أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - إدمان أديان - العلاج النفسي الأدبي 3-















المزيد.....

إدمان أديان - العلاج النفسي الأدبي 3-


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 5136 - 2016 / 4 / 18 - 21:45
المحور: الادب والفن
    


لن تكون المرة الأخيرة التي تتظاهر فيها الكلمة و تُرجَم!
**********

للإدمان تعريفات كثيرة:
منها أنه الوضع الذي تكون فيه مدمناً و متعوداً على مادة.. عقار.. مخدّر..شيء.. أو عادة..
الكلمة في أصلها لاتيني، و من مرادفاتها: العادة.. التعوّد.. المشكلة...

يوجد كثير من الإدمان في الدول العربية، معظمها غير مشخص بسبب الخجل.. الوصمة.. و قلة المعرفة.. و أكثر!

حتى يسمى الفعل إدماناً:
يجب أن : تكون مهووساً به و غير قادر على التوقف عنه.. أن يحمل التصرف نتائج سلبيّة.. و أن تنكر أناك ضعفك أمام المشكلة أو حاجتها للحل...

من أبرز الإدمانات من المحيط إلى الخليج:
إدمان الانترنت.. إدمان الهواتف النقالة.. إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية.. إدمان الغيبة و النميمة.. إدمان القمار.. و أخيراً إدمان المخدرات خاصة ( الماريخوانا و القات)...

أشيع إدمانات المنطقة : هو الخوف...

أما أخطر إدمانات المنطقة :
"إدمان الأديان و الطوائف "


عوّلتُ كثيراً على دور النشر العربية عموماً و العراقية خاصة.. كان عندي أمل كبير بأن الدماء التي سالت على أرض منقسمة كفيلة بأن توحد ذرات التراب.. تخلط الأجساد.. و أن انزياح التربة سينقل رفات الأجداد بعيداً عن مكان صراعاتهم...

لم أكن متأكدة بعد أن البلاد لا تُحرق إذا ما قرأ أولادها.. و أن الكره لا يكبر إذا ما أزهرت الاختلافات...

المهم دارت روايتي الجديدة " علي السوري" و التي قرأتم قسماً منها على صفحتي في الحوار المتمدن على كثير من دور النشر في دول الضاد..
رُفِضَتْ لأسباب خلبية:

إزدراء أديان !
مساس بالذات الإلهية!
قلب أنظمة حكم!
تشويه لشخصيات سياسية!
محاكاة الواقع بلا ( فلترة)!

كلها أسباب أقنعة لتغطي السبب الرئيس و هو:
الخوف...
و السبب العميل:
الطائفية...

دور النشر في بلاد الضاد يحكمها الخوف.. الطائفية و الطمع.. و كثير من القائمين عليها مدمن و في حاجة إلى علاج!
**************


يقال: عندما تستخدم " الهرويين" لمدة 20 يوم.. ستصبح مدمناً في اليوم 21.. هل هذا صحيح؟!
فكروا قليلاً:
إذا ما تعرضتَ لحادث سير ستبقى في المستشفى لشهر أو أكثر و سيستخدم الأطباء ( diamorphine) و الذي هو الهرويين .. لكنك لن تدمن .. لماذا؟!

حاول البروفيسور الكندي " بروس ألكسندر" تفسير ذلك و فهم الإدمان من ناحية أخرى:
أجرى تجاربه على الفئران..
في البداية وضع فأر في قفص مغلق في غرفة مغلقة ليس فيها أي شيء.. و وضع له إناء مليء بالماء ممزوج بالهروين و آخر فيه ماء فقط...

ما حدث؟!
شرب الفأر من الماء الممزوج بالهروين حتى مات بجرعة زائدة...

قام الأستاذ " ألكسندر بعدها بوضع فأر في حديقة فئران في تجربته التي اشتهر بها لاحقاً (rat park).. و كان في الحديقة كل وسائل التسلية و الرفاهية للفئران .. طعام.. لعب.. نباتات.. و شبكة دعم اجتماعي...
ثم وضع إناء الماء الممزوج بالهرويين و إناء الماء فقط...

ما حدث؟!

النتيجة المذهلة:
شربت الفئران كلها من الماء فقط و لم تمس الماء الممزوج مع الهرويين...


أجل الإدمان على كل شيء في الحياة يبدأ من الألم.. من القفص!
عندما يدمن الشباب من محيط الغاز إلى خليج البترول على فكر القاعدة أو بأحسن الاحتمال على فكر طائفة، فالمشكلة بدأت من الألم من القفص المغلق.. من قلة الحال و الحيلة!


عندما وصلتُ هذي البلاد التي تشتهر ببلاد العم سام حاولتُ إقناع نفسي:
- فكرة الوطن يجب أن تعمم.. العالم كله وطني.. و الغربة كلمة اخترعها قليلو الذكاء ليبرروا عدم قدرتهم على التأقلم.

و كان الأمر:
كل العالم وطني من العراق إلى سوريا و طوافاً ببلاد العالم و ألوانها إلى الولايات المتحدة.
أنا الشخص الذي ينتمي إلى الإنسانية في زمن صراع الأديان.. الطوائف و الألوان...

هنا برزتْ مشكلة جديدة:
لا تتطرف معناها أن تُرجم.. معناها أن لا قبيلة و لا جماعة و لا قطيع يضم حقيقتك و عقلك...
هذا لم يحدث فقط عندما طلب مني أحد الأشخاص تغيير لقبي " محمد" لأرتاح من عنصرية بعض القطعان.. و دعاني إلى إدمان الخوف...
و لم ينته عندما انهالت عليّ نصائح الحجاب حفاظاً على الدين.. و دعاني إلى إدمان أديان !

النصائح تملأ العالم و تفيض من الأفواه لا العقول...

في الطب النفسي عندما تنصح دائماً و بطريقة مباشرة تفشل.. و تخسر هيبتك و حب المرضى لك.. فكيف إن كان النصح يخرج من الفم - و مكان آخر- لا من العقل !

عندما بدأ ( الربيع) العربي بدأت كتابة رواية "عليّ السوري".. بلسان الجميع و عن جميع الأطراف...

مازلتُ أبتسم كلما اعتقد أي طرف في الحرب أنه يمتلك الحقيقة.. و مازلتُ أحاول كسر حلقة الإدمان...

مازلتُ أؤمن بكون الحقيقة كالسماء:
ملك للجميع.. امتداد واسع و كل ٌيرى ما فوق بيته فقط..
قد تمطر فوقك فيما تسطع الشمس فوقي..
قد يظلم ليلك فيما أرى القمر بدراً!


طبعت الرواية أخيراً في الولايات المتحدة الأمريكية.. ممكن الحصول عليها حول العالم عدا في بعض الدول العربية...
أحاول توزيعها اليوم بطريقة أقل تكلفة علّها تصل البلدان التي تتكلم لغتها بيسر.. و علها تسهم - و لو بشكل بسيط- في علاج إدمان الطوائف و إدمان الخوف...

في قاموسي كل الكلمات بمعانيها الشائعة، إلا الكتابة:
كي تكون كاتباً حقيقياً يجب أن أن أتفق مع بعض ما تكتبه و أكره البعض الآخر.. لأنك تحكي عقل الجميع لا بلسان أي قطيع!

النقاء هو العنصر الفريد الذي يصقل الموهبة.. لا يهم ما يقوله الناس و أنت حولهم.. و لا عندما تدير ظهرك.. و لا عندما تشتعل أناهم في الحديث ضدك...
المهم حقاً ما تترك للأجيال القادمة من شهادة على العصر.. من رؤية لتحسين المستقبل.. من أمل نعيش عليه...
*****************

حتى تستطيع العقول من محيط الغاز إلى خليج البترول النهوض بالشباب و كسر حلقة إدمان الطوائف و الخوف يجب أن تضمد الألم و تستوعبه.. يجب أن تحكي كامل الحقائق و ليس أنصافها...


لن تكون المرة الأخيرة التي تتظاهر فيها الكلمة و تُرجَم!


يُتبع...



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيروزيّات أو تطبيع -الإسلام- ! علي السوري -13-
- قلق سوري - العلاج النفسي الأدبي 2-
- الايفانجِليزم الإسلامي
- هوس باريسي - العلاج النفسي الأدبي-1-
- لمى محمد - طبيبة و كاتبة مستقلة - في حوار مفتوح القراء والقا ...
- الصليب الإسلامي...
- دُمى...
- صح صيامكم يا.. عرب...
- عهر دوليّ- إيدز الحرب الباردة-
- موت - الله- -عليّ السوريّ 12-
- أنا أحسد - المسلمين-
- أساطير...
- أعداء -صفيّة-...
- العشاء الأخير.. -علي السوري-11
- - سوريا- بين - يأجوج- و حقد متثاقفي المعارضة...
- الحب بالأزرق... - علي السوري الجزء العاشر-
- سجّل للتاريخ- لأن النفط سيزوّره -
- تطرّف...
- وطنٌ بعلمين! - علي السوري- 9-
- أصنام - المسلمين-


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - إدمان أديان - العلاج النفسي الأدبي 3-