أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - مأساة الحسين(ع) بين جفاء الشيعة و جهل السنة















المزيد.....

مأساة الحسين(ع) بين جفاء الشيعة و جهل السنة


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5308 - 2016 / 10 / 8 - 14:37
المحور: الادب والفن
    


مأساة الحسين(ع) بين جفاء آلشّيعة و جهل السُّنة
كتبت هذا المقال قبل أكثر من 30 عاماً مع بدايات إنتصار الثورة الأسلامية و أجريت عليه بعض الأضافات و التغييرات الطفيفة, و لأني و بحسب رأي العديد من أصحاب الاختصاص لم أجد من كتب أفضل منه؛ لذلك أعيد نشره مجدّداً آملاً من الأمام الحسين(ع) الذي ليس فقد أحيا الأسلام و صحّح مساره و عرض جوهره للناس؛ بل وَ قَدّم نموذجاً رائعاً لنهج الحياة أن يتقبل بضاعتي المزجاة هذه الذي أعيد نشره و أتمنى من كلّ مثقف منصف و عالم و محب بغض النظر عن دينه و مذهبه و عقيدته أن يهتدي بهديه مع المحبة, و الله من وراء القصد.
ألمقدمة: إستغربت كثيراً و بعد كلّ تلك السّنين العجاف و آلقرون الغابرة لِما حدث و يُحدث لنهج الحسين بإسم الحسين (ع) و من قِبَلِ المُدّعين لحُبّهُ و موالاتهُ و جيرته عليه السلام؛ فبآلرغم من إنتصار الأسلام في الجمهورية الأسلامية و إنتشار نظريات أستاذنا الفيلسوف محمد باقر الصدر و الفيلسوف مطهري و أستاذي فيلسوف العصر جواد الآملي و المفكر شريعتي و فوقهم الأمام الخميني؛ لكن ما زال الكثير يُحاول جاهداً حصر و تحجيم القضيّة الأسلاميّة - الحسينية و فلسفة الحياة في طقوس دينية و مراسم تشبه المراسيم الهندوسية و السّيكية كعادات و تقاليد في كلّ موسم من محرم دون وعي أو تجديد لحقيقة هذه النهضة الكونية!؟

هذا بآلأضافة إلى أن واقعة (الطف) تتكرّر أمام عيونهم كل يوم في ساحات المواجهة العالمية من دون أن يهزّ ضمير أو وعي الناس خصوصا السياسيين و كأنهم قفلوا على عقولهم و سمعهم!؟

و آلذي زاد من عجبي و مقتّي لهؤلاء .. هو ما شهدته من آلظواهر المقززة و المؤلمة الكثيرة التي ظهرت بإسم الحسين(ع) و آلتي عايشناها منذ الطفولة يوم كان جدّي رحمه الله يفعل ذلك في بيته و حسينة بلدته, و منها ظاهرة خطيرة جذبتْ إنتباهي و شدّتني كثيراً و كانت تتعاظم بحلول شهر المصيبة و الحزن و آلمآساة (محرم) و هي كثرة التظاهر و التّطيّن و التّطبير والمشي على النار والفحم المتجمّر من قبل بعض الناس الذين أكثرهم كما أشياخهم و مراجعهم لم يدركوا حقيقة ثورة الحسين(ع) و منهجه .. بل حاولوا البقاء على تلك الحالات الطقوسية المبتذلة رغم مرور ما يقرب من 14قرناً على ثورته .. بجانب ثورة الاسلام العملاقة في إيران في عصرنا الراهن و كأنهم يجهلون حتى النّصوص التي أعلنها الحسين(ع) بوضوح قبيل ثورته و أثناء مسيره من المدينة نحو العراق و حتى في يوم عاشوراء كحجج دامغة عليهم و على كلّ العباد!

أصل ألمأساة:

قبل عالم ألذّر .. بستّة آلاف عام ..أبْرمَ الباري ميثاقاً مع آلحُسين (ع) ليكون قدر ألكون الذي سيتحدّى به ربّ ألعباد أصل ألشّر ألذي سيظهر في آلكائنات حتى آلملائكة بسبب ألعلو و آلتّكبر ألذي أصيب به رئيسهم ألشيطان الّلعين و الذي سيُخلع من منصبه, عندما يَعترض و من معهُ من آلملائكة على خلق آدم لاحقاً:

(قالوا أ تجعلُ فيها من يُفسد فيها و يَسفك ألدّماء و نحن نُسبّح بحمدك و نُقدّس لك)(1)؟

فكان فصل ألخطاب ألألهيّ مباشرةً مع أؤلئك ألمُعترضين على خلق أبونا آدم (ع) ألّذي سقط في الأمتحان ألعملي بعد نجاحه في آلأمتحان ألنّظري .. ليكون إيذاناً بالبلاء و المحنة للأسف (فعصى آدم ربه فغوى), و لولا توبته لكان من الخاسرين - و كان فصل الخطاب آية إحتوتْ الكثير من آلأسرار الغامضة : (إنّي أعلمُ ما لا تعلمون).

فما الذي كان يعلمه الله؟

و ما هي أصل ألقصّة (ألمحنة) التي ما عرف - لا آلشّيعة و لا آلسّنة ناهيك عن أصحاب ألكتب ألسّماوية – تفاصيلها و أسرارها ألموثقة(2)؟

بعد أنْ أتمّ الباري تعالى خلق أهل الكساء ألخمسة كما إستنبطنا من الروايات و آلأحاديث والقرآن الكريم, قال تعالى للحسين (ع) : أريد تجلّياً في هذا الوجود العظيم بظهورٍ يليق بوجهي و مقامي فيه, لردم ألشّر الذي بدأ الشيطان يكتنفهُ لعلمه بخلقي لكم و إعتباركم أهل بيتي في هذا آلوجود ! فهل لك يا شُبّير (ألحسين) أنْ تكون لها؟


أجابَ آلحُسين (ع) غير مبالياً و بكل بساطة : سمعاً و طاعة .. إنّه من دواعي ألفخر و آلأعتزاز أنْ أكونَ أنا الذي منْ سيتحمل تلك الأمانة التي تبدو أنّها عظيمة جدّاً! لكن منْ أنا مُقابل عظمتك يا خالقي و ربيّ حتى تستشيرني بالرّفض أو القبول؟

ثمّ أنهُ معيَ منْ هم أولى بهذا الأمر العظيم كجديّ و أبي و أميّ و أخي, فلماذا وقع التقدير علينا؟

و ما هذا الأمر الذي يحتاج كلّ هذه المُقدمات و آلأذن و آلتحضير و أنت القاهر فوق الخلق و الكائنات و الوجود؟

قال تعالى: لِكُلّ من ذكرتَهم – جدّكَ و أبيكَ و أمكَ و أخيكَ – يوماً! لكنْ لا يومَ كيومكَ يا شُبّير!؟

ثمّ بيّنَ تعالى أصل ألمأساة بآلقول : سأخلقُ بشراً من (صلصالٍ من حمأ مسنون), و سيكون هناك مراتب و أحداث و محن, و الكثير منهم سَيَكْفرون و يستكبرون, لأنّ الذي يُقدسني حتى هذه اللحظة ذو شأن عظيم, هو رئيس ملائكتي , و قد عبدني أربعة آلاف عام و ما يزال, إلاّ أنه سيختار طريقاً آخر لأستكباره مُتأملاً نيل ما ليس من حقّه, بعدما أصيب بالعُجْب, و هو ماردٌ أقسمَ على غواية العباد إنتقاماً, لأني شئْتُ أنْ أجعلكم خلفائي في هذا الوجود بعدما أثْبَتّم صدقكم و وفائكم لي من قبل, لذلك سيسعى بكلّ كيده كي يعلو عليكم و على أتباعكم, مُحاولاً إثبات موقفه تكبّراً و علواً أمام إرادتي, و ستكون أنت يا حُسين من يتصدى لهذه الأمانة العظيمة لإثبات حقيّ بمشيئتي, و سيأتي دورك بعد خيانة القوم لجدّك و أبيك و أمك الزهراء و أخيك شبر (ألحسن), حيث سينقلب القوم على أعقابهم, لكن يومك سيكون غريباً على أهل السموات و الأرض, و وحدك من سيتحمل أمانتي و صورتي الحقيقة للأجيال في الوجود بعد شهادتك الكونية المباركة, لتكون مثلاً أعلى للأنسان ألكامل ألذي وحده سيعرف سرّ ألوجود عبر آلأزمان و آلأكوان, و ليس هذا فقط بل ستكون مُفسّراً لآياتي و أسباب خلقي لهذا آلوجود .. حيث سيعلم الكائنات تفسير: { إنّي اعلمُ ما لا تعلمون} و لا يبقى بعد ذلك من لا يعرف آلسّر و آلمعنى لو أراد!؟

قال الحسين (ع) ما آلأمر يا معبودي ؟

لقد شغل وجودك وجودي, و هواك هواي , فهل لي الخيار مقابل خيارك و أنا آلعاشق ألمُتيم؟

و هل سينقلب الكون بعد إنقلاب القوم على أعقابهم بعد رحيل جدّي ألذي أمينك و حبيبك و خاتم رُسلك و أنبيائك ؟

قال تعالى: نعم هو كذلك, لكنّك ستكون ناجياً و حائلاً عن وقوع هذا آلأمر ألعظيم ؟

قال الحسين (ع): إذن و الله فُزْتُ فوزاً عظيماً!

قال تعالى هو كذلك, لكنك ستُقتل و يُقطع رأسك ثمناً لذلك.

قال: و عزّتك و جلالك إنها أهون ما يكون عليّ ما دام في رضاك.

ثم أعقب تعالى: لكن ياشُبير (حسين)؛ ليس هذا فقط, و إنّما أصحابك آلأوفياء و أهل بيتك الأبرار و هم خير آلبريّة سيُقتلونَ أمامكَ بأبشعِ صورةٍ خصوصاً إبنك عليّ الأكبر الذي هو أشبه الناس خلقاً و خلقاً برسولي محمد(ص) .. هنا أعقب شُبّير (ألحسين) بالقول:

و هل ذلك سيكون يا إلهي برضاهم أيضاً أم مُجبرون عليه؟

قال تعالى: بلْ بكاملِ رضاهم و إختيارهم.

ثم قال تعالى: لكن يا حسين؛ لا يتوقف الأمر عند هذا آلحدّ! بل سَيَقِتِلُ آلقومُ إخوتكَ و أوّلهم قمر آلكونين أبا آلفضل ألعبّاس ثمّ بقيّة أهل بيتك.

قال آلحُسين: لقد عرفتُ هذا .. فقد أخبرني للتّو أبي(ع), و كأنهُ يُواسيني, و تَعَهّدَ بأنْ يكونَ أخي ألعبّاس(ع) صاحب لوائي من خيرةِ ألأصلاب قويّاً شهماً ليدافع عني في تلك آلواقعة الكونية آلداميّة.

فقال تعالى: نعم و هو كذلك فوالدك عليّ هو العلي الذي مع الحق و الحقّ معه أينما دار.



ثمّ قال تعالى: يا شُبّير (حُسين)؛ عَلَيّ أنْ أُخْبِركَ بشئ مَهيب و إنْ كانَ يحزّ في نفسي قوله؛ لكنّي أنا الله ألمَلكُ آلحقّ آلمُبين, آليت إلاّ أن أخيّر أحبائي خصوصاً لمثل هذا الأمر .. و لذا عليّ بيانه و هو

إنّ فصول ألمحنة في يوم (عاشوراء) لا تكتمل حتّى يستشهد أصغر جنديّ معكَ ليكتمل معنى التضحية و الحرية و الفداء أمام شياطين الجن و الأنس في آلعالمين و لتكون واقعة ألطّف حينها واقعة بشهادة إبنك الرّضيع (عبد الله)!

هنا إهتزّ قلب شُبير (الحُسين) ثمّ نظرَ و قد تمالكَ وجوده آلمقدس شيئاً من آلتّوجس و آلتّرقب و الحيرة قائلاً:
ما أعظمها من مأساة يا إلهي أ وَ يكونُ واقعاً كل ذلك حقّاً؟

لأنّ آلطفل بكلّ ألمقايّس و الأحوال و الأكوان لا ذنبَ و لا جناح عليه لكونه طفل لا حول و لا قوة و لا ذنب و لا تكليف أو حُجّة عليه؟



قال تعالى: إيّ و عزّتي و جلالي , بلْ إنّ أعوان ألشّيطان سيُقطّعُونَ جَسَدَكَ إرباً إرباً و سَيَسْبُونَ حَرَمَك و عيالك, و سَيَلْقونَ منْ بعدكَ آلكثير من آلأذي و آلغربة و آلذّلة و آلأسر و هو ليس بأقلّ من شهادتك الكبرى؟

لأنّ تلك المسيرة و آلشّهادة ستَفْصَح عن جوهر ألحقّ في كلّ آلكون, و ستكون هي العَلَمُ آلذي سَتَرْفَعَها منْ بَعدكَ أُختك (زينب) لكشف المنافقين و الفاسدين و تعريتهم للتمهيد إلى تثبيت خلافتي الكونية في آلسّماوات و آلأرض و لو بعد حين على يد أحفاد و قوم سلمان المحمدي(الفارسي) الذين سيُعيدون الأسلام من جديد للناس بعد رسول الله جدّك!

قال آلحُسين (ع)؛ (رضاً برضاك صبراً على قضائك لا معبودَ سواك .. إقضِ ما أنتَ قاضٍ, ستَجِدُني إنْ شاء الله من آلصّابرين).

و هكذا قضى الله أمراً كان حتماً مقضيا!
و هناك فصول و أحوال لهذه المأساة الكونية سنقدمها في القسم الثاني إن شاء الله.
عزيز الخزرجي
7/10/2016 المصادف لـ 1438هـ.



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية تعيش أنفاسها الأخيرة
- همسات فكر(102)
- أين الحقّ
- همسات فكر(100) تعريف الثقافة
- الديمقراطية وهم إعلامي
- همسات فكر(87)
- الشعوب و القصور في الألفية الثالثة
- الطاقة النووية العراقية
- لماذا لا يستقر العراق؟
- الصدر و دعاة اليوم(10)
- الصدر و دعاة اليوم(6)
- الصدر و دعاة اليوم(5)
- الصدر و دعاة اليوم(3)
- هل بقيت شرعية لمجلس النواب!؟
- هل بقيت شرعية للبرلمان العراقي؟
- همسات فكر(70)
- أصول التكنوقراطية الأسلامية
- مؤشرات التناحر بين الفاسدين
- همسات فكر(60)
- لا مصالحة .. ما لمْ؛


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - مأساة الحسين(ع) بين جفاء الشيعة و جهل السنة