أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خليل الشيخة - جاستا والرز














المزيد.....

جاستا والرز


خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 5320 - 2016 / 10 / 21 - 09:24
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


جاستا والرز
بعد أن وافق الكونغرس الأمريكي على قانون جاستا ( -Justice against sponsor of terrorism act ( Jasta وابطل فيتو أوباما، تزمرت السعودية وهددت بسحب ودائعها من الخزينة الامريكية والتي تتروح بين 500 إلى 700 مليار دولار. طمأن كيري الوزير السعودي بأنه سيحاول تعديل القانون كي لايضر السعودية.
والقانون ليس وليد اللحظة بل بقي على ادراج الكونغرس فترة طويلة واتى الوقت المناسب كي يضعوا السعودية في الزاوية، ربما بسبب انخفاض اسعار البترول. تذكرت فيلم فهرنهايت لمايكل مور ((Michael Moore المخرج والناشط الأمريكي الذي انتج فيلمه عن الحادي عشر من سبتمبر في عام 2004. يومها وقف امام السفارة السعودية في واشنطن متحديا بعد أن رفضوا الحديث معه. وقد اشار أن هؤلاء يقصد السعوديين حلفاء بوش، هم اللذين ساعدوا على هجمات سبتمبر.
الكثير من الامركيين شعروا بأنهم خدعوا بسبب أن أغلب الذين قاموا بالهجمات سعوديين والتمويل كان سعودياً، وعوضا على الهجوم على السعودية احتل بوش افغانستان. وبعد قيام داعش في العراق تأكدت امريكا أن عدوها سني وليس شيعي. ولذلك دعمت بطريقة غير مباشرة القوى الشيعية بقيادة ايران كي ينتقموا من السنة الذين انتجوا فكر القاعدة ومن ثم داعش.
ولأن الولايات المتحدة اصبحت أول دولة في العالم منتجة للنفظ وأصبحت أيضا من الدول المنتجة لمادة الأثنل التي تضاف إلى البترول، تضررت الشركات الامريكية من انخاض اسعار النفط وتضرر المزارعين ايضا من كساد منتوجهم الزراعي بسبب انخفاض النفط. والسبب يكمن في أن الربح من مادة الاثنل لا تتم الا عندما يكون غالون النفط يتجاوز ثلاث دولارات بسبب الكلفة العالية في تحويل الصويا او الذرة إلى مادة نفطية.
قال لي رجل امريكي كهل خدم في الحرب الكورية أن أكثر مصائب الإرهاب مصدره السعودية. ثم أضاف بأن السعودية دولة متخلفة لاتنج أي شيء ينفع البشرية سوى النفط الذي هو منتج طبيعي والانتاج الاخر هو الارهاب, وبما أن الساسة الامركيين قد عرفوا أنهم لايستفودوا من السعودية سوى من النفط والودائع فعليهم السطو على هذه الودائع كي لا تبزره السعودية على الارهاب. هكذا يفكر الامركيين. وهذا ليس محصور بالامريكيين بل يشاركهم الساسة العرب في ذلك، وعلى رأسهم الريس عبد الفتاح السيسي الذي حاول الاستفادة من الرز (الفلوس) الخليجي في بداية انقلابه، إلا أنه عندما شعر بافول نجم الخليج وضعف مواقف امريكا التحق الرجل بالروس والايرانيين وصوت مع روسيا مؤخرا في مجلس الأمن.
ورغم أن السعودية هي ثالث دولة منفقة ومستوردة للسلاح (87) مليار دولار سنويا، وهذا بعد الولايات المتحدة والصين إلا أنها لاتملك القوة العسكرية التي تجعلها قوة اقلييمة. لأن استيراد السلاح وتكديسه لايجعل من الدول قوية.
الخلافات السعودية المصرية هي قائمة على التنافس والمصالح. أما من النواحي الاجتماعية والثقافية فهناك اختلاف واسع. فبنية السعودية هي قبلية ومازالت تعيش ثقافة الرعي، أي غير منتجة كقوة بشرية، أما مصر فهي مجتمع زراعي ليس فيه دور للقبيلة والغزو في ثقافته. فقد أنتج المجتمع المصري اسلام سياسي اخواني نصفه غربي (البدلة والطربوش) والنصف الاخر عربي. اما السعودية فقد انتجت محمد عبد الوهاب الذي كان ابن بيئته في ثقافة الغزو والرعي. والصراع بين هاتين الثقافتين بدأ منذ بداية الخليفة الثالث عثمان عندما كان للوفد المصري أثر كبير في تجييش الناس ضد الخليفة ومن ثم قتله. ثم أتت فيما بعد حملة محمد علي بقيادة ابراهيم باشا على الدرعية وتدمير نواة الدولة السعودية الاولى. ولم تتوقف عند ذلك الحد، بل استمر الصراع حتى على عهد عبد الناصر ومن ثم على عهد السيسي الآن. إذن الصراع سياسي وثقافي بين الدولتين.
والثقافة المجتمعية هي أهم منتج للفكر الذي يمثل حالة المجتمع، فقد انتجت المجتمعات الزراعية من أمثال المهندس محمد محمود طه السوداني الذي انتج اسلاما معتدلا مكياً يتماشى مع الثقافة الزراعية السودنية. أو من أمثال محمد شحرور المفكر الاسلامي السوري الذي انتجه مجتمع زراعي وتجاري مثل المجتمع السوري. أو فرج فودة وسيد قمني وخليل عبد الكريم في مصر. ورشيد الغنوشي في تونس.
لماذا لا تستطيع السعودية قيادة الدول العربية أو الاسلامية؟ الجواب بسيط ، لأانها لا تملك سدة القيادة السياسية أو الثقافية أو القوة العسكرية. تصورا أن مجتمع مازال يرفض حتى الان قيادة السيارة للمراة، فكيف له أن يقود مجتمعات اخرى بالغة التعقيد.
نقيضا لذلك، فقد استطاعت ايران عسكرة وتجييش معظم الشيعة العرب كي يكون جزء من سياستها التوسعية واثبتت قدرتها على الاحتمال رغم كل العقوبات ضدها. وهي بكل تأكيد ربما استطاعت اختراق حتى اعتى التنظيمات السنية تزمتا مثل داعش ليعمل لصالحها. فلم يهاجم هذا التنظيم اي مصالح لايران او روسيا. إلا أنه كان نشطا في السعودية وقام بعدد من التفجيرات والتخريب. ولم تستطع السعودية حتى استغلال نقمةعرب الاهواز على ايران كما استطاعت ايران ضناعة البلبلة للسعودية سواء في اليمن أو في القطيف والدمام. ولأن أيران قد استطاعت تجير كل ماهو يخدمها من الشيعة العرب وزجهم في حربها في سوريا والعراق واليمن ولبنان، استطاعت ايضا اثبات ذاتها كقوة اقليمية فاعلة في المنطقة وارغمت الولايات المتحدة أن تسلم لها بسياستها في البلدان العربية المذكورة، حتى أنها أرغمت امريكا على دفع فدية قميتها 400 مليون دولار للافراج عن الامريكيين الخمسة المحتجزين لديها منذ العام الماضي.
بشكل عام، كنا نحن العرب نتمنى لو كان بمقدور السعودية أو مصر أن تقود العرب إلى بر الأمان، لكن كما هو معروف، ليس بالرز وحده يستطيع الانسان أن يقود أو يؤثر على الاخرين.



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموسيقى حرام
- أولاد القردة الخنازير
- استيعاب التاريخ البشري (2)
- دراخيش
- كتاب : استعاب التاريخ البشري
- بائع الشنان والغولة
- شنت منت فين
- عربو الغرقان
- خوازيق
- حدث ذات مرة - قصة قصيرة
- كتاب سيكولوجيا العنف عند البشر
- سيكولوجيا العنف -4
- اسوداد الوجه-قصة قصيرة
- سيكولوجيا العنف(3)
- سيكولوجيا العنف(2)
- سيكلوجيا العنف (1)
- الأزمة
- المبعدون - قصة قصيرة
- مقاومة - قصة قصيرة
- الاخوة الاعداء - قصة قصيرة


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خليل الشيخة - جاستا والرز