الأزمة

خليل الشيخة
كاتب وقاص
(Kalil Chikha)

الحوار المتمدن-العدد: 4822 - 2015 / 5 / 30 - 21:02
المحور: الادب والفن
    

في المجلس خرجت ضجة عالية أزعجت رجلاً كان يجلس صامتاً في ركن قصي. تقدم متثاقل الخطى يتساءل عن سبب استثارة عشيرة الحمير وقرارها استعمال العنف ضد ممرات الوطن.
صرخ بأعلى صوته وكأنه يريد أن يضع حداً للشجار:
_ عليكم بالحكمة، فأن العشائر الأخرى تستغل خلافكم.
نهق حمار يتسم صوته بذكاء نادر:
_ نحن الحمير نتناقش في مشاكل عائلية، لماذا تحشر أنفك في خصوصياتنا. استغل من الجوقة حمار ترشح من صوته أنوثة لعوب:
_ هل تعرف أن الطريق معطل بسبب تراكم الثلوج، ونحن نبحث عن طريق آمن جداً. رد الرجل ملوحاً بيده وقد ارتسم على وجهه حنق دفين:
_ أنتم تسدون الطريق بأجسادكم الضخمة. وقف واحد من الحمير بعد جلسة طويلة وصدره يصعد ويهبط ثم أخذ يدق على الطاولة بحافره ثم رفع صوته الجمهوري:
_ نحن ندرك بكل حواسنا وعقولنا أن الله قد أراد لنا أن نسلك طريقاً واحداً، وليس لنا إلا طريق تل أبيب. صاح الرجل وكأنه يعرف المعزوفة:
_ لا ..هذا الطريق سيؤدي بكم إلى المقصلة.
وبعد نقاش طويل مع الرجل الدخيل، شعر بأنه ضعيف أمام الواقع المخزي وليس بوسعه إلا أن ينضم إلى عشيرة الحمير، ليس لرغبة، بل استجابة لمطلب الح َّعليه، فهو يعرف أنهم جميعاً من فصيلة واحدة.

#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل