أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كلكامش نبيل - عشق في ظروف غير مواتية – قراءة في رواية -ملك أفغانستان لم يزوجنا- للكاتبة إنجريد توبوا














المزيد.....

عشق في ظروف غير مواتية – قراءة في رواية -ملك أفغانستان لم يزوجنا- للكاتبة إنجريد توبوا


كلكامش نبيل

الحوار المتمدن-العدد: 5290 - 2016 / 9 / 20 - 10:02
المحور: الادب والفن
    


إنه لقائي الأول بالكاتبة الفرنسية إنجريد توبوا، وقراءتي الأولى لرواية تدور أحداثها في أفغانستان، ذلك البلد الذي مزقته الحروب، وتحيطه هالة من الخوف والتصورات المتعلقة بالإنغلاق والتطرف، بعد أن كان يوماً ما بلداً في طور النهضة كغيره من دول العالم النامي. في هذا الكتاب نقرأ عن رحلة شابة فرنسية إلى ذلك البلد بعد سقوط نظام الطالبان بهدف تدريس اللغة الفرنسية، ووقوعها في حب ناتان – الأمير الأفغاني المتزوج – وإن كان الإسم لا يوحي بأنه أفغانياً. وفي ظل غموض قصة الحب تلك، التي لا تشغل معظم الرواية في حقيقة الأمر، نستكشف ولع الراوية الفرنسية بذلك البلد، غموضه، عنفوانه، قسوته، وجفافه، وسحره. من الغريب أن نقرأ كتابة بهذا الجمال عن عشق بلادٍ ما ليست بلد الكاتب، إنه ولعٌ من نوعٍ غريب في حقيقة الأمر.

تصف الكاتبة هذا البلد المتطرف في مناخه – حراً وبرداً – بطريقةٍ جميلة في معظم أرجاء الكتاب، فنقرأ، "أفغانستان جافة كمعصم العجائز الذين يراقبون الشوارع. لكنها أيضاً عفية كجسد رجل صحيح البنية. لا يعادل جمالها سوى رصانتها وعنفها." ويستعرض الكتاب صوراً عديدة عن كابول، ومزار الشريف، وهيرات، وباميان، وممر خيبر، والممرات الحدودية الأخرى مع إيران وباكستان وأوزبكستان. سنقرأ عن الفقر في شوارع كابول، والحافلات الباكستانية المزخرفة، وعمالة الأطفال مقابل أجرٍ زهيد، ولهو أطفالٍ آخرين بطائراتٍ ورقية تجوب سماء ذلك البلد الجريح، لتحلق فوق الموت الذي يضرب في أوقاتٍ غير متوقعة ليزهق الأرواح. سنقرأ عن إسطوله الجوي البدائي والرحلات إلى أذربيجان، ونقرأ عن ساعات إنقطاع التيار الكهربائي، والإهمال الذي تعاني منه المدن. سنقرأ عن حياة الأجانب في ذلك البلد، وموت ماريانا، والكنيسة الوحيدة في البلاد قرب السفارة الإيطالية. إنها رحلة لنسكن في بيوت الطين، ونجوب أروقة الجامعة المتداعية، لنتعرف على صورٍ كثيرة من تلك البلاد، فنأكل اللحم والرز ونشرب الشاي بالهال. لكن الكاتبة تتكلم أيضاً عن واقع المرأة هناك، وجمال بعضهن، ذلك الجمال الذي يقبع خلف الخمار الأزرق الذي يحيلهن إلى كائنات متشابهة بلا كيان أو وجود. لكنها لا تفوت ذكر تمرّد البعض في زيارتها لمدينة شمالية، حيث نقرأ، "النساء، مرتديات ثياباً لا نراها أبداً في كابول، ينتقمن من الدولة الإسلامية، فيكشفن عن أجسادهن بشكل يبعث على الحيرة. من وكري أراقب حيل الإغراء: رجال ونساء يتبادلون الحب بلمسة فخذ أو بتشابك ساقين." ومن مظاهر النهضة الضعيفة التي تحاول الكاتبة تصويرها واقع طلابها التواقين لتعلم اللغة الفرنسية، والذين يسعدون بوجودها، ويعتذرون لها عن موت ماريانا في هجومٍ إرهابي معلنين إدانتهم لذلك الحدث.

تكاد الرواية – الحائزة على جائزة الرواية الأولى في فرنسا عام 2007 – أن تكون كتاباً عن إنطباعات إنجريد توبوا ذاتها عن أفغانستان، ففي الرواية ستقرأ تأملات كثيرة، ووصفاً سردياً لرحلات في أرجاء البلاد، وتأملات في الحياة، والكتابة، والموت، والحدود الثقافية والجغرافية، فنراها تتكلم عن كل ذلك بحب ولغة مرهفة، لكنها تفتقر لعامل التشويق. بدا ظهور الملك ظاهر شاه هامشياً وكأنه تصوير عن بقايا ماضٍ غابر لذلك البلد، ماضٍ هرم على وشك الإنقضاء مع رحيل آخر ملوك أفغانستان. لكني أعتقد بأن قصة الحب هامشية حقاً، وربما هي في الواقع حب للبلاد وليس لناتان، حب بلاد يتجسد في هيئة شخوص. في النهاية، تنتهي قصة الحب وتعود الراوية لبلادها النظيفة والأنيقة والنظامية، لكنها لم تزل تحمل حباً لسحر تلك البلاد، والسلام الذي عثرت عليه في ذلك البلد المضطرب.

ختاماً، إنها رواية حب غريب لبلادٍ غريبة، تستغل الكاتبة هذا السيناريو المتخيل على الأغلب لعرض تصوراتها عن بلاد زارتها حقاً. لن تخسروا قراءتها، لأن فيها لغة جميلة منسابة ومنتقاة بعناية.

الإقتباسات:
في غمرة البحث عن الخلود، ندرك أن كل شيء مآله الزوال مهما حدث.

الحياة، للأسف، هي سلسلة متتابعة لنوبات موت أصغر نُبعث منها دائماً.

إن الغموض الذي يكتنف الموت يجعل الميت هو الرابح دائماً.

الحب لا يعرف الموت الإكلينيكي: فهو لا يفتأ يتحرك، يصعب تحديد مكانه، كأنه دودة تسري تحت الجلد.

إن مفهوم البشر واللغات والأراضي يعني حدوداً يلوذ بها البعض فيما يحاول البعض الآخر أن يجدوا سبيلاً لإجتيازها.

الرحيل بكل أنواعه قطعي ويسهم في الحركة المستمرة لتآكل الحياة.

يكمن بيت القصيد في بلوغ النهاية، ثم إلتقاط خيط بداية جديدة.

الحروب تزمجر عبثاً، والقنابل تمزق الأجساد، لكن ليس أكثر إيلاماً من حب نقتله.



#كلكامش_نبيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات في الوجود، الحب، والإنتماء – قراءة في رواية -فالس ال ...
- شتات يأبى التشتت – قراءة في رواية -شتات نينوى- للروائية العر ...
- ثنائية الموت والرعب - قراءة في المجموعة القصصة -معرض الجثث- ...
- نبوءة عرّاف كلخو - قصة قصيرة
- غموض ذاتٍ عدمية - قراءة في رواية -الغريب- للكاتب الفرنسي ألب ...
- مجتمعاتنا العمياء - قراءة في رواية العمى للكاتب البرتغالي جو ...
- صراعات الذات واللاهوت – قراءة في رواية عزازيل للكاتب المصري ...
- وداع نينوى – الأمّة والتاريخ – وسط صمت العالم
- صراعات مقنّعة بالجمال – قراءة في رواية -عن الجمال- للكاتبة ا ...
- شارلي إيبدو – ضريبة الحريّة الباهظة
- لم يحن الوقت بعد - قصة قصيرة
- عبث الحياة - قصيدة
- تراجيديا عراقيّة – قراءة في رواية -فرانكشتاين في بغداد- للكا ...
- ألف ليلة وليلة الفرنسية – قراءة في رواية زديج لفولتير
- قبول الآخر – قراءة في رسالة الفيلسوف جون لوك عن التسامح
- إطلالة قصيرة على كافكا
- تناقضات النفس البشريّة – قراءة في رواية -الإنسان الصرصار- لل ...
- لا يزال ثبت الملوك السومري يحيّر المؤرّخين بعد مرور اكثر من ...
- أنشودة في عشق الطبيعة – قراءة في رواية بيتر كامينتسند للكاتب ...
- إعادة قراءة التاريخ - قراءة في كتاب -الفتوحات العربية في روا ...


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كلكامش نبيل - عشق في ظروف غير مواتية – قراءة في رواية -ملك أفغانستان لم يزوجنا- للكاتبة إنجريد توبوا