أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كلكامش نبيل - آراء في وقت الفراغ والديمقراطية والتكاثر السكاني – قراءة في كتاب -في مدح الكسل- لبرتراند راسل















المزيد.....

آراء في وقت الفراغ والديمقراطية والتكاثر السكاني – قراءة في كتاب -في مدح الكسل- لبرتراند راسل


كلكامش نبيل

الحوار المتمدن-العدد: 5388 - 2016 / 12 / 31 - 11:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتكلم راسل في مقالته الأولى "في مدح الكسل" عن دور الفراغ في صنع الحضارة – الفن والأدب والإنجازات الأخرى – ودور ذلك الفراغ الذي حظيت به الطبقات الأرستقراطية في تكوين تلك الحضارة. لكنه، في الوقت نفسه، يدين أخلاقيات العبيد وإصرار الأرستقراطيين على أن العمال لن يجيدوا إستغلال وقت الفراغ وتصويره على أنه كسل ورفضهم منح الطبقات الدنيا فرصة الحصول على وقت أكثر لا يزاولون فيه أعمالهم. يقول راسل، "لولا هذه الطبقة المنعمة التي يدين لها الفراغ لما خرجت الانسانية أبداً من غياهب البربرية". لكنه يشك في أن الطبقات المترفة ستعطينا أشخاص رائعين كثر، حيث نقرأ، "قد تتمخض هذه الطبقة عن داروين واحد. ولكنها في مقابل ذلك تشمل عشرات الألوف من سادة الريف الذين لم يعن لهم أن يفكروا في أي شيء على الإطلاق أكثر ذكاء من صيد الذئاب ومعاقبة سارقي حيوانات الصيد". أعتقد أن كلام راسل صحيح ومن حق كل إنسان أن يحصل على وقت فراغ ولكن المناقشة الأخرى حول كون الكثيرين غير قادرين على إستغلال وقت الفراغ بالطرق المثلى صحيحة هي الأخرى. الفراغ قد يتولد عن أمور سلبية كثيرة أيضاً. في النهاية وقت الفراغ قد يستغل بطريقة سيئة من قبل الغالبية من الطبقات العليا والدنيا، وإستغلاله بطريقة جيدة مسألة تعتمد على الإستعدادات والإهتمامات الفردية لقلة من الأشخاص بغض النظر عن طبقاتهم.

في المقال المعنون "دفاع عالم عن الديمقراطية"، يتكلم راسل عن أهمية الديمقراطية والحرية في إنتعاش الحضارة وإزدهار الفنون والعلوم، وهي فكرة أدركتها منذ وقتٍ مبكر في مراهقتي. يذكر راسل إضطهاد الأيديولوجيات للحرية الفكرية، حيث نقرأ، "في الدول المسيحية تعرض الرجال للحرق لتشككهم في التفسير الرسمي للإنجيل، وفي الدول الإسلامية كان من الرعونة البالغة إثارة الشك حول أي جزء من القرآن وفي روسيا الحديثة يغامر المرء بالتصفية الجسدية إذا اختلف مع تفسير الكرملين لماركس وإنجلز." ويؤكد على أهمية الحرية في الفقرة التالية، "إن الصلة بين العلم والديمقراطية أوثق مما يظن البعض أحياناً وحلقة الإتصال المشتركة بينهما هي تأكيد المناقشة الحرة كنقيض للسلطة التي لا تقبل الجدل فهناك في أي عصر أو مجتمع غير علمي محتكرون رسميون للحكمة مثل الكهنة في مصر القديمة أو التبت، والذين يمتلكون الحكمة الرسمية هم الذين يمتلكون زمام السلطة". يصف راسل أيضاً الفرق بين رفض الحقائق العلمية ورفض الأيديولوجيات، وكيف أن رفض الأخيرة مخاطرة لأنها صادرة عن سلطات قمعية. عن هذا نقرأ عن تصديقنا للعلم قوله، "إننا نقبل هذه المعلومات لأنها صدرت عن أشخاص نعتبرهم جديرين بالتصديق ليس لأنهم يعتنقون رأياً قائما منذ قديم الأزل أو لأنهم قادرون على الاستناد إلى كتاب مقدس أو لأننا إذا ما عارضناهم فسوف يقطعون رؤوسنا أو يزجون بأسرنا في معسكرات الاعتقال فكل إنسان حر تماما في أن يعتنق الرأي الذي يهواه بشأن سرعة الضوء، والعقاب الوحيد الذي يناله لاعتناقه رأيا غير مألوف هو أن يرميه الناس بالغباوة ونتيجة للنقاش الحر يصل كل القادرين على تكوين حكم إلى اتفاق بينهم لا يفرضونه على غيرهم إنما يقبله الغير بالاقتناع". ويقول راسل أيضاً، "لا يمكن المحافظة على التقدم وقتا طويلا إلا في جو من الحرية حتى في أمور مثل التكنيك العسكري". ويضيف أيضاً في موضع آخر، "حيثما تتعرض هذه الآراء للقمع فإن المجتمعات تصاب بالجمود، ولذلك فإنني أثق أن الدول تحافظ على الحرية العلمية والفكرية ستكون أكثر كفاءة في الحرب من تلك الدول التي تخضع للدكتاتورية". ولهذه الأسباب لا أعتقد بأن الثقافات التي تهيمن عليها الأديان قادرة على تكوين حضارات فاعلة.

يدافع راسل عن الديمقراطية أيضاً، حيث نقرأ، "إن الديمقراطية تجسد العدالة والنقاش الحر يجسد التفكير الرشيد، ولا يمكن إيجاد وسيلة للتخلص من الأخطار التي تهدد بها الحرب الحديثة الجنس البشري إلا باتباع العدالة والتفكير الرشيد". لكنني أضيف بأن هذا يعني بالضرورة تبني منظومة ديمقراطية كاملة وليس اختزال المسألة على صناديق الاقتراع وإلا فان الديمقراطية ستتحول إلى دكتاتورية أغلبية وقد تصبح قوة تخلف في المجتمعات غير المتحضرة. ويذكر آراء بعض السياسيين حول أن الديمقراطية يجب أن تطبق ضمن فئات، أي أن ينتخب العمال ممثليهم فيما يتم إنتخاب السلطة العليا من الطبقات الأخرى الناهضة. لا يتفق راسل مع ذلك ولكنني أراه منطقياً.

يتناول الكتاب أيضاً إنطباعات راسل عن مشاهير وكتاب وفلاسفة قابلهم في حياته، وكل الإنطباعات جميلة وراقية وتنقل حقيقة كون أن الشخص الذي نعجب بإنجازه الفكري لا يشترط أن يكون مثاليا في حياته الشخصية أو محبوباً ولطيفا على المستوى الشخصي. يصور راسل أيضاً علاقاته بالسياسيين وجده وزيارة الدبلوماسيين والملكة فكتوريا لمنزلهم والطبقة الأرستقراطية التي نشأ في أوساطها.

في الفصل الثاني – مقدمة في تحديد النسل، نقرأ عن مشكلة التكاثر السكاني ومستقبله بقلم جوليان هكسلي، صديق راسل. يتكلم هكسلي بواقعية عن المشكلة ويعرض دور روبرت مالثوس في إثارة هذه المسألة وما أسماه بـ "موجة الرعب" حيال الانفجار السكاني. يرى مالثوس أن "الفقراء مكتوب عليهم الفقر الأبدي مهما سعت الدولة للتخفيف عنهم، فزيادة نسلهم المروعة تبتلع كل محاولة لتحسين أحوالهم وتدمرها". بل إن مالثوس يرى أن "المجاعات والحروب والأملاق نعمة تمنحها الطبيعة للطبقات الكادحة." يدعو مالثوس للفضيلة الجنسية ويرى أن "استمتاع الفقراء بالجنس جريمة لا تغتفر" وهو لا يذكر ذلك صراحة لكن كلامه يشير إلى ذلك. وكانت لي أفكار بخصوص تحديد النسل وجدت لها صدى في الإجراءات التي اتخذتها السلطات النمساوية في عهد مترنخ والتي تتطلب حصول الراغبين في الزواج على تصاريح لذلك ووجود نزعة لحرمان المعدمين من حق الزواج. ويعبر هكسلي في الفصل الخاص بمستقبل المشكلة عن قلقه حيال الزيادة الرهيبة في السكان وتوقعه أن يصل تعداد سكان العالم إلى 6.4 مليار إنسان بحلول عام 2000. وبعد قراءة هذه المقالة ندرك بأن الفئات الواعية كانت تدرك هذه المشكلة لكن أحداً لم يبذل الجهود المناسبة لوقف هذه الزيادة الكبيرة في السكان وها نحن اليوم نعيش في خضم نتائج هذا التضخم السكاني ولا يبدو أن هناك أملاً يلوح في الأفق.



#كلكامش_نبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشق في ظروف غير مواتية – قراءة في رواية -ملك أفغانستان لم يز ...
- تساؤلات في الوجود، الحب، والإنتماء – قراءة في رواية -فالس ال ...
- شتات يأبى التشتت – قراءة في رواية -شتات نينوى- للروائية العر ...
- ثنائية الموت والرعب - قراءة في المجموعة القصصة -معرض الجثث- ...
- نبوءة عرّاف كلخو - قصة قصيرة
- غموض ذاتٍ عدمية - قراءة في رواية -الغريب- للكاتب الفرنسي ألب ...
- مجتمعاتنا العمياء - قراءة في رواية العمى للكاتب البرتغالي جو ...
- صراعات الذات واللاهوت – قراءة في رواية عزازيل للكاتب المصري ...
- وداع نينوى – الأمّة والتاريخ – وسط صمت العالم
- صراعات مقنّعة بالجمال – قراءة في رواية -عن الجمال- للكاتبة ا ...
- شارلي إيبدو – ضريبة الحريّة الباهظة
- لم يحن الوقت بعد - قصة قصيرة
- عبث الحياة - قصيدة
- تراجيديا عراقيّة – قراءة في رواية -فرانكشتاين في بغداد- للكا ...
- ألف ليلة وليلة الفرنسية – قراءة في رواية زديج لفولتير
- قبول الآخر – قراءة في رسالة الفيلسوف جون لوك عن التسامح
- إطلالة قصيرة على كافكا
- تناقضات النفس البشريّة – قراءة في رواية -الإنسان الصرصار- لل ...
- لا يزال ثبت الملوك السومري يحيّر المؤرّخين بعد مرور اكثر من ...
- أنشودة في عشق الطبيعة – قراءة في رواية بيتر كامينتسند للكاتب ...


المزيد.....




- حظر بيع مثلجات الجيلاتو والبيتزا؟ خطة لسن قانون جديد بمدينة ...
- على وقع تهديد أمريكا بحظر -تيك توك-.. هل توافق الشركة الأم ع ...
- مصدر: انقسام بالخارجية الأمريكية بشأن استخدام إسرائيل الأسلح ...
- الهند تعمل على زيادة صادراتها من الأسلحة بعد أن بلغت 2.5 ملي ...
- ما الذي يجري في الشمال السوري؟.. الجيش التركي يستنفر بمواجهة ...
- شاهد: طلاب جامعة كولومبيا يتعهدون بمواصلة اعتصامهاتهم المناه ...
- هل ستساعد حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية الجديدة أوكرانيا ...
- كينيا: فقدان العشرات بعد انقلاب قارب جراء الفيضانات
- مراسلنا: إطلاق دفعة من الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه مستوطنة ...
- -الحرس الثوري- يكشف استراتيجية طهران في الخليج وهرمز وعدد ال ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كلكامش نبيل - آراء في وقت الفراغ والديمقراطية والتكاثر السكاني – قراءة في كتاب -في مدح الكسل- لبرتراند راسل