أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاشم الشبلي - الوطن المغيب و التسويه المقترحه















المزيد.....

الوطن المغيب و التسويه المقترحه


هاشم الشبلي

الحوار المتمدن-العدد: 5390 - 2017 / 1 / 2 - 00:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوطن المغيب و التسويه المقترحه
بعد قرون من الصهر و الدمج في الدوله العثمانيه و في الثقافه العثمانيه و في الهويه العثمانيه و ما سبق هذه القرون من احتلالات سلجوقيه و بويهيه و فارسيه و تتريه و مغوليه و من تغيب كامل للتاريخ و الحضاره و الثقافه العراقيه و من الغاء كامل للهويه العراقيه و احلال الهويتين العثمانيه و الفارسيه بمسميات غريبه عن ثقافة العراقيين مثل التبعيه العثمانيه و التبعيه الفارسيه و استمر العراقي يحمل هاتين الهويتين خلال الفتره المظلمه الى حين انسلاخ العراق عن الدوله العثمانيه و تاسيس الدوله العراقيه الحديثه سنة 1921
حيث سارعت الحكومه الجديده الى اصدار قانون الجنسيه العراقيه الذي بموجبه استرد العراقي هويته الوطينه و لتعزيز هذا الاجراء و لترسيخ روح المواطنه العراقيه فقد حرصت الحكومه ان تتضمن المناهج الدراسيه الجديده على موضوعات عديده تؤكد على الهويه و الروح الوطنيه العراقيه و على تاريخ و حضارات العراق و على موروثه الحضاري و اسست لذلك الغرض مؤسسات ثقافيه و فنيه و اعلاميه و علميه و اجيزت الصحف الوطنيه لبث و اشاعة الروح الوطنيه و تعزيز هذا النهج بتاسيس دار الاذاعه العراقيه و دائره الاثار العامه و مكتبات عامه تضم عشرات الالاف من كتب التاريخ و الادب العراقيين و استمر هذا النهج الوطني الى بدايه الستينات من القرن المنصرم ثم اخذ الوعي الوطني بالتراجع امام الوعي العروبي و الاسلامي و تكرس اكثر بوصول العسكر و حزب البعث الى السلطه حيث حلت شعارات امه عربيه واحدة ذات رساله خالده و اخرى تدعوا الى الوحده العربيه الفوريه و غابت شعارات يحيى الوطن يحيا العراق يحيا الاستقلال الوطني تحيا السياده الوطنيه , و بعد ازاحة النظام السابق و انتقال السلطه الى احزاب الاسلام السياسي و السياسيين الظالعين بركبهم و سيطرتهم الكامله على القرارات السياسيه و الثقافيه و الاعلاميه و على مؤسسات الاعلام و الثقافه اخذ مفهوم المكونات طريقه الى التداول بدل مفهوم الشعب و مفهوم الاقاليم بدل مفهوم الوطن الواحد الموحد و اصبحت الهويات الفرعيه شيعي سني عربي كردي تركماني مسلم مسيحي ازيدي صابئي و غيرها من المسميات المدمره لوحدة الشعب متداوله و تراجعت الهويه الوطينيه و اصبح الفرد يتفاخر باستخدام هويته الفرعيه بدل الهويه الوطنيه الجامعه المانعه و كانتيجه حتميه لاستخدام مفهوم المكونات اعتمدت قاعده المحاصصه الطائفيه السيئة الصيت في توزيع الوظائف و المناصب و الرتب العسكريه و المدنيه في الدوله على اساس الانتماء الطائفي و المذهبي و القومي بصرف النظر عن الكفاءه و المؤهل و النزاهه و الغيره الوطينه و الخبره و استبعدت الاقليات الدينيه و القوميه من تولي الوظائف المهمه و اصبحت دوائر الدوله و مؤسساتها اقطاعيات تابعه لهذا الزعيم او لهذه الكتله او تلك , و بذالك فقد تراجع الاداء الحكومي تراجعا شديدا و تلكأ تنفيذ المشروعات الزراعيه و الصناعيه و الخدميه و تفشى الفساد المالي ة الاداري و السياسي و ساد عدم الاحساس بالمسؤليه الوطنيه مما سهل الامر على المنظمات الارهابيه على اجتياح الاراضي العراقيه و احتلال اجزاء عزيزه من ارض الوطن دون مقاومه تذكر و تم تدمير البنيه البشريه و الماديه و الثقافيه للبلد.
في خظم هذا المناخ الظاج بالمشاكل و الحروب و الاوضاع الاقتصاديه المترديه و التوتر و الاحتقان و الظجيج الطائفي طلع علينا التحالف الوطني باوثيقه للتسويه و المصالحه اطلق عليها التسويه السياسيه الوطنيه , و بالرجوع الى نصوصها وجدنا انها ليست تسويه وطنيه لاحتوائها على نصوص تتناقض مع الاهداف المفترضه من اجراء التسويه الوطنيه و ذالك باقصاء فئات و شرائح مهمه من المجتمع من الشمول بالتسويه بذرائع فجه و واهيه و تفتقر الى الدليل المقبول و المعقول و الى قرارات قضائيه باته (التكفير و العنصريه و مجرمي البعث ) , مسميات و تصنيفات اخترعتها مخيلة التحالف الوطني لا لغرض اتمام التسويه الوطنيه و نجاحها و انما لغرض نسفها قبل ان ترى النور لكي تضع مسؤليه الفشل على الاطراف الاخرى الرافضه لهذه التسويه بشكلها المعلن ناهيك عن ان التحالف الوطني قد نصب نفسه و صيا على الشعب يقبل من يشاء و يرفض من يشاء من الشمول بالتسويه .
ان من حق التحالف الوطني بصفته تجمع لاحزاب سياسيه و اسلاميه ان يطلق مبادره للتسويه و المصالحه ولكن ليس من حقه ان يبعد فئات من الشعب من الشمول بالتسويه و يحرمها من الحقوقها الوطنيه و المدنيه و السياسيه بحجج واهيه و ملفقه تفتقر الى الدليل المقنع و الى روح التسامح المفترض وجوده في كل مشروع للتسويه و المصالحه , و كما هو معروف من ان التحالف الوطني لا يضم سوى بعض التنظيمات السياسيه الممثله لجزء بسيط من المكون الشيعي فهو بهذه الصفه لا يملك الحق بحرمان فئات من الشعب من حقوقها الدستوريه و الوطنيه و الطبيعيه, فاذا كان الحرمان من هذه الحقوق وارد في عقيده التحالف الوطني فمن باب اولا ان يحرم من الحقوق السياسيه و الدستوريه و الطبيعيه و المدنيه من اوصل البلاد الى هذه الحاله المزريه من الانقسام و الصراع و التاخر و التخلف و الفساد و الفوضى السياسيه و ما وقع من نكبات كانكبة سبايكر و الفلوجه و الصقلاويه و احتلال اجزاء عزيزه من وطننا من قبل داعش و غيرها من التنظيمات الارهابيه و نهب المال العام و خلق مراكز قوى مسلحه اقوى من الدوله مما اضعف مكانتها و حط من هيبتها الاقليميه و الدوليه .
ان اقصاء فئات معينه من الشعب من التسويه بحجج واهيه و ملفقه لا يخدم التسويه المعلنه ولا يخدم العمليه السياسيه ولا يخدم الوحده الوطنيه ولا يعيد الامن و السلام الى ربوع الوطن المغيب , فالتسويه المطلوبه هي التسويه الشامله التي تقوم على طي صفحة الماضي البغيض و اعتماد مبدأ التسامح و نبذ نزعات الكراهيه و الاحقاد و الانتقام و الاعتراف بحق المواطنه و الانفتاح على كل الاتجاهات و التيارات و الاحزاب السياسيه و اشراكها في تحمل المسؤوليه و تفعيل الدستور و احترام المؤسسات الدستوريه و اعتماد الديمقراطيه و مبادئ و قيم العداله و المساواة و احترام الاراده السياسيه للشعب و حصر السلاح بيد الدوله و التشديد على وحده و استقلال القرار السياسي و الوقوف بشده ضد التدخل في الشأن العراقي الداخلي.

هاشم الشبلي




#هاشم_الشبلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة الثقافه و المثقفين العراقيين
- أنقاذ العراق اصبح مطلبا ملحاً
- مناهضة ثورة الشعب السوري اصطفاف مع قوى الاستبداد والفساد
- الشيخ جلال الصغير والكرد
- متطلبات نجاح الاصلاح المنشود
- لا لن نفقد الامل
- مجلس النواب والحكومة امام امتحان صعب
- على هامش قرارات الزيدي
- حيدر سعيد مسيحياً
- تداعيات انسحاب القوات العسكرية الامريكية
- حملات الدعاية الانتخابية مالها وماعليها
- الخلاف بين الاخوة الكرد وتأثيره السلبي على الاوضاع في الاقلي ...
- مسؤولية الناخب في احداث التغيير والاصلاح
- الازمة العراقية الايرانية الجديدة وتداعياتها
- ظواهر شاذة ومرفوضة
- تطالب عدالة الشعب بالانتقام من المجرمين القتلة وبمحاسبة المق ...
- الانتخابات البرلمانية القادمة في ظلال ذهنية التشكيك والتخوين
- الديمقراطية في العراق تحت المجهر
- كفى اعتداءاً على الديمقراطية بأسم الديمقراطية
- مصلحة الوطن اولاً


المزيد.....




- بـ800 مليون دولار.. صفقة ضخمة بين سوريا والإمارات لتطوير مين ...
- استطلاع للرأي: غالبية السكان في غرب أوروبا يؤيدون عودة بريطا ...
- الرئيس الألماني شتاينماير: أنا من مؤيدي التجنيد الإجباري
- خلاف هندي صيني حول الراهب الذي ستحل فيه روح الدالاي لاما بعد ...
- صور أقمار صناعية تكشف هجمات جوية إسرائيلية مكثفة على بيت حان ...
- روسيا وكوريا الشمالية تعمقان تحالفهما ومغردون: مغامرة خطرة
- 9 قتلى في اشتباكات بالسويداء السورية
- موسكو تتخذ خطوة مثيرة في صراع المصالح بآسيا الوسطى
- شاهد.. ميسي يسجل هدفا رائعا من ركلة حرة بالدوري الأميركي
- ارتياح على المنصات مع قرب إخماد حرائق اللاذقية


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاشم الشبلي - الوطن المغيب و التسويه المقترحه