أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كلكامش نبيل - عندما أضعنا البوصلة - قصيدة














المزيد.....

عندما أضعنا البوصلة - قصيدة


كلكامش نبيل

الحوار المتمدن-العدد: 4511 - 2014 / 7 / 13 - 01:17
المحور: الادب والفن
    


عندما أضعنا البوصلة،

وسط بحر الحياة،

ففقدنا الشعور بالإتّجاه،

وسرق اللصوص ضوء القمر الفضيّ،

وملأت السحب عنان السماء،

فلم نعد نبصر النجوم ولا عشتار،

نجمة الصباح والمساء،

التي هاجرت بعد أن كسر الأوغاد

جناح حبّها الشفّاف،

فلم ترغب في لقاء أبناءها بجناح الحرب القاتم



قتل المتوحّشون الدبّ الأكبر وصغيره

من أجل فراءهما النجمي،

ليزداد شعورنا بلا نهائيّة البحر،

وتتضاعف حلكة أمواجه ويعظم إضطرابها،

حاولنا أن نخالف كلّ القوانين

ونبصر طريقنا في الظلام،

أو على ومضة برق قد يطلقها بوسيدون



أصمّ آذاننا صوت الأمواج

وهي تدكّ الصخور ومركبنا الصغير،

حاولنا أن نجد صوتا آخر،

صوتا يمكنه أن يمنحنا الأمل لنواصل الإبحار

نحو المجهول،

لكنّ ذلك الضجيج البشع المتزايد،

كان قد كتم كلّ صوت في داخلنا

حتّى إعتقدنا لوهلة بأنّنا أموات



فقد صمتت كل أغاني بحّارة الإغريق

وإحرق أهل المشرق أنفسهم بلهيب

طائر الفينيق الذي قررّ فجأة الفناء،

أمّا قيثارة سومر فقد قطعت أوتارها

منذ أمد بعيد

إلاّ أنّ لصدى أنغامها سِحرٌ

ينبعث من بعيد،

من أعماق البحر المظلم،

حاولنا إتّباع ذلك الصدى،

أن نؤمن بذاتنا ونترك السفينة،

لنسير على صفحات الماء كالمسيح



حاولنا عبثا البحث عن حمامة،

عن غصن زيتون قد ترشدنا به إلى الطريق،

بعد أن ظلّت هي الأخرى طريقها

طوال ثلاثة آلاف عام

منذ أن أطلقها زيوسيدرا الحكيم،

لكنّ طوفاننا لم يكن من ماء أيّتها الحمامة،

طوفاننا مختلف تماما،

طوفاننا من ظلام وحرائق نوقدها

بأنفسنا، ليس من أجل التطهّر،

حرائق نتعذّب بها،

بعد أن أدركنا حقيقتنا الساديّة،

فأخذنا نتسابق في إضرام نيران الكراهيّة السوداء،

لنغرق في دهاليز الظلام،

ونتلذّذ بشعور الضياع المؤلم ذاك،

كان إعصارا يهزّنا بعنف من دون أن نشعر بالدوار،

ويعصف في أعماقنا الخبيئة

بهدوء يماثل صمت الموت



في النهاية قرّرنا أن نتخيّل بأنّ

كل ما حدث مجرّد كابوس لعين

وأنّنا سنستيقظ غدا سالمين،

ولكنّنا لم نعرف أبدا إن كان كابوسا

أم فلم خيال مرعب،

ولم نعرف إن كنّا سنستيقظ حقّا

أو أنّنا سندرك ما حدث ويحدث

وعندها إكتشفنا بأنّنا فقدنا بوصلة أنفسنا

هي الأخرى، وسط الإعصار،

لتتحطّم مع بوصلة القبطان

إلى الأبد



كلكامش نبيل



#كلكامش_نبيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورات منسيّة – قراءة في رواية -البشموري- للكاتبة المصرية سلو ...
- بناء وطن للجميع - قراءة في كتاب العقد الإجتماعي للفيلسوف جان ...
- قوس قزح
- إنه العراق يا قوم – لا تحرقوه لأجل الآخرين
- مستقبل الوطن رهن ورقة إنتخاب – لننقذ العراق
- لمحات إنسانيّة – قراءة في المجموعة القصصيّة -في خضمّ المصائب ...
- ما بين سراب الماضي الجميل ودخّان فوضى الحاضر – قراءة في رواي ...
- بقايا صبي سيبيري عمرها 24 ألف عام تلقي المزيد من الضوء على أ ...
- وحدة الشعب العراقي وفقا للدراسات الجينيّة – ترجمة وتقديم
- الإنسان المنتصب؟ العثور على عظمة شبيهة بعظام يد الإنسان عمره ...
- دراسة حديثة لبقايا بشريّة تخلُص إلى أنّ إنسان النياندرتال كا ...
- إطلالة على الأدب الإيطالي - قراءة في المجموعة القصصيّة -حرز ...
- إطلالة على الأدب الإيطالي - قراءة في المجموعة القصصيّة -حرز ...
- إطلالة على الأدب الإيطالي - قراءة في المجموعة القصصيّة -حرز ...
- التاريخ يعيد نفسه دائما وأبدا - قصيدة سومريّة مترجمة
- العثور على لغة قديمة مجهولة مدوّنة على رقيم طيني - موضوع متر ...
- مناقشة شجاعة وموضوعيّة للصراع الإسلامي-العلماني – قراءة في ر ...
- خطوات إلى الوراء – دراسة مقارنة بين قانون الأحوال الشخصيّة ل ...
- رحلة فلسفيّة وروحانيّة عميقة – قراءة في الرواية القصيرة -الر ...
- الضياع ما بين الصراع الفكري والتشتّت الإجتماعي – قراءة في رو ...


المزيد.....




- حضور فلسطيني قوي في النسخة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي ...
- للمرة الثانية خلال شهور.. تعرض الفنان محمد صبحي لأزمة صحية
- -كان فظيعًا-.. سيسي سبيسك تتذكر كواليس مشهد -أسطوري- في فيلم ...
- اشتهر بدوره في -محارب الظل-.. وفاة الممثل الياباني تاتسويا ن ...
- عرف النجومية متأخرا وشارك في أعمال عالمية.. وفاة الممثل الإي ...
- السيسي يوجّه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي
- الفنان المصري إسماعيل الليثي يرحل بعد عام على وفاة ابنه
- الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغان
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -حرب المعلومات-.. كيف أصبح المحتوى أقوى من القنبلة؟


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كلكامش نبيل - عندما أضعنا البوصلة - قصيدة