أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم عبدالله هاشم - حين قتلنا الحسين














المزيد.....

حين قتلنا الحسين


كريم عبدالله هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 5308 - 2016 / 10 / 8 - 14:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لما وجدت قريش انها الفرصة السانحة للقضاء على امتدادات الثورة ( المحمدية ) ، جيشت ( كل ) القبائل العربية - بلا استثناء – بشكل مباشر أو غير مباشر فقتلت ( الحسين بن علي بن أبي طالب ) . وهي بذلك قامت بتفتيت ركن مهم وظلع قائم متبقي – مؤثر وفعال - من (الثورة المحمدية ) ومزقت ماتبقى من وجهها المشرق الذي تناوشته وتناوبت عليه قبل ذلك الأختلافات والأنشقاقات وتداعيات صراعات الخلافة والسلطة والتسلط بعد وفاة ( محمد بن عبدالله ) اذ تحول هذا النهج فيما بعد الى وسيلة لتسلط السلاطين على رقاب العباد .
ولكون الحسين بن علي يمثل فيما يمثله الأمتداد الحقيقي الصافي لمعاني الرسالة المحمدية والتي نشأ وتربى بين كنفاتها ونفحاتها وفي ظل ( علي بن أبي طالب ) الذي قتله زهده ، كان لابد لقريش والأعراب وسلسلة العصبيات والأطماع والغايات والمغانم القبلية من قتله والتخلص من هذا الطوفان والمد الذي يهددها - بجلال علمه ونسبه - وسكون معرفته - وعميق زهده . في واقعة الطف التي يندى لها جبين التاريخ العربي وجبين العرب والمسلمين جميعا .
لقد كان الحسين مقتولا منذ ( حمالة الحطب ) ولعل سيف أبو لهب ورمح أبو سفيان وسهم مسيلمة وخنجر بن ملجم في أول الصفوف ، وما واقعة الطف الا صرخة وثورة مدوية من بين تراكمات التاريخ القصير للعرب المسلمين وقتذاك , وستبقى في الضمير والوجدان العربي والأسلامي ، تصرخ في وجوهنا كشاهد على عمق فجيعتنا وخيبتنا ومدى انحطاطنا وتخاذلنا فلازلنا نتوارث تلك التراكمات ، ولازلنا نقتل الحسين كل يوم اذ نحن كالطرشان حين يأتينا صوته عبر الفلوات وعلى مدى التاريخ ( طالبا الأصلاح في أمة جدي ) . هذا الأصلاح الذي تدحرجنا بعيدا عن معانيه ومفاهيمه وأبعاده ، سواء بأرادتنا أو رغما عنا .
لم يقتل الحسين سني أو شيعي . . فقد قتلناه جميعا ولازلنا نمارس عملية قتله ونمعن فيها اذ ابتعدنا تماما عما كان يريده ويرمي اليه وتفانى وضحى لأجله ايما تضحية ( الأصلاح في أمة جدي ) وحولناه الى مجرد خرقة سوداء أو عويل يفتقد للمعاني أو طقوس وخرافات سفهنا بها عظمة هذه الثورة وعظمة أهدافها وعظمة أبطالها وبطلاتها وضيعنا المعاني الحقيقية التي يجب أن نعيها ونستوعبها ونتدارسها ونتربى عليها مطولا بلا انقطاع . لقد ضيعنا هيبة واحترام الحزن الجليل المهاب فيما نبتدع من خرافات .
لقد قتل الحسين بعصبياتنا القبلية التي توارثناها وأطماعنا التي تناسلت الينا . . بجبننا وتخاذلنا ، بتدحرجنا بين أقدام الأصنام والسلاطين والزعماء والشيوخ والأمراء ، بتقلبات وجوهنا ونوايانا وعدم صفاؤها ، بتبدل أخلاقنا وسلوكنا ، بالكذب الموغل فينا وانعدام الصدق والمصداقية وانعدام القيم والمباديء .
كلنا قتلنا الحسين :
حين تفشت بيننا خارطة الموت ، وحين بصمت الشظايا على أجسادنا وتركت ندوبا في فكرنا وأخلاقنا . . حين داستنا الأقدام وحين نفخنا الأصنام وسرنا خلفها – أي نوع كان من الأصنام وتحت أي ستار وعباءة كانوا – حين سرنا صامتين صاغرين الى محارق السلاطين والغزوات والأحتلالات وخلف مآرب الأمراء والشيوخ والزعماء غير الشريفة . . حين حولنا الدين الى وسيلة للكسب والنفع والتربح والتسلط والتسيد وشوهنا وجه الله الجميل الصافي الحلو البسيط بطقوس وعادات باعدت بيننا وبين الله . . حين سمحنا وفسحنا المجال لأن يتصارع المنظرون والمفسرون – كل الى غاية – فوق جماجمنا . . حين أصبحنا كالعميان والطرشان وفاقدي البصر والبصيرة . . حين أصبحنا نوفر لأنفسنا مبررات وذرائع للفشل والأحباط . . وغير ذلك كثير من الوقائع والحقائق التي تجعلنا في الخندق المضاد والمعادي لما أراده الحسين في ثورته ونهجه .
سلام على الحسين بن علي في ثورته ومقارعته للتحريف والأنحراف . وسلام على مناصروه أبطال وبطلات ثورته مخلدين ماجدين في ضمير الأنسانية .

كريم عبدالله هاشم



#كريم_عبدالله_هاشم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تواقيع الشظايا (( عدنان حسين في أسفاره ))
- خارطة الموت (( قراءة نقدية في رواية - مثلث الموت - للكاتب عل ...
- وليمة الأله الجديد (( قراءة نقدية في المطولة الشعرية - خطبة ...
- دخان 11 سبتمبر الكاذب
- وهم الأنتخابات
- كلمة للطرشان
- لمواجهة الموت الجماعي
- وطن ومواطنة : (( هاشم الزيدان نموذجا ))
- الفلوجة
- المطلوب : اعادة نظر
- لاوجود لنا . . . (2)
- لاوجود لنا . . . (1)
- من جد لم يجد
- بين ملك هاشمي وسلطان نجدي : تبعثرنا
- سقوط القلعة
- النشيد الفلسطيني (( قراءة نقدية في رواية - مصائر - للكاتب - ...
- ماتحمله معك
- الكتابة في درجة -40 (( قراءة نقدية في رواية - كيف تقتل الأرن ...
- تبديل أذرع الفساد
- الحبل حول رقابنا مجددا


المزيد.....




- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...
- عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين: واشنطن تلقت خلال الصراع ...
- عاجل | حماس: نؤكد مجددا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني ما ...
- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم عبدالله هاشم - حين قتلنا الحسين