أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد عبد المجيد - الرئيس السيسي .. هل تسمح لي أن أبحث عن بديلٍ لكَ؟















المزيد.....

الرئيس السيسي .. هل تسمح لي أن أبحث عن بديلٍ لكَ؟


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 5351 - 2016 / 11 / 24 - 13:17
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الرئيس السيسي،
هل تسمح لي أن أبحث عن بديلٍ لكَ؟

أتوقع أنك تُعلــّـق على الحائط في مكتبك الفاخر بقصر الاتحادية شهادة من الشعب المصري تثبت أنك فاشل في كل المواد، وأنك في الوقت الضائع حتى يأتي بديلـُـك والذي أتمنى أن لا يكون اخوانجيا أو عسكريا أو منتميا لأي تيار ديني أو حاصل على اعتماد تربوي وأخلاقي من مبارك أو طنطاوي أو مرسي!
كراهيتنا للاخوان في العام الأغبر الذي تولوا فيه الحُكمَ جعلتنا لا نراك، ولا نشمك، ولا نسمعك، ولا نتابع تاريخك؛ فخلطنا بينك وبين قواتنا المسلحة، وجاء الإعلامُ النـَـتـِـن فلصقكما، فظننا أنَّ الميدان والقصر توأمان.
ثم بدأنا نمنحك الفرصة تلو الأخرى، والتبرير في ذيل التبرير، فتخرج من الامتحان فاشلا، ونتصبب نحن العرَقَ الغزير.

قدَّمنا لكَ الشكر الجزيل لأكثر من عامين ونصف العام لأنك أطحت بحُكم المرشد، وقدمنا لكَ آنئذ مصر كلها على طبق من ذهب، وأصبحتَ مشيراً، ورئيسـًـا، ولم نسألك عن كفاءاتك، وخبراتك، وبرنامجك، وقدرتك في إدارة شؤون دولة كانت مركزية لخمسة آلاف عام.
كنا نجد لك من عُذر إلى سبعين عُذرًا، ونسمع شطحاتك، ونفلسف بعثراتك، ونمنّي النفس بأنك ستنضج في القصر، وتتعلم السياسة والاقتصاد والاجتماعيات وربما الأدب والثقافة واللغة، وتقترب من مشاكل أم الدنيا، فإذا بك تقلب الطاولة علينا، وتصارح الشعب بأنكَ حكيم الفلاسفة قبل أن تتعلم المشيّ على خطىَ إسبينوزا!

لم تعرف العدلَ يومًا واحدًا، وتسدّ أذنيك عن صرخات شعبك، ودموع أمهات شباب مصر الذين وضعتهم في زنزانات كما طلب منك فلول مبارك، وفي النهاية وبعد عدة سنوات وضياع المستقبل والتعرض للإمتهان بشتىَ صنوفه، تفرج عن بضعة عشرات وتحتفظ في السجون بالآلاف.
تتحدث مع شعبك كأنك في كُتـَّــاب القرية، وإذا استضافتك قناةُ فضائية عرّيتنا كلنا بجهلك في شؤون وهموم وأزمات الوطن.
تكذب على الدنيا كلها بزعمك أنك تحترم القانون والقضاءَ المستقل، والحقيقة أنه أظلم قضاء على وجه الأرض، يساند الطغاة، ويبريء المجرمين، ويحنوعلى اللصوص، ويؤجل قضايا حتى تسقط بالزمن أو يموت المتهمون.

نحن لسنا في ( تحية العلم ) باحدى المدارس الابتدائية، ولسنا في جمعية لتفريغ جيوب الفقراء، وإذا تحدثت في أي موضوع خلتك تركت المدرسة الإعدادية هاربًا.
كل أحاديثك الفضائية والحوارية والصحفية خارجة من رحم الدهشة، مع زينة اليازجي، مع الصحافة العالمية، في خطب خلال لقاءات دولية، في استقبالات رؤساء الدول لكَ كنت أنت القادم بعد تصغير مصر كأن أصغر دولة أفريقيا أكبر منها.

كنت تحتقر شعبك وأنت تتحدث عن الجزيرتين ولولا أوغاد من الإعلاميين المنافقين المبررين لكان للشعب ومختصييه وخبرائه وموسوعييه وعلمائه ومؤرخيه رأي آخر.
قيل لك بأن قناة السويس الجديدة ستجعلك خديوي مصر، وجمعت من شعبك الغلبان عشرات المليارات ولم تفكر، أو يُفـَـكـَّـر لك بأن هناك مئات المشروعات المنتجة، مثل إعادة فتح مصانع التصدير لجلب العُملة الصعبة وتحقيق أرباح، ولم يقل لك أحد بأن قناة السويس الحقيقية لا تعاني أزمة في مرور السفن.
وقيل لك بأن إعلاميي مبارك وطنطاوي ومرسي هم حرسك الشخصي، ومحاموك الشياطين، فتركت لهم تحريك الشارع، وتغييب الوعي، وصناعة الكذب، حتى بدا الأمر كأن القرود تُخلـــَـق في ماسبيرو.
وقيل لك بأن اختيار رئيس مجلس النواب شأن خاص بك، فاخترت رجلا متخلفا فكريا وسياسيا ولغويًا لتؤكد للناس أنك عاشق لاختيار الأسوأ.
وقيل لك بأن السياحة ينتعش بها اقتصاد مصر، فلم تبذل جهدا أو أمنا أو وعيـًـا، فلما ضاعت وقفت ببلادة ولا تدري ماذا حدث.

وقيل لك بأن النيل تتم سرقته قبل أن يرتشفه المصريون أو ترتوي به الأرض، وأن إثيوبيا ودولا أفريقية أخرى تستعد لتصحّر أو تجفيف أرضنا المسكينة، وكنت تنظر كأنك ناظر مزرعة وليس رئيس أكبر دولة عربية.
وأوحيَ إليك بأنك رجل المرحلة لمحاربة التطرف، فإذا بك متطرف أكثر منهم، وصُنع قانون ازدراء الإسلام( وليس المسيحية دين شركاء وطننا )، وكذبت على المصريين قائلا بأنك تدعوهم إلى التجديد الديني، لكنك كنت تنصب الشباك لهم كأسماك تحاول التملص والهروب.
وأوعزوا إليك إضافة لمسات سلفية على حُكم الجنرالات، فضممت إليك الأكثر عفنا وتخلفا وانحطاطا وطائفية، فلما دعوا إلى فتنة عنصرية واقتتال تحت ستار حُرمة تهنئة جيراننا وأحبابنا وشركائنا الأقباط، كانوا في حمايتك.

وصدَّقتهم عندما تركت صحفا بأجندات مغرضة تحرك اقتصاد بلدك، وترفع العملة الصعبة وتُقرّب عملتك الوطنية من الأرض مع صدور كل عدد، فلم تفهم أنها حرب ضد بلدك، وعملوا لأكثر من عامين أمام عينيك المغمضتين.
وتغطرست، وتعنجهت، وتكبّرت في صورة ظاهرها الرحمة والمسكنة والمحبة، وباطنها الجحيم في حياة المصريين اليومية، وبين ألفينة والأخرى يأتوك بسيدة مُسـَـنــّـة أو عائلة فقيرة أو طفلة معاقة لعمل شو إعلامي يُقطــّـع قلوب الهُبل و.. الساذجين.
وقيل لك بأن هناك اتفاق جنتلمان يسمح للمخلوع أن يحتفظ بالمنهوبات، وأن يخرج رويدا .. رويدا، هو ورجاله، فأنت وهم وطنطاويوكم ومرسيوكم أمناء في اتفاق يؤدب الشعب صمتا إذا طالب بأسباب ثورته، وبأموال مسروقة، فوضعتَ كل القضايا في مطرقة شياطين المحاكم.

وقيل لك تحدث عن ثورة 25 يناير بمحبة شديدة، ولكن ضع أعداءها وخصومها وكارهيها في أرفع مناصب إعلامية حتى لا تقوم لها قائمة أبدًا.
أراك ويراك أكثر أبناء مصر الآن في صورتك الحقيقية والمخزية والمؤسفة، فقد فشلت في وظيفة لم تكن مهيئـًـا لها، ووضعت مصر واقتصادها ومستقبلها وشعبها ومساكينها تحت المفرمة.
حتى الحياء هرب منك وأنت ترفض استرداد الأموال المسروقة، فتطالب الفقراء بجنيه لــ( ليصبّح على مصر به)، وكأنك تُصر على بيع المصري لأولاده ومسكنه وملابسه وطعامه.

أراك ويراك أبناء مصر عاريــًــا لأول مرة، كاذبا لأوضح مرة، جاهلا لأصرح مرة، رغم الذين يهللون ويطبلون ويرقصون على أنغام عبقريتك.
لم أسمع أو أقرأ لك رأيا أو حكمة أو تصريحا أو تفسيرا أو رؤية في التعليم والأمية والمستشفيات والضرائب والعلاج والأدوية وأطفال الشوارع وبكاء ربات البيوت من أسعارتدل على أنك لا تعرف أوجاع الأسرة المصرية وآلامها وبطون أطفالها الخاوية.
لقد انتهى الدرس، وقام الشعب بتصحيح أوراق الامتحان، وحصلت أنتَ على الدرجة الأدنى في كل المواد، وبدأ بعضنا يبكي، وآخرون يلطمون، وربات بيوت تسقط دموعهن على وجوه أبنائهن.
رغم أنك في الوقت الضائع إلا أنني أقرر الحقيقة التي لا أتزحزح عنها، فأنا لست معك ولكن إذا انقلب التيار الديني الاخواني عليك فأنا ضده، و.. أيضا لست معك.
أما لو كانت عمليات تلميع جمال مبارك صحيحة فستشهد مصر ثورة أكثر غضبا من 25 يناير، وتصبح أنتَ مخلوعَها الأول.
في نفسي حرقات وأوجاع وآهات وزلازل مكتومة وبراكين تتصارع على الخروج وأحتاج لأيام وأسابيع أكتب لك فيها عنك ما يهدّ الجبال ويسوّنم البحار.
هذا قليل من قليل الكثير الذي فاض بي صباح اليوم 24 نوفمبر 2016

محمدعبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنه محلل سياسي؛ يا له من أمرٍ مخجٍل!
- حوارٌ بين قفا و .. كفٍّ!
- عشرة أسباب لاستخدامي كلمة أقباط بدلا من مسيحيين!
- مستر تشانس في كل العصور!
- كلمات موجوعة .. نصرخ حين يصمت آخرون!
- حوار بين مغترب و .. مقيم!
- حوار بين الرئيس السيسي و .. بيني!
- حوار بين خروف و .. فاطمة ناعوت!
- لماذا نحب السباب من وراء حجاب؟
- المسيحية والإسلام في فضائيات القردة!
- التوك شو وصناعة الجهل!
- المواد الأولية لصناعة الطاغية
- من عاش زمن أم كلثوم فقد عاش الدهر كله!
- رسالة مفتوحة لرئيس لا يسمع!
- الإعدام أو الرجم أو الجلد لفاطمة ناعوت!
- هل مصرُ ماتزال عربية؟
- خرافة نسخ الثورة!
- الديمقراطية البيضاء و.. الاستبداد الأسمر!
- باريس لا تحترق!
- تنشيط أمْ منشطات؟ الرقص في شرم الشيخ!


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد عبد المجيد - الرئيس السيسي .. هل تسمح لي أن أبحث عن بديلٍ لكَ؟