أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عباس علي العلي - جرد حساب فكري _في كتاب الإسلام والماركسية , للكاتب ذياب مهدي أل غلام ح2















المزيد.....

جرد حساب فكري _في كتاب الإسلام والماركسية , للكاتب ذياب مهدي أل غلام ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5312 - 2016 / 10 / 12 - 02:28
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إن أفضل ممارسة نقدية يمكن أن نضعها في الحساب العقلي هي ممارسة النقد الذاتي من داخل المنظومة المنتقدة، فالتحسس والتحقيق والكشف الذاتي وبتجرد الواقعي الذي يبحث عن حلول وليس عن تبريرات هي الطريقة الأمثل لأعادة الحياة للفكرة وليس للتجربة، الفكرة كلما كانت حيوية وتمتلك القدرة على التجدد لن ولم تموت بعنوان موت أو فشل تجربة نسبت لها أو الصقت بها، الفكر والنظريات والرؤى الحية هي من تنتج حلول وتنتج أرهاصات عقلية تستكشف الكثير من الأبواب كي تعيد برمجة وقراءة الواقع، الإسلام كما الماركسية كلاهما اليوم في موضع الأمتحان وفي تماس مع حقيقة حيوتهما الذاتية، ولا أظن أنا كقارئ معرفي أنهما سيفشلان في الأختبار طالما أن هناك أصوات تقرأ وأصوات تنتقد وتمارس النقد بعلمية وأحتراف وتجرد.
أرى أن النقد الذاتي الذي قدمه الكاتب يقع عادة من ضمن تصنيفات المعرفة بالمنشورات الداخلية للحزب، بمعنى أن هذا الجهد النقدي ليس بالضرورة ان يقدم كدراسات نقدية منفصلة عن المراجعة التاريخية التي يجب أن تمر من خلال الأطر الفكرية التنظيمية، فهو أقرب في جزءه الماركسي إلى منشور حزبي، وفي جزءه الدين على النقيض من الجزء الأول محاولة إرشادية بحاجة إلى تعمق أكثر وأستخدام المنطق الجدلي الديني في نقض وتعرية تفاهات الأصولية المتحجرة من فكرية ونظرة الكهنوت المسيس للدين.
لكن هذا لا يقدح في الهدف ولا يقلل من شأن المحاولة ذاتها، فالكثير من القراء ممن ليس لهم أطلاع مثلا في الجانب الفلسفي من الماركسية سيجد صعوبة في فهم الخطاب النقدي، وكذلك سيجد الكثير من الماركسيين ممن لم يقرأ القرآن الكريم ولم يحاول فهم فلسفة الفكرة الدينية سيجد صعوبة أخرى في المقارنة والمقاربة، لذا فكان وجوبا علينا أن نتدخل مرتين في التوطئة وفي جرد الحساب لنكون على قدر مهم من تقريب الفكرة ومحاولة تقديم طبق فكري طازج للعقل الإنساني.
القضية الثالثة والأخيرة في سلسلة الملاحظات النقدية على جهد الأخ والصديق بن مهدي أل غلام ، هو قدرته على أنجاز موضوع فكري دقيق يقارن فيه المقدمات والمعطيات التأسيسية لكل من الإسلام كدين وكفر وما هي المبررات الوجودية بعيدا عن التأويل الديني المعتاد، سواء أتفقنا معه في المخرجات أو تغاضينا عنها لأنها تبقى فكرته الخاصة، وأيضا مارس نفس الدراسة على ميلاد النظرية الماركسية وعازيا أسبابها كما ذكر إلى المعاناة الإنسانية التي تلاقيها الطبقة العاملة في أوربا، قد يكون هذا المبرر بالنسبة لي أنا الكاتب لا يمس واقع الحقيقي بقدر ما في العقلية الفلسفية الأوربية من قدرة على القراءة النقدية للواقع، وقد لا يكون لدور المعاناة المذكورة أهمية في تأسيس النظرية الماركسية لأنها وكنظرية علمية فلسفية لم تكن ردة فعل لواقع محدد، وإلا لو كانت كذلك لشهدنا موتها بمجرد تعديل وتصحيح وضع الطبقة العاملة وما هو حاصل اليوم.
النظرية الماركسية فلسفة خارج حدود زمنها الميلادي ونظرية أقتصادية أجتماعية مترابطو، وقراءة تاريخية لعالم التحولات البنيوية في المجتمع الإنساني، فمن الظلم جدا ربطها بقضية جزئية، المجتمع الإنساني ليس بالضرورة هو مجتمع عمال وكادحين، بل أن البرجوازية في صيغتها المعرفية وممارستها العملية هي واحدة من أعمدة دعم المعرفة والفكر، وبدون وجود طبقة برجوازية وطنية عاملة لم يشهد المجتمع الأوربي ولا أي مجتمع أخر مرحلة تطور وتجديد ومدنية حضارية.
الطبقة العاملة هي طبقة اجتماعية أقتصادية بشرية تحولت من واقعها الأقتصادي القديم الزراعي والحرفي وحتى العبودي وتحت موجبات وضروريات التحول الأقتصادي والسياسي وما رافقه من تحولات عميقة في الوعي، إلى طبقة منتجة ومساهمة في تحريك الواقع الجديد ليس بجهدها الخاص ولا نتيجة تحولات فجائية، بل من قاد التطور الصناعي والمالي والتنظيمي السياسي هي الطبقة البرجوازية المغامرة التي لا يمكنها التخلي عن مصالحها، نعم ولكنها أيضا لا يمكنها التفريط بالمكاسب الاجتماعية التي فدمتها للمجتمع بالتوظيف المالي للفكرة العلمية التي رعتها وسخرتها للتطوير والتحديث.
الحديث عن معاداة البرجوازية وجعلها اضحية وقربان يقدم لتحرير المجتمع من خلال تحرير الملكية واحد من أهم أسباب فشل التجربة الماركسية، لأن عدم الإقرار بالملكية وحق الملكية الفردية التي هي واحدة من النوازع الفطرية أدى إلى تخلف الأنتاج وعدم الرغبة في التجديد والتطوير لانعدام الدافع الذاتي للأدارة الأنتاجية في المجتمع الاشتراكي، لذا فأحترام دور البرجوازية مع تقنين العلاقات بموجب سلسلة متوازنة من العلاقات القانونية الحيادية والإنسانية كفيل بضبط التوازن بين عناصر الأنتاج والحاجة للتطور والسيرورة نحو مجتمع الرفاهية.
هناك قضية حقيقية وأعتبرها جدلية لم يكشف الكاتب عنها ولم يركز عليها بالرغم من أنه تعرض لها في أكثر من مكان وفي أكثر، ألا وهي الخطأ المادي الذي أرتكب بحق الماركسية كما هو الحال في الإسلام الرسالة حين تم تحويل الماركسية من نظرية فلسفية إلى أيديلوجية تمثلت في الحزب الشيوعي على يد لينين والتي تحولت تبعا ذلك من ماركسية علمية نظرية، إلى ما يسمى بالماركسية اللينية وهي الفكرة التي أطاحت بالنظرية في دائرة التحجر وفرضت شروط التنظيم الأيديولوجي الصارم على فكرة حرة عقلية يراد لها أن تتحول إلى نمط ثقافي أجتماعي فتحولت بفعل التحزب إلى مذهبية سياسية لها أعداءها وخصومها الذين يسعون إل محاربتها بنفس النمط الحزبي.
لقد أجهز لينين على الفكرة الماركسية وأوقف مسيرتها التطورية الطبيعية عندما حولها لتنظيم مؤدلج ومؤطر بحتميات وشروط التحزب، مما لم يسمح لها أن تتحرر من أطارها الطبقي إلى أطارها الإنساني، بالرغم من هذا النقد الخفي يعود الكاتب في محاولته النقدية إلى ذات الخطأ الذي أنتقده ليطالب بتأسيس أحزاب أشتراكية جديدة تقوم على ملاحظة نقد التجربة، وتجريب نمط أخر من التطبيق العلمي على وصفه للاشتراكية الماركسية المتوافقة والمتصالحة مع حقائق الواقع دون أنكار الضرورات الواقعية.
كما أجهزت الدولة الأموية حين حولت الإسلام من ثقافة حياتية تدير البنية العقلية وتساعدها في تأسيس كيان اجتماعي وسياسي للمجتمع الجديد، إلى منهج دولة وجعله متدخلا في كل التفاصيل الحياتية للدولة والفرد وإن كان بقراءة جزئية، الخطر الأكبر على الأفكار والفلسفات الإنسانية أننا نحجمها ونختصرها في تجربة فنضعها في سجن التجربة ونتركها تموت ببطء هذا ما أراد أن يقوله سواء كأمنية فكرية أو حاول عدم التصريح به وفاءا لروحه الماركسية ورؤيته النقدية لما يعتبره جريمة تاريخية بحق ماركس والماركسية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرد حساب فكري _في كتاب الإسلام والماركسية , للكاتب ذياب مهدي ...
- تقديم وتوطئة ومدخل ضروري لكتاب الماركسية والإسلام _ذياب مهدي ...
- دور المثقف ومعالجة المشكل الأجتماعي
- العراق التاريخي هو عراق اليوم والتجربة لم تنجح في التغيير
- العدل الألهي..... والظلم البشري في تسخير النصوص الدينية المض ...
- التحريف الكهنوتي ومنهج الأستحمار الديني
- أحيوا أمرنا ....ح2
- أحيوا أمرنا ....ح1
- فلسفة الثورة والدين ومنطق الحرية _ح1
- فلسفة الثورة والدين ومنطق الحرية _ح2
- شروط الثورة ومسيرة التجسيد _ ح2
- هذيان عاشق مغرور
- الحاجة للفن حاجة للحرية _ قراءة أنطباعية في لوحات الفنانة ما ...
- هذيان ميت
- شروط الثورة ومسيرة التجسيد _ ح1
- هل كان الحسين مظلوما في ملحمة الثورة وقضية التحرير؟ ح2
- هل كان الحسين مظلوما في ملحمة الثورة وقضية التحرير؟ ح1
- الصوت والصدى وأنحياز المشاعر.
- نحن والحسين الرمز والقضية. إستيعاب أم أستلاب
- موعد مجهول على أبواب مغلقة


المزيد.....




- التهجير تحت نار الحرب: “ليس مجرد قصف… بل اقتلاع للإنسان”
- حزب العمال: ستبقى غزة واليمن مقبرة للغزاة
- جرادة بعد سنوات من الحراك: حوار مع المناضل النقابي مصطفى الس ...
- فلسطين: هجوم إمبريالي على الشرق الأوسط بأسره *
- صدور العدد 83 من جريدة المناضل-ة/الافتتاحية: ناقوس الخطر … ...
- انتخابات رومانيا الرئاسية: استقالة رئيس الوزراء بعد فوز مرشح ...
- اكتشاف مقبرة مجهولة لجنود سوفييت في السويد
- بيان المكتب الجهوي لحزب النهج الديمقراطي العمالي بأوروبا الغ ...
- م.م.ن.ص// اسم وأعمال تعيش عبر قرون
- الجامعة الربيعية لأطاك المغرب؛ الأهداف، المصاعب، المكاسب وال ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عباس علي العلي - جرد حساب فكري _في كتاب الإسلام والماركسية , للكاتب ذياب مهدي أل غلام ح2