أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كلكامش نبيل - إطلالة قصيرة على كافكا














المزيد.....

إطلالة قصيرة على كافكا


كلكامش نبيل

الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 08:39
المحور: الادب والفن
    


هذه أولى قراءاتي لكافكا وقد شدّني الكتاب بإسلوبه المنساب والغموض الذي يلفّ أحداثه لدرجة تحاول معها أن تدرك ما يرمي إليه، الكتاب أشبه بالشفرات العميقة ولكن المؤلم أنّك لا تعرف في النهاية إن كنت قد توصّلت إلى ما يريده الكاتب أم أنّك كوّنت فكرتك الخاصّة البعيدة عن الهدف الذي كُتبت من أجله هذه القصص القصيرة.

في الرواية القصيرة "في مستوطنة العقاب" نلمح شخصيّة مستكشف غربي يزور جزيرة ليراقب عمل آلة تعذيب رهيبة يصفها الكاتب بالتفصيل، تكوينها وطريقة عملها المثيرة للإشمئزاز، بالإضافة إلى نقاش حول مؤسّسها الذي أسّس المستوطنة أيضا وشغف الضابط بها وبعملها وبعبقريّة ذلك المؤسّس وكيف أنّه كان في زمانه كلّ شيء مقبول وبدأ يذوي بمرور الزمن. الرواية تناقش موضوع إخلاص جيل ما للأساليب القديمة حتّى لو كانت لا إنسانيّة وكيف أنّهم سيقعون ضحيّتها في النهاية، ربّما ترميز يشير إلى أنّ من يلتصق بالقديم مهدّد بالزوال ولكنّ الإشارة الأخيرة على القبر تشير إلى أنّ ما يمضي قد يعود أيضا من جديد يوما ما، بعد أن يبعثه قائد يؤمن به. وفي الرواية إشارة إلى إمكانيّة تأثير الغرباء بقرارات الدولة وقبولها من قبل الحكّام والتغيير بناءا على نقدهم في حين لا يكون ذلك متاحا للمواطنين أنفسهم في تلك البلدان الدكتاتوريّة. الرواية غامضة وتغرقك في حيرة وأنت لا تعرف المغزى الحقيقي لها. هل هي دعوة لإدانة التعذيب؟ هل هي تخويف بأنّ من يعذّب سيلقى مصيره السيّء يوما ما؟ أعتقد بأنّ قرّاءها بكل تأكيد سيكونون نظرتهم الخاصّة عنها والمختلفة عن نظرة غيرهم.

في القصّة القصيرة "بنات آوى وعرب" يوضّح الكاتب حوارا خياليّا بين رحالة أوروبي – في قاقله يقودها عرب وقرب واحة ما – وبين مجموعة من بنات آوى، وخلال الحوار توضّح بنات آوى إحتقارها للعرب وقذارتهم ولحاهم الفضيعة وتعتبر بأنّها تبحث دائما عن الأوروبيّين الأذكياء – وهي الصفة التي يفتقدها العرب وفقا لوجهة نظر الكاتب – وإعتبارهم مخلّصين لهم من حظّهم السيء في كونهم يعيشون وسط العرب. في القصّة القصيرة رموز كثيرة صعب الحل، فبنات آوى ينتظرون من يخلّصهم من العرب ويعتبرون بأنّ هنالك دماء بينهم يجب أن تسفك، ولكنّ الخاتمة توضّح تكالب بنات آوى على جيفة جمل جلبه العرب لهم وهم يلهبون ظهورهم بالسياط، ويسخر العربي منهنّ ويوضّح بأنّه يعرف قصّتهن وطلبهنّ المساعدة من كل غربي لتنفيذ حلمهنّ وفي الوقت نفسه لا يقاومن إغراء الجيف التي يلقون لهنّ بها. الفكرة عميقة وأشك أنّني توصلت للرسالة الأصليّة منها، ولكن هنالك تناقض بين كراهيّة شخص ما لأحدهم وتعلّقه بالجيف التي يلقي له بها وفي الوقت نفسه إشارة لقوم يأملون في مساعدة الغربيّين لهم لتحقيق مساعيهم. كونت فكرتي الخاصّة عن المغزى ولكنّي أكيد أنّ شخاص كثر سيكونون فكرة مغايرة.

ختاما الكتاب شيّق ومهم وخصوصا وأنّ شخصية كافكا الفكريّة عصيّة على التصنيف فهو المغترب روحيا وقد نشأ في التشيك وسط أقليّة يهوديّة ناطقة بالألمانيّة وحاولت العديد من الجهات نسبته لهم، كالجمعيّات الإسرائيليّة والأحزاب الإشتراكيّة وغيرها، ولكن يبقى كافكا شخصيّة حرّة لا توجد أي دلائل على إرتباطه بجهات سياسيّة معيّنة. وتعدّ هاتين القصّتين القصيرتين من أكثر أعماله إثارة للجدل في أوساط النقّاد في الشرق الأوسط.



#كلكامش_نبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقضات النفس البشريّة – قراءة في رواية -الإنسان الصرصار- لل ...
- لا يزال ثبت الملوك السومري يحيّر المؤرّخين بعد مرور اكثر من ...
- أنشودة في عشق الطبيعة – قراءة في رواية بيتر كامينتسند للكاتب ...
- إعادة قراءة التاريخ - قراءة في كتاب -الفتوحات العربية في روا ...
- إكتشاف أنفاق سريّة تحت الأرض تعود لعقيدة نهرينيّة قديمة تحت ...
- علماء يستعدّون لحل لغز الحمض النووي السومري - موضوع مترجم
- ملحمة وطن – قراءة في رواية -الحريّة أو الموت- للكاتب نيكوس ك ...
- أحيانا - قصيدة
- الإنسانيّة هي كل ما نحتاج إليه
- أن تناقش حقّ الحياة والحريّة في القرن الحادي والعشرين
- كان هنالك شرق - قصيدة
- مجتمع المظاهر وسقوط المثاليّة - قراءة في مسرحيّة الزوج المثا ...
- إغفر يا قلب لهم - قصيدة
- جنازة السلام - قصّة قصيرة
- سِفر الأحزان - قصيدة
- النقاشات البيزنطيّة تعود بحلّة إسلاميّة
- عندما أضعنا البوصلة - قصيدة
- ثورات منسيّة – قراءة في رواية -البشموري- للكاتبة المصرية سلو ...
- بناء وطن للجميع - قراءة في كتاب العقد الإجتماعي للفيلسوف جان ...
- قوس قزح


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كلكامش نبيل - إطلالة قصيرة على كافكا