عن اسباب وجذور تخلفنا

عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 5366 - 2016 / 12 / 9 - 16:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عن اسباب وجذور تخلفنا:
السلام عليكم:
يستغل المتنورين ان صح وصفهم بهذه الصفة -اي ظاهرة في مجتمعنا الشرق اوسطي وبالتحديد الدول العربية في المقام الاول ثم الدول الاسلامية(من غير القومية العربية) في المقام الثاني وخاصة منهم الملحدين لاافراغ حقدهم على الاديان بهذه الحجج ومنها حجة ظاهرة تخلف مجتمعاتنا بألحاق بركب التقدم الحضاري- فيوعزون اسباب وجذورتخلفنا الى الاديان وخاصة الدين الاسلامي- فعن اي اسباب وجذور التخلف يتحدثون؟
هل تخلف الافراد او تخلف الجمع او تخلف الانظمة الحاكمة
فعلى من يريد البحث في جذور واسباب تخلفنا علية ان يكتب بشيئ من التفصيل والاسهاب والتحديد
فهناك تخلف على مستوى الافراد
وهناك تخلف على مستوى الجمع
وهناك تخلف على مستوى الانظمة الحاكمة في بلادنا
وهناك تخلف سببه التدخل لقوى خارجية
ناتي الى التخلف على مستوى الافراد: نلاحظ ان هذا التخلف نسبي فليس كل افراد مجتمعاتنا يعانون من التخلف- فلم تمنع الاديان وخاصة الاسلام الافراد من السعي للتحضر او للتقدم ,لاعلى المستوى الدراسي فنجد الكثير من المسلمين قد حصلوا على اعلى المستويات الدراسية وفي كافة التخصصات وكذا المسلمات على حد سواء, ولاعلى المستوى العملي, فنجد الكثير من المسلمين والمسلمات اصحاب ثروة واصحاب شركات ومعامل, ولاعلى المستوى المعيشي فنجد كثير من الافراد ميسوري الحال فلم يقف الدين عائقا اما تحسين الفرد لمستواه لاالمعاشي ولا التعليمي ولا الصحي, ولا على المستوى المعماري, _ وعليه لايمكن ان نصف مجتمعانا على مستوى الافراد بالمجتمع المتخلف

اما تخلفنا على المستوى الجمعي- فتنفيه رغبة مجتمعاتنا في السعي نحو التقدم والحضارة او التطور, وعلينا ان لاننسى ان هناك من القيود الكثيرة التي تمنع تقدمنا نحو التطور والحضارة _خلقتها الانظمة الحاكمة على دولنا سواء كان عربية او اسلامية وقد تتخذ هذه الانظمة في فرض هذه القيود الدين كذريعة, وقد يدعهما في فرض هذه القيود مايطلق عليهم بفقهاء السلطان. وليس كل هذه القيود من اصل الدين ولاتمت له بصلة- ودليلنا على ذالك عدم منع الدين تقدم وتطور الفرد المسلم في كل المجالات التعليمية والعلمية والمعاشية.
على الانظمة المهمة الاكبر في سبيل تطور مجتمعاتنا- ولكن قصورها واضح جدا في هذا الجانب- فبماذا نفسر النقص الفاضح من قبل الانظمة الحاكمة في بلادنا في كل المجالات التعلمية- الخدمية وهي المسيطرة على ثروات البلاد وهي المتحكمة يوجهات صرفها.
قد ينسى الكثير من المتنورين الذين يتناولون ظاهرة التخلف في مجتمعاتنا(ان صح وصفهم بالمتنورين) الحروب والاستعمار الذي جثم على صدورنا ولم تتخلص الكثير من بلادنا من هيمنته الفعلية الا في منتصف القرن الماضي- ولاننسى عدم الاستقرار اي استقرار الانظمة فيه فمن انقلاب لانظمته المتكرر من حين لااخر علاوة على مايلحق به من جراء عدم الاستقرار السياسي من دمار في البنى التحتية ومن هدر للطقات البشرية فيه بالقتل او بالاعاقة- او بوضع اغلبهم في غياهب السجون-وهذه الظاهرة(ظاهرة عدم الاستقرار ماثلة امام اعيننا في اكثر من بلد عربي واسلامي اليوم)
اضافة الى دخول بلداننا في حروب مستمرة وهدر كثير من ثروات شعوبها في الجانب الامني والعسكري- كلها عوامل تساهم بشكل كبير في اعاقة تقدم بلدننا, اضف الى ذالك التدخل المباشر حينا والغير مباشر حينا اخر من قبل الدول العظمى في شؤون بلادنا الذي يعتبر العامل الاكثر تأثيرا في اسباب تخلف بلادنا- وهذا الامر واضح للعيان-فلا سلام لافي ليبيا ولافي سوريا ولافي مصر ولا في العراق ولافي اليمن ولا في لبنان ولافي الصومال الا بتوافق ورضى القوى الاقليمية والدولية - الانعتبر ايها المتنورين ان كل ذالك من اسباب تخلفنا بل ومن اقوى اسبابه- قد يقول البعض نحن من خلقنا هذه الارضية- ونحن من هيئنا ذالك- فهل لايوجد صراع شيعي سني- وهل لايوجد صراع كردي عربي- وهل لايوجد صراع اسلامي مسيحي- نعم يوجد كل هذه الصرعات ولكن اسبابها ليست دينية- اسبابها سياسية- غلفت بالدين وبالقومية والعرق لحصول البعض من ورائها منافع سلطوية- ولانجد لها وجود بين عامة الناس في مجتمعاتنا- لولا التدخل الخارجي سواء كان الاقليمي او الدولي ودعم طرف على حساب الاخر لتحقيق منافع مصالح هذه الدول الاقليمية والدولية وليس الهدف من ورائها وجه الله- مثال قريب جدا(اكراد العراق في شمال العراق من كان يدعمهم في سبيل حصولهم على حقوقهم القومية-ايران الشاه-بمجرد ان حصلت ايران الشاه على ماتبتغيه من دعمها لهم من نظام العراق انذاك بما سمي باتفاق الجزائر حينا- ادارت طهران للكورد ظهر المجن- وسمحت للنظام العراقي القضاء على ثورتهم- ايها المتنورين عليكم ان لاتنسوا الكثير من اسباب وجذور تخلفنا ولاتصبوا نار غلكم على الاديان.
لكم التحية

#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات