|
إيران وتركيا .. والثورات العربية؟!
بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 5321 - 2016 / 10 / 22 - 02:03
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
بير رستم (أحمد مصطفى) إننا ومنذ سنوات نرى بأن المنطقة والشعوب العربية تعيش تجربة ومخاض سياسي "ثوري" جديد بعد سنوات وعقود من تجربة ثورات الإستقلال عن الحكم العثماني، ذاك "الرجل المريض" الذي حكم العالم الإسلامي قرون عدة ولحقه مباشرة إستعمار أوربي لعدد من السنوات والعقود، مما دفعت بالشعوب العربية إلى خوض تجربة الثورة العربية الكبرى لتجد نفسها مقسمة بين عدد من الدول وتحت رحمة حكامها المستبدين فكانت من الضرورة التاريخية أن تخوض تجربتها الثورية الجديدة لتحقق ثوراتها الإجتماعية الديمقراطية بعد أن كانت قد حققت ثوراتها الوطنية أمام كل من الإستعمارين التركي العثماني والغربي الأوربي.
لكن ما يؤسف له، بأن هذه التجربة الثورية للشعوب العربية قد تم تحريفها عن مسارها الديمقراطي الوطني من قبل تيارات ومنظومات سياسية داخلية؛ أحزاب وحركات مجتمعية ورموز وشخصيات وطنية متحالفة - أو بالأحرى خاضعة- لأجندات سياسية إقليمية ودولية. وهكذا فقد وجدنا تدخلاً مباشراً من قبل عدد من الدول الإقليمية والدولية في مسار هذه الثورات وحرفها عن مساراتها الوطنية الديمقراطية لتدخل المنطقة وشعوبها في صراع طائفي مذهبي يستمد مقوماته ودلالته التعبوية التناحرية من أحقاد وقناعات تاريخية في الصراع على السلطة بين كل من المذهبين الرئيسيين في الإسلام -السنة والشيعة- مع ترسب مصالح إقتصادية لتلك الدول التي تدير الصراع في المنطقة والتي تشكل المنطلقات الحقيقية لإستدامة هذه الحرب الطاحنة وحيث الخلاف المذهبي الديني ليس إلا الغلاف الوهمي لخداع شعوبنا.
وبالتالي ونتيجة لأسباب عدة؛ منها ضعف تجربة وخبرة شعوب المنطقة العربية وعموم شعوب الشرق الأوسط وكذلك للنفاق السياسي والأخلاقي للغرب ووضع مصالحهم السياسية والإقتصادية فوق الأخلاق وقيم الحرية والعدالة الإجتماعية وأسباب عدة تتعلق بتاريخ المنطقة وثقافة العنف وأسباب أخرى عديدة تطول شرحها في مقالة مقتضبة، فقد تمكنت وللأسف عدد من الدول الإقليمية إستثمار تلك الظروف والشروط لتركب هذه الثورات وتقودها وفق أجنداتها ومشاريعها السياسية الإقتصادية مغلفةً بشعارات وصراعات مذهبية دينية تلهب مشاعر البسطاء كوقود لحروبهم القذرة في المنطقة وإن أكثر الدول التي تستثمر في هذا الصراع الطائفي هي كل من المملكة العربية السعودية وتركيا من جهة وإيران من الجهة الأخرى.
لكن وبنفس الوقت تناست تلك الدول التي تقود الصراع في المنطقة وتجعل من الأحقاد المذهبية والصراعات التاريخية مادة لإشعال حروبها القذرة، بأن من الممكن -بل المؤكد- أن تمتد كرة النار وحروبها لمجتمعاتها حيث التركيبة السكانية المتشابهة في المنطقة وكذلك نظمها السياسية المستبدة والمشابهة لتلك النظم في الدول والمجتمعات التي تتدخل فيها وتؤجج الصراعات الطائفية المذهبية حيث وبقراءة جد مستعجلة لكل من المجتمعات الإيرانية والسعودية والتركية سوف نلاحظ؛ بأن الأولى تحكم من قبل "ملالي طهران" التي تمثل الطائفة الشيعية، بينما هناك كل من الكورد وعرب أهواز ذات المذهب السني وكذلك وفي الجانب الآخر، فإن السنة في كل من تركيا والسعودية هي التي تحكم بينما هناك جماعات دينية مغبونة الحقوق في الدولتين فهناك الكورد العلويين في تركيا وشيعة الجنوب في السعودية.
وهكذا فإن تلك الدول -ونقصد الدول الإقليمية التي تقود صراعات المنطقة حالياً- هي مجتمعياً وسياسياً لا تختلف بشيئ عن الدول التي تشهد صراعاً دموياً، بل لهما نفس الواقع المجتمعي والمناخ والنظام السياسي وبالتالي فهي الأخرى معرضة لأن تشهد قريباً صراعاً وحرباً أهلية خاصةً عندما يتوفر العامل الدولي ومصالح الغرب الإستراتيجية في إعادة رسم خرائط جديدة للمنطقة وتموضعات مراكز القوى الإقليمية .. وبقناعتي؛ فإن الوقت لن يطول كثيراً لنرى بأن كرة النار باتت ضمن حقول كل من تركيا وإيران والسعودية وعدد من البلدان الأخرى لتلتهب بيادرهم السياسية وبالتالي ليس على شعوبها إلا أن تحضر نفسها لواقع مجتمعي وسياسي جديد ولذلك فعلى أبناء شعبنا الكوردي وفي الإقليمين الشمالي والشرقي من كوردستان -ونقصد الملحقتين بتركيا وإيران- إنتظار اللحظة التاريخية المناسبة لنيل حقوقهم أسوةً بإقليمي جنوب وغربي كوردستان.
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكورد بين تحرير الموصل والرقة؟!
-
محافظ الحسكة والعقلية البعثية العنصرية!!
-
أردوغان في رده على العبادي.
-
تركيا .. والنفاق السياسي!!
-
دولة كوردستان يقره البرلمانيون الأتراك!!
-
العقلية الإلغائية ووثيقة الهيئة العليا للمفاوضات!!
-
الإنسان ..حيوان كاذب!!
-
الصراعات الميليشاوية ومن هو الميليشاوي في سوريا؟!
-
بارزاني .. غير قادر على الخيانة.
-
تركمان سوريا ..في بازرات تركيا!!
-
الكورد.. يحققون مشروعهم السياسي.
-
حلب؛ المنطقة الرمادية في تقاسم الكعكة السورية!!
-
سوريا لا تقبل القسمة على واحد!!
-
تحرير منبج هو الطريق لبناء سوريا فيدرالية.
-
الكورد .. لا يستحقون “دويلة“!!
-
الفكر القومي وبناء الشخصية الوطنية.
-
شنكال؛ كان خطأً قاتلاً وليس خيانة.
-
لون -داعش- .. يتمدد لكل (الثورة السورية)!!
-
الكوردي .. عنيد أم أحمق؟!
-
كفى نفاقاً.. لا أحد يرفض الكرسي!!
المزيد.....
-
عضو تشيكي في البرلمان الأوروبي يتحدث عن تشكيل كتلة يسارية جد
...
-
النهج يطالب بإعلان حالة طوارئ استجابة لمتطلبات الحياة والتعو
...
-
معركة عمال منجم بوازار تواجه مخطط التصفية... عمال منجم بواز
...
-
بيان الجمع العام لفرع حزب النهج الديمقراطي العمالي بالدار ال
...
-
العدوان الصهيوني على سورية يعكس إفلاس حكومة نتنياهو ومحاولة
...
-
الرفيق فهد سليمان: نخوض حرب إستنزاف، ستشكل نتائجها عنصراً رئ
...
-
-زعيم اليسار الإسرائيلي: لا يمكننا حل جميع المشاكل بالقوة- -
...
-
على سرير واحد مع الموتى والفئران.. حدود الصمود والموت في لين
...
-
بيان الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة للتطبيع حول مستجدات
...
-
بيان المكتب الجهوي لحزب النهج الديمقراطي العمالي بجهة الرباط
...
المزيد.....
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
-
الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|