أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - رواية أطفال الليل والمأساة المتوارثة














المزيد.....

رواية أطفال الليل والمأساة المتوارثة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5337 - 2016 / 11 / 8 - 02:04
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
أطفال الليل والمأساة المتوارثة
صدرت رواية "أطفال الليل" للأديب المغربيّ الدّكتور معمّر بختاوي عام2010 عن دار التوحيدي في الرّباط، وصدرت بالفرنسية عام 2011
سبق وأن قرأت للأديب بختاوي روايتين هما:"الخروج من الصّمت" و"المطرودون"، وعند قراءتي لهذه الرّواية "أطفال الليل" تأكّدت من أنّني أمام كاتب منحاز للمغلوبين والمهمّشين من أبناء شعبه، وهم الغالبيّة العظمى ليس من أبناء شعبه فقط، بل ومن أبناء أمّته جميعها. ولا غرابة في ذلك، فالكاتب ابن بيئته، وانحياز الكاتب هذا يجيبنا على جانب من سؤال: ما هي وظيفة الأدب؟ وما هو دور الأديب والمثقّف؟ وهو يجيب أيضا على تساؤل يُطرح كثيرا حول طبقيّة الأدب؟ ويؤكّد من جديد أنّ كلّ طبقة اجتماعيّة تفرز أدبها الخاصّ بها، وها هو أديبنا معمّر بختاوي يبدع في أدب الكادحين والمسحوقين.
وروايته " أطفال الليل" تبدأ لافتة من عنوانها، الذي أثار دهشتي واستوقفني، بل وأرهبني؛ لأنّ خيالي قادني لأقرنه "ببنات الليل"، فحسبته عن "دعارة الأطفال"، أو استغلال الأطفال في الدّعارة.
وبعد أن قرأت الرّواية لم أجد ذلك يبعد كثيرا عمّا تصوّرته، فالرّواية تركّز على استغلال الأطفال في العمل، بل في العمل أثناء الليل لأربع عشرة ساعة يوميّا، ليناموا في النّهار بدلا من الذّهاب إلى المدرسة.
والعمل الليليّ هنا في قطف الورود للسّادة الذين توارثوا الأرض والفلل الفاخرة، من المستعمرين الفرنسيّين، فالشرفاء الذين قاوموا الاستعمار ورووا الأرض بدمائهم لم يتغيّر عليهم شيء، في حين:"عندما غادر الفرنسيون البلاد تركوا مكانهم لأشباههم في كل شيء، في اللباس والعادات والكلام والمشي وتقطيعة الشعر.. في كل شيء. والمحظوظون هم الذين يعرفون كيف استولى هؤلاء الأغنياء الجدد على الأملاك والأراضي والضيعات والفيرمات الكبيرة."
وإذا كان عامّة النّاس لا يعرفون كيف آلت الأملاك والضّيعات للأغنياء؟ فإنّهم راضون بنصيبهم أن يتوارثوا التّعاسة، بل يورّثونها أيضا لأبنائهم! وكأنّ هذه الفوارق الطّبقيّة قدرا محتوما.
اختار الكاتب في روايته أن يعمل الأطفال في قطف الورود، والورد كما يعلم الجميع نبتة جميلة ذات رائحة فوّاحة، لكنّها ليست كذلك للأطفال الفقراء، الذين يعملون ليلا وفوق طاقتهم وقدراتهم وبأجر زهيد، في حين يبقى "السّيّد" بعيدا لا يعرفونه، ويوكل من يراقب الأطفال ويسوؤهم سوء العذاب، ويقبض هو ثمن الغلال دون أن يبذل أيّ جهد. والرّواية لا تنظّر في القوانين التي تحرّم تشغيل الأطفال، وتُلزم الدّول والحكومات بفتح المدارس وتوفير الأمن الغذائي والمعيشي للأطفال حتّى انهاء مرحلة التعليم الالزامي، والتي هي في غالبيّة دول العالم حتّى انهاء المرحلة الثّانويّة.
وكأنّي بالكاتب هنا يستنهض الهمم من بين سطور الرّواية داعيّا الحكومة لحماية الأطفال، وتوفير الحياة الكريمة لذويهم، وتوجيههم لارسال أطفالهم إلى المدارس.
واضطهاد الأطفال ليس حكرا على أرباب العمل، أو من ينوبون عنهم، بل يمارسه بعض أولياء الأمور أيضا لجهلهم ولفقرهم، كما حصل مع الشّيخ عيسى الذي يعمل حارسا عند موظف في محكمة الدّولة، ويتعامل مع أطفاله بوحشيّة.
يبقى أن نقول أنّ الرّواية طرقت بابا بحاجة إلى اصلاح، فالأطفال عماد المستقبل وبناته، والجهل سبب كل المآسي، فإذا لم يتعلّم الأطفال فلا يمكن للبلاد أن تنهض. لأنّ السطوة ستبقى للجهل.
8-11-2016



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرحة المرأة التي لم تكتمل
- المكتبات العامّة مكان للمطالعة
- المطالعة ضمن المنهاج الدّراسيّ
- محترفون في صناعة كتب الأطفال
- تربية المطالعة
- رواية -المطرودون- وبلاد العرب أوطاني
- معمّر بختاوي يفضح الفساد والتّخلف
- الحفاظ على التوازن البيئي
- استغلال الموارد
- عندما يغضب أطفال أمريكا
- فريق الدّياسم وماعز بيلي
- مكتبة عامّة في متنزّه
- في المزرعة التّراثيّة الأمريكيّة
- بدون مؤاخذة- القدس والأقصى مفتاح السّلم والحرب
- لنّوش في مزرعة القرع
- بدون مؤاخذة- لن يصلح العطّار
- الدّحّيّة باقية
- بدون مؤاخذة-تقديس الجهل
- بدون مؤاخذة- دعواتنا الجاهلة
- لينا تعيدني طفلا


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - رواية أطفال الليل والمأساة المتوارثة