أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بير رستم - الصراعات الميليشاوية ومن هو الميليشاوي في سوريا؟!















المزيد.....

الصراعات الميليشاوية ومن هو الميليشاوي في سوريا؟!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 5274 - 2016 / 9 / 3 - 19:20
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بير رستم (أحمد مصطفى)
إننا نسمع كثيراً هذه المقولات والتي باتت جزءً من الخطاب الإعلامي والسياسي في الشارع العربي والسوري على وجه التخصيص، بل وحتى على المستوى الشعبي الأهلي حيث وبعد سنوات خمس من عمر الصراع الداخلي في البلد، بتنا نشهد إنقساماً طائفياً عرقياً عميقاً في بنية المجتمع السوري وقد صعد مع هذا الإنقسام الإجتماعي وتقاسم مناطق النفوذ بين أمراء الحرب لقطاعات جغرافية سورية، خطاباً فئوياً تقسيمياً هو الآخر قائماً على الإنتماءات الأقلوية؛ حيث الواقع الإجتماعي يفرز خطابه السياسي والثقافي الذي يتشكل بناءً وتأسيساً على الأول الإجتماعي.

وهكذا بات الإنتماء إلى كيان وطني جامع، كان يسمى بالدولة السورية، جزء من الماضي السوري في حقيقة الأمر؛ حيث في ظل إنحراف الثورة السورية لحرب أهلية، بإرادة ورغبة إقليمية دولية وبأدوات محلية ميليشاوية، لم يعد شيء إسمه وطن سوري إلا لدى بعض الحالمين من النخب الثقافية الوطنية وكذلك عدد من تجار الحروب والأزمات وأمراء الحرب، الذين يعرفون كيف يتاجرون بالوطن والوطنيات في هكذا ظروف عصيبة وهم في حقيقة الأمر أكثر الناس يبيعون الوطن ويساهمون في تفتيته إلى إقطاعيات وإمارات خاضعة لميليشيات تابعة لهم في صراع متوحش على السلطة والمال والأعمال.

إن هذه الحقيقة -حقيقة الإقطاعيات الميليشاوية- باتت جلية داخل مختلف الكتل والجغرافيات المتصارعة في سوريا؛ أي بمعنى إنها باتت حقيقة كل المجاميع والمكونات العسكرية وضمناً قوات ما بقي من النظام -أو بالأحرى ميلشيات النظام- حيث لم يعد هناك شيء إسمه "الجيش العربي السوري" وإن المتابع والمطّلع على واقع القوات والمجاميع التي تقاتل إلى جانب (النظام) مثل؛ ميليشيا "الدفاع الوطني" في الجزيرة والتي وكلت لها دور مواجهة القوات الكوردية في محاولة من النظام لخلق صراع عرقي إثني وبالتالي إضعاف النفوذ والسيطرة الكوردية على مناطق الإدارة الذاتية.

طبعاً حالة دمشق والمنطقة الساحلية والخاضعة لسيطرة ما يعرف بالنظام ليس أفضل من الجزيرة السورية؛ حيث هناك العشرات من الكتائب الميليشاوية والتي هي من تحكم في حقيقة الأمر، مثل تلك التي تعرف بـ"قوات النمر" تحت قيادة رجل المخابرات الجوية "سهيل الحسن" أو تلك التي تعرف بـ"صقور الصحراء" والخاضعة للأخوين "محمد وأيمن جبر"؛ من أمراء النفط والتهريب وصراع الأزمات والحروب.. وغيرهم من تلك الميليشيات التي تدير فعلياً مناطقها الجغرافية ومن دون الرجوع والتنسيق مع المركز والعاصمة دمشق في أغلب الأحوال.

إن كان ذاك واقع النظام السوري، فإن حال المعارضة السورية ليس بأفضل من النظام ميليشاوياً إنقسامياً، بل هو أسوأ بكثير وللأسف؛ حيث وبعد إنشقاق مجاميع عسكرية عن قوات النظام في بداية الأزمة السورية وتشكيل ما عرف بمجموعات الجيش الحر، تدخلت القوى الإقليمية والدولية وبشكل سافر في تكوينات وتوجهات هذه المجاميع العسكرية فباتت عبارة عن ميليشات مرتزقة ثقافةً وتمويلاً وتسليحاً، تتحرك بحسب أجندات ومصالح تلك الدول وليس وفق ما تقتضيها المصلحة الوطنية والذي بات -أي الوطن- بحكم الميت بعد أن نُحِر من قبل الجميع.

وهكذا إنتهى الجيش الحر إلى مجموعة من الإقطاعيات الميليشاوية التابعة لدول الجوار وبالتالي وفي ظل هذه الفوضى السياسية والتدخلات الدولية والإقليمية وكذلك فتح الحدود من قبل الجوار -وتحديداً تركيا- فقد تدفق كل مرتزقة وحثالات المجتمعات وإرهابييها لداخل الأراضي السورية وهكذا ومع توفر الحاضنة الإجتماعية والضخ الإعلامي الطائفي من قنوات عربية متخصصة لبث إعلامي مذهبي طائفي وتغطية مالية عربية خليجية سعودية وتورط مخابراتي -وضمناً السورية- فقد رأينا ولادة أكثر تنظيم إرهابي في العالم؛ "داعش" ليسيطر خلال فترة وجيزة على ثلثي جغرافية سوريا والعراق.

وأخيراً بقي لدينا قوات سوريا الديمقراطية والتي يشكل وحدات الحماية الشعبية والخاضعة للإدارة الكوردية في الشمال السوري وروج آفاي كوردستان - الإقليم الكوردستاني الملحق بالدولة السورية- هي القوات الوحيدة والتي يمكن إعتبارها بعيدة لدرجة ما عن التوصيف الميليشاوي، لكن ورغم ذلك فإنها أكثر ما توصف بالميليشاوية من قبل كل من المحسوبين على النظام والمعارضة للأسف.. ولتوضيح المسألة أكثر، فإننا نؤكد بأننا لا ننطلق من قراءتنا هذه من منطلق قومي عنصري، بل من قراءة واقعية تحليلية؛ حيث وعلى الرغم من كل ملاحظاتنا على تلك القوات وكذلك ورغم إدراكنا، بأن خضوع أية مجاميع عسكرية لجهات حزبية فئوية تعتبر ميليشيات، لكن ورغم تلك الحقائق، فإن الواقع على الأرض يؤكد؛ بأن قوات سوريا الديمقراطية هي أكثر القوات إنضباطاً وخضوعاً لقيادة مركزية، ألا وهي الإدارة الذاتية وأن لتلك الإدارة مشروعاً سياسياً يختصر في مفهوم الدولة الديمقراطية الفيدرالية، وإنها -أي قوات سوريا الديمقراطية- بعيدة عن الفئويات والتقسيمات المذهبية الطائفية حيث وعلى الرغم من أن القوات الكوردية ما زالت تشكل العمود الفقري لها، لكن كذلك تضم كل المكونات السورية الأخرى من عرب ومسيحيين وأقليات أخرى في المناطق الكوردية.

وبالتالي فإننا نسأل؛ من من هذه القوى المتصارعة والموجودة على الأرض هي الأكثر ميليشاوية حيث وللأسف فإننا -ومن جهة- نرى الكثير من قنوات العهر الطائفي العروبي تحاول أن توصف القوات الكوردية بالميلشاوية وكذلك فإن النظام الميليشاوي لم يكل جهداً ولم يمل في توصيف الجميع بالميليشاوية وهو الغارق أساساً بها، بل قائماً عليه منذ التأسيس لدولة المافيات والعصابات ورجال المخابرات الأقوياء.. لكن ما يحز في النفس أكثر؛ هو أن ينجر الكثير من السياسيين والنخب الثقافية -وضمناً بعض الموتورين من الكورد- مع هذا التوصيف غير الدقيق والغير أخلاقي بحيث يتم توصيف القوات الكوردية "وحدات حماية الشعب" بالميليشاوية، بينما يتم وصف الميلشيات الخاضعة للنظام بـ(الجيش العربي السوري) والخاضعة لما تعرف بالمعارضة بـ(الثوار والمجاهدين).. وصدق من قال: لكل داء دواء يستطاب به الا الحماقه اعيت من يداويها !!



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بارزاني .. غير قادر على الخيانة.
- تركمان سوريا ..في بازرات تركيا!!
- الكورد.. يحققون مشروعهم السياسي.
- حلب؛ المنطقة الرمادية في تقاسم الكعكة السورية!!
- سوريا لا تقبل القسمة على واحد!!
- تحرير منبج هو الطريق لبناء سوريا فيدرالية.
- الكورد .. لا يستحقون “دويلة“!!
- الفكر القومي وبناء الشخصية الوطنية.
- شنكال؛ كان خطأً قاتلاً وليس خيانة.
- لون -داعش- .. يتمدد لكل (الثورة السورية)!!
- الكوردي .. عنيد أم أحمق؟!
- كفى نفاقاً.. لا أحد يرفض الكرسي!!
- الإستقطاب الحزبي والعماء السياسي الكوردي!!
- السياسي الكوردي بين الواقعية السياسية والرغبة الشعبوية!!
- إنقلاب تركيا بين -المسرحية- والوقائع الكارثية.
- الفيدرالية جزء من الحل المرحلي.
- الأحزاب الكوردية هي أحزاب قومية وإن كانت بمسميات غير قومية.
- تركيا .. واللعب في الوقت الضائع!!
- بيان ورسالة مثقف عربي للشعب الكوردي.
- سوريا من ثورة شعبية إلى حرب شركات الغاز والنفط العالمية!!


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بير رستم - الصراعات الميليشاوية ومن هو الميليشاوي في سوريا؟!