أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح عوده - واستشهد السلام .. في وطن السلام ( 2 )














المزيد.....

واستشهد السلام .. في وطن السلام ( 2 )


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 5388 - 2016 / 12 / 31 - 13:27
المحور: الادب والفن
    


واستشهد السلام .. في وطن السلام
رسائل وأمنيات قبل العام الجديد بقليل
بقلم: سامح عوده – فلسطين
يأتي الميلاد المجدُ على وطني فرحاً بقدسية الأمكنة وطهارتها، ما يلبثُ ..أن يخلع عباءة الفرح على أعتاب الظلم الجائر الذي زرعه الغرباء في أرضنا، كل المدائن مسجونة .. كل التهاليل مذبوحة، كل الأمنيات معلقةً حتى حين ..!!!
شوارعُ القدس العتيقة .. ذاقت ذرعاً بما أفسده أولئك القادمين من بلاد يصعبُ أن نحصي أسماءها، ليسرقوا تراثاً حضارياً وارثاً دينياً إسلامياً ومسيحياً، أما طفل المغارة هذا العام بدا كعادته.. حزيناً باكياً على هذه الأمكنة التي دنست عنوة .. فمُسحَ ذاك البياض الناصع، من الطيبة والتسامح، ليحلَ مكانه حزناً مؤرقاً للمقل.
في وطني الممتد تحت الشمس .. المملوء بالمساجد، والمزين بأيقونات الكنائس، يُسكَتُ الآذان قسراً، فتمنعُ تهاليل المآذن، توقفُ الأذكار بلا وجلٍ، ويأتي الجندُ والعسكر إلى القدسِ فيحرقوا كل شيء أخضر..
نضارة الروح، متعة اللحظة، صعود الأرواح لبارئها ..
هبوط الملائكة من عليائها ..
تهاليل القديسين وترانمُ العابدين ..
أفسده ظلم المحتل الغادر، وصوت الآذان الغائب ..!!
في " ايلياء " .. " ايلياءُ " بوابة الأرض إلى السماء، عشق روحاني متجدد، ترنيمة الصابرين، قبلة المعذبين..
" ايلياء " هذه مدينة ليست ككل المدائن، انها تسكن قلب الأنبياء .. يأتي من خلفِ عتمةِ الليل صوت مؤذنٍ يرفعُ الأذان، تأكيداً بأن ال " ايلياء " هي كنعانية بامتياز، لا يمكن فيها إلا أن يلازم الهلال الصليب .. هي " سيكولوجية " جزء لا يتجزأ من وجود الكنعاني الذي ظل حافظاً للعهد، ممسكاً بالوعد .. أن هذه الرقعة من الكون لن تتهشم حتى لو حرقت الأرض بمن فيها.
جاء العيد المجيد .. وقد سقط أشبالنا وزهراتنا ظلماً بفوهات البنادق، يسقطون شهداء بلا ذنب، يكبلون بالسلاسل دون أن يقترفوا جرماً .. تلك البراءة الموعودة تولي بلا رجعة خلف الرصاص القاتل، خلف العنصرية المتطرفة الحاضرة أينما هلَّ جندهم ومستوطنيهم..
تأتي الغيوم .. محملةً بالمطر..
ويأتي العام الجديد على أنقاض تلال من الحزن..
وجعٍ لم يهدأ، جراحٍ لم تبرأ بعد ..
وطنُ السلام لست إلا فجراً نقياً يهتدي بها العابرون..
شفقٌ قبل ليل أُذهِلَ به الناظرين ..
ساعات قبل َ أن تدق الساعات معلنة عاماً جديداً يطوي صفحة عامٍ مضى حملَ معه ما حمل من جميل الذكرى، وألم السنين، نقهر الحزن بالأمل، ونضيء شجرة الميلاد معلقين بها الأمنيات على أمل الخلاص من احتلال أرقنا، لنحيا في وطن على امتداد الأفق .. بنعيم ورخاء، تغمرنا المسرة..!!



#سامح_عوده (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَلم تعلم ..
- أحلام الناس البسطاء ( 4)
- كل استقلال .. ونحن إلى القدس أقرب
- عن ياسر الذي لم تهزه الريح
- قديسون ... وعاهرون
- عن العيون الكنعانية
- كفر قدوم عن عين رفعت المفقوده
- كفرقدوم
- كيف نشفى من حب تونس ..!!
- لفلسطينيون في إسرائيل أقلية عرقية أم قوة انتخابية؟
- أربعون أبو عين وعين ..
- الثوريون لا يموتون أبداً
- أمَة عربية أم لمّة عربية؟
- واستشهد السلام .. في وطن السلام
- بعيداً عن السياسة قريباً من السياسة ..
- شكراً أبو الهيجاء
- ليلى ابنةُ كنعان ..!!
- حماسستان .. رقابستان
- عاشت فلسطين اللاتينية
- نورٌ قادم ..


المزيد.....




- من -الغريب- إلى الشاشة.. الرواية بين النص والصورة
- محمد خسّاني.. رقصة الممثل الجزائري في كليب الرابور المغربي د ...
- صناع فيلم -صوت هند رجب- يتحدثون لبي بي سي بعد الإشادة العالم ...
- فيلم عن مقتل الطفلة هند رجب في غزة يلقى تصفيقاً حاراً استمر ...
- الممثلة الفرنسية أديل هاينل تنضم إلى أسطول الصمود المتجه لقط ...
- الرواية الأولى وغواية الحكي.. وودي آلن يروى سيرته ولا يعترف ...
- لوحة رامبرانت الشهيرة.. حين باتت -دورية الليل- ليلة في العرا ...
- سجى كيلاني بطلة فيلم -صوت هند رجب- بإطلالتين ذات دلالات عميق ...
- جِدَارُ الزَّمَن ...
- فيديو.. 24 دقيقة تصفيق لفيلم -صوت هند رجب- في مهرجان فينيسيا ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح عوده - واستشهد السلام .. في وطن السلام ( 2 )