أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - وديع بتي حنا - انشقاق خدام - لحظة تسامي أم طرح فضلات














المزيد.....

انشقاق خدام - لحظة تسامي أم طرح فضلات


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1421 - 2006 / 1 / 5 - 08:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تقول الاخبار الواردة من الاخرة ان الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد قد قدًم وفور سماعه تصريحات نائبه السابق عبد الحليم خدًام طلبا للحصول على اجازة زمنية لمدة اربع وعشرون ساعة تكفي لاكمال حساباته مع نائبه السابق, وقد وعده مدير شؤون الافراد في الاخرة خيرا بتلبية طلبه حال عودة البعض ممًن سبقوه وتمت الموافقة على اجازاتهم بمناسبة اعياد رأس السنة للمحافظة على توازن للموجود. هذا وقد اشتكى الرئيس السوري الراحل من النظام المتبع لتسيير امور الافراد في الاخرة حيث لايتقدم الاهم على المهم والكل سواسية كاسنان المشط لانهم جميعا ( اولاد تسعة ) ويتم فقط اعتماد الاسبقية في تاريخ تقديم الطلبات في معالجتها. و لكن عندما شاهد الرئيس الراحل وبعض من زملائه الاخرين من السياسيين العرب المتواجدين في الاخرة فيلما بمناسبة اعياد رأس السنة اشرف على عرضه مكتب الثقافة والاعلام هناك يتناول الطريقة التي يتعامل بها الامريكان مع المعتقلين من اركان النظام العراقي السابق وجانبا من محاكمتهم حمدوا الله وشكروه جلً جلاله بكرة واصيلا على نعمته الجزيلة عليهم.

يرى البعض من معارضي وكارهي النظام السوري ان القيادي المخضرم في هذا النظام واحد اركانه السابقين عبد الحليم خدًام قد اصابته نوبة من التسامي تركته يغادر الحالة الصلبة التي بقي عليها عقودا من السنين وهكذا ومن ان اجل ان يُكفِر عن كل الذنوب المتراكمة على مدى تلك العقود فقد قرر ان يتحول مباشرة الى غاز وليس الى سائل في لحظة التسامي تلك لكي يضمن انتشارا كبيرا قادرا على الوصول في رائحته الى اكبر مساحة وجماعة ممكنة.
بينما يرى المؤيدون والمناصرون لهذا النظام ان انشقاق خدًام ليس إلا نتيجة عرضية لدورة طبيعية من دورات وقود هذا النظام التي تطرح من مدخنتها كل الفضلات الضارة, دون ان ينكروا ان بعض دورات الوقود هذه قد تفرز فضلات نوعية من حيث الكم والرائحة وقد حدث هذا في الماضي ويحدث الان في الحاضر مع خدًام وسيحدث في المستقبل مع اخرين.

ليس هنالك من شك في ان الديموقراطية و النظام السوري - حاله حال شقيقه النظام العراقي السابق – جبلان لايلتقيان وفي هذا لاياتي خدًام بجديد عندما يشكو من التفرد والاستبداد في القرار وانعدام القيم الديموقراطية بل ان العتب كلً العتب عليه كونه كان جزءا رئيسيا من اللعبة وفي قلب معمعة هذا النظام كل هذه السنوات الطويلة وجاء جهره بهذه الحقيقة متأخرا جدا , بل من حق البعض ان تنتابه الشكوك والظنون حول النوايا الحقيقية للمسؤول السوري السابق وهو يجلس امام مراسل العربية في جلسة اعتراف تاريخية.

لقد مثًل هروب حسين كامل صهر الرئيس العراقي السابق في منتصف التسعينات احد بسامير الزاوية في نعش النظام العراقي السابق كونه شكًل فضيحة معنوية كبيرة للنظام لان اداة الفضيحة قد اعطى لنفسه صفة الشاهد في الوقت الذي لايمكن للكثيرين تبرئة ساحته كمتهم ومشارك فعال في الحدث. وهكذا ولان النظام العراقي السابق والنظام السوري الحالي شحنتان متشابهتان إنطبقت عليهما على الدوام قوانين الكهربائية في تنافر الشحنات المتشابهة فان دورة حياة كل منهما ومصيرهما متماثل على مايبدو ومن خلال نفس السيناريو. ولذلك فاذا كانت شحنة النظام العراقي السابق قد تم تفريغها وبشكل كلي في نيسان 2003 فان السنة الجديدة ستشهد على الارجح تفريغا كليا للشحنة السورية. اذا كانت الادارة الامريكية قد احتاجت لاكثر من سبع سنوات لتفريغ الشحنة العراقية هي الفترة الواقعة بين تاريخ هروب حسين كامل مرورا بعودته ( وتنفيذ حكم العشيرة فيه ) وانتهاء بسقوط النظام فان الخبرة المتراكمة من هذه التجربة والحاجة الاقليمية والدولية ستترك الادارة الامريكية تختصر الزمن اللازم لتفريغ الشحنة السورية ولذلك فان خدًام لم يكن يعطي بتصريحاته للعربية إلا ابعاد ومقاييس نعشه ونعش النظام معا.

بعيدا عن السياسة وألاعيبها ومن زاوية العلاقات الانسانية البحتة ومعاييرها الاخلاقية فانه كان منظرا يبعث على التقزز ان ترى احدهم يخون الوعد الذي قطعه لرفيق عمره عندما وجه وغرزسهامه في ظهر نجله ولذلك فان الكثيرين وخاصة في سوريا لاينظرون بعين الاعجاب لتصريحات خدًام بل ان اي مراقب بسيط لايجد صعوبة في تحليل ما حدث على انه ضربة لئيمة لسياسي قرر ان يُحرق نفسه ونظامه عندما وجد حصته في ميراث هذا النظام لم تعد بالمستوى الذي يليق به كونه احد اقطاعييه القدامى . وهنا يظهر زيف وكذب الكثيرين من السياسيين العرب الذين يتاجرون باسم الوطن ويركبون حصان اختياره ويؤجلون العدو حتى تحين تلك اللحظة ( التايخية ) عندما تتعارض مصالحهم الشخصية مع مصالح شركائهم. لقد كان اولى بخدًام ان يمسك برأس الخيط ويسترسل فيه حتى نهايته فيحكي حلقات ذلك المسلسل المكسيكي الطويل الذي يروي قصته في السلطة من الايام الاولى يوم كان الرئيس الحالي لازال طفلا صغيرا يلهو في حدائق القصر مرورا بمراهقته ومقتبل شبابه وانتهاء بمرحلة حكمه حيث جميع الانتهاكات في كل المراحل تنتهي بنتيجة واحدة كما ان الموت واحد سواء طال هذا الموت رئيس وزراء لبنان او مواطن بسط في اية قرية سورية او اية بقعة اخرى من العالم.

لقد اظهرت تصريحات خدًام من جديد الحاجة الماسة الى نظام مؤسساتي نظيف لايملك السياسيون فيه الفرصة لخلط الاوراق الى الحد الذي اصبح صعبا على المواطن البسيط التمييز بين الفضيلة والرذيلة مادام هؤلاء يدخرون لانفسهم شخصيتين في ان واحد فكل منهم هو الرفيق المناضل وهو الخائن العميل وكلاهما وجهان لعملة واحدة.



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حُبلى
- نتائج الانتخابات و عودة الابن الضال
- هل ينجح السيد يونادم كنة في ان يكون مارادونا
- الرئيس الامريكي ينتخب - رجل المرحلة – رجل المستقبل
- جيرنوفسكي الجبوري – ما أحوجنا الى ( المشاغب ) الوطني
- الجنرال الدكتور الجعفري – الهجوم افضل وسيلة للدفاع
- ماضَرًنا لو نكتبُ ايجابا
- هل كان حقا أَشبهُ بصراع الضراير؟
- حظ يانصيب
- الدكتور محمد البرادعي ووكالته – ابطال سلام ام حصان طروادة لل ...
- وصَدَقَ عماد خدوري وكَذَبَ كولن باول
- لصقة جونسون وكراسي الحكام العرب
- ايران والولايات المتحدة - هل نسمع صافرة الحَكَمْ قريبا ؟
- العراق – خياران أحلاهما علقم
- جون قرنق – مكتوبٌ لاحَظََّ للفقراء
- بَين إبلحد ويونادَم راحَتْ فْلوسَكْ يا صابر
- وزارة الدكتور الجعفري في النَفَس الاخير
- وحدويون مخلصون على انغام ما يطلبه المشاهدون
- كتابة الدستور – جرعة الكوكايين الجديدة
- من قال ان لجنة البيئة ليست كشخة و أُبَهَة ؟


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - وديع بتي حنا - انشقاق خدام - لحظة تسامي أم طرح فضلات