أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوزان خواتمي - تعال كثيراً مادمت أورطك بجنوني














المزيد.....

تعال كثيراً مادمت أورطك بجنوني


سوزان خواتمي

الحوار المتمدن-العدد: 1424 - 2006 / 1 / 8 - 10:41
المحور: الادب والفن
    


لا جديد عندي.. فقط أرجوك لا تعتادني، فلست على وفاق مع الألفة برغم محاولاتي الجادة لتوريطك، معتمدة على مزاج متناقض وكاف كي يربك صباحك حين يتورد فجأة ويشحب فجأة.
يتقول غيرك بأني " مجنونة جداً "، وتصر أنت على توثيق العرى بالروح.
أتنهد في حضورك مثل نصف عاشقة، أدعي الإنصات فيم أكون مشغولة عن ثرثرتك التي لا تفيد أحداً بثقاب يطلق شرارته يروضني لأعقد هدنة بين ما يمليه الجسد ويشير ناحيته القلب وبيني.
أظنها الدغدغة الأولى بما يكفي لتتسلل في مسافة مافتئت تضيق، للخدع المتقنة الأسلوب نفسه، رويداً .. رويداً تتخلخل الفواصل الآمنة، لأواجه كل ما لم يكن في الحسبان، خطرك الذي أتقنته..
ها أنا أخربش محاولة تالية لقلق لم أعد أتلافاه، رغم أن ما بيننا لا يعدو مواعيد نتواطأ على احتمالها مدفوعين بحماسة انفعالات نستسيغها لا نبررها مادامت عابرة دون أثر، نداريها بابتسامة تتأرجح عند زاوية الفم، فأشياؤنا الجميلة يا عزيزي لا تتكرر مرتين.
" مدهشة الجنون "
تخبر أصدقاءك مشيراً باتجاهي.. ألتهي بجهة أخرى وكأني لم أدر.
أرتعش في النميمة والخشية، أبتعد مدعية لامبالاة، يغوص كلانا في جنابة الخوف، ولا نتوضأ.. حاشانا الفشل، والعلقم آخر قطرة في قعر الندم،الطعم يبطئ النبض، يعلو العناد متحدياً حباً يعد نفسه لمواسم خصب كثيرة قبلك /معك/بعدك..
تقلب بين يديك ضحكتي، لأتيح لك قراءة تفاصيلي الصغيرة، ستلاحظ البقع التي خلفتها ممحاة قديمة، أنا التي أرتكب الحماقات بسهولة وأعتذر عنها بالسهولة نفسها، لتدرك - ربما لاحقاً - كم تنقصني المجاملة..
توقظني من سبات أرعن، قريباً من الشرفة أرتشف قهوتي نصف الساخنة، تتسلل نحوي في الأماكن الاكثر ضيقاً وحرجاًً، يندفع الهواء، أراقب فراشة تحوم حول ورود الستارة المراوغة حتى تدوخ..تتمطى الطفلة التي في داخلي، لتعترف دفعة واحدة ودون تراجع بأنها تحبك.
عزيزي والحب أتى تالياً:
لست ممن يزور الحلم بادعائه، ولست ممن يغلف اللهفة بورق السولفان الرخيص..
سأنفلت إليك بضجيجي وصخبي، لأقاطعك، فيما تتحدث أنت عن شأن آخر، أعترف دون اعتذار بأن فراشتي داخت عندك..
تأملني قليلاً جداً، ولا تفزع ،فرغم قزح اللون المجنون لا أشبه فينوس التي تتوقع، سأعتذر عن تلك الزلة، لكن صدقني أعرف كيف أسد الفراغات التي يصعب ملؤها.
تبلع ريقك، و تعدل نظاراتك لزاوية نظر أكثر دقة، تفكر لهنيهة بمساوئي، متطلعاً إلى جينزي القديم وقميصي الصيفي المتهدل..
لتسخر إن شئت من هلاهيلي التي ألقيها فوق جسدي مدّعية أنها ملابسي التي أحب.. دون أساور ودون عقود ودون هداياك الثمينة التي تعيق الدم في أوردتي
أنا ما أنا عليه لا كما تشيئني: امرأة قد لا تناسب فصولك دقيقة المواعيد، ولا حفلاتك الباذخة،
فشعري المبلل يعصى على أسنان المشط القاسية، وعلى هواء المجفف الكهربائي، والتصفيف البهلواني والملاقط الملعونة التي تشنق حريته، بحجة أن العالم منظم وأن فوضوية شعري تخل ميزانه..
الحب الذي أعرضه عليك مدهشاً وعارياً من علائقه وشحومه، حتى حين أدق المسامير فوق جدران غرفتي لأعلق صور عشاقي ونشرة مفصلة عن طقسي اليوم: مشمس مع زخة من أمطار خفيفة .
ترصدني في معدلي الحراري: قابلة للتجمد والغليان قبل أن تصافحني وبعد أن تقبلني.
متواطئاً مع كل مزاعمي حبيبي، وحريصاً على أنفاسي الرتيبة تلاطف عنقك، تستعيد سحري كما تستعيد الطبيعة فطرتها.. أتسلل إليك عبر مقطع ضوئي من أغنية قديمة حلمت مراراً بترديدها وأنا بين ذراعيك أستدل على عافيتي بك، مناكفاً تحدق بخال فوق شفتي المرتعشة تسألني عن الكحل وحدودي الهشة دون مقاومة.
فيما تحاول تقبيلي بجدية بالغة..
تراودني كذبات لطيفة سأحكيها لك، بين القبلة والقبلة، هكذا ابتكر مروحتي في وجه الحياة، هكذا جنوني.



#سوزان_خواتمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابة بالأحمر الرديء
- عشر خيبات لمولود
- طين يبتكر ضلوعه
- كفن من ضجر
- ِمن يعثر على وجهي؟
- زهر البرتقال
- منذ زمن لم تضحكك طفلة
- أسميك حبيبي
- زمن يشتعل في النسيان
- فانتازيا الحب
- ابتهجوا أيها الرجال : المرأة تؤيد ضربها
- إليك تزحف المسافات يا وطن الزجاج
- مناصفة نتقاسم الحب عتبات وعرائش
- صلاة
- أزمة شعوب
- الوطن والمواطنة - بين الحلم والممكن
- كمشة ياسمين تحت أقدام التعب
- مأزق العقل العربي والحدود المتاحة
- عفريت الكتابة


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوزان خواتمي - تعال كثيراً مادمت أورطك بجنوني