أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خليل الشيخة - كتاب سيكولوجيا العنف عند البشر















المزيد.....

كتاب سيكولوجيا العنف عند البشر


خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 4843 - 2015 / 6 / 20 - 08:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كتاب: التاريخ الاجرامي للجنس البشري
سيكولوجيا العنف
كولن ويلسن
كولن ويلسن (1931-2013) كاتب وفيلسوف بريطاني. ألف العديد من الكتب، كان أولها اللامنتمي في عام 1956م . ذاع صيته بعد مؤلفه الأول، فقد تميز ببساطة الأسلوب وغنى المعلومات. في مؤلفه هذا يبحث عن منشأ العنف في تاريخ البشر وأسبابه ونتائجه. يقع المؤلف في حوالي 700 صفحة (1) وهو مقسم إلى ثلاث أجزاء. نشر الكتاب في عام 1984 ثم ادخل عليه تعديلات حتى عام 2005 وهي الطبعة التي نتحدث عنها. القسم أو الجزء الأول هو سيكالوجيا العنف وقد ترجم هذا الجزء الدكتور رفعت السيد علي. هذا الجزء يقع في 150 صفحة في الطبعة الانكليزية وقد امتدت حتى 250 صفحة في الترجمة العربية. أما الجزء الثاني هو (مختصر الاجرام في التاريخ ) وهو يقع في 250 صفحة أما الجزء الثالث فهو حول عصر القتل الجماعي وهو يقع في 350 صفحة وبالطبع عدد الصفحات حسب الطبعة المذكورة.
- تشكل الانسان العنيف:
أطلق رجل أمريكي اسمه (نورمان فوز) النار على غلامين وقتلهم في نيو مكسيكو، وبعد أن سأله الشرطة عن سبب فعله هذا أجاب بأنه يحاول الحد من تزايد السكان. هذه صورة من صور العنف حيث اسس لها عالم النفس ماسلو حيث قال أن الانسان في العادة يبحث عن الآمن الأمان والانتماء وعندما يختل أحد هذه العناصر تختل الشخصية وينتج سلوك عنيف ردا على هذا الخلل. وذهب ماسلو في احد تجاربه على عدد من النساء أنهم مثل الرجال قسم يتميز بعالي السيادة وهو ثرثار ونشط وقد تلجأ المرأة إلى قص شعرها والتشبه بالرجال. أما القسم الثاني فهو متوسط السيادة والمرأة فيه تكون رومانسية وتفضل الرجل الرومانسي اما القسم الثالث فهو غير مهتم كثير بشكل الرجل وهي تكرس حياتها للاطفال والعناية بالبيت وسهلة التعامل.
- تأثير التنويم على البشر والحيوانات:
أرسل الطبيب (جيير) دعوة إلى عالم النفس الفرنسي (بير جانيه) عام 1885 كي يرى احدى مرضاه، فأتى جانيه ليرى أن المريضة (ليوني) تستجيب للتنويم بسرعة وهي تعاني من شلل نصفي، والشيء الغريب هو أنه كان باستطاعته أن ينومها لمجرد امرها ذهنيا بعد التركيز، وهي تستجيب، ثم أمرها بتحريك الجزء المشلول فتحرك دون مشكلة، وهذا يثبت مايسمى بالتخاطر الذهني بين البشر أيضاً. والمضحك في الأمر أنه ليس البشر لوحدهم من يتجاوب مع التنويم، بل الحيوانات أيضاً. فقد أجرى عالم الريلضيات (دانييل شونيرم) في عام 1936 تجربه على تنويم الدجاج مغناطيسياً. كما أنه كان بعض القرويين ينومون الدجاجة بأمساكها وهزها من أسفل إلى أعلى اربع مرات واضعين رأسها في جناحها فتنام مغناطيسيا بلا حركة حتى يقظها القروي مرة أخرى، ولا إستثناء حتى على الافيال والسرطان والضفادع.
هناك ظاهرة طريفة عند السحالي، خاصة عندما تواجه احداهما الاخر من أجل النزال. تقف كل منهما متحفزة للهجوم على الاخرى في النظر والتركيز، ثم تمضي بضع دقائق بتحفز دون حراك لتفوز احداهم تنويم الاخرى وتمشي باتجاهها ثم تبتلعها دون مقاومة. حتى أن الصوت العالي جداً بالنسبة للطيور قد يخيفها ويدخلها في حالة من عدم الحراك والتنويم.
الانسان يشبه الآلة، فكما أن هناك مقود للسيارة يوجهها، يوجد للإنسان إرادة هي التي تقوده، وفي التنويم يستولي على هذه الارادة شخص آخر(2- ص47). بمعنى آخر، نستطيع أن نعرف التنويم بأنه عبارة عن اغلاق جزئي للواقع أو انكاره. وللإستدلال على ذلك، يذكر (اريك كاهلي) في كتابه (البرج والهاوية) أنه عندما دخل النازيون إلى إحدى القرى الفرنسية، جمعوا الرجال ثم اطلقوا النار عليهم، أما النساء والأطفال، فقد جمعوهم في الكنيسة وكانوا يداعبون الاطفال بسعادة، ثم اضرمو النار في الكنيسة، وعنما كان يحاول احد الاطفال الفرار يلقون القبض عليه ثم يلقونه في النار المشتعلة. لقد كانت الاوامر أهم من انسايتهم وهذا نوع من التنويم أي سلب الارادة الذاتية. إضافة لذلك، فقد ألف الباحث (تومس هدسون) كتاب اسماه (قانون الظاهرة النفسية والذهنية)، يقول فيه أن للانسان ذاتان أو ذهنان: ذهن موضوعي وهو الذي يتعامل مع الجانب العملي والجانب الذاتي، الذي يتعامل مع المشاكل الداخلية والصراعات المتفاعلة (ص52). حتى أن الانتحار هو نوع من اغفال الواقع ومرتبط بالتنويم. الكثير من الابحاث تثبت أن الانتحار هو ظاهرة اجتماعية وليست فردية، لأن اقل نسبة انتحار في العالم هي بين اليهود بسبب الروابط الاسرية، وهذه الظاهرة تزداد في السلم وتنخفض في الحروب ( ص-64).
- الانسان العنيف:
نشرت مجلة امريكية تقريراً عن دخول اليابانيين إلى الصين، وفي احدى القرى، اختفى الجنود الصينين بين الاهالي ثم غيروا لباسهم، فلم يعد اليابانيين يعرفون العسكري من المدني، وعند ذلك قاموا بقتل الجميع بما فيهم الأطفال، خاصة عندما تصوروا بجانب جثث الأطفال بسعادة وفخر . أما من بقي من سكان البلدة، فقد انتحر بشكل جماعي، خاصة من النساء بعد الاغتصاب، وهي عادة صينية يقومون بها تحت تأثير العار. في تلك البلدة، قتل اليانيون حوالي 200 ألف صيني (ص- 69).
في عام 1960 نشر الباحث ( روبرت اردري) كتاب اسماه (الأجناس الأفريقية ) قال فيه أن العدوانية مكون أساسي من مكونات الجنس البشري، والحضارة التي حققها البشر هي نتيجة هذه العدوانية ، حتى أن فرويد قال ان الحضارة بحاجة إلى انضباط ذاتي وهي تزعج الانسان وتسبب له عصاب يسوقه إلى تدمير الذات حيث يظهر ذلك جليا في الحروب ( ص-75). وصرح سارتر مرة بقوله أن البشر أعداء بعضهم لبعض.
أخلت احدى الحكومات الافريقية قرية كانت فيها قبيلة تعيش بوفرة الغذاء والماء، ثم نقلتهم إلى مكان شحيح الموارد، فتغيرت سلوكياتهم، بينما كانوا يحبون أطفالهم ويحنون عليهم، بدأوا بالإهمال لهؤلاء الأطفال، فقد تركوا بعضهم يموتون جوعاً وجلست ام تراقب طفلها يقترب من النار المشتعلة دون أن تقوم وترعاه. أما الهنود الحمر، فعندما تشح الحياة عليهم يقبل المسنون على قتل أنفسهم ثم يلي ذلك الاطفال والنساء. أما من ناحية الاستراليون، فهم يقومون عند شح الموارد بقتل أطفالهم بنسبة 15 إلى 50% (ص-78). إضافة إلى كل هذا، نرى أن التزاحم في المدن يخلق توتر وعنف وجرائم بين الناس حيث يتحول الغضب إلى قسوة ووحشية، حتى أن الغزلان تنمو عندها خاصية العدوانية في بيئة ضيقة (ص-90).
يعاني الانسان العنيف من الفشل، وهو حتى لو انجز نجاحاً، يظل يشعر بالدونية. تتشكل المشكلة في الانسان العنيف بأنه يعاني من نقص السيطرة على انفعالاته. قد يرتبط العنف بالسادية، فمثلا كانت أم الكاتب الروسي (تورغنيف) تجلد أقنانها كعقاب حتى الموت (ص-107). يقول أدلر أنه عندما يصيب جسم الانسان خلل في احد اعضاءه، يرسل اشارات غير واعيه بخصوص المشكلة وهذا يشعر المصاب بعقدة الدونية، وهذا الشعور بالدونية قد ينتهي بسلوك عنيف. يخبرنا التاريخ أن أغلب الحكام العنيفين من أمثال اسكندر المقدوني وستالين وهتلر انتهوا كمرضى نفسيين أو ماتوا منتحرين (ص-112).
- تدمير الذات:
قد يلجأ الانسان العنيف إلى تدمير حياته وذاته من خلال جرائمه. فقد روى الكاتب الروسي مكسيم غوركي عن شخص يعمل عتال على طنبر.شاهد مرة لص يسرق بعضاً من السكر منه، فأمسك به وضربه بيده فأرداه قتيلاً. وبعد أن خرج من السجن جرى خلاف بينه وبين فتاة، ضربها بخشبة فقتلها. واستمر الاجرام عنده، ولما خرج من السجن ثانية، عمل عند رجل، جرى خلاف معه مرة ثانية، فضربه بيده فأرداه قتيلاً، ثم انتحر . لقد فقد الاحساس بضرورة وجوده (ص-130). يبدو أن المشكلة الاساسية عند المجرم هي في انقسام الذات عنده. والذات المنقسمة موجودة عندنا منذ الولادة. وكلما نما الانسان، ينمو معه التوافق والتواءم مع البيئة، فيختزل مواقف في ذاكرته، حيث يستحضرها في تعرضه لأي مشكلة دون تفكير.
- المجرم كارل بنزرام:
قتل هذا المجرم الامريكي (Carl Panzram)حوالي 20 شخصاً قبل أن يعدم. ولد في عام 1891 واعدمته الحكومة الفيدرالية عام 1930 بعد أن قتل شرطي السجن. فقد شبا في ولاية مناصوتا لعائلة فقيرة مهاجرة من المانيا.كانت أمه تضربه، فهرب من البيت بعد أن سرق محتويات جيرانه، ثم تعرض للإغتصاب في طفولته مما ولد كل هذا الشقاء لشخصيتة المجرمة العنيفة. تعرف في سجنه على شرطي يهودي اسمه هنري لسر، وكان هذا الشرطي متعاطف معه بسبب ذكائه. فقد اعطاءه أوراقا وقلم كي يكتب مذكراته، ففوجئ باسلوبه الادبي الرفيع والبوح عن أدق الجرائم التي ارتكب. فقد اغتصب أكثر من 100 رجل، وهذا ليس من باب المثلية، بل انتقاماً لطفولته. تعرض هذا المجرم مرتين لاختبار وفشل في كلتيهما. الأول بعد أن طردت إدارة السجن الضابط المدير، وعينت عوضاً عنه ضابط آخر كان يحمل في ذهنه مشروعا اصلاحيا للسجناء. فقد أرسل وراء كارل واخبره أنه بأستطاعته أن يذهب خارج السجن لكن عليه أن يعود إلى نزانته في المساء، وكادت أن تنجح التجربة لولا أنه هرب مرة والقي القبض عليه، وشعر بالندم لأنه خان ثقة الضابط، أما الحالة الأخرى، فهي عندما أرسل لسر دولار إلى الزنزانة واحس بصداقته. دخل لسر مرة إلى الزنزانة يتفحص قضبان النافذة، فأدار ظهره لكارل، فغضب وقال له: أياك أن تعطيني ظهرك ثانية لأنني لا أريد قتلك. هذا يثبت أنه كلما حاولت الذات السوية أن تظهر تهجم عليها الذات الآخرى كي تسحقها (ص-133). هناك جملة هندوسية كتبت على المعبد أن (العقل ذابح الواقع) أي حالتنا الذهنية الداخلية هي التي تعزلنا عن الواقع. ونرى هنا أن مأساة بنزرام ليست في كونه مرفوضاً للمجتمع ، بل بأنه كان محاصرا داخل حالة من الايمائية السلبية حتى أصبح يعجز عن إدراك بأنه بشر (ص-138 ).
تجارب ونتائج:
قام عالم النفس الامريكي (جيروم برونر) بوضع قط في قفص مع طعامه، ثم كان يصدر اصواتا خفيفة، فكانت حواس القط دائما تصغي للأصوات. وضع مرة مع القط في الجانب المقابل فأر فتركزت حواس القط على الفأر رغم اطلاق الأصوات الخفيفة ذاتها. واستنتج أن الحواس تلتقط حوالي عشرة الالاف معلومة في الثانية، والمخ لا يتعامل إلا مع سبع معلومات في الثانية، بسبب أن المخ يعمل على تصفية لهذه المعلومات. قال مرة وليم جيمس أن البشر يمكن أن يتغيروا بتغير مواقفهم العقلية من الاشياء. وبناء على ذلك اجرى عالم نفس امريكي (دان مكدونلد) تجارب على مساجين خطرين. محاولا نقلهم من ذهنيتهم السلبية إلى مواقف ايجابية. ومن جملة ذلك كان يحاور سجين قررأن يقتل جاره باخفاء سكين في جيبه. فأقنعه بأن يصالحه ويدعيه لبعض السندويسات، وفعل ذلك مع جاره السجين فتحول الاثنان من عدوين إلى صديقين (ص-142). أجرى عالم نفس في بريطانيا محاولة على مساجين نازيين بتغيير مواقفهم من النازية في عام 1945 وعندما التقى بهم، اشاحوا عنه، ثم حاول أن يسألهم عن تعريفهم للإشتركية النازية ثم أخذ يسألهم بطريقة أصبح المساجين يكتشفون تناقض أفكارهم ( ص- 143). توصل عالم نفس امريكي ( هوارد ميللر) أن الانسان يجهل جوهر الذات البشرية ويفشل الاحاطة بطبيعتها، ويظل هذا الجوهر هاجعاً في احدى اركان العقل اللاواعي. ولذلك فهو قد توصل إلى أن الانسان يحيا في كهف داخل رأسه. والكهف مليء بعدد هائل من الادراج والصور المكتظة عن العالم الخارجي، حيث يلجأ المتدينون إلى تعليق خرائط على جدران هذا الكهف ، وعندما يواجهوان موقف أو مشكلة يهرعون إلى تلك الخرائط لحل الاشكال (ص – 148). بناء على هذا، فأن هناك عدد هائل من البشر يموتون في هذه الكهوف قبل أن يموتون جسدياً.
يقول فرويد لو توفرت القوة الكافية للطفل لدمر العالم. فالجريمة هي خليط من الانانية والطفولية، فالسادي يستمد من افعاله الشعور بالقوة والانتقام.
كيف تطور الانسان:
يقول المؤرخ (لويس جمفورد) في كتابه المدينة والتاريخ ان الإنسان بدأ الزراعة منذ 12000 سنة وقبل ذلك كان في مرحلة الصيد، وكان يمثل الشامان (طبيب ورجل دين) دور هام، وكان الطوطم هو إله القبلية ثم تحول في المجتمعات الزراعية إلى كاهن، والطوطم إلى وثن يمثل الإله. وبدأ الملك في المجتمعات الزراعية كوسيط بين الناس والاله أو الالهه، وعندما تتلف المحاصيل يضحون بالملك لإرضاء الآلهه. وذكر ذات الشيء فريزر في الغصن الذهبي. أتسعت القرية لتتحول إلى مدينة واصبحت المدينة ذات قوة تغير على مدن اخرى.
في إحدى التسجيلات التاريخية القديمة في كتاب (التاريخ بدأ من سومر-1959) يكتب عن محاكمة في عام 1850 قبل الميلاد، لثلاثة رجال قتلوا خادم معبد يدعى (ليو أنانا) ويقول النص أن أؤلئك الذين قتلوا نفساً لايستحقون الحياة (ص-163). يتحدث المؤرخ (وينود ريد) في كتابه "استشهاد التاريخ" أن فرعون كان يقيد نفسه بطعام العجول وممنوع من التجاوزات وقوانين الالهه فوق رأسه بشكل دائم. حدثت النقلة البشرية منذ الألف الثاني قبل الميلاد عندما أصبح الملوك يعدون انفسهم مجرد خدم للألهه حيث بدأوا ممارسة القوة دون كابح (ص-165). قام عالم الانثروبيولوجيا (اوسكار كيث ميرث) عام 1971 بصياغة نظرية أن اسلافنا البشر كانوا يأكلون لحوم بعضهم البعض. وصائدي الرؤوس في غينيا الجديدة وسومطرة ليسوا الوحيدين الدين يتلذذون بمخ الانسان، بل هناك اماكن في اسيا يقدم عوضا عنها امخاخ القرود كما هي دون طهيها (ص166). وكتب (كونراد لوينز) عن أن الأجناس الأليفة مثل الحمام والارانب ليست عدوانية في البرية، لكنها عندما تحبس تصبح لديها ميول عدوانية، فقد ضع طيرين في قفص فقام احدهم بنقر الاخر حتى الموت.
نعرف أن النوع يتطور عندما يجب عليه أن يتكيف مع بيئته. فهناك نظرية تقول أن الانسان تطور لمنتصب القامة بسبب وجوده قرب الماء وخوضه الدائم بها. وقد يتبادر لذهننا سؤال: لماذا تطورنا نحن وظلت القرود كما هي منذ 15 مليون سنة، أما سمك القرش فقد ظل كما هو منذ 50 مليون سنة. ونرى حتى أن النار التي كانت ثورة في حياة الانسان بدأت منذ 40 الف سنة فقط (ص179). التكيف هو سر حركة التطور.
قام (روبرت) باجراء تجارب هامة تعطي اجوبة لكثير من الاشكالات، وهي أن الجنس البشري مازالت لديه حاسة للمجال المغناطيسي مثل الطيور لكن اصبحت قليلة جداً، وهذا يشرح أن اسلافنا كانت لديهم حاسة معرفة المياه الجوفية وتحديد الاتجاهات في رحلاتهم الطويلة ( ص-187). يؤثر القمر في عمليه المد والجزر ويعتقد أن هذا يسبب اضطراباً نفسيا عند البعض يسمى ( الجنون القمري) خاصة في اكتماله.
لم تبدأ معتقدات البشر بتفسير الوجود، بل كانت استجابه لقوى الطبيعة. كما أنه نعتبر أن طقس الذبح اليهودي دليلا على السادية الجمعية والقربان المسيحي هو دليل رمزي على اكل اللحم البشري رمزياً (ص-191). كان عقلاء سومر يعتقدون أن الالهه خلقت البشر من طين بغية خدمتها.
- مساوئ الوعي:
كتب المجرم الألماني (جوسمان)- والذي قتل عدد كبير من الناس- في مذكراته مرة بأنه مختلف عن بطل رواية (الجريمة والعقاب ) "راسكالينكوف"، بسبب أن الاخير ندم على جريمته وهو ليس مجرماً. ونها كأنه يقول لنا أن المجرم يجب أن لايندم على افعاله. ومن جملة مساوئ الوعي هو أن بعض الشباب يرتدون أزياء غريبة ويقودون سيارتهم بجنون . هذا السلوك يقع ضمن تأسيس الاحساس بالذات والتمييز (ص-190).
أما في التاريخ، فقد تعرضت منظقة الشرق الوسط لغزوات منها كان اتيا من شرق اوروبا في عام 1500 قبل الميلاد ثم أتى الاشوريين ودمروا ماتبقى ، وكانوا شعوباً همجية أذ أنهم تركو لنا رسومات يفتخرون بها من قطع روؤ س الأطفال وخوزقة النساء (ص-205).
حين غزا (سينا شيريب) مدينة بابل عام 689 ق.م، قام بذبح جميع سكانها ودمر المدينة بكاملها وحول قناة ماء عليها كي تجرف كل شيء ثم اغتاله ابناءه بعد 8 سنوات (ص-212). لكن في عام 654 توحد بعض الاقوام السامية من عيلامين وكلدان وغيرهم ضد الاشوريين وقسوتهم المتناهية وحاولوا القضاء على عليهم، إلا أن الاخيرين تحركوا بوحشية ضدهم فلجأ ملك بابل إلى حرق نفسه خشية الوقوع بيدهم ولم يأتي عام 634 ق.م حتى سحق أشوريين بعل كل تمرد وركز مكانته في عاصمته نينوي، وعندما مات تجددت نار التمرد بقيادة ملك بابل نبوبولصر وحول اسطورة الاشوريين الذين روعوا الشرق إلى اسطورة وأثر بعد عين (ص-213). وهذا ليس في الشرق فقط، بل حدث عند الاغريق، فعندما غزا الاسبرطيين الميسينون ذبحوا منهم الكثير وحكموا البلد بالحديد والنار وحولوا المنطقة الى معسكر، وقسموا ميسينيا إلى اقسام وعينوا حاكماً من النبلاء الاسبرطيين عليها. وتحول المسينين إلى عبيد، وعندما كانوا يرون أي علامة ذكاء على الاطفال المولدين، كانوا يقتولونهم فوراً. وحولوا اطفالهم إلى عسكريين ومن يكون ضعيفا من هؤلاء الاطفال، كانوا يرمونه بالعراء حتى يموت. وتحول النساء إلى اشباه رجال بقص شعورهن، ومن لم ينجب منهم كان عليه حسب القانون أن يأتي برجل لزوجته كي تنجب. وعندما شاهدوا أن جارتهم اثينا اصبحت قوية وجهوا جيشاً اليها في حرب دامية استمرت 27 سنة حتى انتصروا عليها، لكنهم لم يستطعوا قيادة المنطقة بسبب أنهم عسكروا انفسهم واصبحوا لا يصلحون لشيء إلا للقتال. وخلال السنين اختفوا دون حرب بسبب تجمدهم (ص-216). ولم يشذ عن ذلك الاسكندر المقدوني، فقد كان يدخل بعض المدن ويذبح كل سكانها وأحيانا يكون غاية في الكياسة مع مدن اخرى.
في القرن الثالث قبل الميلاد اكتشف فيلسوف يوناني يعيش في الاسكندرية (استراكوس ) كروية الارض وحدد قطر الارض بحوالي 24000 ميل وقد كانت في الحقيقة (24860) ميل وقال أن الأرض تدور حول الشمس وهي اكبر من الأرض (ص-220).
وأخيرا يجب أن يعتبر الكاتب المركيز (دي ساد مرجعاً في دراسة علم الجريمة (ص-235).
-------------------------------
- The criminal history of mankind, Colin Wilson, Mercury books, 2005,London1
-2 التاريخ الإجرامي للجنس البشري- الجزء الأول – سيكلوجيا العنف- الدكتور رفعت السيد علي 2001



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجيا العنف -4
- اسوداد الوجه-قصة قصيرة
- سيكولوجيا العنف(3)
- سيكولوجيا العنف(2)
- سيكلوجيا العنف (1)
- الأزمة
- المبعدون - قصة قصيرة
- مقاومة - قصة قصيرة
- الاخوة الاعداء - قصة قصيرة
- تخيلات عائمة - قصة قصيرة
- شالوم - قصة قصيرة
- غابة التخلف -قصة قصيرة
- حفار القبور
- الثأر والبندقية - قصة قصيرة
- الزنزانة
- مدن غير مرئية
- بداية مجلة المهجر الثقافي
- المصنع
- إصدار جديد - ومضة ضمير
- بحيرة قطينة-قصة قصيرة


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خليل الشيخة - كتاب سيكولوجيا العنف عند البشر