أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محيي هادي - إلى كمال سيد قادر














المزيد.....

إلى كمال سيد قادر


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 1417 - 2006 / 1 / 1 - 05:52
المحور: حقوق الانسان
    


هناك قول أسباني معناه : إلهي احفظني من أصدقائي و دع لي أعدائي فإنني أستطيع أن أواجههم وحدي.
على من تحتضنه الحرية و الكرامة يطل عام آخر جديد و جميل، لكنه يصبح عاما قديما و نحسا لمن يخنقه التعذيب و الإهانة. و أنت يا كمال من القسم الأخير فيخنقك السجن و يهينك السجانون، أبناء "القائد الأوحد و المعلم الكبير و الأب الوفي". لم تكن الضحبة الأولى و لا الأخيرة، فأعداء الإنسان الحر موجودون في كل مكان و زمان، و عقلية العصور القديمة لا تزال تسود في مجتمعنا، و قوانينها العشائرية تطغي على كل قانون و يسبح الطغيان في أنهارها الهمجية، و قانون كتم الكلمة الحرة و خنقها لا يزال جاري المفعول.
و يموت الملك و يحل في مقعده ابنه، و يرحل الأخ ليسلم كرسيه إلى أخيه، فالأقربون أولى بالمال و الطحين.
و في وفاة جحا نصيح جميعا في فرح كاذب و غيظ مكتوم: مات جحا القديم و عاش جحا الجديد، و في عزلتنا ندعو إلى الله أن يكون جحا الجديد أقل إجراما من والده القديم، و نمسك شهيقنا لئلا يُسمع و كي لا تطبق على رؤوسنا صخور السجون.
لقد كتبت يا كمال سيد قادر عن فسادهم، كيف تجرأت على ذلك؟ و لقد أشرت إلى عورتهم، ألا تعرف أن النظر إلى العورة هو من المحرمات و الكبائر؟ و إنك قد نظرت في عورة الفساد و هي على حقيقتها: بدون حلاقة أو تجميل، و لم تنظر فقط بل أنك فسرتها و شرحتها و وصفتها.
ألا تعرف أنهم من موظفي محاكم تفتيش القرون الوسطى؟ و عليك أن تفرح لأنهم رأفوا بحالك عندما قرروا رميك في السجن لتخيس هناك لمدة ثلاثين عاما، بسبب كلمة قلتها في حقهم، إنهم يخافون الكلمة، و يجب أن تعرف أنه لو كان في استطاعتهم رميك في المحرقة لرموك و أحرقوك، تماما مثلما فعل ذلك موظفو محاكم التفتيش أو مثلما فعله جنود تركيا في الأكراد. و لو كانوا يريدون تذويبك لذوبوك تماما مثلما كانت تفعل مخابرات جرذان العوجة، من مشعان إلى برزان، أصدقاء أميري أربيل و السليمانية.
يا كمال! ألا تتذكر زيارة الأميرين إلى بغداد و هما يقدمان البيعة و الطاعة إلى مجرم العوجة و يهنئانه على إجهاض انتفاضة الجنوب؟ ألا تتذكر؟ فلهذا يجب أن تحمد الإله القابع في أربيل و تسجد له لأنه لم يقطع لسانك، مثلما كان يفعله إله العوجة في ألسنة أهالي العراق.
لقد قيل أن الدين هو افيون الشعوب، و لكن الفساد هو دين الحاكم. حكامنا كلهم ملوك، من صغيرهم إلى كبيرهم، و يا سيد قادر، إن الملوك لا يدخلون قرية إلا ليفسدوها. إن الفساد لم يخترعه النظام البعثي المهزوم، بل هو فعل قديم متأصل في مجتمعاتنا، و أولاد العوجة لم يخترعوه بل إنهم طوروه إلى أعلى مستوى في الهمجية و الإجرام، و ما نهاد البارزاني و زبانيته إلا النسخة الكردية السيئة لعدي و قصي، نسخة سيئة تعبث بإمارة أربيل و تتنافس في استهتارها مع أولاد صبحة إمارة السليمانية.
يا كمال. إن القاضي الكردي في بغداد هو قاضي هادئ و وديع، مسكين تسقط من عينيه دموع الحزن و الشفقة على جرذ العوجة و قائد الإجرام. و بين فترة و أخرى يطل علينا بأذينه الصاغيتين و هو يستمع بذهول إلى الإله هبل المهزوم و يمتنع لسان قاضينا في الرد على صفاقة الجرذان او النطق في الحكم عليهم. و لا يغضب هذا القاضي و هو يرى في المحكمة (تمظرط) قاتل حلبجة و قائد الأنفال و لا يحرك شفة و هو يرى عضلات أخيه.
قاضينا البغدادي بطيء لا يحب العجلة، أما القاضي الكردي القابع في أربيل ، يا كمال، فهو سريع جدا في خنق الكلمة لكي يثأر للسيد القائد الآخر و لكي يسد الطريق على الناس حتى لايعرفوا بالفساد المنتشر في الإمارة الأربيلية.
***
قد طغت آلهة الخنقِ على أربيل و القلعه،
و طغى الإرهاب في أرضنا
هل يعود البـــــــر في حكمنا؟
أم سيلعب زانـــي الغدر على ظهرنا؟
***
للقضية العربية سوق، و للإسلام أيضا سوقه، و كذلك للقضية الكردية سوقها. و في أزقة هذه الأسواق تختلط شعوبنا مع المرتزقة و التجار.
و في عراقنا العجيب يُطلق سراح الإرهابي، من دعاة العروبة أو الإسلام، الذي يقتل العشرات من أبناء الشعب، يُطلق سراحه فورا، أما أنت، يا كاتب الكلمة، فإنهم يريدون لك أن تقبع في السجن ثلاثون عاما، لأن جرم الكلمة لديهم أعظم من جرم القتل.
لقد صار سجنك خزي يلطخ وجه القضية الكردية و خنجر يطعن في تطلعات شعبنا في الحرية و العدل.
تُرى هل سيقوم وزير العدل في بغداد بالتدخل للإفراجِ عنك؟ أم لكل محافظة أو اقليم سجن لا يفتحه إلا سجانوه؟
***
لا يكون العراق بخير إلا عندما تتحرر الكلمة.



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفط و الشفط
- اصبعنا البنفسجي
- تأملات في ثقوب بهو الجادرية
- الموت السريع للزمن البطيء
- صحراءُ الشؤم
- هل احترقت يدا الملك الصغير؟
- جرذ العوجة و حكامنا المؤقتون
- قبل ظهور نتائج الإستفتاء
- رمضان تعيس للأفارقة
- لا تخنقوا صوتي
- انتصار للشريعة المبتذلة أم للمعتدلة؟
- في مذبح الإرهاب الفلسطيني
- عزائي إلى مار بيّاMarbella
- أندلسيات (7): محنة المسلمين و الموريسكيين
- أندلسيّات (6): كيف أصبحتُ مسلماً أموياً؟
- في جنازة أمير موناكو
- باسم الإسلام يحاربون حكم الشعب
- أندلسيات-5- هل ساعد اليهود المسلمين على فتحِ الأندلس؟
- أشقاؤنا شقاؤنا
- أريد أن أنتخب


المزيد.....




- اعتقال مرشحة للرئاسة الأمريكية بسبب غزة!
- معاناة ساكني الخيام من النازحين نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ف ...
- لبنان يقبل اختصاص الجنائية الدولية في جرائم حرب إسرائيلية
- لحظة اعتقال الشرطة الأمريكية طلابا مؤيدين للفلسطينيين في جام ...
- حاولوا إدخال الأرز والدقيق لغزة.. تفاصيل اعتقال حاخامات خلال ...
- 10 ألاف اسرائيلي يتظاهرون امام مبني وزارة الحرب
- إعلام عبري: واشنطن تحاول مساعدة تل أبيب في منع -الجنائية الد ...
- بعد أن فاجأ الجميع بعزمه الاستقالة.. أنصار سانشيز يتظاهرون ل ...
- شاهد.. اعتقالات جماعية للمحتجين بجامعة واشنطن وتوقيف مرشحة ر ...
- لازاريني: المساعي لحل الأونروا لها دوافع سياسية وهي تقوض قيا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محيي هادي - إلى كمال سيد قادر