أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - محمود عبد العزيز .. ألفة النجوم














المزيد.....

محمود عبد العزيز .. ألفة النجوم


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 5347 - 2016 / 11 / 19 - 01:14
المحور: الادب والفن
    


لا تربطني أي علاقة قرابة بالفنان الراحل محمود عبد العزيز لكني برحيله شعرت أنني قد فقدت قريبا عزيزا من عائلتي، أكلت وشربت معه سنوات طويلة، وتجاوزنا معا بعض الصعاب العائلية وحققنا معا نجاحا ما، هنا أو هناك، ذلك أننا نألف النجوم خاصة ذوي الوجوه الطيبة، ويصبحون بمرور الوقت أو الأفلام، أفرادا من عائلاتنا، وأحيانا تدوم العشرة مع بعضهم أطول زمنيا من مخالطة ابن العم. وأظن أنني قضيت مع اسماعيل يس وشادية وقتا أطول مما قضيته مع كثيرين من أفراد أسرتي. هناك ألفة يخلقها الزمن في نفوسنا بيننا وبين أولئك النجوم لا تتعلق بما إن كانوا " فنانين كبارا" أم لا. إنها ألفة العشرة الطويلة التي تجري كل ذلك الحزن على قريب عزيز امتدت علاقتنا به لنحو خمسة وثلاثين عاما منذ أن ظهر علينا في فيلم "العار" عام 1982 حتى "رأس الغول" هذا العام. هناك ألفة تنشأ بيننا وبين النجوم، وحين أستعيد الآن صور نجوم قدامى مثل زكي رستم أشعر أنني أستعيد صورة أحد أعمامي، أما آمال فريد الصغيرة الدقيقة فكنت ومازلت أشعر أنها أختي، ولا أفكر لحظة فيما إن كانت آمال فريد ممثلة عبقرية أم لا، لأن هناك شيئا أكبر من ذلك يحتويني: السنوات الطويلة التي جمعتني بها وبآخرين منذ أن بدأت أتفرج بالسينما. وقد سمعت بالسينما للمرة الأولى في حياتي وأنا في السابعة حين أعلنت مدرسة مجاورة أنها استأجرت آلة عرض وستعرض فيلما نظير تذكرة دخول بعدة قروش. ولم يكن معي تلك القروش، لكني مع تلاميذ آخرين كثيرين مفلسين فكرنا أن سور المدرسة قصير، فتجمعنا في الخارج خلف السور نشاهد الفيلم واقفين على أحجار أو يعتلي بعضنا أكتاف البعض بالتناوب، حتى ظهر خفير من المدرسة وطاردنا بمقشة طويلة فجرينا ووقفنا نلهث بعيدا في العتمة نسمع ما تبقى من الفيلم! ورغم أنني لم أر سوى عدة لقطات إلا أن شيئا كالذهول والسحر تملكني ولم يفارقني إزاء السينما. وقد أحببت محمود عبد العزيز مثلما أحببت اسماعيل يس، وشادية، وكمال الشناوي، والمليجي، أحببته منذ فيلم " العار"، وأسرتني في وجهه الطيبة والتسامح. وأدهشني بعد ذلك في فيلم" جرى الوحوش" 1987، ثم فيلم سيداتي آنساتي اخراج رأفت الميهي عام 1989، وتوقفت طويلا أمام فيلميه " أبو كرتونة" عام 1991إخراج محمد حسيب وفيه أدهشني محمود عبد العزيز بأدائه الشعبي الغريب حتى لتظنه ابن حارة لم يخرج منها في حياته! الفيلم الثاني كان " القبطان" عام 1997 وهو قصة وسيناريو وحوار وإخراج المبدع الكبير سيد سعيد. بالطبع لا أنسى للفنان الراحل الكبير مسلسله البديع " رأفت الهجان" الذي تقاطعت فيه هموم الوطن مع الشخصية الفنية. رحل إذن أحد أفراد أسرتي الأعزاء جدا: محمود عبد العزيز، وكان بالنسبة لي أخا لأن فارق السن بيننا لايزيد عن عامين، لكنه كان في مكان ما آخر والدا لأسرة أخرى، وفي جهة أخرى كان زوجا ، وفي بيوت أخرى كان من أفراد الأسرة بصفته فارس الأحلام، أو عما، أو خالا، وبرحيله رحل أقاربنا أولئك جميعا، فقد كان فردا عزيزا بصفات مختلفة من عائلات مصر كلها. مع السلامة أيتها الروح البشوش الضاحكة البسيطة المحبة للحياة، قضينا معك وقتا طويلا جميلا، أسعدتنا فيه كثيرا. وما هو الفن إن لم يكن بدرجة ما خلق صلة قرابة فكريا أو شعوريا بين الناس؟
***
د. أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا دكتور محمد محروس
- في البحرين أزمة من الطبل والزمر !
- من الذي لم يبصق في وجه الشعب المصري؟
- لوقا وأحمد .. خانة الوطن لا الديانة
- لا تنس أن تتذكر !
- مطر الرصيف قصة قصيرة
- الشباب والأدب والشهرة
- مساعدات أمريكية للارهاب الإسرائيلي
- ماعزة من موسكو إلي كييف
- ذكرى ميلاد العبقري ليف تولستوى
- الختان .. انتهاك كرامة البشر
- رياض أفندي والخواجة - بيلا - .. الصورة الأكبر !
- عزيزي جلال الرومي .. كلمني على الماسنجر !
- فرحة صغيرة
- ناجي العلي .. انتظار الوطن
- البحث عن بلادنا
- اسطنبول والموت حسب الأصول !
- الكتابة إلي المستقبل
- الإعلان الأساسي .. يا للي عطشان وناسي !
- لن أكتب هذا المقال !


المزيد.....




- فنان تونسي بأسطول الصمود: نعتذر لأهلنا بغزة لأننا لم نصل إلي ...
- اليونسكو تختار مديرا عاما يقودها في مرحلة بالغة الصعوبة
- فيلم تايلور سويفت يعتلي صدارة شباك التذاكر متفوقا على -معركة ...
- لوحاته تجوب أوروبا.. لماذا لجأ فنان من غزة للرسم على الكراتي ...
- لوحاته تجوب أوروبا.. لماذا لجأ فنان من غزة للرسم على الكراتي ...
- جغرافيون مجتمعون في فرنسا يناقشون ترامب و-إعادة كتابة الجغرا ...
- سوريا: تشكيل أول برلمان منذ إطاحة الأسد وسط انتقادات لآلية ا ...
- ثقافة الامتحانات.. أما آن الأوان لإعادة التفكير فيها
- الجبهة الثامنة.. حرب الرواية
- مسرحية لمحمد هنيدي و3 مسرحيات سورية في موسم الرياض 2025


المزيد.....

- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - محمود عبد العزيز .. ألفة النجوم