـس الوحدة إلا بسلطة الشعوب أي الديمقراطيات الشعبية..
و الحقيقة إن سؤال السلطة و أساسها و كيفيتها لم يطرح بالجدية الكافية إلا في تونس. الحالة التـقدمية في الوطن العربي هي تونس اليوم و بالتالي هم يسترشدون بنا و لسنا نحن اللذين ننـقـاد إلى خطابهم الديماغوجي الزائف..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساجد لعبادة الله أم الإمبريالية ؟
- المسرح الروماني ضد الإرهاب الاسلامي
- -بشار الأسد- و الناعقون على حلب
- المثقف و الاستبداد
- الفوضى السياسية في تونس
- مارد الاستثمار في تونس
- وقف سلسلة الانتقام في تونس
- بوح معذبي الدكتاتورية في تونس
- مهزلة العراق الجحيمية
- صدمة -ترامب-
- مأزق الراهن
- الجسدي التائه
- بين العلم و الايمان
- حصان الثورة
- -جمنة- بين الثورجية و المعقولية
- تعاونية -جمنة-
- الكاتب و الزبالة
- أمريكا الداعشية
- -بورقيبة- و الثورة
- -يلزمنا ناقفو لتونس- رئيس الحكومة الجديد يستحضر شعار -شكري ب ...


المزيد.....




- اكتشاف يذهل العلماء.. فتاة تعثر على صدفة سلحفاة عمرها 32 ملي ...
- مجلس الأمن يصوت ضد مشروع قرار يمنع تفعيل -آلية الزناد- في ال ...
- مقتل قيادي في -داعش- بعملية أمنية عراقية في سوريا.. ما علاقت ...
- كيف تحولت عملية مياه بيضاء بسيطة إلى كابوس يهدد بصر العشرات ...
- غزة: لماذا كانت دائماً ساحة صراع؟
- -سيأتي دورك-.. كاتس يهدد زعيم الحوثيين ويتوعد برفع العلم الإ ...
- الدوحة تستقبل بريطانيين أفرج عنهما من أفغانستان بوساطة قطرية ...
- التجويع الإسرائيلي يحصد مزيدا من أرواح الأجنة والخدج
- الاحتلال يهدد بقصف غير مسبوق لغزة وغاراته توقع عشرات الشهداء ...
- كابل ترفض تصريحات ترامب بشأن السيطرة على قاعدة باغرام


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - نظرة تونسية للجزائر اليوم