أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد المجيد - إنه محلل سياسي؛ يا له من أمرٍ مخجٍل!














المزيد.....

إنه محلل سياسي؛ يا له من أمرٍ مخجٍل!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 5338 - 2016 / 11 / 9 - 18:29
المحور: كتابات ساخرة
    


إنه محلل سياسي .. يا له من أمرٍ مخجل!
لم يكونوا عشرات أو مئات أو آلافــًــا، بل كانوا عشرات الملايين يخوضون في الشأن الاقتراعي الأمريكي كأنه ساعة تدور في معاصمهم بسهولة ويسر!
مفكرون ومثقفون وأكاديميون وحزبيون وسياسيون محنكون ومحررون في كبرى صحف الدنيا حيث تتدفق الأخبار والمعلومات والبيانات التي تقرأ المستقبل كأنه حاضر، وترى المشهد كبلـّـورة من الكريستال أو كمياه بحرٍ في الكاريبي لا تختفي في قاعــه سمكة إلا رأيتها كأنها تطفو على سطحه.

مراكز بحوث وعلوم تحاضر فيها أدمغة أقل أحلامها جائزة نوبل، ومعاهد للاستقراء السياسي ترصد أوضاع أي منطقة دون أن تبرح مكانها.
رجال قطعوا في أذهانهم المسافة بين أي نقطة في الأرض وبين مراكز الاقتراع الأمريكي في تحليلات واحصاءات وبيانات عن المرشحين للرئاسة فتشعر أنك تعرفهما أكثر مما يعرفهم المجتمع الأمريكي برمته.
لم يكن هناك احتمال يعاكس المنطق، ومنطق يبتعد قيد شعرة عن الحتمية ولا يمكن أن يكون مجموع اثنين هو ثلاثة، فالنتيجة محسومة ولست بحاجة لأن تـُـعـَـرِّض نفسك للحرج والاستهانة والتهكم، فقبل الزلزال بساعات كانت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل ورئيسة وزراء النرويج إرنا سولبرج تتمازحان في اجتماعهما ببرلين ثقة ويقينا بأن ساكن البيت الأبيض من الجنس الأنعم خشونة، فالأسياد سيصبحون سيدات، وتيريزا ماي تحل محل ديفيد كاميرون، وربما مارين لوبين تختار قريبا أثاث الشانزيلزيه.
نعتوه بكل الأوصاف في قواميس السخرية. وضعوه في زاوية مظلمة. جعلوه أكثر بلاهة من بطل دستويفسكي، ثم جاءت نساء من هنا وهناك يؤكدن أنه تحرش بهن جنسيـًـا عندما كن صغيرات، أو احتك بواحدة في الطائرة، أو لمس مؤخرة امرأة أخرى.
رسموا صورة المهرج على أحاديثه، وجعلوه كلوشار الحزب الجمهوري، وفي النهاية ظنت الاستخبارات الأمريكية أن الضربة القاصمة في يدها فأعلنت عدم تكملة اجراءات التقاضي في البريد الالكتروني للرئيسة القادمة، وحينئذ ظهرت كطاووس يحتفل بريشه وألوانه في حديقة حيوانات للفئران المرضى و.. الأرانب الضعيفة.
كل الصحف والمطبوعات والفضائيات والندوات استضافت خبراء يضعون الساق فوق الساق، ويتحدثون بثقة لم يعرفها موجابي أو عيدي أمين دادا أو العقيد صاحب الكتاب الأخضر، وكانوا يتحدثون عن هزيمة ترامب وبعضهم يشفق عليه.
محلل سياسي؛ هي تلك الكلمة التي قصفتها أشباح عشية التاسع من نوفمبر، فلا خط للرجعة هنا، ولا يستطيع خبير استراتيجي أن يعتذر عن سوء الفهم وضعف التحليل وسطحية الاستنتاجات.
يقولون بأنها مفاجأة!
كأن المرشحـــيـّـن كانوا مئة أو بضع عشرات في قاعة بأقصى الأرض، لكنهما اثنان فقط، فكيف يخطيء كل الناس تقريبـًـا؟
كيف حدث هذا؟
سيقولون بأنهم تعرضوا لخديعة ومؤامرة وتضليل، وهذا غير صحيح بالمرة فالذين وضعوا الانتخابات فوق مائدة التشريح كانوا سكان ربع الكرة الأرضية، وكان منهم من يبيع عبقريته التحليلية في محاضرات ينصت إليها بشغف رؤساء أحزاب وسياسيون ودبلوماسيون!
محلل سياسي واستراتيجي وخبير في شؤون الأحزاب، ومع ذلك ينام ليلة التاسع قرير العين، فقد أدى مهمته أمام عاشقي كلماته في فضائية أو صحيفة كبرى يلتهمها الكبار مع إفطار الصباح وفنجان القهوة!
لا أتحدث عن الجيد والرديء، وعن الجمهوري والديمقراطي، وعن العملية الانتخابية برمتها، لكنني أضع تساؤلا أحسب أنه مقدمة لبداية الخجل عندما تُقدّم نفسك محللا نفسيا أو سياسيا أو أمنيا أو استراتيجيـًـا، فترامب مسح الوظيفة بطرف ربطة عنقه الحمراء!
من فضلك لا تتحدث بيقين عن فشل كيم يونج أون إذا رشـَّـح نفسه في الانتخابات الأمريكية القادمة، ولا تضحك، ولا تسخر، ولا تزعم أنك محلل سياسي يُقسم بشرفه أنه يعرف النتيجة قبلها بأربع سنوات!

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 9 نوفمبر 2016



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارٌ بين قفا و .. كفٍّ!
- عشرة أسباب لاستخدامي كلمة أقباط بدلا من مسيحيين!
- مستر تشانس في كل العصور!
- كلمات موجوعة .. نصرخ حين يصمت آخرون!
- حوار بين مغترب و .. مقيم!
- حوار بين الرئيس السيسي و .. بيني!
- حوار بين خروف و .. فاطمة ناعوت!
- لماذا نحب السباب من وراء حجاب؟
- المسيحية والإسلام في فضائيات القردة!
- التوك شو وصناعة الجهل!
- المواد الأولية لصناعة الطاغية
- من عاش زمن أم كلثوم فقد عاش الدهر كله!
- رسالة مفتوحة لرئيس لا يسمع!
- الإعدام أو الرجم أو الجلد لفاطمة ناعوت!
- هل مصرُ ماتزال عربية؟
- خرافة نسخ الثورة!
- الديمقراطية البيضاء و.. الاستبداد الأسمر!
- باريس لا تحترق!
- تنشيط أمْ منشطات؟ الرقص في شرم الشيخ!
- عقولنا ألسنتنا ..الرجم في الحالتين!


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد المجيد - إنه محلل سياسي؛ يا له من أمرٍ مخجٍل!