أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - في البحرين أزمة من الطبل والزمر !














المزيد.....

في البحرين أزمة من الطبل والزمر !


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 5332 - 2016 / 11 / 3 - 17:46
المحور: الادب والفن
    


في 25 أكتوبر الحالي افتتح مجلس النواب البحريني جلسته بهجوم شنه بعض النواب على تعليم الموسيقا في المدارس وإقامة الحفلات الغنائية. وطالب النائب محسن البكري بالغاء مقرر الموسيقا من التعليم، أما النائب أنس بوهندي فأعلن أن مقررات الموسيقى دمار للطلاب، منوها إلى أنها من الأمور التي تغضب الله عز وجل. لكن الحكومة البحرينية لم تقم وزنا لذلك الهجوم وجاء في ردها أن تعليم الموسيقا"يسهم في بناء شخصية الطالب الحسية والنفسية والعقلية في المدارس". وتعود بنا دعوة نواب البحرين إلي جذور التيارالظلامي وقصة العلاقات الدبلوماسية التي انقطعت مرة واحدة بين مصر والسعودية بسبب الموسيقا! يحكي يحيي حقي القصة في كتابه"كناسة الدكان" فيقول إنه كان يعمل في السلك الدبلوماسي في القنصلية المصرية بجدة عام 1929، وإنه لمس هناك " كراهية المذهب الوهابي للموسيقا" حتى أن أصدقاءه من المواطنين السعوديين المثقفين كانوا يقومون بتهريب اسطوانات عبد الوهاب إلي المملكة سرا في طرود تحتوي على ملابس! وفي ذلك الوقت لم يكن هناك سوى القنصلية لأن العلاقات قطعت بين البلدين قبل أربع سنوات، ولم يكن قطعها لسبب سياسي بل بسبب الفرقة العسكرية الموسيقية المصرية التي كانت تخرج من مصر مع المحمل لتزفه في الطريق إلي مكة والمدينة المنورة ذهابا وإيابا، وأن الوهابيين اشتبكوا مع أعضاء الفرقة حين وصلت الي السعودية تلعلع وتنفخ الأبواق وتدق الطبول وكاد الأمر يتحول إلي صدام مسلح لولا أن الملك أرسل ابنه سعود للفصل بين الجمعين. فكانت هذه الحادثة سبب قطع العلاقات بين البلدين. ويعلق يحيي حقي قائلا : " وكل هذا كما رأيت من جراير الطبل والزمر"! ويشير إلي أن السعوديين كانوا يتحايلون على منع الموسيقا بطرق غريبة، فقد حضر هو ذات مرة حفل عشاء عند أحدهم أنشدوا فيه الموشحات الدينية، ومنها قصيدة" أنا على دينك"، واكتشف يحيي حقي لدهشته البالغة أن موشح " أنا على دينك" نسخة طبق الأصل لحنا ونصا تقريبا من أغنية لأم كلثوم كانت شائعة في مصر هي"أنا على كيفك"! فقط غيروا الكلمات ليستمتعوا بالموسيقا ! ويقول حقي:" كم كانت بارعة وساذجة معا حيلتهم في كسر القيود"! الرد الأقوى على الفكر الظلامي فيما يتعلق بحظر الموسيقا جاء من الكويت بافتتاح" دار الأوبرا الوطنية" في 31 أكتوبر على مساحة 214 ألف متر مربع وتضم ثلاثة مسارح وقاعات للسينما ومكتبات ومركزا للموسيقا! لكن ذلك لا يمنع أن ذلك الحضور النشط للفكر الظلامي قد أثار استياء كبار الكتاب في البحرين ومنهم د. حسن مدن الذي كتب بعنوان" الدواعش في المدارس" يقول:" مجرد أن ينال هذا الطلب أغلبية أصوات الحاضرين في الجلسة أمر لا يليق بالبحرين ولا بمكانتها الثقافية"، وأضاف أن:"مواجهة أفكار التطرف والتكفير هي حرب لا بد منها بتطوير المناهج التعليمية". وهو محق في ذلك خاصة أن للفكر الظلامي في عدائه للفنون تاريخ أسود ليس في العالم العربي كله. وعندما ظهرت جريدة الوقائع المصرية قاوم الظلاميون طباعتها بحجة أنه قد يرد فيها اسم الجلالة ثم يلقى بها إلي الأرض"! وشنوا حملة شعواء على فن النحت والصور لولا فتوى الإمام محمد عبده الذي قال إن التماثيل والصور بحد ذاتها ليست حراما، الحرام عبادتها. وعندما افتتح زكي طليمات معهد التمثيل في مصر في نوفمبر 1930شنوا عليه هجوما شرسا بزعامة الشيخ محمود أبو العينين. أما موقفهم من الموسيقا فمعروف وقائم على تفسيرهم الديني الشخصي الذي لا يستند لتحريم أونص قاطع. وعلى العكس من الرؤى الظلامية يشير جلال الدين السيوطي أحد كبار علماء المسلمين في كتابه " الاتقان في علوم القرآن " إلي أهمية الموسيقا قائلا:" كثر في القرآن ختم الفواصل بحروف المد واللين وإلحاق النون وحكمته وجود التمكن من التطريب بذلك كما قال سيبويه". وأيا كان حضور التيار الظلامي في الثقافة ونعيقه فإن أحدا لن يمنع الطير من الزقزقة، ولن يمنع البشر من الغناء ولن يحجب عنهم الموسيقا التي تجلو الروح والذهن وتهذب المشاعر. وإذا كانت أزمة البحرين من جراء " الطبل والزمر" فلا الطبل سيتوقف عن القرع ولا الزمر سيكف عن الرنين، أما" دواعش المدارس والفن" على حد قول د. حسن مدن فلا مستقبل لهم.
د.أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي لم يبصق في وجه الشعب المصري؟
- لوقا وأحمد .. خانة الوطن لا الديانة
- لا تنس أن تتذكر !
- مطر الرصيف قصة قصيرة
- الشباب والأدب والشهرة
- مساعدات أمريكية للارهاب الإسرائيلي
- ماعزة من موسكو إلي كييف
- ذكرى ميلاد العبقري ليف تولستوى
- الختان .. انتهاك كرامة البشر
- رياض أفندي والخواجة - بيلا - .. الصورة الأكبر !
- عزيزي جلال الرومي .. كلمني على الماسنجر !
- فرحة صغيرة
- ناجي العلي .. انتظار الوطن
- البحث عن بلادنا
- اسطنبول والموت حسب الأصول !
- الكتابة إلي المستقبل
- الإعلان الأساسي .. يا للي عطشان وناسي !
- لن أكتب هذا المقال !
- جو كوكس .. اقتلاع الزهرة
- كله جايز .. في ثقافة الجوايز !


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - في البحرين أزمة من الطبل والزمر !