أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - من الذي لم يبصق في وجه الشعب المصري؟














المزيد.....

من الذي لم يبصق في وجه الشعب المصري؟


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 5325 - 2016 / 10 / 27 - 22:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العامين الأخيرين لم يبق أحد لم يبصق في تاريخ الشعب المصري ووجوده بأقذع الألفاظ،علنا جهارا نهارا. في الشاشات والمجالس الرسمية وصدر الصحف. الشعب الذي نشأنا على أنه" القائد والمعلم"،وأنه حينما يريد: " فلابد أن يستجيب القدر"، الشعب الذي تغنى به محمود حسن اسماعيل:" أنا الشعب ناري تبيد الطغاة"، هذا الشعب بكل تاريخه وانتصاراته وحكمته أمسى موضوعا للتحقير والازدراء والتهكم الوضيع من كل الذين لم يستثن مظفر النواب أحدا منهم. وتصل الجرأة بواحدة حد أن تكتب: " من أين أتى الشعب الحالى الذى همه على بطنه ده؟"، هو الشعب الذي يعيش أكثر من ثلثه – وفقا لاحصائيات رسمية- تحت خط الفقر يعارك يوما بيوم لانتزاع لقمة خبز بقليل من الملح. لكن الأستاذة التي تحقر الشعب وتصفه كأنه حيوان نهم ليست وحدها من يوجه الاهانة، فهناك رجال الأعمال ونواب البرلمان والوزراء والمفكرين والعلماء والاعلاميين، حتى لم يبق أحد لم يبصق في تاريخ ووجود الشعب الذي يشبه بحرا يحوم على سطحه الذباب. وفي مارس 2015 ترد الفكرة ذاتها على لسان د. أحمد عكاشة خلال افتتاح مؤتمر لجمعية الطب النفسي قائلا:" الشعب المصرى شعب مدلع.. مش عايزين يشتغلوا"! وفي مايو 2015 يكرر تامر أمين الفكرة في برنامجه"من الآخر" بروتانا:"أصل احنا شعب متدلع"! ثم يدلي الوزراء بدلوهم في وصف الشعب الغارق في كدحه بالدلع، فتقول غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي في 19 يوليو إن المرأة التي تشكو من ارتفاع الأسعار" متدلعة" وهذا في اجتماع رسمي بحضور وزير المالية عمرو الجارحي. ويحل الدور على المفكرين فيقول مكرم محمد أحمد في سبتمبر هذا العام إنه من الممكن " تدليع الشعب.. لما يستحق الدلع"! كأن الشعب قطة سيامي أو كلب لولو! وتنتقل فكرة إهانة الشعب إلي رجال الأعمال، فيقول هاني توفيق في مؤتمرمصر طريق المستقبل إن:"الشعب متدلع ومدلل جداوهذا من أسباب رفع سعرالكهرباء". ويؤكد الفكرة أيمن اسماعيل رئيس شركة دار العقارية بقوله :" أنا ماشفتش شعب متدلع زينا"! ثم ينضم إلي الجوقة صوت آخر كريه حين تصرح جيهان السادات في لقاء مع عمرو أديب في 7 أكتوبر الحالي بقولها: " نفسي المصريين يستحملوا شوية ويآكلوها ولو حتى بجبنة"! كأن المصريين لا يأكلون إلا أطايب اللحوم يوميا حتى أصابتهم البدانة! ويأتي عاطف مخاليف عضو مجلس النواب ليقول في أكتوبر الحالي على قناة دريم إن المواطن " يستطيع أن يكلف وجبة إفطاره جنيها واحدا"! ومن قبل سمعنا من أحد الكتاب عن دعوة لإبادة أطفال الشوارع على الطريقة البرازيلية!. هكذا ينتقلون من اهانة وتحقير الشعب إلي تشريع تجويعه وصولا إلي الدعوة لإبادته. كل أولئك الذين لم يستثن مظفر النواب أحدا منهم، يلبسون من عري الشعب، ويأكلون من جوعه، ويغتنون من فقره، ويسكنون ما يبنيه، وما إن تلوح فرصة حتى يبصقوا في وجهه وفي تاريخه وحضارته ويتهمونه وهو الكادح الأبدي بأنه مدلل. لكن السفن العظيمة سرعان ما تنهض من الرمال التي انغرزت فيها، وتفرد أشرعتها ، ويغسل الموج سطح الحياة، فيطير الهاموش بعيدا ويبقى الشعب المصري، مبدع التاريخ والثقافة والعلوم والتطور والشعر والحب والثورة والصبر والحكمة والحنان والعطاء وكل ما هو جميل في الدنيا.
***
د.أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوقا وأحمد .. خانة الوطن لا الديانة
- لا تنس أن تتذكر !
- مطر الرصيف قصة قصيرة
- الشباب والأدب والشهرة
- مساعدات أمريكية للارهاب الإسرائيلي
- ماعزة من موسكو إلي كييف
- ذكرى ميلاد العبقري ليف تولستوى
- الختان .. انتهاك كرامة البشر
- رياض أفندي والخواجة - بيلا - .. الصورة الأكبر !
- عزيزي جلال الرومي .. كلمني على الماسنجر !
- فرحة صغيرة
- ناجي العلي .. انتظار الوطن
- البحث عن بلادنا
- اسطنبول والموت حسب الأصول !
- الكتابة إلي المستقبل
- الإعلان الأساسي .. يا للي عطشان وناسي !
- لن أكتب هذا المقال !
- جو كوكس .. اقتلاع الزهرة
- كله جايز .. في ثقافة الجوايز !
- عن العلم والأدب مجددا


المزيد.....




- بعد أنباء عن عزم قطر تقديم طائرة رئاسية لترامب.. هكذا كانت ب ...
- طيار ينقذ قائده وينتشله من أرض المعركة..
- ترامب ودول الخليج: ما الذي يريده كل طرف من الآخر؟
- ستون عاما.. حرب غزة تخيم على ذكرى بدء علاقات ألمانيا وإسرائي ...
- لقاح القوباء المنطقية: درع جديد ضد أمراض القلب والخرف
- مكتب نتنياهو يتحدث عن دور إسرائيل في عملية إطلاق سراح الجندي ...
- إسقاط 230 مسيرة أوكرانية استهدفت دونيتسك خلال أسبوع
- جدل في واشنطن حول نية ترامب قبول طائرة فاخرة هدية من قطر
- مقتل 10 فلسطينيين على الأقل في غارة إسرائيلية على مدرسة للنا ...
- الحرب العالمية الثانية.. الصراع الدموي الذي يشكل العالم إلى ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - من الذي لم يبصق في وجه الشعب المصري؟