أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بير رستم - سوريا من ثورة شعبية إلى حرب شركات الغاز والنفط العالمية!!















المزيد.....

سوريا من ثورة شعبية إلى حرب شركات الغاز والنفط العالمية!!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 5200 - 2016 / 6 / 21 - 19:49
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


سوريا
من ثورة شعبية إلى حرب شركات الغاز والنفط العالمية!!

بير رستم (أحمد مصطفى)
إن الشعوب العربية تطلعت إلى يوم وعالم ووطن جديد مع تلك النيران التي أندلعت بجسد مفجرها "البوعزيزي" الذي أشعل جسده لتكون الشرارات الأولى لما عرفت فيما بعد بـ”ثورات الربيع العربي” والتي أمتدت من تونس إلى سوريا مروراً بكل من مصر وليبيا واليمن حيث بلدان (الممانعة والمقاومة والعسكر) الذين أستولوا على مقدرات هذه البلاد والعباد بأسم "الشرعية الثورية" والتي تحوّلت معها تلك البلدان إلى "مزارع خاصة" لأولئك الطغاة المتجبرين على مقدرات شعوبهم وبلدانهم بحيث بات كل منهم فرعوناً جديداً يدعي الألوهية والربوبية بهذا أو ذاك المعنى حيث تجد عسسهم وعسكرهم من رجال الأمن والمخابرات يسهرون على كل شاردة وواردة في حياة المواطن وكأنك تعيش عالم "جورج أوريل" في روايته 1984 بحيث بات الإنسان مراقب في كل تحركاته وهمساته، بل بات المواطن العربي يحاسب حتى على الأحلام .. وكم من السجون العربية عرفت أولئك الذين حلموا يوماً بكابوس عن (سيادة الرئيس المفدى)!!

وهكذا بدأت “الثورات العربية” كثورات شعبية معلنةً عن يوم جديد للإنسان العربي والمشرقي عموماً وللتخلص من الإستبداد والطغيان والديكتاتوريات وذلك بعد قرن كامل من تحرر المنطقة من الإستعمار العثماني ومن بعده الغربي والتي كانت معها خرائط جديدة للشرق الأوسط معلنةً عن ولادة عدد من الدول التي تحولت بفعل العسكر وثقافة المنطقة التوتاليتارية القمعية إلى ممالك للصمت والظلام والإذلال بكل تلاوينها وبالتالي كان لا بد من حركة شعبية لإعادة نوع من الكرامة المهدورة للإنسان العربي، فكانت هذه الثورات الشعبية كنوع من التعبير وفي أقصى تجلياتها الرغبوية عن إرادة التغيير، لكن ونتيجة لعوامل عدة منها داخلية وطنية؛ مرتبطة بضعف الوعي الثقافي والسياسي للجماهير الشعبية المنتفضة وكذلك ضعف حركتها المجتمعية وقلة الخبرة لديها من جهة ومن جهة أخرى لإنتهازية القيادات السياسية وإرتباطها بأجندات إقليمية خارجية والمال السحت للبترودولار وأخيراً لتدخل المصالح الإقليمية والدولية، فإن هذه الثورات الشعبية حرّفت عن مساراتها الحقيقية، بل خطفت من شعوبها.

وللتأكيد على ما ذهبنا إليه يمكننا العودة إلى البدايات حيث خروج الجماهير إلى شوارع البلدات والمدن العربية وهي تطالب بالحريات والحياة الكريمة واللائقة بهم كمواطنين أحرار في بلدهم دون عسف وإكراه وإذلال من حكوماتهم المستبدة، لنجد بعد سنوات ست من بداية تلك الثورات إذ تنتهي بالمآل الحالي وذلك في كل تلك البلدان والأوطان حيث الوقوع في مستنقع العنف الطائفي الديني (اليمن، سوريا، العراق) أو الإرتهان للعسكر من جديد (مصر) أو الصراعات الميليشاوية (ليبيا) وتبقى حالة تونس كأول بلد عربي عاش ثورته الشعبية ليحافظ نوعاً ما على المسار الصحيح وأعتقد بأنها تعود لعدد من الأسباب منها؛ إنها دولة غير مركزية في معادلة الشرق الأوسط، لا من حيث الإقتصاد ولا من حيث السياسة وكذلك للتجانس البشري السكاني، إن كان قومياً أو طائفياً مذهبياً وأخيراً للتقاليد الثقافية والديمقراطية داخل المجتمع التونسي والذي هو أعلى درجةً ومقارنةً مع الكثير من المجتمعات العربية الأخرى.

لكن أسوأ السيناريوهات تركت للشعب السوري وثورته للأسف؛ حيث ومنذ ست سنوات وهو يدفع أبهظ وأفظع الأثمان نتيجة خروجه مطالباً بالتغيير وحياة حرة كريمة، فلقد خرج الشعب السوري وبمختلف مكوناته المجتمعية؛ كورداً وعرباً، مسلمين ومسيحيين وآيزيديين، دروز وعلويين وسنة .. وهم يطالبون بتحقيق الشعار الأساسي لثورتهم، ألا وهي “الحرية والكرامة” حيث إن الدولة الاستبدادية ولمدة نصف قرن كامل من غياب الحريات الأساسية للمواطن السوري، كانت قد حوّلت سوريا إلى مملكة للرعب الحقيقي، فهي دولة الأمن والمخابرات التي تحسب على المواطن أنفاسه والتي بحق كانت تشبه عالم أورويل المرعب، ناهيكم عن المجازر والأحداث الدامية التي عاشها البلد في الثمانينات من القرن الماضي حيث شهد صراعاً عسكرياً بين الإخوان والنظام والذي جعله النظام مبرراً له لإطلاق يد الأمن والمخابرات للمزيد من التنكيل بالشعب السوري عموماً.

وكذلك حرمان الشعب الكوردي من أي إعتراف دستوري كمكون رئيسي مختلف إثنياً ثقافياً عن المكون العربي وبالتالي حرمان الكورد من أي حقوق سياسية ثقافية، بل لجأ النظام البعثي الأمني التوتاليتاري إلى عدد من السياسات العنصرية العروبية الحاقدة بحق شعبنا؛ منها (قانون الإحصاء) الشوفيني والذي حرم مئات الآلاف من أبناء شعبنا من حق المواطنة وكذلك المشروع العنصري الآخر (الحزام العربي) الذي حاول فصل الكورد على طرفي الحدود الدولية بين (سوريا وتركيا) من خلال جلب المكون العربي من الداخل وإنشاء القرى لهم ووضعهم في المناطق الحدودية كحاجز بشري بين كل من الإقليمين الغربي (سوريا) والشمالي (تركيا) من كوردستان.

وهكذا فإن الشعب السوري خرج ليقول: كفى ظلماً وجوراً وإستبداداً .. ومطالباً بحريته وكرامته وهو الذي عرف تاريخياً بأنه أكثر الشعوب العربية وأولها في تفجير الثورات بوجه الغاصبين لحريته وكرامته حيث شهدت سوريا أول ثورة في وجه المحتل الأجنبي، كما إنها عرفت أقدم الحضارات والأبجديات وبالتالي فإن ثقافة الإستبداد والقمع ودولة العسكر والإرهاب كانت وما زالت لا تليق بهذه الجغرافية وشعبها. وهكذا خرج الشعب السوري بمختلف مكوناته ليقول؛ لا للإستبداد والطغيان وقد نجح في إيصال رسالته للعالم حيث حافظ على سلمية مظاهراته التي عمت كل أرجاء سوريا، لكن وللأسف تدخلت القوى الإقليمية والدولية من منطلق المصالح الجيوإستراتيجية لجر الثورة إلى مواقع أخرى حيث مصالح وصراعات شركات النفط العالمية وفي ذلك يقول؛ “هانز شيلر” أحد السياسيين في الخارجية الألمانية، بأن “السبب الرئيسي لاستمرار الحرب في سوريا هو الدعم القطري وإن داعش ولدته شركات النفط والغاز الأروبية والأمريكية ورعته السعودية آملين في اسقاط الحكومة السورية لتحقيق هدفهم وهو ايصال غاز قطر والنفط السعودي عبر أنابيب الى أروبا مرورا من سوريا وتركيا ضمن برمجة لقطع اعتماد أوروبا على النفط الروسي بشكل كامل“.

إذاً لقد تم خطف ثورة الشعب السوري من قبل مجموعة شركات عابرة للقارات محتكرة للثروة العالمية وعلى الأخص ما يتعلق منها بقضايا النفط والغاز وذلك في سبيل تحقيق المزيد الأرباح والثروات وكذلك ضمن الصراع الروسي الأمريكي الغربي للإستيلاء على خط نقل النفط من الشرق وصولاً للقارة الأوربية حيث يكون النفط والغاز القطري السعودي هو البديل والمنافس للغاز الروسي وبالتالي سحب هذه الورقة والإمتياز من يد “بوتين” وحكومته في تهديدهم لأوربا وما الخلاف التركي الروسي كذلك إلا جزء من هذا التنافس على المصالح وليس حباً بالثورة والشعب السوري حيث كل منهما يدعم طرف وجهة سياسية داخل هذا الصراع الدموي الذي دمر البلاد وهجر العباد ولذلك فقد حان الوقت لشعبنا أن يدرك الحقائق عاريةً؛ وبأنه يدفع ضريبة صراع ومصالح الدول الإقليمية والعالمية في صراعهم على المصالح الإقتصادية في المنطقة وأن آخر همومها هي حرية الشعوب وقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان وأن ما يجري اليوم ليس إلا تجلياً لذاك الصراع والتنافس لشركات الإحتكار العالمية والتي قامت بخطف الثورة السورية من ثورة شعبية لتصبح حرب بالوكالة عن شركات الغاز والنفط العالمية!!



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة القومية هي دولة عنصرية تكويناً ونهجاً!!
- كوردستان ..هل بات إعلان إستقلالها قريباً؟!
- بيان وتوضيح بخصوص موقفي من -الإدارة الذاتية-.
- حقائق وأرقام مروعة .. من الكارثة السورية!!
- الفيدرالية/الإستقلال والقراءات السياسية الواقعية.
- قضية الجهاد والإرهاب وواجب العلماء في الإفتاء والإلغاء!!
- قُلّ من هو مستشارك .. أقل لك ما هي سياساتك!!
- قوات سوريا الديمقراطية تدق المسمار الأخير في نعش مشروع أردوغ ...
- أردوغان .. والخوازيق الأمريكية.
- الأحزاب الكوردية والعلاقة مع الأنظمة الغاصبة لكوردستان.
- مشاركة الكورد ..بتحرير كل من الرقة والموصل.
- أمريكا وولادة الدولة الكوردية.
- السياسي الكوردي وكوارث القراءات الخاطئة!!
- الحروب الصليبية ..حقيقة تاريخية أم كذبة إسلامية!!
- -داعش- ..منتج إسلامي وليس أمريكي!!
- الإحتلال الكوردي.. للأراضي الآشورية؛ حقيقة أم لعبة سياسية!!
- كوردستان .. وغزوات العرب والمسلمين.
- (نيرون أنقرة) ..ونيران -روما الجديدة-!!
- المجلس الكردي .. والزهايمر السياسي!!
- قراءات ساذجة .. أم مواقف مدفوعة الثمن؟!


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بير رستم - سوريا من ثورة شعبية إلى حرب شركات الغاز والنفط العالمية!!