أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - عزيزي جلال الرومي .. كلمني على الماسنجر !














المزيد.....

عزيزي جلال الرومي .. كلمني على الماسنجر !


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 5258 - 2016 / 8 / 18 - 05:06
المحور: الادب والفن
    


توفي الشاعر الصوفي الكبير جلال الدين الرومي عام 1273 م ، أي منذ أكثر من سبعمائة سنة، لكن قصائده مازالت حية تصدح بقوة، ومنذ فترة صغيرة أنشأ البعض من محبيه صفحة باسمه في فيس بوك لاستحضار سيرته وقصائده. وحدث أن توقفت شابة عند الصفحة بالمصادفة وأعجبت بقصيدة فعلقت عليها مخاطبة جلال الدين الرومي بقولها:" إيه الحلاوة دي يا جلال ؟!مش ممكن يا إبني! أنت شاعر طحن مش أي كلام. المهم ما تكونش بتضيع وقتك في قهوة البستان مع العيال الصايعة اللي هناك. اسمع كلامي وركز في الكتابة واستمر. دلوقت أنا مع خالتي بس ح أكون في البيت كمان ساعتين. كلمني على الماسنجر". توقيع:فريدة. ملكة الاحساس. بالطبع لم يستطع جلال الدين الرومي أن يشكر فريدة ملكة الاحساس على إعجابها به وذلك لموانع كثيرة أحدها أنه متوفي من زمن. وإذا نحن نحينا الجانب المضحك من الموضوع، سيظل لدينا سؤال:ما مغزى هذه الحادثة الصغيرة؟ مغزاها الأساسي أن التعليم في المدارس عندنا، خاصة في مجال اللغة والشعر والأدب عاجز وفاشل حتى أن الشباب لا يعرفون " جلال الدين الرومي"، وإذا أمسى من الممكن مخاطبة شاعر عظيم بعبارة " إيه الحلاوة دي ياجلال؟" فلن أستغرب إذا خاطب البعض المتنبى بقوله " يا كوتو موتو أنت يا مبدع"! لدينا مشكلة في التعليم، وخاصة فيما يتعلق بالأدب والشعر، إذ يتم وضع المناهج الأدبية من قبل مجموعة من الموظفين لا علاقة لهم بالأدب، ولا ذائقة، ولا فهم، ومن ثم يتحول الشعر العربي بكل ثرائه إلي نوع من جلد التلاميذ وتعذيبهم وتلقينهم كراهية الشعر. وعادة ما تبدأ المناهج عندنا بأسخف نماذج الشعر القديم من نوع ما كتبه النابغة الذبياني:" أتاني أبيت اللعن أنك لمتني"، ولكي نثأر من التعليم كنا نرددها " أتاني أكلت اللحم أنك قفشتني"! في اعتقادي أن تعليم الشعر العربي يجب أن يبدأ بتحبيب الشعر إلي التلاميذ، مما يقتضي أن يبدأ تعليم الشعر بشعراء العصر الحديث أولا: إبراهيم ناجي، ومحمود حسن اسماعيل وغيرهما من شعراء أبوللو، ثم رجوعا إلي حافظ إبراهيم وشوقي، ثم رجوعا إلي ما قبل ذلك، وصولا إلي الجاهلية. من خلال الشعر الحديث، الذي تخلى عن الكلمات والصياغات المهجورة ، يمكن للطالب أن يحب الشعر العربي. يتبقى اختيار القصائد ، ولهذا ينبغي أن تتشكل لجنة من الأدباء والشعراء لتضع المنهج مع وزارة التربية والتعليم، لكي يتوقف دور الوزارة في تبغيض الشعر إلي الطلاب، بحيث نجد أننا إزاء حالة من تفشي الجهل تحديدا في مجال الأدب. وأذكر أن عبقريات العقاد – خلال دراستي في الثانوية العامة – كانت على سخافتها مقررة علينا، وفوجئت بعد ذلك بطه حسين يقول عن إحدى تلك العبقريات إنه " لم يفهمها" وذلك في لقاء تلفزيوني نادر مع أدباء مصر والمذيعة ليلى رستم. وإذ كان طه حسين لا يستطيع أن يفهم مقررات وزارة التربية، فمن الطبيعي أن يكون جلال الدين الرومي لدي الشباب" جلجل" الذي ينتظرون مكالمته على الماسنجر، وأن يغدو أبو العلاء المعرى " علوة يا عسل.. يخرب عقلك.. أنت تجنن "!
***
د. أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرحة صغيرة
- ناجي العلي .. انتظار الوطن
- البحث عن بلادنا
- اسطنبول والموت حسب الأصول !
- الكتابة إلي المستقبل
- الإعلان الأساسي .. يا للي عطشان وناسي !
- لن أكتب هذا المقال !
- جو كوكس .. اقتلاع الزهرة
- كله جايز .. في ثقافة الجوايز !
- عن العلم والأدب مجددا
- جراحة - قصة قصيرة
- رحلة للحكومة للتعرف إلي الشعب
- لغة الجرائد
- تفاصيل الموت والحياة
- - اتصال - قصة قصيرة
- تيران وصنافير .. وحرية التعبير
- صحافتنا المصرية تاريخ من الحرية
- صياد الأرواح
- عدمية وخراب الأدب الصهيوني
- لحظات لن يغغر فيها الوطن الصمت .. حول جزيرتي صنافير وتيران


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - عزيزي جلال الرومي .. كلمني على الماسنجر !