أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - أصلب من الصليب! العلاج النفسي الأدبي -8-















المزيد.....

أصلب من الصليب! العلاج النفسي الأدبي -8-


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 5347 - 2016 / 11 / 19 - 23:37
المحور: الادب والفن
    


مصيبةُ ذلك الشرق اللعين..
أن ذكوره أفقر من الحب.. و رجاله بالحب (جاهلين)!

يا الشرقي :
أحبْ المرأةَ وطناً لا تحلم بالهجرة منه.. ولا بتعدد الجنسيات..
كوطن تريد أن تكملَ حياتكَ فيه.. وتُنْبِتَ فيه وروداً بعد الموت...
كوطن قوي لا يقبل التسليع و لا التسويق.. ولا كتمَ الصوت!

مصيبةُ الشرقي أنه يحلم بوطن يأتي إليه على طبق التاريخ و التزوير..
مصيبته في كونه لا يعلم أن النساء يلدنّ الغد و يغزلنّ العشق تمائمَ أمل و ياسمين...

ثورةٌ ( تقمقم) النساء هي عورةٌ و هي نحر للحب و لحرمة الدين!
أحبني كما أنا، أدلَّك على طريق " الله".. أكثر من مليون لحية لم تلد إلا الموت!

من رواية "علي السوري".. بقلم: "لمى محمد"
******************

عندما دخلتُ الولايات المتحدة، كطبيبة حاصلة على شهادة الدراسات العليا في الأمراض الجلديّة و الزهرّية.. بدأت الطريق من أوله لتعديل شهادة اختصاصي، ثم للحصول على اختصاص الطب النفسي الذي سعيت إليه مذ كنت في الرابعة عشر من عمري…
أذكر المستشفى الأمريكي الأول الذي عملت فيه كمتطوعة.. و أذكر ذلك ( البروفيسور) الذي قال لي بعدما سمع محاولاتي الحثيثة المضحكة للنطق بالانكليزية :” غريبون أنتم.. قلت لي من الشرق الأوسط.. ها.. أقترح عليك العودة إلى اختصاص الجلدية.. لغتك لن تساعدك في الطب النفسي…” ..
ابتسمت يومها و قلت له: “ أجل من الشرق الأوسط و أحمل الحمض النووي ( الدنا) ليسوع المسيح! إرادتي أصلب من الصليب…

بعدها فكرت لأشهر.. ماذا نحتاج للنجاح؟
ما هي الأسس التي تجعل نجاحك نتيجة حتميّة؟

في هذه السلسلة سأعرض أسساً وضعتها و أؤمن بها.. هذا لا يعني أنها منزلةٌ أو غير قابلة للتغيير.. بقدر ما يعني أنها- في نظري-لازمة و ضرورة للنجاح…

نبدأ اليوم مع فن الطبخ.. أجل أن تنجح في الحياة يشبه تماماً أن تنجح في الطبخ…
**************


1- فطيرة أم ورق عنب: فكر ببساطة، لكن كُنْ خلّاقاً:

يقول الرومي: "‏مَن يَدخُل الطَريِق بِلا مُرشد سَيستغرق مِائة عَام فيِ رِحلة لا تَحتاج سوى يَومين"...

دخلت الشعوب العربية ( ربيعها) بلا مرشد، فنسبة العقول فيها و إن كانت كبيرة.. لا كلمة لها!

عملت الأنظمة على عزل المثقف و تشويه صورة المخالف.. هكذا بقيت الساحة لذكور الدين و للفنانين...

و تبع الشباب أشخاصاً لا يعلمون عن الدين إلا ( قمقمة) المرأة.. و لا خبرة لهم في الديمقراطية إلا مما مثلوه من مسلسلات تلفزيونية!

هناك بدأت المهزلة و هناك أيضاً اشتركت الأنظمة مع معارضاتها في تدمير البلاد و بدء رحلة المائة عام التي تكلم عنها " الروميّ"...

و البلاد التي كانت مضرب المثل في الأمن.. مجانية التعليم و الطبابة.. فساد الحكومة.. سرقات و رشاوي المسؤولين.. أصبحت مضرب المثل في الخطورة.. الغلاء.. استمرارية فساد الحكومة.. تغوّل سرقات و رشاوي المسؤولين.. لأنّ الحقد الطائفي و حتى الإنساني لا يلد أنبياء.. الحقد يلد لحى و غربان لا أقل!

في الحرب العالمية الثانية، قرر الألمان بقيادة “هتلر” اتباع سياسة التجويع، لتركيع الشعب البريطاني.. عندها ظهرت “ فطيرة وولتون” في انكلترا.. و هي فطيرة خضار مُشبِعَة من دون لحم.. انتشرت الفطيرة و أطعمت الملايين حتى قيل أنها من أسباب إيقاف الحرب!

“ وولتون” كان وزير الغذاء.. هي هكذا إذا أردت أن تكسب الحرب تحتاج عقولاً.. لا جيوباً!
و إن أردت أن توقف الحرب تحتاج ضميراً لا موروثاً…
عندما تتعلم أن تطبخ تتعلم أولاً ببساطة.. ثم تخلق من البساطة ( ورق العنب)…
*******************


2- تعلم كيف تطبخ الحساء: تقبل الآخر:

تناقل الفضاء الافتراضي خبر منع سيدة كويتية لمواطن آسيوي من ممارسة عبادته .. قالت إنه يعبد صنم!

-هل يقبل مسلم ما بأن يقول له أحدٌ عن " الكعبة" صنم؟
-ماذا فعل المسلمون عندما منعت فرنسا البوركيني؟
-لماذا يستمر المسلمون في إقناع العالم بأن نرجسيتهم غير قابلة للتعايش و لا للتأقلم؟

باختصار:
السيدة التي منعت مواطناً من عبادة ما يؤمن به هي مرآة للعنصرية العربية/ الإسلامية.. العنصرية التي يجب أن نحاربها جميعاً، بدل تجاهل وجودها و تركها تنخر في مستقبل أطفالنا...
العنصرية ضد العرب هي رد فعل و لم تكن يوماً فعلاً!

أسهمْ في دخولنا ركب الحضارة و الإنسانية من جديد.. اتبع السلام في دينك و ثقافتك و ليس التقليد الأعمى وقلة العقل و الضمير..
التبادلية في الحياة من أهم مقومات العلاقة الناجحة..
أيّاً تكن هذه العلاقة: صداقة..أمومة.. زواج.. أبوة.. بنوة.. زمالة، و حتماً مواطنة :

أن تعطي كواجب..
أن تأخذ كحق..
ألا تقايض آنيّاً، بل أن تعلم أن حقك قد يصلك اليوم و قد يصل بعد سنوات .. بكلمة حلوة.. أو ما نسميه في العربية المحكية ( سندي.. و عزائي...)...

التبادلية أساس يجب أن تفكر فيه قبل أن تدخل أو تنهي أي علاقة!

فكما تموت الأوراق في الخريف، لتغذي الشجرة الأصل.. و كما نموت نحن و نتحول سماداً لنباتات يأكلها الأحفاد.. لا ينتهي أي شيء في الحياة عند تقديمك له، بل على العكس تماماً أنت تضع في رصيد مستقبلك كثيراً من العزاء و السند...
القاعدة الذهبية في أخلاقيات التعامل، وجدت منذ أقدم العصور و في كل الديانات و الشرائع:
و تنص على :"عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك.".
أما القاعدة الفضية:
لا تعامل الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به.
للأسف نسي العرب و المسلمين و سكان المنطقة من المحيط إلى الخليج ما سبق.. فعمّ الخراب و يعمّ!

أمثلة بسيطة:
-مصر: في خطر إلى أن يخرج " اسلام البحيري" و عقول مثله من سجن رؤوس بلا عقول.. و ليس فقط من حجر السجن!

-ما حدث في الأردن .. و كيف اغتالوا " ناهض حتر".. بداية لعبة التأسلم و الكرسي في البلاد و ليس نهاية حياة واحدة فقط...

-لبنان: ينتظر الانفجار الكبير بعد نسيان كثير من أهله ل القاعدة الذهبية...

-سوريا: لا نهاية قريبة للحرب.. طالما بقي شخص واحد يحمل طرفاً ما كامل المسؤولية في حرب حمل -واقعاً- وزرها الجميع...

عندما تدعو رفاقك إلى العشاء، تسأل عمّا يحبون من طعام.. هي فلسفة بسيطة للحياة:
عندما تبدأ في عمل.. مشروع.. مدرسة.. جمعية.. التفت حولك و انظر بعين ( الشيف) الخبير ما أفضل التوابل هنا، حتى أجعل ( الحساء) رائعاً.. صدق؟ مديح؟ مواساة؟ تعبير عن غضب أو اعتذار .. كلها توابل أحسن استخدامها و لا تُكثِر منها…
*****************

3-سلطة اعتن بنفسك:

أقول لمرضاي دائماً:
عندما تكبت الحزن، فأنت تغذيه..
دائماً أرى المشاعر كشجرة في حديقة بيتك تمتد جذورها إلى ما تحت البيت.. إن حاولتَ قطع/كبت أي شعور، فبيتك و استقرارك في خطر!
الحل هو أن تزرع شجرة ثانية لشعور آخر معاكس تماماً.. غذيها و اعتني بها.. و ستكبر و تحجب الشمس عن الشعور اللامرغوب( الشجرة الأولى) .. هكذا يصغر دون أن يقتل أمانك و كيانك...
إذا كانت شجرتك الأولى حزناً.. فلتكن شجرتك الثانية أملاً في شخص ما.. عمل ما...
إذا كانت شجرتك الأولى ضعفاً.. فلتكن الثانية قوة هواية ما.. أنت الوحيد القادر على تغيير حياتك…

-أحبه و تركني.. أحبها و لم أجدها …
-وثقت بصديقتي، فخانت.. و لجأت إلى صديقي فأدار ظهره…
كم مرة في الشهر- حتى أكون متفائلة- نسمع ما سبق؟

نعتني جميعاً بالنظافة الشخصية، عندما تجرح يدك و أنت تقطع البطاطا، تتوقف عن التقطيع.. تغسل يدك .. تعقمها و تضمدها، مهما كان الجرح بسيطاً…
ما الذي يحدث عندما تجرح مشاعرك عند قطع علاقة ما.. فراق عن حبيب.. عندما تخسر عزيزاً…
ماذا تفعل عندما تفشل؟ عندما تسقط؟

الحقيقة أنك تفعل العكس بلسان حالك أو من حولك.. تحاسب نفسك و تلومها ثم تترك الجرح ل (جراثيم) الاكتئاب و القلق بدلاً من غسله …
المطبخ النظيف يلد ( سَلطة) نظيفة.. و أنت تحتاج إلى الراحة الذهنية عندما تحضر السلطة.. كما عندما تراجع نفسك و تقرر الأفضل لها…

النظافة النفسيّة مهملةٌ جداً في العالم و في حاجة إلى إعادة نظر…
الجرح النفسي في حاجة إلى ضماد فوري .. هذا الضماد قد يكون صديقاً.. قريباً.. هواية ما.. كتاباً للقراءة أو لوحة ترسمها…
لا أحد يكسرك إلا أنت…

********************


4- الحياة مطبخ كبير: أحب.. من حولك.. عملك.. طموحك، و أحلامك:


إذا أردتِ أن يحبك رجلٌ من بلاد الشرق تجاهليه.. انظري في جبينه بدل عينيه.. و لا تخبريه أيّاً من أسرارك.. كوني غامضةً كسحابة صيف!

الرجال الشرقيون نسخٌ عن حكوماتهم، أيةُ محاولة للصدق معها تنتهي بوضوحك في أحد القطبين:
1- ولاء مطلق قابل للشك عند أقل هفوة.
2- تشهير تام.. و مصيرك قبو منسي !

إذا أردت أن يحبكِ رجلٌ شرقي.. علميه كيف يخرج عن طوع حكومته.. و ربيه!

و بعيداً عن الكنايات و الاستعارات.. الحب الذي يدفعك لقص أجنحة أحلامك ليس حباً.. بل سجن سياسي…
عندما تعتقدين أن المطبخ وسيلة لشكر من تحبين..
عندما تحب أنتَ مطبخ علاقاتك و تحاول جاهداً أن تعمل فيه بشغف و امتنان حياتك تصبح أفضل و أحلامك خارج حدود التقطيع!

كل البشر ورثوا حمضهم النووي ( الدنا) من ضمير ما .. هذا ما فكرت فيه و أنا أعمل في مضمار الطب النفسي.. أجل كان الحمض النووي الذي أحمله أصلب من الصليب!
نفس البيئة التي تجعل الثلج يذوب.. تجعل الأسمنت أصلب.. و الشمس في حد ذاتها لا تحتلّ الليل!
اعمل بحب.. لا تلغ نفسك و لا تتقمص غيرك.. و حتماً ستصل…


عالجت و أعالج مرضاي النفسيين بالطبخ.. أجل بتعليم فن الطبخ و تبادل وصفات الحساء و السلطة…
بعيداً عن الكنايات مجدداً: الطبخ نوع من أنواع التأمل ( meditation) الذي تقوم عليه ( اليوغا) مثلاً.. أن تتأمل في طبختك وفي حياتك هو الخطوة الأولى في النجاح…

يُتبع…



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصف الذهني - العلاج النفسي الأدبي 7-
- أنانيا.. نرجسية إسلامية- العلاج النفسي الأدبي 6-
- هيستيريا تركيّة - سلسلة العلاج النفسي الأدبي 5-
- تحرّش شرعي ! - العلاج النفسي الأدبي 4-
- إدمان أديان - العلاج النفسي الأدبي 3-
- فيروزيّات أو تطبيع -الإسلام- ! علي السوري -13-
- قلق سوري - العلاج النفسي الأدبي 2-
- الايفانجِليزم الإسلامي
- هوس باريسي - العلاج النفسي الأدبي-1-
- لمى محمد - طبيبة و كاتبة مستقلة - في حوار مفتوح القراء والقا ...
- الصليب الإسلامي...
- دُمى...
- صح صيامكم يا.. عرب...
- عهر دوليّ- إيدز الحرب الباردة-
- موت - الله- -عليّ السوريّ 12-
- أنا أحسد - المسلمين-
- أساطير...
- أعداء -صفيّة-...
- العشاء الأخير.. -علي السوري-11
- - سوريا- بين - يأجوج- و حقد متثاقفي المعارضة...


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - أصلب من الصليب! العلاج النفسي الأدبي -8-