أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - الشباب والأدب والشهرة














المزيد.....

الشباب والأدب والشهرة


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 5300 - 2016 / 9 / 30 - 04:23
المحور: الادب والفن
    


"أولاد مرة" الاسم الذي اختارته إعلامية وكاتبة وفنانة تشكيلية تدعى ياسيمن الخطيب لكتابها الذي يصدر قريبا ويضم مجموعة مقالات عن المرأة. وقد أثار العنوان ضجة قادت ياسمين إلي ما استهدفته بالتسمية: الشهرة السريعة. ومع أن ياسمين إعلامية ومذيعة إلا أن الشاعر محمود موسى في صفحته بفيس بوك "كبسولات لغوية" عدد لها عشرة أخطاء لغوية فاحشة في خمسة سطور كتبتها هي ردا على مهاجميها. وحالة الخطيب نموذج لشريحة من الشباب المتعطشين إلي الشهرة ويبحثون عن أقصر الطرق إليها، سواء أكان ذلك في مجال الأدب أو الصحافة أو غيرهما. والقاسم المشترك لدي أولئك جميعا هو صدم القاريء إما بعنوان لافت، أو بمحتوى جنسي صريح بذيء لاعلاقة له بالفن، أو بالخوض في المعتقدات الدينية. وهم في معظم الحالات ينجحون في تحقيق ما يريدونه من شهرة عابرة، مؤقتة و زائلة. ويذكرني أولئك بحالة الكاتب عزيز أرماني الذي ظهر واشتهر في الستينات بسبب عناوين كتبه " خذني بعاري" ومحتواها الرخيص، وبلغ من الشهرة أضعاف ما بلغه نجيب محفوظ حتى بعد نشر الثلاثية. لكن أحدا لا يذكر الآن، بل ولا يدري من هو عزيز أرماني! لأن القاعدة هي أن الزبد يذهب جفاء:" وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"، ذلك أن الشيء الوحيد الذي يمكن به صدم الناس في الفكر والأدب هو الحقيقة وليس اللغو ولا التطاول اللفظي ولا استثارة الغرائز! ولا يفكر الشباب الذين يتعجلون الذيوع في أن الكتاب الكبار حقا قد قطعوا طريقا طويلا وشاقا إلي الكتابة والضوء. وكل ما قد نتذكره الآن عن كاتب عظيم مثل سرفانتس أنه ترك رواية عبقرية نادرة المثال هي " دون كيخوتي"، لكننا لا ندري شيئا عن الطريق الشاق الذي قطعه قبل ذلك، و أنه جرب حظه في الشعر، فكتب عنه لوب دي فيجا قائلا:" ليس في أسبانيا كلها شاعر أسوأ من سرفانتس"! أما أونوري دي بلزاك صاحب الملهاة الإنسانية وغيرها من الروائع ، فلم يسمع حين قدم أول مسرحية له إلي أحد أساتذة الأكاديمية الفرنسية سوى العبارة التالية : " قم بأي شيء في المستقبل ما عدا الكتابة الأدبية " ! وفي غضون ثلاث سنوات ألف واحدا وثلاثين كتابا من قصص المغامرات وظل كاتبا مغمورا مجهولا ومحاطا بالديون من كل ناحية وهو يناهز الأربعين، إلي أن توج رحلة العمل الشاق بروائع أدبية لا تنسى! أما اسكندر ديماس الأب فكتب عشرات المسرحيات والقصص التي لم تر واحدة منها النور. وكان كلما رفض ناشر أن يقابله يكتفي بالابتسام للسكرتيرة قائلا:"شكرا يا آنستي لست ممن تخور عزائمهم بسهولة. سأمر ثانية ". والقاعدة العامة الصحيحة أن الكتابة أيا كان النوع الذي تتجسد فيه تحتاج إلي صبر وتعلم ودربة ورغبة حقيقية في التعرف إلي النواقص وإرهاف السمع إلي كل ملاحظة. لكن ذلك يتعلق بأولئك الذين يريدون أن يكتبوا عملا فكريا أو أدبيا ذا قيمة بالفعل، أما الباحثون عن الشهرة، أو عما أسماه الكاتب محمود الغيطاني" الوجاهة الاجتماعية" فإنهم لن يتوقفوا عند تلك الملاحظات، وسيواصلون الاحتراق السريع كالفراشات في ضوء الشهرة العابرة، ويستمرون في إصدار الكتب، وقد تروج كتبهم وتنتشر، لكنه الرواج الذي تنطبق عليه عبارة الناقد الأمريكي" لوجان سميث" : الكتاب الرائح نعش ذهبي للمواهب الضعيفة.
***
د. أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساعدات أمريكية للارهاب الإسرائيلي
- ماعزة من موسكو إلي كييف
- ذكرى ميلاد العبقري ليف تولستوى
- الختان .. انتهاك كرامة البشر
- رياض أفندي والخواجة - بيلا - .. الصورة الأكبر !
- عزيزي جلال الرومي .. كلمني على الماسنجر !
- فرحة صغيرة
- ناجي العلي .. انتظار الوطن
- البحث عن بلادنا
- اسطنبول والموت حسب الأصول !
- الكتابة إلي المستقبل
- الإعلان الأساسي .. يا للي عطشان وناسي !
- لن أكتب هذا المقال !
- جو كوكس .. اقتلاع الزهرة
- كله جايز .. في ثقافة الجوايز !
- عن العلم والأدب مجددا
- جراحة - قصة قصيرة
- رحلة للحكومة للتعرف إلي الشعب
- لغة الجرائد
- تفاصيل الموت والحياة


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - الشباب والأدب والشهرة