أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد خطيب - العولمة نهاية الامبريالية؟














المزيد.....

العولمة نهاية الامبريالية؟


فؤاد خطيب

الحوار المتمدن-العدد: 5368 - 2016 / 12 / 11 - 12:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يعتقد الفيزيائي الانجليزي المُقعد الشهير صاحب نظرية الانفجار الكبير "ذي بيغ بانغ" أن البشرية سَتنقرض في الألف الثالث ربما بسبب فيروس مهجن من صنعها أو بسبب حدث كوني فضائي كبير يُغيرُ صورة الكون الذي نعيش فيه ونحاول سَبر أغواره .يقول لن يكن أمامنا الا البحث عن مكان آخر في الفضاء للعيش فيه.قبل خمسة عشرة مليار سنة كانت مادة الكون كُلها مُجتمعة في مساحة صغيرة ثم انفجرت وهذا ما يعرف بالانفجار الكبير. القوانين التي نعرفها تقر أن كل استمرار للكون في التمدد كلما اتجه فعل الجاذبية الكونية، القوة الرابعة الكونية والتي حتى الآن نَجهلُ كل أبعادها وسبب تَكونها وسر قوانين وجودها، اتجه فعل هذه الجاذبية اتجاها مُعاكسا، أي أنها خلال بضعة مليارات من السنين يبدأ تأثير الانفجار الكبير في التلاشي بسبب الجاذبية ويحدث الانبجاس أي عكس الانفجار ومن ثم نهاية الكون من جديد.
كَتَب لينين كتابه الشهير "الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية " ولكنه لم يتوقع الثورة التقنية الهائلة التي تَحدث الآن وتُغير حياة البشر الى الأبد. كتبت مقالا قبل سنوات قليلة على صفحات الاتحاد الغراء محاورا نفسي قبل أية أحد آاخر عن مصير الفكر الذي توقف عن الابداع وأصبح في أزمة حقيقية مُعاصرة وآنية . تمخض هذا الفكر فَوَلد "العولمة " و"الخصخصة والمزيد من الخصخصة" و "الطريق الثالث" وغيرها من الطرق التبريرية العبثية لمأزق الفلسفة الرأسمالية التي تحاول سباق الزمن الفلسفي التي تعداها وخصوصا بعد سقوط التجربة الاشتراكية الأولى الكبرى في التاريخ .
العولمة – مفهومها الاقتصادي والسياسي هو تصدير الشركات عابرة الحدود والقارات الى العالم الفقير بفضل ثورة الاتصالات وثورة التقنيات المتقدمة الهائلة الحاصلة اليوم. غايتها لبقائها وبقاء تطور رأس المال نقل مصانعها الى دول العالم الفقيرة بسبب الأيدي العاملة الرخيصة هناك، ومن ثم وبنفس الوقت ضَرب الطبقة العاملة والبرجوازية الصغيرة الوطنية المنتجة في أوطانها، ومن الناحية الأخرى القضاء تماما على الاقتصادات الوطنية للشعوب التي تسيطر عليها هذه الشركات المعولمة الكبيرة، كما هو حاصل ويحصل اليوم وفي هذه الساعات والدقائق في اليونان وايرلندا وفي اسبانيا والبرتغال وايطاليا ودول اوروبا الشرقية- الاشتراكية سابقا.
الخصخصة- تعني تجميع ثورات الشعوب ومكونات الوجود البشري على الارض كلها في أيادي قليلة كما هو حاصل الآن في الولايات المتحدة الامريكية اذ أن واحدا بالمئة من السكان هناك يملكون 99 بالمائة من الاقتصاد الامريكي. نتائج الانتخابات الأخيرة تدل على بداية نهاية العولمة وربما بداية نهاية الامبريالية. من نزل لشوارع المدن هناك متظاهرا هم معارضو هذه السياسات الهدامة للأمم والشعوب وترامب الابيض "كقطعة ثلج" جاء للمحافظة وللحفاظ على مصالح المليارات وهي الفئات التي دعمته من الحزبين علنا وسرا وطبعا الحركات السياسية العنصرية الامريكية المعرفة للقاصي والداني.
الطريق الثالث - خدعة كبرى ونفاق كبير وليست طرق محبة ولقاء.هل من المعقول أن تتنازل الرأسمالية المتوحشة يوما عن أرباجها الهائلة مثلا لصالح الجائعين في مالي والصومال وناميبيا وجنوب السودان. ان هذه التعابير الرومانطيقية وكل عصر ما بعد الحداثة التي يدعو لها الغرب الاستعماري ما هي الا رتوش لاطالة عمر الامبريالية المعولمة التي عملت منذ وجودها على نهب خيرات الشعوب وتركيزها في أياد جهنمية وطبقة غنية جدا فوق العادة في الدول الرأسمالية الغنية وخاصة أمريكا التي وقفت وتقف مباشرة وراء كل الحروب التي نشبت في العالم بعد الحرب العالمية الكونية الثانية حتى اليوم، التغيير آت لأن العولمة الراهنة حدث مغاير لمادية وجدلية التاريخ وللعدالة الاجتماعية. هناك طريقان الأول- احداث هبات وثورات شعبية كبيرة تغير مسار العولمة المتوحش داخل الدول الرأسمالية أي نظم وفكر هذه الدول الاقتصادي والاجتماعي بالاساس، وتجعلها أكثر انسانية وأكثر عدلا قبل كل شيء نحو مجتمعاتها ومن ثم نحو شعوب العالم الاخرى في كل أماكن تواجدها. الثاني أن تستمر هذه الدول بغيها وجنون عظمتها وهي مدججة بالاسلحة الذرية وتسبب في حرب نووية تقضي على الحياة على الارض التي لم تحترمها يوما وبكل الصور. الانسانية الحقيقية والعدالة الاجتماعية لن تكون الا بعد انتفاء الفكر الرأسمالي من الفكر الانساني التقدمي.
(شفاعمرو)



#فؤاد_خطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع حضارات أم صراع إرادات؟
- ثورة أكتوبر،التجربة الاشتراكية، ستالين
- أليسار العربي: واقع مرّ وعظمة غابرة
- المؤسسة اللاهوتية والأصولية والسياسة العالمية
- عولمة الامبريالية وحروب العقائد
- رسالة حب من سفينة العمر
- الدين لله والارض وما في داخلها لشعوبها ألبابا بنديكتوس ال 16 ...
- سرق النظام المصري الشعب المصري حقا من حقوقه : رحيل محفوظ وال ...
- دافنشي كود - الفيلم الذي هز عرش البابوية
- ألماركسية والحدث الانساني المعاصر


المزيد.....




- لماذا قللت أمريكا من أهمية اعتزام بريطانيا وفرنسا وكندا الاع ...
- ويتكوف يزور غزة الجمعة.. وحماس تشترط -وقف التجويع- لاستئناف ...
- سرايا القدس تبثّ -رسالة أخيرة- لأسير إسرائيلي في غزة: -أموت ...
- تحريك أول دعوى جنائية بحق شخصيات بارزة في نظام بشار الأسد
- مفاوضات سوريا وإسرائيل: خلاصة الأخطاء والدروس
- مسرح أوروبا الدموي يعود من جديد
- مصر تعتبر المظاهرات أمام سفاراتها لا تدعم القضية الفلسطينية ...
- مصدر: إسرائيل وأمريكا قد تغيران استراتيجيتهما بشأن غزة بعد ا ...
- بوتين يستقبل وزير الخارجية السوري في الكرملين.. ودمشق تعتبر ...
- واشنطن وعشر دول حليفة تتهم إيران بتنفيذ سياسة -اغتيالات وعمل ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد خطيب - العولمة نهاية الامبريالية؟