أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد المجيد - لماذا نحب السباب من وراء حجاب؟














المزيد.....

لماذا نحب السباب من وراء حجاب؟


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 5140 - 2016 / 4 / 22 - 03:38
المحور: كتابات ساخرة
    


شغلني كثيرا هذا الموضوع، فرغم أنها حالة مرضية تخفي تفسيرات عديدة، لكن تضخمها وتوسعتها والحفاظ على سريتها وخصوصيتها يزيد من استفحال المرض النفسي أو العقلي أو العاطفي.
إنها فروسية مزيفة ازدادت في السنوات القليلة المنصرمة أمام أجهزة الحاسوب بأسماء مستعارة، وكانت قد بدأت منذ وقت طويل عندما اتخذ فرسان الوقاحة صفوفهم خلف هواتف، فيشتمون أو يتغزلون أو يضايقون الغير، قبل أن يأتي نظام الأرقام المكشوفة.
ثم اقتحمنا عالم المنتديات على الإنترنيت وقد جاء حين من الوقت أصبحت المنتديات مرتعاً لعاشقي الشتائم تحت أسماء مستعارة أو شعارات أو ألقاب سياسية أو وطنية أو فنية أو دينية، وشهدت تلك الفترة ألسنة حداداً كأنها مغموسة في جمرات نار فوق نرجيلة داخل غرزة للمخدرات.
ثم انتقلنا إلى صفحات التواصل الإجتماعي التي جمعت العظيم والحقير، المثقف والجاهل، الرقيق والعدواني، الإنسان والحيوان، المصلح ورجل الأمن الإلكتروني، فانفجرَ فُجــْـرُ الفيسبوكيين والتويتريين وتقدموا كتائب الصغائر من الأمور.
لذة عجيبة يستمتع بها شخص مجهول وهو في أشد الحاجة إلى علاج نفسي، فيجلس في غرفته ويمرر أصابعه فوق الكيبورد، ويتحول إلى دون كيخوت فيحارب طواحين المخالفين له، والمعتنقين عقائد أخرى، والأغراب، وأصحاب المذاهب المختلفة، والوطنيين، والذين تجرأوا ففكروا، وفكروا فأشهروا معتنقاتهم، وخالفوا معارضيهم، ودسوا أنوفهم في المــُــقَدس.
لغة سقيمة ومريضة ونتنة تفوح منها رائحة الجهل يحارب بها صاحبنا الدنيا كلها بغير أن يقترب من كتاب أويفتح موسوعة أو يتصفح دورية، أو يغوص في تاريخ، أو يسبح في جغرافيا.
تقرأ، وتضرب كفاً بكف، فأنت لم تؤذه أو تسب أمه أو تلعن أباه أو تثأر منتقماً لإيذائه إياك، إنما قرأ لك سطراً أو اثنين، ورأس الموضوع وتوقيعك، فنزل عليك كالثور الهائج، ومرمط دينك وعقيدتك وحزبك ورأيك واقتراحك وتحليلك وفهمك، ثم ارتاب في نيتك، وشكك في وطنيتك، ولعن دينا لم تسألك أمك عنه وأنت في بطنها.
الإنترنيت أصبح ملاذ مرضى الشتائم، فلم تعد لذة لكنها شبق لعفن اللسان، يشتمك وهو في مخبئه الإلكتروني، ويصفك بأبشع الأوصاف، ولا يتأخر عن سحب هذه القباحات إلى أهلك وأختك ومعارفك ومن يتفقك معك.
من أين جاء هؤلاء التواصليون الحشاشون؟
لم يخرجوا من صفحات كتاب أو من صفوف ندوة أو من مدرج محاضرة، لكنهم نتاج طبيعي لإطلاقنا سراح مرضى يعيثون فسادا في الأرض، ويطلقون مفردات الكراهية البذيئة ، وتسمع منهم ما يعف اللصوص والمجرمون والقتلة عنه.
كلهم يملكون مفاتيح الإنترنيت، ويدخلون، ويمارسون الفاحشة اللغوية، ولا يكترثون أنك تعرفهم أو تجهلهم، أنهم أشخاص حقيقيون أو أنهم ذيول أجهزة الأمن.
على كل حال فهم جبناء، مختبئون في غرفهم وبين دخان يتصاعد فيخفي أفاعٍ تلدغ دون رحمة، وتلسع دون سابق معرف.
أوسلو في 22 ابريل 2016



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيحية والإسلام في فضائيات القردة!
- التوك شو وصناعة الجهل!
- المواد الأولية لصناعة الطاغية
- من عاش زمن أم كلثوم فقد عاش الدهر كله!
- رسالة مفتوحة لرئيس لا يسمع!
- الإعدام أو الرجم أو الجلد لفاطمة ناعوت!
- هل مصرُ ماتزال عربية؟
- خرافة نسخ الثورة!
- الديمقراطية البيضاء و.. الاستبداد الأسمر!
- باريس لا تحترق!
- تنشيط أمْ منشطات؟ الرقص في شرم الشيخ!
- عقولنا ألسنتنا ..الرجم في الحالتين!
- إعادةُ تصنيع الزمن الجميل!
- نور الشريف .. مرة أخرى!
- رحيل سوّاق الأتوبيس!
- رسالة عشق لميدان!
- مراجعة مؤقتة لموقفي من الأردن!
- إذا كنتم تحبّون مصرَ فقاطعوا صحافتَها!
- من فضلك لا تقرأ، فالجهل معرفة!
- البراءة لمدة عشرين عاماً!


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد المجيد - لماذا نحب السباب من وراء حجاب؟